العنيفة منها تبيع أكثر وتقنيات تصوير مشاهدها المرعبة تزداد تطورا
جدّة: خلدون غسّان سعيد
مع تطوّر تقنيّات الحاسب الآليّ وأجهزة الفيديو غيمز، تطوّرت الألعاب من بساطة الرسومات والأصوات في لعبة باكمان Pac Man وبونغ Pong، إلى ألعاب مذهلة تشابه الواقع مثل لعبة ذا هاوس أوف ذا ديد The House Of The Dead 3.
وسمح هذا التطوّر ببرمجة ألعاب تحتوي على تفاصيل كثيرة في البيئة والشخصيّات التي يتمّ التفاعل معها، وفي جعل الشخصيّات تشبه الإنسان إلى حدّ كبير، أو تصوير الإنسان وجعله شخصيّة يمكن اللعب بها. وأمكن باستخدام معالجات الصور المتطوّرة رسم شخصيّة وحش يعرج حينما يصيبه اللاعب في رجله، أو ينزف من ذراعه حينما يُصاب هناك، أو يمشي بدون رأس حينما يُصاب في رأسه، كما أمكن ايضا استخدام مؤثرات صوتيّة متميّزة في هذه الألعاب. وبسبب تطوّر الألعاب وازدياد جمالها ومحتواها، ارتفعت أعمار اللاعبين لتصل إلى متوسط 29 عاما، عوضا عن 10 أعوام كما كانت في الماضي، فاللاعب اليوم يذهب إلى عمله في النهار ويلعب بالألعاب في الليل. واختلفت نوعيّة الألعاب لهذه الفئة من اللاعبين، إذ أنّهم يريدون اللعب بألعاب سريعة، ولا تحتاج إلى متابعة قصّة اللعبة بسبب ضيق الوقت. وهذا اللاعب لا يريد اللعب بألعاب بسيطة مثل ماريوMario أو كراش بانديكوت Crash Bandicoot، بل يريد ألعابا تناسب عمره. وبسبب هذه الظاهرة، ازداد انتشار الألعاب التي تحتوي على عنف وحروب وأفكار للبالغين، والكثير منها قد يحتوي على مشاهد عنيفة لجذب الجماهير. وأجهزة الفيديو غيمز الجديدة التي ستطرح قريبا تعد بواقعيّة لا يمكن تصوّرها في شخصيّات وبيئة اللعب.
> العنف في الألعاب: لعلّ أوّل ذكر للعبة عنيفة كان لعبة ديث ريس Death Race في عام 1976 من صنع شركة إكسيدي Exidy على أجهزة الآركيد، المستوحاة من فيلم ديث ريس 2000، حيث يذكر الفيلم بأنّ دهس الناس بالسيّّارات أصبح رياضة في عام 2000 وليس جريمة يعاقب عليها القانون. وهذا هو هدف اللعبة. وإن أخطأ اللاعب في دهس أحد المشاة، يمكنه الرجوع بالسيّارة إلى الوراء ودهس المارّة مرّة أخرى. ويُسمع صوت صراخ المارّة حين دهسم، وتظهر صورة قبر بعد «موت» المارّة. ورفض الكثير من الناس فكرة هذه اللعبة وحاربوها بشكل كبير، لدرجة اضطرت الشركة المصنّعة إلى سحب كلّ الألعاب الموجودة في الأسواق. ولكن قبل وجود الجدل الكبير هذا، كانت الشركة تتوقّع بيع 1000 نسخة من اللعبة. وبعد الجدل، وصلت المبيعات إلى 8999 لعبة، أيّ أنّ الجدل لفت أنظار أناس آخرين أحبّوا هذه الفكرة.
