جزاء الأمانة " قصة أخرجت إماما عظيما"

حضرموت

مشرف عام المنتديات العامة
طاقم الإدارة
كان بمدينة مرو رجل اسمه نوح بن مريم وكان رئيس مرو وقاضيها وكان له نعمة كبيرة وحال موفورة وكانت له ابنة ذات حسن وجمال وبهاء وكمال قد خطبها جماعة من الأكابر والرؤساء وذوي النعمة والثروة فلم ينعم بها لأحد منهم وتحير في أمرها ولم يدر لأيهم يزوجها وقال ان زوجتها لفلان أسخطت فلاناً وكان له غلام هندي تقي اسمه مبارك وكان له كرم عامر الأشجار والفاكهة والثمار‏.‏


فقال للغلام: أريد أن تمضي وتحفظ الكرم لينظره فقال له: يا مبارك ناولني عنقود عنب فناوله عنقوداً من العنب فوجده حامضاً.
فقال له سيده: أعطني غيرهذا .
فناوله عنقوداً حامضاً
فقال له سيده: ما السبب في أنك لا تناولني من هذا الكثير غير الحامض.
فقال: لأني لا أعلم أحامض هو أم حلو .
فقال له سيده: سبحان الله لك في هذا الكرم شهر كامل ما تعرف الحامض من الحلو .
فقال: وحقك أيها السيد انني ما ذقته ولم أعلم أحامض أم حلو.
فقال له: لم لا أكلت منه ز
فقال: لأنك أمرتني بحفظه ولم تأمرني بأكله فما كنت أخونك .
فعجب القاضي منه فقال له: حفظ الله عليك أمانتك.
وعلم القاضي أن الغلام غزير العقل فقال له القاضي: أيها الغلام قد وقع لي رغبة فيك وينبغي أن تفعل ما آمرك به.
فقال الغلام: أنا مطيع لله ولك.
فقال القاضي‏:‏ إعلم أن لي بنتاً جميلة وقد خطبها كثير من الرؤساء والتقدمين ولا أعلم لمن أزوجها فأشر علي بما ترى.
فقال الغلام‏:‏ إن الكفار في زمن الجاهلية كانوا يريدون الأصل والنسب والبيت والحسب واليهود والنصارى يطلبون الحسن والجمال وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الناس يطلبون الدين والتقى‏.‏
أما وفي زماننا هذا فالناس يطلبون المال فاختر من هذه الأربعة ما تريد .
فقال القاضي: قد اخترت الدين والأمانة وجربت منك العفة والصيانة‏.
فقال الغلام: أيها السيد أنا عبد رقيق هندي أسود أبتعتني بمالك كيف تزوجني بإبنتك وترضاني.
فقال له القاضي: قم بنا إلى البيت لندبر هذا الأمر
فلما صارا الى المنزل قال القاضي لزوجته: اعلمي أن هذا الغلام الهندي دين تقي وقد رغبت في صلاحه وأريد أن أزوجه ابنتي فما تقولين.
فقالت :الأمر إليك ولكن أمضي الى الصبية وأخبرها وأعيد عليك جوابها .
فجاءت المرأة الى الصبية وأدت إليها رسالة أبيها فقالت: مهما أمرتماني به فعلته ولا أخرج من تحت حكمكما ولا أعاندكما بالمخالفة بل أبركما .
فزوج القاضي ابنته بالمبارك واعطاهما مالاً عظيماً فأولدها المبارك ولداً وسماه عبد الله وهو معروف في جميع العالم وهو عبد الله بن المبارك صاحب العلم والزاهد ورواية الأحاديث فما دامت الدنيا يحدث عنه و يروى‏.‏
نعم أيها الأخ إذا تزوجت فاطلب ذات الدين ولا تطلب ذات الصيت والمال فإن المال يعود وبالاً ولا تعطيكه المرأة وإذا أردت أن تطلب زوجة فلا تطلبها وتخطبها لأجل بلوغ الشهوة وارغب فيها بنية أنها دينة وصالحة لتكون في خدرك وطاعتك وتكون لك ستراً من النار‏.‏ اهـــ
=================
التبر المسبوك في نصيحة الملوك
للإمام أبي حامد الغزالي
==================
 
وفقك الله وحفظك ورعاك وجزاك عنا خير الجزاء
وندعو الله ان يسترك تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض
انه سميع مجيب
اكثر الله من امثالك
 
