تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (7 )

محمد راقي

New Member
تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (7 )

و نعود مرة أخرى إلى ديوان ( مجد الإسلام ) :
وإذا كان شاعرنا قد عطر صفحات هذا الديوان بذكر مواقف مليئة بالبطولة و الإقدام للسابقين من شباب الإسلام فإنه لم ينس أن يخصص من هذه الصفحات جانبا لفتيات الإسلام، وها هو ذا مثلا – وهو يعرض قصة الهجرة النبوية – يذكر نصيب الفتاة المسلمة فيها و يشير إلى ما بذلته الشابة المسلمة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها فقد روت السيرة أنه عقب خروج الرسول صلى الله عليه و سلم مع الصديق من مكة جاء أبو جهل دار أبي بكرفوجد عندها أسماء، فقال لها في غلطة: أين أبوك ؟ فأجابت و هي صادقة : الله يعلم أين هو . فلطمها أبو جهل لطمة أطارت قرطها من أذنها، ومع ذلك احتملت أسماء، و شاركت في إتمام الهجرة بخطواتها، وحملها الزاد إلى صاحبي الغار، وشق نطاقها نصفين لربط زاد المهاجرين، حتى سميت ( ذات النطاقين ).
يصور شاعرنا موقف أسماء مع أبي جهل بقوله :
ويح أسماء إذ يجيء أبو جهــ ...ـــل على خدرها المصون مغيرا
صاح:أسماء أين غاب أبو بكـ ...ــــر ؟ أجيبي فقــد ســألنا الخبير
قالت : العلم عنده مــا عهــدنا... أجــم الأســد تستشــير الخــدورا
فرماها بلطمة تعرض الأجيـــا... ل عن ذكرها صــوادف صـورا
قذفت قرطها بعــيدا و رضــت ...من وجــوه النبي وجها نضيــرا
و يتحدث محرم عن فرحة ( المدينة ) بلقاء الرسول يوم الهجرة فقد خرجت المدينة عن بكرة أيها تستقبل النبي صلى الله عليه و سلم المهاجر في سبيل الله و الرسول الفاتح للقلوب و العقول ، و في مقدمة من خرج فتيات كالزهرات من بني لنجار ، يحيين نبي الرحمة بالغناء و النشيد ، و يقلن فيها يقلن :
نحن جوار من بني النجار... يا حـــبذا محمد من جـــا ر؟
و يثير هذا اللقاء شاعرية محرم فيقول :

ما للد يار تهــزها نشراتها؟ ..أهي الأناشيد الحسان ترتل ؟

رقت نضارتها وطاب أريجهــا ..و ترددت أنفاسها تتســـلسل

فكأنما في كل مغــنى روضـــة.. وكأنـــما في كــل واد بلـــبل

هن العذراء المؤمنـات أقمنـه.. عيدا تحييه الملائــك من عل

في موكب الله أشــرق نـــوره ..فيه وقـــام جلالــــه يتمــــثل

جمع النبيــين الــكرام فآخـــــذ.. بيد الإمـــام و عائـــذ يتوسل

يمشي به الروح الأمين مسلما ..وجبيـــنه بفـــم النبي مقـــبل

إيــه بــني النــجار إن محـــمد.. لأشـــد حــــبا للتي هي أجمل

والشاعر أحمد محرم يرى أن الحياة تتلخص في أمرين:البيت والولد، وأن إعداد الأبناء هو الوسيلة الأولى والوحيدة لإصلاح البلاد والعباد، وأن تربية الشباب أفضل من اقتناء المال فيقول:

أعلمت رأيي في معنى الحياة لمن.. يبغي الحياة فكان البيت و الولدا
هذا يصــــان بتدبير و مـــــعرفة ..و ذا يعد لإصــلاح البـــلاد غدا
نبني المدارس للطلاب تـــعورها.. و ما نــبالي أقام الــــمال أم نفدا

ويطالب محرم بأخذ الشباب بالحزم، فيقول :

أوص البنــــين بما يعـــظم شأنـهم.. من خلة شرف و صنع سؤدد

لا تؤذهـــم بالبر تجهل حكــــــــمه ..فترى بــمنزلة العدو المفــسد

كـــم والد جــــمح الـــــتدلل بابــنه ..حتى تمــــنى أنـــه لم يــــولد

رب ادخر لي في (سليمان)الرضا.. واجعله من خير الذخائر للغد

ومحرم يؤمن بأن واجب الأب يقتضيه أن يكون قدوة صالحة لأبنائه فيقول :
عود بنيك الخير إن نفوســــــهم.. صحف بما شاء يمينك تكتب

ما للبنين من الخلال سوى الذي.. سنت لهم أم وأورثـــــهم أب

للمرء من شرف العشيرة زاجر.. ومن الخلال الصالحات مؤدب
وللحديث بقية...........المرجع: (كتاب يسألونك في الدين والحياة) لمؤلفه: الدكتور أحمدالشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف ( المجلد السادس صفحة من:499 إلى 520 )........................
 