أحدّ أهمّ الألعاب التي ما يزال أثرها موجودا إلى يومنا هي لعبة نايت تراب Night Trap التي صنعتها شركة ديجيتال بيكتشرز Digital Pictures في عام 1992 على أجهزة الفيديو غيمز. اللعبة تميّزت بأنّ اللاعب كان يحاول إنقاذ فتيات يرتدين ملابس النوم من محاولات قتلهنّ من قبل الأعداء باستخدام أفخاخ موجودة في المنزل. اللعبة كانت عبارة عن مشاهد حقيقيّة مصوّرة، تشبه تلفزيون الواقع Reality TV. الكثيرون اعترضوا بأنّ اللعبة إباحيّة ومحورها هو القتل، على الرغم أنّ اللاعب كان يحاول إنقاذ الفتيات من القتل. ولم يكن هناك مشاهد عري أو ذات دلالات جنسيّة في اللعبة. وجرت معارضة نايت تراب بشكل كبير في الولايات المتّحدة الأميركيّة لدرجة أنّ الكونغرس الأميركيّ استخدم اللعبة للإشارة إلى محتوى الألعاب في أحد الجلسات المهمّة في تاريخ الألعاب. واهتمّ الناس كثيرا بهذه اللعبة بعد الضجة التي أحدثتها، وازدادت مبيعاتها، واشتهرت إلى يومنا هذا.
> لعبة دموية: أمّا اللعبة التي قصمت ظهر البعير فهي لعبة مورتال كومبات Mortal Kombat التي أصدرتها شركة ميدواي Midway في عام 1992 على أجهزة الآركيد، ولاحقا في عام 1993 على أجهزة الفيديو غيمز. اللعبة كانت عبارة عن قتال بين شخصين تمّ تصويرهما تصويرا حقيقيّا في استوديوهات الشركة، وكانت كميّات كبيرة جدّا من الدماء تتطاير مع كلّ لكمة أو رفسة. اللعبة كانت عنيفة لدرجة أنّ احدى الحركات القتاليّة كانت تنتهي بسحب قلب الخصم من أحشائه ورفعه في الهواء وهو ينبض، إعلانا للنصر، وأخرى تنتهي بسحب النخاع الشوكيّ مع جمجمة الخصم. الجدير بالذكر أنّ أحدا لم يعارض اللعبة حين تمّ إصدارها على أجهزة الآركيد، ولكنّ الكثير من الناس اعترضوا بعدما شاهدوها على أجهزة الفيديو غيمز. واعترضت شركة نينتندوNintendo ضد شركة سيغا Sega بسبب أنّ الأخيرة سمحت بوجود ألعاب عنيفة على أجهزتها، الأمر الذي قد يؤثّر سلبا على سلوكيّات الأطفال (الحقيقة هي أنّ نينتندو وسيغا شركتان كانتا متنافستين في عالم الفيديو غيمز، ونينتندو ترفض وجود ألعاب عنيفة على أجهزتها وسيغا تسمح، الأمر الذي أدّى إلى التأثير سلبا على مبيعات نينتندو لا على سلوكيّات الأطفال)، فقامت شركة سيغا بإظهار بازوكا تصنعها نينتندو للاستخدام في ألعابها وسألت ما إذا كانت البازوكا تساعد في إبعاد العنف عن الأطفال. وأعلنت شركة ميدواي أخيرا بأنّ لعبة مورتال كومبات ديسيبشن التي تم اصدارها في العام الماضي قد باعت 400،000 نسخة في التسعة شهور الأولى من طرح اللعبة على جهاز البلايستيشن 2 فقط و1.9 مليون نسخة على كلّ الأجهزة حتّى الآن. وأعلنت 3 جهات تهتمّ بألعاب الفيديو غيمز على الإنترنت (سبايك تي في SpikeTV، غيم سبوت Gamespot وأكاديمي أوف إنترأكتيف آرتس آند ساينسز Academy of Interactive Arts & Sciences) بأنّ هذه اللعبة هي أفضل لعبة قتال في عام 2004.
