بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد :
فإنى أرى أن انشغال الشباب - وخاصة شباب بلدى مصر تاج الشرق وكنانة الإسلام - بالكرة هذا الانشغال العظيم , الذى يحمل فى طياته أعظم المكاسب لأعدائنا من اليهود والنصارى , أعظم خزى لنا ..
فبينما يحاصر أخواننا فى غزة , ويجوعون ويروعون , وتمارس عليهم أبشع الجرائم ..
نجلس نجن فى مدرجات الكرة , وعلى حواف الملاعب , نصيح ونصرخ لأجل انتصار " لاعبى منتخب الكرة " حيث قاموا بإدخال "جلدة منفوخة " بين ثلاثة أعمدة من الخشب ... فعجبا برجال يجرون وراء جلدة ...
أما أن يخلع اللاعب " فانلته " ليظهر التعاطف مع غزة .. فإن هذا ليس المطلوب ..
ماذا استفاد إخواننا بغزة من هذا الأمر .. هل انتصرنا عل اليهود ؟ هل حررنا المسجد الاقصى ؟ هل توقفت المذابح ؟؟
بكل أسى واسف , وحزن ولوعة , أقول أن هذا تخدير لأعصاب شبابنا ..
فهاهم الشباب يعودون مهللين فرحين إلى ديارهم , فقد انتصرنا لأن أحدهم خلع فانلته وأظهر تعاطفه مع أهل غزة ..
أخوتى ..
يجب أن نرتقى بفكرنا عن هذا المستوى الضحل من المنطق والتفكير
أنا شخصيا لا اعتبر " ابو تريكة " قدوتى , ولا أرى أنه يمثل الـ " 75 مليونا " الذين حلوا بجانبى وادى النيل ..
إننا نستطيع أن نفعل أشياء عظيمة من أجل غزة خصوصا , ومن أجل الإسلام عموما
ماذا لو أن هذا الجمهور العريض من المشجعين , وضع أموال " التذاكر " فى تبرعات تذهب إلى غزة
ماذا لو اجتمعوا ودعوا دعاء النوازل واستنزلوا النصر من الله تعالى
.. ثم إننا يجب عينا قبل كل هذا أن نعود إلى الله بصدق فنصلح حالنا معه لكى يصلح حالنا مع الناس
إن سبب هزيمة المسملين الحقيقى أنهم تخلوا عن دورهم القيادى , وركنوا إلى السفاسف واستعذبوا ظلال الغفلة
إننا أمة خلقنا لنقود , فلا يجدر بنا أن يرانا أعداؤنا على هذه الحال
وقديما قالها حافظ :
وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الكِنانَةِ قُل لَهُم ... هِيَ أُمَّةٌ تَلهو وَشَعبٌ يَلعَبُ
نسأل الله أن يصلح أحوالنا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد آله وصحبه وسلم
وعذرا على الإطالة أخى العزيز / جرى الزمان
وخالص التحية