السلام عليكم
ما أروع مثل هذه القصص و ما أحوج شبابنا إليها في عصر صارت المادّة فيه هي الطاغية والمظاهر الخدّاعة هي الحاكمة.
ذكرتني أخي حضرموت بقصتين شبيهتين الأولى قصة صاحب البستان وأب ابن حنبل _على ما أظنّ_ وكيف زوجه من آبنته بعد أكله التفاحة. فكانت ثمرة ذلك مولد الإمام و الشيخ آبن حنبل. والثانية قصة بن نسيبّ وكيف لم يزوّج آبنته من الملك آبن مروان و زوجها من تلميذ عنده آسمه بن قتيبة.
يا أخي من يبحث يبحث عن الدّين كما قال الحبيب المصطفى ولا يبحث عن المال و المظاهر الخدّاعة. فكلّ شيء إلى زوال إلا العمل الصالح.
يقول الرّسول الكريم صلى الله عليه و سلم:
تنكح المرأة لثلاث لمالها و لجمالها و لدينها فآظفر بذات الدين تربت يداك. وفي رواية أخرى زاد لنسبها.
وفي قولة لبلزاك أترجمها إلى العربية يقول : المرأة الصالحة تسرّ العين و المرأة الجميلة تسرّ القلب إحداهما جوهرة و الأخرى كنز.
أحسنت اخي هذه القصص مليءة بالعبر فهل من مزيد؟؟؟؟
 
شكرا لك اخي الحضرمي ...
على صور رائعة من سير التابعين
:)
 
فزوج القاضي ابنته بالمبارك واعطاهما مالاً عظيماً فأولدها المبارك ولداً وسماه عبد الله وهو معروف في جميع العالم وهو عبد الله بن المبارك صاحب العلم والزاهد ورواية الأحاديث فما دامت الدنيا يحدث عنه و يروى‏.‏

إبن المبارك ومأدراك من ابن المبارك ؟؟
اجتمع نفر من أصحابه يومًا وقالوا : تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير ..
فقالوا : جمع العلم ، والفقه ، والأدب ، والنحو ، واللغة ، والشعر ، والفصاحة والزهد ، والورع ، والإنصاف ، وقيام الليل ، والعبادة ، والفروسية ، والشجاعة ، والشدة في بدنه ، وترك الكلام في ما لا يعنيه .. حتى أجهدهم العدُّ ...
وكان من الشجاعة بالمكان الجهير ، وله في ساحة الجهاد نوادر ذائعة ، فقد كان في سرية ببلاد الروم خرجت للاستطلاع لا للقتال ، ففاجأتها قوة ضخمة من الأعداء ، واصطف الفريقان ونهض فارس رومي يدعو للمبارزة وفقًا لما كان معهودًا إذ ذاك ، فتقدم إليه بطل مسلم ، فلم يستطع نزاله ، وخر شهيدًا ، وتقدم ثانٍ فكانت النتيجة هي النتيجة ، وتخوف المسلمون وذعروا من رهبة هذا الصائل الفاتك .. وغلا الدم في رأس ابن المبارك ، فخف إليه ، واشتد الصراع بين الفارسين ، وكل منهما يبدي من أساليب الصيال ما في طوقه كرًّا وفرًّا ، في واقعة شديدة ، لم ير الناس أرهب منها !! ثم حصلت المفاجأة حين طعن ابن المبارك غريمه طعنة أصابت منه مقتلاً فسقط على الأرض، وكبر المسلمون، ورجع ابن المبارك وقد غطى وجهه حتى لا يشتهر بين الناس ..
لقد كان الإمام العالم ابن المبارك ـ رحمه الله ـ يعرف فضل الجهاد ، وهو الذي أرسل إلى أخيه الفضيل بن عياض برسالة يقول فيها :
ياعابد الحرمين لو أبصرتنـا.. ... .. لعلمت أنك في العبـادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه .. ... .. فنحورنا بدمائـنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل .. ... .. فخيولنـا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا .. ... .. رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقــال نبينا .. ... .. قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في .. ... .. أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا .. ... .. ليس الشهيد بميت لا يكذب

وكان ابن المبارك ـ رحمه الله ـ يحبُّ مكة ، ويكثر من الخروج إليها للحج والزيارة ، وكان كلما خرج من مكة قال :
بُغْضُ الحياةِ وخوْفُ اللَّهِ أخرجنَـِـي
وَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْ لَهُ ثمَنَـــــا
إنــي وزنْتُ الَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــه
ما ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـا اتَّزَنَـــا

