محمد راقي
New Member
تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (تتمة2 )
وننتقل إلى موقف آخر .
عقب غزوة ( بني المصطلق ) تزاحم اثنان من عامة المسلمين على الماء فتنازعا وصاح الأنصاري منهما يا للأنصار , وصاح المهاجري يا للمهاجرين , وكادت تقع فتنة لولا حكمة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وكان بين المسلمين احد المنافقين , يقال له عبد الله بن أبي بن سلول , فأراد أن يثيرها فتنة, فقال لمن معه – لقد كاثرنا هؤلاء المهاجرون في ديارنا , والله ما أعدنا وإياهم إلا كما قال الأول –سمن كلبك يأكلك , أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، يعني بالأعز نفسه لعنة الله ، وبالأذل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) .
وكان لهذا المنافق ولد اسمه ( عبد الله ) و كان صادق الإيمان شديد الحب لرسول الله عليه السلام،
فلما بلغه عن أبيه المنافق ما قال غضب لدينه و نبيه ( صلى الله عليه و سلم ) ، وصارع فوقف في وجه أبيه على أبواب المدينة قائلا له – و الله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله عليه السلام ، لتعلم الأعز من الأذل .
فجعل ابن الأب المنافق يقول خوفا و جبنا – أنا أذل من الصبيان، أنا أذل من النساء
و جاء النبي عليه السلام إلى عبد الله المؤمن و قال له - خل عن أبيك. فخلى عنه. تناول محرم هذا الموقف الرائع فصوره بشعره فقال
هذا ابنه جاءه غضبان يمسكه دون المــدينة للمختار ينتصر
يقول تلــك ديار لست تدخلـــها حتـى تفئ و حتـى يعلم الخـبر
أنت الأذل فقـلها غير كاذبــــة إن كنت حرا فبئس الكاذب الأشر
فقالـــها مرة أخرى و أرســلها كأنهــا روحــه من فيه تنحدر
مشى اعز بي الدنيا وأشرفهم قدرا وارفعهم ذكرا إذا ذكروا
حل المدينة منه ليث مــلحمـة لا النصر يخطئه فيها ولا الظفر
فليعرف الحق قوم ضل رائدهم وارتد قائدهم خزيان يعتذر
وهكذا عرض علينا محرم هذا الموقف الذي رأينا فيه كيف يقدم الشاب المؤمن عقيدته على كل شئ
وكيف ينتصر الحق أينما كان
( وللحديث بقية..........................)