ناديتُ غزةَ .... للشاعر الليبي فارس عودة

muslima

مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي
طاقم الإدارة
ناديتُ غزةَ

للشاعر الليبي: فارس عودة

ناديـتُ غَـزَّةَ والظـلامُ يلفُّهَـا......... والموتُ ينهشُ لحمَهـا ويمـزِّقُ
والغـدرُ يقذفُهـا بكـلِّ ضغينـةٍ ... سوداءَ تنخرُ في الصدورِ وتحْرِقُ
ناديتُها والريحُ تقصـفُ زهرَهـا .... وغصونُها تحتَ العواصفِ تُسْحَقُ
ناديتُهَـا والجـرحُ ينـزفُ عـزةً .............. بـدمٍ يسيـلُ وعبـرةٍ تترقـرقُ
ناديتُها والحزنُ يغشَـى صفحَتِـي ...... وجوانحِي بلظى الأسَـى تتحَـرَّقُ
ناديتُهـا والوجـدُ يَمْـلأُ خافقِـي ............. ودمِـي بحـبِّ حُمَاتِهـا يَتَدَفَّـقُ
فأجابنِي صوتُ القنابـلِ صارخًـا ........ كادَ الأسى بربـوعِ غَـزَّةَ يَنْطِـقُ
أولمْ ترَ الأشلاءَ كيـفَ تبعثـرتْ .......... ورمالَنَـا بـدمِ البواسـلِ تَغْـرَقُ
أولمْ ترَ الأفـراحَ كيـفَ تبدلَّـتْ ...... حَزَنًـا وشمـلَ الآمنيـنَ يُفَـرَّقُ
ناديْتَنِـي لتـرَى الحيـاةَ هنيئـةً ...... والفجرَ يَبْسُمُ في رُبَايَ ويُشْـرِقُ
لترَى عيونَ الزهرِ كيفَ تبسَّمَـتْ ... وترى غصونِيَ فِي حماسٍ تُورِقُ
فرأيتنِي والدمعُ يغسـلُ وجنتِـي ...... والوجه يعـروهُ القتـامُ ويُرْهِـقُ
ورأيتنِـي أبكِـي لفقْـدِ أحبـتِـي ......... ورأيتَ قلبـيَ بالأسـى يَتشقَّـقُ
ورأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغـتْ .... وسمعتَها بسمـاءِ غـزَّةَ تنْعَـقُ
ورأيتَ أذيالَ القـرودِ تراقصـت ْ ........ وكبيرهـم للمعتديـنَ يُصَـفِّـقُ
ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولـتْ ...... تقتاتُ من دمِنَا العزيـزِ وتلْعَـقُ
ورأيتَ أجنحـةَ الظـلامِ تهدلـتْ ....... والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبـقُ
ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكـمْ ؟! .......... أولمْ يعدْ علـمُ الحميـةِ يَخْفِـقُ
أينَ المروءةُ والشهامةُ والإبَـا؟! ...... أينَ الجبينُ الشامـخُ المتألـقُ؟!
بلْ أينَ دينُكِ ؟! أينَ عِزُّ محمدٍ ؟! ...... أينَ " البراءةُ " والكتابُ المُشْرِقُ؟!

فاستبشرِي يا قـدسُ إنَّ أسودَنَـا ......... بِثَرَى فلسطيـنٍ تهيـمُ وَتَعْشَـقُ
تمضِي إلى الهيجاءِ واثقةَ الخُطى ...... وإلى المكـارمِ والفِـدَا لا تُسْبَـقُ
لاذتْ بحبـلِ اللهِ واعتصمـتْ بـهِ ............ والحقُّ أَنْجَـى والعقيـدةُ أَوْثَـقُ
لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْـمٌ زائـفٌ ........... يعـدُو إليـهِ الخائـنُ المتسلِّـقُ
يدعونَنَا للسلـمِ أيـنَ سلامُهـمْ ........... ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّـرَى تَتَدَفَّـقُ
يـا أُمَّتِـي لا تركنِـي لحبَالِهـمْ ............... فالغدرُ أَوْهَـى والخيانـةُ أَخْلَـقُ
لا لَنْ يُعِيدَ القـدسَ إلاَّ مصحـفٌ.......... وسواعدٌ ترمي الجِمَارَ وترشُـقُ
لا لـنْ يُعِيـدَ الحـقَّ إلا فتـيـةٌ................. بأكفِّهمْ يزهُـو الحسـامُ ويبـرُقُ
ستعودُ يا أقصَـى وتلـكَ عقيـدةٌ ............. ويعـودُ نجمُـكَ ساطعًـا يَتَأَلَّـقُ
 