هذا ومن قصائده الرائعة ـ رحمه الله ـ في تطاير الصحف :
وطارت الصحف في الأيدي منتشرة
فيها السرائر والأبصار تطلعُ .
فكيف سهوك والأنباء واقعة
عما قليل ولا تدري بما يقعُ .
أفي الجنان ونور لا انقطاع له
أم الجحيم فلا يُبقى ولا يدعُ .
تهويِ بسكانها طوراً وترفعهم
إ ذا رجوا مخرجاً من عمقها قُمِعوا .
طال البكاء فلم يُرحم تضرعهم
فيها ولا رقة تغني ولا جزعُ .
لينفع العلم قبل الموت عامله
قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا .

جزاك الله خيراً أخي الحبيب الغالي حضرموت على موضوعك القيم وعلى قصتك الرائعة التي ذكرتنا برجل من أعظم الرجال كان كما قال عنه الإمام إبن عيينة ـ رحمه الله تعالى ـ : ( نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلاً على ابن المبارك إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه ) !!..
 
إبن المبارك ومأدراك من ابن المبارك ؟؟

ذكرتنا برجل من أعظم الرجال كان كما قال عنه الإمام إبن عيينة ـ رحمه الله تعالى ـ : ( نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلاً على ابن المبارك إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه ) !!..

السلام عليكم أخي أبو قصيّ
توحشنا طلتك.
تبارك الله. انت دائرة معارف بحقّ. متعتني بهذه الإضافة الجميلة. وهاانا قد أثريت معلوماتي بقصة من اروع القصص.
اريد ان أجمع هذه القصص و أتركها كنزا قيما لأبنائي وأحفادي.
جزاكم الله كلّ خير
 
السلام عليكم أخي أبو قصيّ
توحشنا طلتك.
تبارك الله. انت دائرة معارف بحقّ. متعتني بهذه الإضافة الجميلة. وهاانا قد أثريت معلوماتي بقصة من اروع القصص.
اريد ان أجمع هذه القصص و أتركها كنزا قيما لأبنائي وأحفادي.
جزاكم الله كلّ خي
ر
أخي الحبيب الغالي / لطفي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك جزيلاً أخي الغالي على كل هذا النبل والسمو والكرم والترحاب ...
أخي الحبيب :
يعلم الله كم أكن لك من حب واحترام وإعزاز وتقدير !!!
وأنا تحت أمرك في أي طلب تطلبه مني ...
كل طلباتك على العين والرأس ...
حدد لي أي شئ تريده وأنا تحت أمرك !!!
جزاك الله خيراً على أسلوبك الراقي وعلى كرم ونبل أخلاقك ...
بارك الله لك في عمرك وعلمك ...
تقبل مني مؤقتاً هذا الفلاش الرائع ( يا عابد الحرمين ) ...
الأبيات الشهيرة لابن المبارك ـ رحمه الله ـ !!

تقبل أرق تحياتي وصادق وخالص دعواتي !!..
 
وفقك الله وحفظك ورعاك وجزاك عنا خير الجزاء

وندعو الله ان يسترك تحت الارض وفوق الارض ويوم العرض
انه سميع مجيب

اكثر الله من امثالك
اللهم آمين ..
بارك الله فيك أخي
 
السلام عليكم
ما أروع مثل هذه القصص و ما أحوج شبابنا إليها في عصر صارت المادّة فيه هي الطاغية والمظاهر الخدّاعة هي الحاكمة.
ذكرتني أخي حضرموت بقصتين شبيهتين الأولى قصة صاحب البستان وأب ابن حنبل _على ما أظنّ_ وكيف زوجه من آبنته بعد أكله التفاحة. فكانت ثمرة ذلك مولد الإمام و الشيخ آبن حنبل. والثانية قصة بن نسيبّ وكيف لم يزوّج آبنته من الملك آبن مروان و زوجها من تلميذ عنده آسمه بن قتيبة.
يا أخي من يبحث يبحث عن الدّين كما قال الحبيب المصطفى ولا يبحث عن المال و المظاهر الخدّاعة. فكلّ شيء إلى زوال إلا العمل الصالح.
يقول الرّسول الكريم صلى الله عليه و سلم:
تنكح المرأة لثلاث لمالها و لجمالها و لدينها فآظفر بذات الدين تربت يداك. وفي رواية أخرى زاد لنسبها.
وفي قولة لبلزاك أترجمها إلى العربية يقول : المرأة الصالحة تسرّ العين و المرأة الجميلة تسرّ القلب إحداهما جوهرة و الأخرى كنز.
أحسنت اخي هذه القصص مليءة بالعبر فهل من مزيد؟؟؟؟
نعم أخي ..
لقد كانت الأمانة متأصلة فيهم ..فحازوا بخيري الدنيا والآخرة...

