خطاب المهاجر
New Member
;(;(;(
لو تَفكَّرت النُّفُوسُ فِيمَا بَينَ يَدَيهَا وَتَذَكَّرَت حِسَابهَا فيما لها وعليها لبعث حزنها بريد دمها إليها أما يحق
البُكاء لمن طالَ عِصيانهُ: نهاره في المعاصي وقد طال خُسرانه وليله في الخطايا فقد خفَّ ميزانه وبين يديه
الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه
إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد: إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر
لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى
النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون
الدركات وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال: فلان مات وتقول: رَبِّ ارجعون فيقال: فات
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم)
وأخرجا من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث: (ثم يؤتى بالجسر
فيجعل بين ظهراني جهنم فقيل: يا رسول الله وما الجسر قال: مدحه ومزلة عليه خطاطيف وكَلاليب
وحسك المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل فناج مسلم وناج مخدوش حتى يمرّ
آخرهم يُسحب سحباً)
أحضر جهنم أمام عينيك
ينادي أهل النار بأعلى صوتهم: يا مالك قد حق علينا الوعيد ... قد أثقلنا الحديد ... يا مالك قد نضجت
منا الجلود ... يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود ...
فيرد عليهم بعد أربعين سنة في رد يشبه الصاعقة : إنكم ماكثون .
لاينجيهم الندم ولا ينفعهم الأسف
فهم غرقى في النار ... طعامهم نار ... وشرابهم نار ... ولباسهم نار ... ومهادهم نار ... فهم بين حر
الحميم وسرابيل القطران وضرب المقامع وثقل السلاسل , تغلي بهم النار كما تغلي باللحم القدور ,
ويهتفون فيها بالويل والثبور ,يصب من فوق رؤوسهم الحميم , يصهر به ما في بطونهم والجلود , ولهم
مقامع من حديد, تهشم بها جباههم , فينفجر الصديد من أفواههم , وتنقطع من العطش أكبادهم , وتسيل
على الخدود الحدق , كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب , غلت أيديهم إلى
أعناقهم , وجمع بين نواصيهم وأقدامهم , يمشون على النار بوجوههم , ويطأون أشواك الحديد بأحداقهم
, فلهيب سار في بواطن أجزائهم , وحيات الهاوية وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم
فيالله هل لأحد من طاقة على تحمل لحظة واحدة من اللبث فيها ؟؟؟
أوما تفتدي نفسك من لحظة واحدة فيها بنعيم الدنيا بأسره ؟؟
أوما تشتري البعاد عنها بسهر الليل كله وعطش النهار كله ؟؟
كان إبراهيم الخواص يكثر البكاء أواخر عمره ويقول :
يارب قد كبرت وقد ضعف جسمي وقلت عبادتي فأعتقني بفضلك من النارفإني لاأقدر على أن أمكث فيها
لحظة .
قالت ابنة الربيع بن خيثم: يا أبتاه ألا تنام ؟ فقال يابنيه كيف ينام من يخاف البيات ، إن جهنم لا تدعني
أنام .
( والبيات : أخذ العدو بغتة في الليل ). ويقصد: (أنه يخاف الموت أن يهجم عليه ).
قيل لزيد بن مزيد: ما لنا لم نزل نراك باكياً وجلاً خائفاً فقال: إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في
النار والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة وكان آمد الشامي يبكي
وينتحب في المسجد حتى يعلو صوته وتسيل دموعه على الحصى فأرسل إليه الأمير: إنك تفسد على
المصلين صلاتهم بكثرة بكائك وارتفاع صوتك ولو أمسكت قليلا ً فبكى ثم قال: إن حزن يوم القيامة
أورثني دموعاً غزاراً فأنا أستريح إلى ذرها
وعوتب عطاء السلمى في كثرة البكاء فقال: إني إذا ذكرت أهل النار وما يُنزلُ بهم من عذاب الله تعالى
مثلت نفسي بينهم فكيف لنفس تغلّ يدها وتسحب إلى النار ولا تبكي
وقيل لبعضهم: ارفق بنفسك فقال: الرفق أطلب
وقال أسلم بن عبد الملك: صحبت رجلاً شهرين وما رأيته نائماً بليل ولا نهار فقلت: ما لك لا تنام قال:
إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أُعجوبة إلا وقعت في أخرى
دعوني على نفسي أنوح وأندب ***** بدمع غزير واكف يتصبب
دعوني على نفسي أنوح لأنني ***** أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
فمن لي اذا نادى المنادي بمن عصا ***** الى أين ألجأ أم الى أين أذهب
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي ***** اذا كنت في نار الجحيم
لو تَفكَّرت النُّفُوسُ فِيمَا بَينَ يَدَيهَا وَتَذَكَّرَت حِسَابهَا فيما لها وعليها لبعث حزنها بريد دمها إليها أما يحق
البُكاء لمن طالَ عِصيانهُ: نهاره في المعاصي وقد طال خُسرانه وليله في الخطايا فقد خفَّ ميزانه وبين يديه
الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه
إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد: إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر
لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى
النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون
الدركات وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال: فلان مات وتقول: رَبِّ ارجعون فيقال: فات
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم)
وأخرجا من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث: (ثم يؤتى بالجسر
فيجعل بين ظهراني جهنم فقيل: يا رسول الله وما الجسر قال: مدحه ومزلة عليه خطاطيف وكَلاليب
وحسك المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل فناج مسلم وناج مخدوش حتى يمرّ
آخرهم يُسحب سحباً)
أحضر جهنم أمام عينيك
ينادي أهل النار بأعلى صوتهم: يا مالك قد حق علينا الوعيد ... قد أثقلنا الحديد ... يا مالك قد نضجت
منا الجلود ... يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود ...