تم حدف جزء من القصيدة يمتدح الشاعر فيه شخصية فلسطينية فريدة تستحق التقدير ( هنية ) ... حتى لا يقال أنها قصيدة سياسية​
 
ورأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغـتْ .... وسمعتَها بسمـاءِ غـزَّةَ تنْعَـقُ
ورأيتَ أذيالَ القـرودِ تراقصـت ْ ........ وكبيرهـم للمعتديـنَ يُصَـفِّـقُ
ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولـتْ ...... تقتاتُ من دمِنَا العزيـزِ وتلْعَـقُ
ورأيتَ أجنحـةَ الظـلامِ تهدلـتْ ....... والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبـقُ
استشهد بابيات د. عبد الرحمن العشماوي..

وحصارُ ( غَزَّة ) يا أحبّـةُ شاهـدٌ ... أن المُفَـاوِضَ بُومـةٌ وغُـرابُ
ياسجنَ ( غزةَ ) أنت أكبـر شاهـدٍ ... في الأرضِ أن مَحاصرِيك ذئابُ
بكَ حطّموا كلَّ القوانيـن التـي ... وضعوا، وغصَّ بِريقِه المرتابُ
أنى يكون مـع العـدو أماننـا ... وبِسُمّـهِ تتشـرّبُ الأنيـابُ؟


ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكـمْ ؟! .......... أولمْ يعدْ علـمُ الحميـةِ يَخْفِـقُ
ويقول د.عبد الرحمن العشماوي

كلاّ،وكلاّ، بل دعـاوى سِلمهـم ... منـذ البدايـةِ خُدعـةٌ وسَـرابُ
مدريدُ تشهـدُ والمحافـلُ كلهـا ... أن الذَّهاب مـع العـدوِّ خَـرابُ


شكرا لك غاليتي مسلمة ..
اللهم عجل النصر والفرج ورأف بهم فانهم عبادك
 
لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْـمٌ زائـفٌ ........... يعـدُو إليـهِ الخائـنُ المتسلِّـقُ
يدعونَنَا للسلـمِ أيـنَ سلامُهـمْ ........... ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّـرَى تَتَدَفَّـقُ

القول قول الصورام ..
و .. السيف أصدق أنباء من الكتب

قصيدة قيمة فعلا
أحيانا اقيس جودة الشاعر ومهارته , بمدى ارتباط قوافيه بسائر البيت
فإن القافية ليست موسيقى وحسب , وليست قيدا رتيبا يقيد الشاعر وتقليدا مقيتا فرضه الأجداد .. لا ..
إن القافية الموحدة ضابط إيقاع القصيدة , وسماها أجدادنا النقاد ( حافر القصيدة )
إن الشاعر يعتبر ماهرا كلما كانت قوافيه مرتبطة أشد الارتباط بأول البيت , حتى يصيران وكأنهما صُبَّا فى قالب واحد , بلا تكلف ولا عناء
فإن السامع والمتلقى للقصيدة ينتظر القافية متوافقة مع المعنى , إضافة لفائدتها الإيقاعية , فإذا جاءت متكلفة لإكمال القافية فقط , فتر عن السماع وتشتت ذهنه ..

اللهم انصر الإسلام والمسلمين
( بكرة وعشيا ) !

جزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى