محمد راقي
New Member
تأملات في الشعر العربي مع الشاعر الكبير أحمد محرم (تتمة )
الخير كله في الشباب ...هكذا قال حبر الأمة المؤمنة عبد الله بن عباس...
ولا عجب إذا خصصنا الشباب في شعر أحمد محرم بحديث في هذا المجال. ومن ذا الذي لا يحب الحديث عن الشيبة والشباب............
لقد عاش محرم قرابة سبعين سنة عاما, ولكن شبيبة قلبه لم تكن تقاس بالأعوام , فقد كان من قوم تشيب نواصيهم ولا تشيب قلوبهم , ولذلك كان يمـثـل – حتى في أثناء شيخوخته-ـ قوة الشباب في الذهن , وتوثب الفتوة في العزم , وكان يعني الشباب , ويحدو لهم , ويرسم أمامهم مناهج العزة والكرامة , وحسبنا أن الفكرة الأساسية التي دفعت بمحرم إلى إنشاء ديوانه ( مجد الإسلام ) هي نظم مفاخر التاريخ الإسلامي في مقطوعات خالدة , ليطالعها شباب الإسلام , فتتوثق رابطتهم بماضيهم المزهر المجيد , فأخذ محرم في هذه المقطوعات يلفت هؤلاء الشباب إلى مفاخر تاريخهم وعظمة آبائهم , ويدفع عنهم عقدة النقص التي تجعلهم ينظرون إلى الأمم الأخرى نظرة الأقزام إلى العمالقة....
ونتناول ديوان (مجد الإسلام) فإذا فيه للشباب أخبار وآثار , ومواقف ولطائف , وها نحن أولاء
مثلا أمام الحديث عن غزوة بدر , حيث نرى فتيانا دون الخامسة عشرة من أعمارهم , وكل واحد منهم حريص على أن يشهد المعركة ويسهم فيها , ولكن الرسول يترفق بهم , فيردهم لصغر سنهم ,ويستثني منهم رافع بن خديج , فقد قيل له انه يحسن الرماية , فغضب من ذلك زميله سمرة بن جندب ,وقال محتجا. أيقبل رافع وأرد, وأنا أصرعه؟ فبلغت مقالته رسول الله (ص) فجعلهما يتصارعان، فتغلب سمرة على صاحبه ، فقبلهما النبي(ص) معا ،وصور شاعرنا هذا الموقف فقال ..
وفي الأبطال فتيـان رقــــاق.......... بأنفسهم إلى الهيجا اشتياق
لهم في الناهضين لها انطلاق........ دعا داعي الجهاد فما أطاقوا
بدار السلم مثوى أومقيلا
أعــــادهم النبي إلى العرين............شبولا سوف تصلب بعد لين
يضــــن بها إلى أجل وحين............رعاك الله من سمح، ضنين
يسوس الأمر يكره أن يعولا
وقيل لرافـــــــع ..نعم الغلام............إذا انطلقت لغايتها السهام
تقدم أيها الرامــــــــي الهمام............إذا الهيجاء شب لها ضرام
فأمطرها سهامك والنصولا
ونادى سمرة..أيرد مـــــثلي؟..........ويقبل صاحبي وأنا المجلي؟
أصــارعه،فان أغلب فسؤلي........وكيف أذاد عن حق وعدل ؟
وأمنع أن أصول وأن أجولا
وصــارعه فكان أشد أسراْ............وأكثر في المجال الضنك صبرا
وقيل له..صدقت فأنت أحرى.........بأن ترد الوغى فتنال نصـــــرا
ألا أقبل فقد نـــلت القبولا.
للموضوع بقية.........