وصدقت والله في عبارتك
المرأة الصالحة تسرّ العين و المرأة الجميلة تسرّ القلب إحداهما جوهرة و الأخرى كنز.
 
وكان من الشجاعة بالمكان الجهير ، وله في ساحة الجهاد نوادر ذائعة ، فقد كان في سرية ببلاد الروم خرجت للاستطلاع لا للقتال ، ففاجأتها قوة ضخمة من الأعداء ، واصطف الفريقان ونهض فارس رومي يدعو للمبارزة وفقًا لما كان معهودًا إذ ذاك ، فتقدم إليه بطل مسلم ، فلم يستطع نزاله ، وخر شهيدًا ، وتقدم ثانٍ فكانت النتيجة هي النتيجة ، وتخوف المسلمون وذعروا من رهبة هذا الصائل الفاتك .. وغلا الدم في رأس ابن المبارك ، فخف إليه ، واشتد الصراع بين الفارسين ، وكل منهما يبدي من أساليب الصيال ما في طوقه كرًّا وفرًّا ، في واقعة شديدة ، لم ير الناس أرهب منها !! ثم حصلت المفاجأة حين طعن ابن المبارك غريمه طعنة أصابت منه مقتلاً فسقط على الأرض، وكبر المسلمون، ورجع ابن المبارك وقد غطى وجهه حتى لا يشتهر بين الناس ..
أحسنت اخي على إثرائك للموضوع بحسن مداخلتك
ذكرتني أخي أبو قصي ببيت للصحابي الجليل زهير بن أبي سلمى حيث يقول في قصيدته التي مدح فيها المهاجرين :

لا يقع الطعن إلا في نحورهم ....ومالهم عن حياض الموت تهليل
 
السلام عليكم و رحمة الله:

أخي الحبيب الغالي / لطفي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك جزيلاً أخي الغالي على كل هذا النبل والسمو والكرم والترحاب ...
وانا أشكرك على هذه الأخلاق العالية التي تذكّرني باخلاق الأنصار و بطيبتهم
أخي الحبيب :
يعلم الله كم أكن لك من حب واحترام وإعزاز وتقدير !!!
والله وحده يعلم كم انا أيضا أحبّك. اتعلم أخي أبو قصي لماذا أحببنا بعضنا و لا احد منّا رأى الآخر أو جلس معه و لو مرّة. لأننا أحببنا بعضنا في الله وهذا هو الحبّ الذي يرعاه الله و يبارك فيه و ينمّيه.
وأنا تحت أمرك في أي طلب تطلبه مني ...
كل طلباتك على العين والرأس ...
حدد لي أي شئ تريده وأنا تحت أمرك !!!
من يقول هذا و يفعل هذا غير شخص متشبّع بالإيمان والإسلام الصحيح. إسلام الصّادقين والمهتدين
جزاك الله خيراً على أسلوبك الراقي وعلى كرم ونبل أخلاقك ...
بارك الله لك في عمرك وعلمك ...
وبارك الله فيك و في علمك و في اخلاقك ولم بقي المسلمون بمثل هذه الأخلاق لما كنّا فيما نحن فيه من تشتت وضياع.
تقبل مني مؤقتاً هذا الفلاش الرائع ( يا عابد الحرمين ) ...
الأبيات الشهيرة لابن المبارك ـ رحمه الله ـ !!
هديتك مقبولة وها انا أحمل الفلاش لأضيفه إلى القصة الرّائعة التي أمتعنا بها الأخ حضرموت.



تقبل أرق تحياتي وصادق وخالص دعواتي !!..
بارك الله فيك و في قصيّ و دمت بخير ونسئل الله الثبات في القول و العمل
 
نعم أخي ..
لقد كانت الأمانة متأصلة فيهم ..فحازوا بخيري الدنيا والآخرة...

وصدقت والله في عبارتك

لقد وقعت في خطإ عند الترجمة و ها أنا أصلحه فورا:

"المرأة الجميلة تسرّ العين والمرأة الصالحة تسرّ القلب الأولى جوهرة و الثانية كنز."
 
عودة
أعلى