تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (8 ) والأخيرة

محمد راقي

New Member
تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (8 ) والأخيرة


ولأحمد محرم وصاة رائعة وجهها إلى ابنه ( سليمان ) وهي وصاة تصلح نبراسا لكل شاب يريد أن يكون ماجدا في حياته فيقول مخاطبا ابنه:



سليمان لا تــنــس حــق الوطـــن.... فأنـــت على عــــهده مؤتمــــن


شباب البنــين لمـــصـر الفـــداء.... وشيب الرجال لمـــصر الــثمن


رأت مــن أبــيك فـــتى ماجـــــد.... عفــيف المــذاهب حر الســـنن


يرى حبها مـن مــعالـي الأمــور.... و يعـــتدها من غوالـــي المـنن


أعد لـــها مـــالـــه و البـــنـــين.... و مـــلكــها روحــــه و الــــبدن


رعت عهدها نـــضرات الــصـبي ....و بربها الــــعظـــم لـــما وهــن


فـــهذا ســبـــيلي فـــلا تــــعـــده.... عدتـــك بـــني عــوادي الزمـــن


و نفسك صـنها عن الفاحشــات.... ولا يـــستخــفنك من لم يصـــن


وعرضــك لا تمـــتـهنه الرجــال.... فـــإن البلــــية أن يمــــتـــهـــن


وضـــن بــدينـــك واـســتبــقــه..... ولا تتـــخطـفـــك أيدي الفــــتـــن


وإما رمـتك خــــطوب الزمــــان.... ونابـــتـــك أرزاؤه و المــــحـــن


فـــلذ باليـــقيـــن فإن اليقـــــين.... أجــــل الدروع و أقــــوى الجنن


وأحسن إلى الــناس إن الكريــم.... يعاف القبيح ويرضـى الحـــسن


وإيـــاك و الظـــــلم لا تـــأتـــــه.... ومـــهما يـــقل قائل فاســــتـــبن


وإن آثـر النـــاس دين العـــقوق.... فوال الجــــمـيل ولا تــــــندمـــن


وبالرفـــق في كل ما تبـــتـــغي..... إذا كنـــت ذا إربـــة فاســــتــعن


خـذ الأمــر بالــحزم إن الأمـــور.... لذي الحزم مأخـــوذة بالرســـن


وعــــود لـــسانك قول الجمـــيل.... وإما غـــضـــبت فلا تجــــهلـــن


وهــــون علـــيك إذا ما غبـــنت.... فــــلســــت بأول حر غـــبـــــن


ورج الـــعواقب إن أخــــفـــــتك.... مبـــادئ الأمـــور ولا تيأســــن


لقد رضــت قـــبلك هذا الزمـــان.... رياضـــة مصـــطــبر مـطمـــئن


إذا غـضب الخـــطب أبدى الرضا ....وإن عصف الــشر يوما ســــكن


يــــــثــــوب لـــــه خـــلـــق لــين.... إذا ثاب للدهر خــــلق خـــشــن


ويشـــــتد حيــــنا فـــــيـــلوي به.... ويهـوى بركنــــيه إن لم يــــلن


وما إن يـــصيب أذى الحادثـــات.... أخا اللب بين الرجال الـــفطـــن


بأخـــلاقـــه يتـــوقى اللـــــبيـــب.... فنعــم الـــسلاح له والمـــجــن


إلى الله فاســـكن ودع مــن تــرى..... فـــــما لامرئ دونه من ســــكن


دع الـكل وأنــــس به تــــــسترح فــــكل عــــناء وكل حــــــــزن


وما يــــنـــــه عنـــه فـــــلا تأتـــه ....وما يرض من صالح فاعمــلن


فتــــقواه أفـــــضل ما يقــــــتـــنى.... ومرضـــاته خير ما يخـــــتزن


حمـــــلنا الأمــــانة مـن ربـــــنــــا..... فطوبي لنـــفس امرئ لم يــخن


الشاعر الكبير أحمد محرم

...........المرجع: (كتاب يسألونك في الدين والحياة) لمؤلفه: الدكتور أحمدالشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف ( المجلد السادس صفحة من:499 إلى 520 )........................

ولهذا ارتأيت أن أقدم لهذا المنتدى الغالي ( منتدى كتاب العرب ) هذه السلسلة الشيقة والغنية . لأننا لم ننصف شاعرنا أحمد محرم ، ولم نعطه المكانة التي يستحقها بين الشعراء الكبار .فقليل جدا من يعرف الشاعر أحمد محرم .وقليل جدا من سمع عنه أو قرأ له بعض أشعاره أو قصائده. وهو من أبناء هذا الوطن العربي الغالي الذي قاوم الاستعمار بشتى الطرق والوسائل ، وحارب الغزاة دفاعا عن الدين والوطن ، ورسم طريق العزة والكرامة بقلمه وأشعاره ، وقد نسي أو نسيه البعض ( إما لأنه كان حريصا على الالتزام بدينه ومقدساته الإسلامية ) أو ( لأن أي شاعر مسلم يفتخر بإسلامه ودينه لا اعتبار له في عالم الشهرة والصيت بين أقرانه من الشعراء الماديين الدنيويين ) .
فحبذا لو اعترفنا له ببعض الجميل ، وأحيينا تراثه الشعري الزاخر بالمعاني الجميلة ، والأفكار النبيلة، والأخلاق الحميدة ، والوصايا الغالية، والحكم البليغة ، والقيم العالية ، والنصائح المثمرة، فجزاه الله خير الجزاء ، وحفظه في الخالدين من الشعراء.

محمد راقي.
 
وضـــن بــدينـــك واـســتبــقــه..... ولا تتـــخطـفـــك أيدي الفــــتـــن


وإما رمـتك خــــطوب الزمــــان.... ونابـــتـــك أرزاؤه و المــــحـــن


فـــلذ باليـــقيـــن فإن اليقـــــين.... أجــــل الدروع و أقــــوى الجنن

لقد أمتعتنا بهذه السلسة الشيقة , والاختيارات الشعرية المتميزة
شعر يذوب رقة , ويتألق جمالا
رحم الله الشاعر احمد محرم وغفر له
ولذا فالتقييم +2
مع خالص الاحترام والتقدير
 
لقد أمتعتنا بهذه السلسة الشيقة , والاختيارات الشعرية المتميزة
شعر يذوب رقة , ويتألق جمالا
رحم الله الشاعر احمد محرم وغفر له
ولذا فالتقييم +2
مع خالص الاحترام والتقدير

أشكرك أخي الغالي محمد اشتيوي على الاطراء والتشجيع ، وبارك الله فيكم وفي منتداكم ، وجعله ذخرا للعلم والمعرفة ،إنه سميع مجيب الدعاء
 
عودة
أعلى