هُويتنا أو الهاوية !! (6)

محمد شتيوى

مستشار سابق
[FONT=Lucida Handwriting, Cursive]
خصائص الهوية الإسلامية

إن الانضواء تحت ( الهوية الإسلامية ) والاندماج فيها ليس أمراً أختيارياً, ولا مستحباً , ولكنه فرض متعين على كل بني آدم المكلفين , إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , قال عز وجل : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } ( 158 ) سورة الأعراف , وقال سبحانه : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ } (19) سورة الأنعام , أي : ومن بلغه القرآن الكريم , وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده , لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " صحيح مسلم ( 153 ) .

ووظيفة هذه الأمة : دعوة جميع البشر إلى الهوية الإسلامية .

إنها هوية تستوعب كل مظاهر الشخصية , وتحدد لصاحبهابكل دقة ووضوح هدفه ووظيفته وغايته في الحياة , قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (163) سورة الأنعام , وقال سبحانه: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ( 108 ) سورة يوسف .

وهي مصدر العزة والكرامة: قال تعالى : {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (10) سورة الأنبياء , وقال سبحانه: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ( 8 ) سورة المنافقون.
وقال عمر رضي الله عنه: " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإِسلام , فمهما نطلب العِزَ بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " (1)

وهي هوية متميزة عما عداها : {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6) سورة الكافرون , ولكي يبقى هذا التميز ثابتاً في كل حين أوجب الله علينا أن ندعوه في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة أن يهدينا الصراط المستقيم المغاير بالضرورة لمنهج الآخرين : {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (7) سورة الفاتحة , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من عمل بسنة غيرنا " (2)
وقد عرف اليهود ذلك , وشعروا أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى أن يخالفهم في كل شئونهم الخاصة بهم , حتى قالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه. (3)
وقال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " (4) , وقد صح كثير من الأحاديث التي تفصل هذه المخالفة , وتحض عليها في كثير من أبواب الدين , قال تعالى على لسان المؤمنين وهم يخاطبون الكافرين : { أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} (41) سورة يونس , وقال سبحانه: { وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } (139) سورة البقرة .

____________________________________
(1) رواه الحاكم (1/61-62) , وصححه على شرطهما , ووافقه الذهبي , ثم الألباني كما في الصحيحة(51).
(2) رواه الطبراني في " الكبير " والديلمي في ( مسند الفردوس ) , وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" ( 5/102) .
(3) قطعة من حديث رواه مسلم (302) , وأبو داود ( 258 ) , والترمذي (2981) , والنسائي(1/152).
(4) عَجُز حديث رواه الإمام أحمد رقم(51114, 5115 , 5667) , ورواه أبو داود ( 2/173 ) , وصححه العراقي في "المغني" (1/342) , وحسنه الحافظ في "الفتح" (10/222) .


المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم
[/FONT]
 
جزاك الله خيرا ... وزادك علما
 
والاندماج فيها ليس أمراً أختيارياً, ولا مستحباً , ولكنه فرض متعين على كل بني آدم المكلفين ,
صار كثير من الشباب ذائبين في الهوية الغربية وما شابهها ..ويستنكرون هويتهم الإسلامية ..فتراهم مقلدين لهم في كل صغيرة وكبيرة ...وفي كرة القدم حدث ولا حرج...نريد شيئا يتميز به المسلمين ..
أذكرك اخي محمد برئيس وزراء ماليزيا "مهاتير محمد" حينما أرادوا بناء أبراج ماليزيا الشهيرة فاستدعوا أمهر المعماريين من دول أوروبا...وجهز التصميم وعرض على رئيس الوزراء الذي اشرف بنفسه على بناء الأبراج لحظة بلحظة ..وتأمل التصميم ..فقال للمهندسين نحن نريد شيئا يختلف عن حضارتكم شيئا مميزا ...وجرى نقاش طويل إلا أن اهتدى لفكرة أن يضع مربع منحرف الزاوية على كل برج ....فقال وهذا من تراثنا الإسلامي..فكان البناء روعة في التصميم والإبداع ...
 
أشكرك إخوانى على المرور :)

حضرموت
صار كثير من الشباب ذائبين في الهوية الغربية وما شابهها ..ويستنكرون هويتهم الإسلامية ..فتراهم مقلدين لهم في كل صغيرة وكبيرة ...وفي كرة القدم حدث ولا حرج...نريد شيئا يتميز به المسلمين ..
أذكرك اخي محمد برئيس وزراء ماليزيا "مهاتير محمد" حينما أرادوا بناء أبراج ماليزيا الشهيرة فاستدعوا أمهر المعماريين من دول أوروبا...وجهز التصميم وعرض على رئيس الوزراء الذي اشرف بنفسه على بناء الأبراج لحظة بلحظة ..وتأمل التصميم ..فقال للمهندسين نحن نريد شيئا يختلف عن حضارتكم شيئا مميزا ...وجرى نقاش طويل إلا أن اهتدى لفكرة أن يضع مربع منحرف الزاوية على كل برج ....فقال وهذا من تراثنا الإسلامي..فكان البناء روعة في التصميم والإبداع ...

نعم .. الهوية الإسلامية تشمل كل مظاهر الحياة , حتى المبانى والمنشآت , فطالما أن لنا شخصية مستقلة , وهوية متميزة , فلا يصح منا أن نعوِّل فى كل شئ على الغرب , وإذا اقتبسنا منهم شيئا , صبغناه بصبغتنا المتميزة
فنحن فعلا " نحن نريد شيئا يختلف عن حضارتكم ... شيئا مميزا "

جزاك الله خيرا أخى
 
عودة
أعلى