محمد راقي
New Member
الواقع المر.....ضياع الأندلس ....أم ماذا ؟..........
لقد ضاعت الأندلس،وضاعت معها آمال المجاهدين الفاتحين الذين ضحوا بأموالهم وأرواحهم في سبيل إعلاء راية الإسلام خفاقة، وإرساء كلمة التوحيد خالصة لخالق الأرض والسماء، وجمع شمل الأمم بترك عبادة البشر، والانصياع لعبادة رب البشر. وهاهي الأندلس اليوم وقد أصبحت في خبر كان،وفي طي الكتمان والنسيان. لكن ويا للأسف؛ ليس هذا ما يقلقنا ويفزعنا، فهاهي قوى الشر قد تكالبت على أمتنا من جديد، وتحاول سلبنا أندلسا جديدة وتمحو من ذاكرتنا ووجداننا حضارة أخرى وأرضا أخرى،كما ذابت فكرة الأندلس في ثقافتنا ووجداننا ،وزالت ذكراها من معاجمنا وقواميسنا، فكان الأحرى أن نرثي الأولى ونبكي الثانية بدموع من دماء ، إن كان فينا مثقال ذرة من إيمان ،أو شيء قليل من إسلام.
وما سبتة ومليلية المغربيتين القابعتين تحت الاحتلال الاسباني إلا نموذجا واضحا لهذه الهيمنة المتكررة والغطرسة المتجبرة عند الأعداء، بعدما خنع المسلمون وتفرق شملهم،وضاعت هيبتهم، وضعفت شوكتهم، ومُزقوا كُلٌ مُمزٌق، حتى صار الأخ لا يثق في أخيه، والرجل لا يأمن سربه ولا من حوله، وكثر الوشاة والمنافقون ،وانعدمت الإنسانية في شعب يدعي الإسلام وهو لا يعرف منه شيئا غير طقوس جافة في المناسبات والأعياد الدينية. أما عن القيم فحدث ولا حرج، وعن الأخلاق فأصبحت طلاسم لا قيمة لها أمام عالم المال والعملات، وعن الوطنية وما أدراك ما لوطنية؟ إنها لعبة قديمة وجديدة في عالم الإعلام و السياسة ، وقد كان اسمها في الماضي عبارة خطيرة وجنونية لمن ينطق بها، أو يتشدق بها كان اسمها الجهاد وما أدراك ما الجهاد، إنه الإرهاب والغلو والتشدد هكذا يقول السياسيون ،أما الوطنية فهي كلمة العصر والسلم والمسالمة والاعتدال. هذه هي الوطنية التي نريد، وهذه هي الوطنية المحمودة ،أن تكون لك الغيرة على بلادك وأرضك وحتى لو لم يكن لك اعتبار، أو يكون لوجودك معنى ،فأنت على كل حال عالة على المجتمع، وصوتك غير مرغوب فيه. نعم . هذه هي الوطنية أن ترى قوارب الموت تحصد العشرات، إن لم أقل المئات كل يوم ، وهم يحلمون للعبور للضفة الأخرى (الجنة الموعودة) أو(النعيم الأزلي) كما يقولون . كل هذا بسبب بعدنا عن الإسلام، وإعراضنا عن السنة والقرآن، وتجاهلنا لديننا الحنيف، والانصياع لرغبات النفس الأمارة بالسوء، وحب الدنيا وكراهية الموت، وصدق الشاعرأحمد محرم حين قال:
أعلل نفسـي والأماني طماعــة ونفس الفتى تلهو وذو العيش يأمل
أعلـلها بالصالحـات من المنـى وبالدهر من بعد الإساءة يجمــل
وما حاجتي أن أرتعي العيش ناظرا أعل بماء الخفض فيه وأنــهل
ولكننـي أرجو الحـياة لأمــة تقاد إلى الجلاد ظلما وتقتـــل
يكـيد لهـا أعداؤهــا ويخونها بنوها فما تدري على من تعـول
وللموضوع بقية . بقلم : محمد راقي