> سارق السيارات الماهر: أمّا أحدث الألعاب التي كثر الحديث عنها هي لعبة غراند ثيفت أوتو Grand Theft Auto التي أصدرتها شركة روكستار Rockstar في عام 1998 على أجهزة الحاسب الآليّ وأجهزة الفيديو غيمز. ففي اللعبة (وباقي أجزائها) يتمّ التحكم بلاعب يسرق السيّارات والدرّاجات الناريّة من أصحابها أثناء قيادتهم لها، ويقوم بأداء مهام لمجرمين للحصول على نقود كثيرة. يمكن في اللعبة ضرب الشرطة وسرقة سيّاراتها وضرب المارّة وقتلهم في أي وقت يريد وباستخدام أيّ سلاح متوفر، حتى الأيدي. واللعبة تحتوي على الكثير من الدلالات العنيفة والإباحيّة واستخدام المخدّرات، والكثير من الأوصياء اعترضوا على محتوى اللعبة.
الكثير من المجلات أحبّت اللعبة وروّجت لصالحها، والكثير من اللاعبين أحبّوها. وتمكّن بعض الأشخاص من فكّ شيفرة وطرحها على الإنترنت، كانت وضعتها الشركة المصنّعة لحجب مشاهد إباحيّة كانت تنوي طرحها مع آخر إصدار للعبة ولكنّها غيّرت رأيها في اللحظة الأخيرة ووضعت شيفرة تُخفي تلك المقاطع. وطرحت الشركة المصنّعة تعديلا على الإنترنت يُلغي فكّ الشيفرة. وباع الجزء الثالث من اللعبة حوالي نصف مليون نسخة في اليوم الأوّل من طرحها، في متجر واحد فقط.
أمّا في آخر تطوّر عنيف في الألعاب، نرى شركة سيغا تريد طرح لعبة جديدة اسمها شادو أوف هيدج هوغ Shadow Of Hedgehog على أجهزة الفيديو غيمز في نهاية هذا العام، والتي تقدّم شخصيّة تشبه شخصيّة سونيك Sonic المشهورة، ولكنه غامق اللون وله ماض غامض، ويحمل مسدسا في يده، الأمر الذي يُعتبر جديدا في سلسلة ألعاب سونيك الناجحة منذ أوائل تسعينات القرن الماضي. ويمكن تفسير هذا التوجّه الجديد لسيغا بأنّ مجتمع اللاعبين يرحّب بهذ النوع من الألعاب بشكل كبير.
والكثير ألعاب الجيل الجديد من أجهزة الفيديو غيمز التي ستُطرح قريبا ألعاب حربيّة أو بها عنف كبير، مثل لعبة فول أوتوFull Auto وكونديمد: كريمينا أوريجينز Condemned: Criminal Origins وفريم سيتي كيلر Frame City Killer وناينتي ناين نايتس Night Nine Nights وديد رايزنغ Dead Rising. السبب هو أنّ تقنيّة الأجهزة الجديدة عالية وتسمح بإظهار تفاصيل أكثر من قبل في شخصيّات اللعبة. > تقييم برمجيّات الترفيه: ساهمت مورتال كومبات مع نايت تراب في إيجاد ما يسمّى بمجلس تقييم برمجيّات الترفيه Entertainment Software Rating Board ESRB بعد جلسات عديدة في الكونغرس الأميركيّ في عام 1993 (السيناتور جو ليبرمان Joe Lieberman). وظيفة هذا المجلس هي تقييم اللعبة قبل طرحها في الأسواق ووضع إشارة على علبة اللعبة لمساعدة الأوصياء على الأطفال معرفة محتوى اللعبة والعمر المناسب للعبها ولتثقيفهم عن نوعيّة الألعاب التي سيستخدمها الأطفال في الترفيه عن أنفسهم. وتذكر إحصائيات المجلس على أنه في عام 2002 تمّ منح 8% من ألعاب الحاسب الآلي والفيديو غيمز دلالة (اشارة) «للناضجين» التي تُعطى للألعاب المناسبة لعمر سبع عشرة سنة أو أكثر، و27% «للمراهقين»، و63% للجميع وبعض الألعاب «للبالغين فقط». أمّا في عام 2004 فكانت النسب كالتالي (من أصل 1036 لعبة): 54% «للجميع»، 33% «للمراهقين»، 12% «للناضجين»، أقل من 1% أوّل الطفولة وأقل من 1% «للبالغين فقط». والألعاب التي تحصل على تقييم «للبالغين فقط» تعاني من سحبها من المتاجر الكبيرة لأسباب تسويقيّة.
