شهر الله المحرم , وفضل يوم عاشوراء !!

محمد شتيوى

مستشار سابق
شهر الله المحرم , وفضل يوم عاشوراء !!

إنّ لله تعالى أشهرًا وأيامًا يتفضل بها على عباده بالطاعات والقربات، ويتكرم على عباده بما يعده لهم من أثر تلك العبادات.. ومن تلك الأشهر (شهر الله الحرام).. وهو من الأشهر الحرم كما قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: من الآية 36].

قال ابن عباس في قوله {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} قال: "محرم ورجب وذوالقعدة وذو الحجة".

وقال علم الدين السخاوي: "أن المحرم سمي بذلك لكونه شهرًا محرمًا، وعندي أنّه سمي بذلك تأكيدًا لتحريمه، لأنّ العرب كانت تتقلب به فتحله عامًا وتحرمه عامًا ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم". (بن كثير 2/397- 398 ) .

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى فقال: «أيّها الناس: إنّ الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، وإنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حــرم ثـلاث متواليات ـ ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ـ ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» [رواه البزار].

فضل عاشوراء

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا ؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل مـن عـدوهم فصـامه موسى .. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه» [متفق عليه].

كذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود بصيام يوم قبله فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم].

وقال ابن عباس رضي الله عنه: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود".
ولقد كان يوم عاشوراء في أول الأمر للوجوب ثم نسخ بصوم شهر رمضان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر النّاس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه» [متفق عليه].

وسئل ابن عباس رضي الله عنه عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: "ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلاّ هذا اليوم، ولا شهرًا إلاّ هذا الشهر (يعني رمضان)". [رواه مسلم].

ويتبين لنا من هذه الأدلة أنّ صيام يوم عاشوراء سنه مؤكدة.. وليس لصيام عاشوراء علاقة باستشهاد الحسين رضي الله عنه وإنّما سببه يوم صالح نجى الله به موسى من فرعون .. فصامه موسى ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم .

حكم صيام عاشوراء

سئل سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى بما يلي:

ما حكم صيام يوم عاشوراء؟ وهل الأفضل صيام اليوم الذي قبله أو اليوم الذي بعده؟ أم يصومها جميعا؟ أم يصوم يوم عاشوراء فقط؟ نرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيرًا؟؟

فأجاب: صيام عاشوراء سنة.. لما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدلالة على ذلك .. وأنّه كان يومًا تصومه اليهود لأنّ الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شكرًا لله وأمر بصيامه وشرع لنا أن نصوم يومًا قبله أو يومًا بعده.. وصوم التاسع مع العاشر أفضل.. وإنّ صام العاشر والحادي عشر كفى ذلك لمخالفة اليهود، وإن صامهما جميعا مع العاشـر فـلا بأس لما جاء في بعض الروايات «صوموا يوما قبله ويوما بعده» أمّا صومه وحده فيكره.. والله ولي التوفيق
[فتاوى اسلامية 2/170 (جمع محمد المسند)].
___________________________________
المصدر : موقع طريق الإسلام - نقلا عن سلسلة العلامتين
 
شكرا اخي على الموضوع الرائع ومهم..:)
بارك الله فيك اخي..:)
 
أما كون يوم عاشوراء [ من أيام الله ] [ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.] فلما ثبت في صحيح الإمام مسلم وغيره :
[[ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة. فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر بصيامه ]]

*** ولعظم هذا اليوم فقد بوب البخاري في صحيحه : باب: [ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ] وبوب البخاري رحمه الله أيضا في صحيحه باب: قوله: [ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ، وأضل فرعون قومه وما هدى ] وقال تعالى [ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ]

منقول من صيد الفوائد

العفو اخي الاستاذ محمد شتيوي على المداخلة البسيطة والمتواضعة ...
70769_1196542874.gif

ماشاء الله عليك سباق للخير دائما ..
بارك الله فيك ... واكثر من امثالك ..
تحية طيبة :)
 
اسمح لي بأن أضيف قول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى :
اعلم أن استحباب الصوم يتأكد في الأيام الفاضلة وفواضل الأيام بعضها يوجد في كل سنة وبعضها يوجد في كل شهر وبعضها في كل أسبوع‏.‏
أما في السنة بعد أيام رمضان فيوم عرفة ويوم عاشوراء والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم‏.‏
وجميع الأشهر الحرم مظان الصوم وهي أوقات فاضلة ‏"‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر صوم شعبان حتى كان يظن أنه في رمضان ‏"‏ وفي الخبر ‏"‏ أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم‏"‏ لأنه ابتداء السنة فبناؤها على الخير أحب وأرجى لدوام بركته‏.‏
 
أخى العزيز مول
مرحبا بك , وكل عام وأنت بخير

الفاضلة مريم
وجزاك الله خيرا على الإضافات التى تمس لُب الموضوع
شكرا جزيلا لك

أخى حضرموت
مرحبا بك وباضافاتك الرائعة
ونسأل الله أن يمن علينا بصيام النوافل والإكثار من ذلك
تحية طيبة :)
 
شكرا لك اخي على الموضوع المفيد
بارك الله بك وجعلها في ميزان حسناتك
واعاننا على الصيام والقيام..وعلى حمده وشكره وحسن عبادته...آآمين
 
عودة
أعلى