الشاعر أحمد محرم من الشعراء الكبار..وله قصيدة ابحث عنها تتلكم عن صون المرأة وعفتها والحجاب..
بارك الله فيك اخي
 
ويح أسماء إذ يجيء أبو جهــ ...ـــل على خدرها المصون مغيرا
صاح:أسماء أين غاب أبو بكـ ...ــــر ؟ أجيبي فقــد ســألنا الخبير

قالت : العلم عنده مــا عهــدنا... أجــم الأســد تستشــير الخــدورا
فرماها بلطمة تعرض الأجيـــا... ل عن ذكرها صــوادف صـورا
قذفت قرطها بعــيدا و رضــت ...من وجــوه النبي وجها نضيــرا

اسماء بنت ابي بكر الصديق ..ذات النطاقين
لعبت دور المرأة المسلمة في نصره هذا الدين العظيم
فهي لها شرف عظيم جدا فهي
اخت السيدة عائشة زوج رسول الله و ام عبد الله بن الزبير ولا ننسى ابوها الصديق رضي الله عنهم اجمعين

بارك الله فيك اخي على هذه السلسله الطيبة لأحمد محرم
:clap:​
 

الشاعر أحمد محرم من الشعراء الكبار..وله قصيدة ابحث عنها تتلكم عن صون المرأة وعفتها والحجاب..
بارك الله فيك اخي




أشكرك أخي حضر موت على المرور الطيب اما عن القصيدة التي قلت تتحدث عن صون المرأة وعفتها سأجدها لك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى. لأنني أحتفظ بدواوين الشاعر أحمد محرم ، وهو شاعري المفضل ،استفدت من اشعاره كثيرا ، وأستدل بكنزه الشعري في كل مناسبة وفي كل مجال.

اسماء بنت ابي بكر الصديق ..ذات النطاقين
لعبت دور المرأة المسلمة في نصره هذا الدين العظيم
فهي لها شرف عظيم جدا فهي
اخت السيدة عائشة زوج رسول الله و ام عبد الله بن الزبير ولا ننسى ابوها الصديق رضي الله عنهم اجمعين

بارك الله فيك اخي على هذه السلسله الطيبة لأحمد محرم
clap.gif


أشكرك أختي الفاضلة ، فأنت دائما على الخط تنورينه بأفكا رك الجميلة ومعلوماتك الوافرة ، وآرائك البناءة
والقيمة . فلك مني أصدق التحيات ، وأنا لست سوى خادم أمين لهذا المنتدى الذي يزداد حبه في نفسي يوما بعد يوم ، ولن أبخل عليه بشيء حسب قدرتي وطاقتي ووقتي ...
 
أوص البنــــين بما يعـــظم شأنـهم.. من خلة شرف و صنع سؤدد


لا تؤذهـــم بالبر تجهل حكــــــــمه ..فترى بــمنزلة العدو المفــسد


كـــم والد جــــمح الـــــتدلل بابــنه ..حتى تمــــنى أنـــه لم يــــولد


رب ادخر لي في (سليمان)الرضا.. واجعله من خير الذخائر للغد

جزاك الله خيرا
والتقييم +2أنا أتابع هذه السلسلة بشوق :)
 
أشكرك أخي محمد اشتيوي على المرور والتقييم ، وما أريد في هذه المشاركة سوى التعريف برمز من الرموز الكبار في الحقل الشعري والأدبي ألا وهو شاعرنا وشاعر المنطقة مصر الحبيبة أرض الشعراء والأدباء على مر العصور والأزمنة ، الشاعر الكبير والمسلم أحمد محرم ، وأن نعيد له ولو شيئا قليلا من الاعتبار والتذكر ..
.
 
quot-top-left.gif
إقتباس:
quot-top-right.gif
quot-top-right-10.gif
الشاعر أحمد محرم من الشعراء الكبار..وله قصيدة ابحث عنها تتلكم عن صون المرأة وعفتها والحجاب..
بارك الله فيك اخي

quot-bot-left.gif
أخي حضر موت أظن هذه القصيدة التي تبحث عنها ، فقد بحث في دواوين شاعرنا أحمد محرم جميعها فوجدت هذه القصيدة التي تتكلم عن العفة والحجاب وتذم بعض الدعاة الى الإنسلاخ عن الفضيلة كما فعل قاسم أمين وغيرهم..

