محمد راقي
New Member
تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (5 )
وبعد أن يستوفي محرم حظ النقد والمحاسبة للشباب على أخطائهم وعيوبهم، ينتقل إلى تصوير الشباب الطاهرين المؤمنين العاملين، الذين تفخر بهم بلادهم وأقوامهم، لأنهم يعرفون أنفسهم، ويدركون واجبهم، ويفقهون تاريخهم، ويتوجون ذلك كله بالإيمان بربهم، والاعتزاز بدينهم، والوفاء لعقائدهم مبادئهم، ولذلك نراه حينما يضع نشيدا للشباب يعني فيه بتقديم صورة كريمة لهؤلاء الشباب، فيقول فيما يقول:
نحن للنيل الشباب المجتبى ننصر الله ونأبـــى ما أبـــى
ولنا بين العوالي والظـــــــــبا نسب في الناس وضاح الأثر
همة النـسر إذا ما نهــــــــضا من سجايا قومنا فيــما مضى
زلزلوا الدنيا فرعت وانقضى صلف الدهر وطـــغيان الغير
أرأيت القوم مــــــما غـــــلبوا عندهم من كل عصـــر سبب
ولــــــهم في كل جـــــيل أدب عــبقري الذكر رنـــان الخبر
طلع الإســــلام نورا وهـــدى وقضـى الأمر حـــياة وردى
إن في السيف وإن جل الفدى لحـياة تنتـــضي أو تدخــــر
وإذا كان محرم يعطي (( الإسلام )) هذه المكانة السامية، لأنه الدين الإلهي الدافع إلى حسن المعاملة ومكارم الأخلاق ، ومحامد الفعال ، و المحرض على الحرية و العزة و الكرامة و العدلة و الأخوة فان الشاعر لا ينسى أن يعطي ( العروبة) حقها من الرعاية و العناية و لا عجب فبين العروبة و الإسلام من الوشائج ما وثقته يد الخالق البارئ المصور و العروبة وعاء الإسلام، و الإسلام روح العروبة .
أقيم حفل ضم طلاب العلم في مصر من أبناء الأقطار العربية و دعى محرم ليقول كلمة الشعر في هذا الحفل ، فانتهزها فرصة ليذكر هؤلاء الشباب الطلاب بأنهم رسل العروبة و جنود لغة القران، و أن واجبهم يقتضيهم أن يبدلوا جهودهم في سبيل العلم و التحصيل، ثم يتحدث محرم عن رابطة العروبة و وشيجة القومية فيقول لهؤلاء الشباب من مختلف بلاد العروبة إن مصر بلدكم، وان أهلها أهلكم و قومكم، ومن واجبكم أن تصونوا دماء العروبة زكية علية، بأداء رسالتها وقضاء لبانتها، وان تعيدوا سير أسلافكم ، و تحيوا أمجاد آبائكم و أجدادكم، لا بعريض الادعاء وطويل الافتخار، بل بالعلم الموصول و الجهد المبذول، فيقول:
بني العروبة انتم ها هنا رســـل تقضون للضــاد أوطـــارا وآمــالا
ردوا المناهل من علم ومن أدب يجري الهدى فيهما والحب سلسالا
هي الكنانة والأعراق واشجـــة لــن تعـــدمـــوا وطنـــا فـيها ولا آلا
انتم لها أمـل ترعاه ســــاهـــرة فــــما تــنـــام ولا تــألـــوه إقـــبــالا
أدوا رسالتها واقضوا لبـــانتــها وامضوا سراعا إلى الغايات إرسالا
دم العروبة في الآفاق ما برحت تـــجري شــآبيبه ســحا و تهــطــالا
هو الحياة فصـونوه على يدكـــم من أن يســـيل كـفا كم منه ماســـالا
من لي بها همها إ ن هجتها بعثـت من قــومـنا أممـــا مــرت وأجــيـالا.
وللحديث بقية...........المرجع: (كتاب يسألونك في الدين والحياة) لمؤلفه: الدكتور أحمدالشرباصي الأستاذ بجامعة
الأزهر الشريف ( المجلد السادس صفحة من:499 إلى 520 )........................