فيرد عليهم بعد أربعين سنة في رد يشبه الصاعقة : إنكم ماكثون .
لاينجيهم الندم ولا ينفعهم الأسف
فهم غرقى في النار ... طعامهم نار ... وشرابهم نار ... ولباسهم نار ... ومهادهم نار ... فهم بين حر
الحميم وسرابيل القطران وضرب المقامع وثقل السلاسل , تغلي بهم النار كما تغلي باللحم القدور ,
ويهتفون فيها بالويل والثبور ,يصب من فوق رؤوسهم الحميم , يصهر به ما في بطونهم والجلود , ولهم
مقامع من حديد, تهشم بها جباههم , فينفجر الصديد من أفواههم , وتنقطع من العطش أكبادهم , وتسيل
على الخدود الحدق , كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب , غلت أيديهم إلى
أعناقهم , وجمع بين نواصيهم وأقدامهم , يمشون على النار بوجوههم , ويطأون أشواك الحديد بأحداقهم
, فلهيب سار في بواطن أجزائهم , وحيات الهاوية وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم
فيالله هل لأحد من طاقة على تحمل لحظة واحدة من اللبث فيها ؟؟؟
أوما تفتدي نفسك من لحظة واحدة فيها بنعيم الدنيا بأسره ؟؟
أوما تشتري البعاد عنها بسهر الليل كله وعطش النهار كله ؟؟
كان إبراهيم الخواص يكثر البكاء أواخر عمره ويقول :
يارب قد كبرت وقد ضعف جسمي وقلت عبادتي فأعتقني بفضلك من النارفإني لاأقدر على أن أمكث فيها
لحظة .
قالت ابنة الربيع بن خيثم: يا أبتاه ألا تنام ؟ فقال يابنيه كيف ينام من يخاف البيات ، إن جهنم لا تدعني
أنام .
( والبيات : أخذ العدو بغتة في الليل ). ويقصد: (أنه يخاف الموت أن يهجم عليه ).
قيل لزيد بن مزيد: ما لنا لم نزل نراك باكياً وجلاً خائفاً فقال: إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في
النار والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة وكان آمد الشامي يبكي
وينتحب في المسجد حتى يعلو صوته وتسيل دموعه على الحصى فأرسل إليه الأمير: إنك تفسد على
المصلين صلاتهم بكثرة بكائك وارتفاع صوتك ولو أمسكت قليلا ً فبكى ثم قال: إن حزن يوم القيامة
أورثني دموعاً غزاراً فأنا أستريح إلى ذرها
وعوتب عطاء السلمى في كثرة البكاء فقال: إني إذا ذكرت أهل النار وما يُنزلُ بهم من عذاب الله تعالى
مثلت نفسي بينهم فكيف لنفس تغلّ يدها وتسحب إلى النار ولا تبكي
وقيل لبعضهم: ارفق بنفسك فقال: الرفق أطلب
وقال أسلم بن عبد الملك: صحبت رجلاً شهرين وما رأيته نائماً بليل ولا نهار فقلت: ما لك لا تنام قال:
إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أُعجوبة إلا وقعت في أخرى
دعوني على نفسي أنوح وأندب ***** بدمع غزير واكف يتصبب
دعوني على نفسي أنوح لأنني ***** أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
فمن لي اذا نادى المنادي بمن عصا ***** الى أين ألجأ أم الى أين أذهب
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي ***** اذا كنت في نار الجحيم