أَغرَّكِ يا أَسماءُ ما ظنَّ قاسمُ


أَغرَّكِ يا أَسماءُ ما ظنَّ قاسمُ ...أَقيمي وَراءَ الخِدرِ فَالمرءُ واهمُ


ذكرتُكِ إِنّي إِن تجَلّت غَيابتي... عَلى ما نَمى مِن ذكركِ اليَومَ نادمُ


تَضِيقينَ ذرعاً بِالحِجابِ وَما بِهِ... سِوى ما جَنَت تِلكَ الرُؤَى وَالمَزاعمُ


سَلامٌ عَلى الأَخلاقِ في الشَرقِ كلِّه... إِذا ما اِستُبيحَت في الخُدورِ الكَرائِم


أَقاسمُ لا تَقذِف بِجيشكَ تَبتَغي... بِقَومِكَ وَالإِسلامِ ما اللَهُ عالمُ


لَنا من بِناءِ الأَوّلينَ بَقِيَّةٌ... تَلُوذُ بِها أَعراضُنا وَالمحارمُ


أُسائِلُ نَفسي إِذ دلفتَ تُريدُها... أَأَنتَ مِن البانينَ أَم أَنتَ هادمُ


وَلَولا اللَواتي أَنتَ تَبكي مُصابَها... لَما قامَ لِلأَخلاقِ في مِصرَ قائِمُ


نَبذتَ إِلَينا بِالكِتابِ كَأَنَّما... صَحائِفُه مَمّا حَمَلنَ مَلاحمُ


فَفي كُلِّ سَطرٍ مِنهُ حَتفٌ مُفاجئٌ ...وَفي كُلِّ حَرفٍ مِنهُ جَيشٌ مُهاجِمُ


حَنانَك إِنّ الأَمرَ قَد جاوزَ المَدى... وَلَم يَبقَ في الدُنيا لِقَومِكَ راحمُ


أَحاطَت بِنا الأُسدُ المُغِيرَةُ جَهرَةً... وَدبَّت إِلَينا في الظَلامِ الأَراقمُ


وَأَبرَحُ ما يَجني العَدُوُّ إِذا رَمى... كَأَهون ما يَجني الصديقُ المُسالمُ


لَنا في كِتاب اللَهِ مَجدٌ مُؤَثَّلٌ... وَمُلكٌ عَلى الحدثانِ وَالدَهر دائِمُ


إِذا نَحنُ شِئنا زَلزلَ الأَرضَ بَأسُنا... وَدانَت لَنا أَقطارُها وَالعَواصمُ


نَصولُ فَنجتاحُ الشُعوبَ وَننثني... بِأَيماننا أَسلابُها وَالغَنائمُ


قَضَينا المَدى صَرعى تَخورُ نُفوسُنا... وَتَخذِلُنا في الناهضينَ العَزائِمُ


فَلم يَكُ إِلّا أَن أَحيط بِملكنا... وَلَم يَك إِلّا أن دَهتنا العَظائِمُ


تَداعَت شُعوبُ الأَرضِ تَسعى لِشأنها... وَغُودِرَ شَعبٌ في الكِنانَةِ نائِمُ


هَمَمنا بربّاتِ الحِجالِ نُريدُها... أَقاطيعَ تَرعى العَيشَ وَهيَ سَوائِمُ


وَإِن امرأً يُلقِي بِلَيلٍ نِعاجَهُ ...إِلى حَيثُ تستنُّ الذئابُ لَظالمُ


وَكُلُّ حَياةٍ تَثلِمُ العرضَ سُبّةٌ... وَلا كَحياةٍ جَلَّلتها المَآثمُ


أَتأتِي الثَنايا الغُرُّ وَالطُرَرُ العُلى... بِما عَجزت عَنهُ اللِحى وَالعَمائمُ


عَفا اللَهُ عَن قَومٍ تَمادَت ظُنونُهم... فَلا النَهجُ مَأمونٌ وَلا الرَأيُ حازمُ


أَلا إِنَّ بالإِسلامِ داءً مُخامِراً... وَإِنَّ كِتابَ اللَهِ للدّاءِ حاسمُ
 
نعم أخي محمد ..هي هي بعينها القصيدة...والله افرحتني كثيرا,,
انظر لكلماتها العذبة وسهولتها ...فرحم الله شاعرنا الكبير
وتستحق +2 على مجهودك ...
 
عودة
أعلى