> ألعاب عنيفة مشهورة: وهناك الكثير من الألعاب العنيفة أو ذات دلالات غير مرغوبة لدى الأوصياء، مثل سلسلة دوم Doom، سلسلة كويك Quake، سلسلة كارماغيدون Carmageddon، سلسلة كوماند أند كونكرCommand & Conquer، سلسلة فانتازماغوريا Phantasmagoria، سلسلة ريزدنت إيفل Resident Evil، مانهنت Manhunt، سولدر أوف فورتشن Soldier Of Fortune، بي إم إكس إكس إكس إكس BMX XXX، سلسلة رود راش Road Rash، سلسلة تومب ريدر Tomb Raider، سلسلة ديد أور ألايف Dead Or Alive، سلسلة سماكداون! هير كمز ذا بين Smackdown! Here Comes The Pain، سماش تي في Smash TV، سلسلة ذا سيمز The Sims، فيوجيتيف هنتر: وور أون تيرور Fugitive Hunter: War On Terror، سلسلة بيرن أوت Burnout، سلسلة ليجر سوت لاري Leisure Suit Larry وديستروي أول هيومانز Destroy All Humans (معظم الألعاب المذكورة سلاسل، مما يدل على شعبيتها لدى اللاعبين وكثرة مبيعاتها).
موقع مجلس تقييم برمجيات الترفيه على الإنترنت: http://www.esrb.org
* دلالات (إشارات) رموز مجلس تقييم برمجيات الترفيه > مرحلة الطفولة الاولى (Early Childhood EC): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 3 سنوات أو أكثر، ولا تحتوي اللعبة على أي شيء غير مناسب > للجميع (Everyone E): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 6 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف من شخصيات كرتونية أو خيالية، أو بعض الكلمات القوية > للجميع +10 (Everyone 10 and older E10+): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 10 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف من شخصيات كرتونية أو خيالية، أو بعض الكلمات النابية، أو مغزى ذي دلالة غير مرغوبة > للمراهقين (Teen T): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 13 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف، أو بعض الكلمات النابية أو مغزى ذي دلالة غير مرغوبة أو بعض الدم أو مزاح سيئ > للناضجين (Mature M): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 17 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على عنف شديد، أو بعض الكلمات النابية أو مغزى ذي دلالة جنسيّة أو دم > للبالغين فقط (Adults Only AO): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 18 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على مشاهد كثيرة من العنف والعري أو المحتوى الجنسيّ > في انتظار التقييم (Rating Pending RP): اللعبة لا تزال تنتظر نتيجة تقييم المجلس. يظهر هذا الرمز في الإعلات التي تسبق طرح اللعبة
* رموز وجمل تصف محتوى اللعبة الإلكترونية
* هناك رموز وجمل لغوية تصف محتويات كل لعبة إلكترونية > دلالة مشروب روحيّ Alcohol Reference > دم غير حقيقيّ Animated Blood: دم لونه غير حقيقي أو شكله مختلف > دم Blood > دم وأشلاء Blood and Gore > عنف كرتوني Cartoon Violence: عنف في مواقف تشبه الرسوم المتحركة، وتكمل الشخصية المتأثرة بالعنف عملها بعد التعرض للعنف بشكل طبيعيّ > إزعاج طريف Comic Mischief: حوارات أو أفعال ذات محتوى أو دلالة غير مرغوبة > مزاح قاسي Crude Humor: مزاح فيه شعبية > دلالة مخدّرات Drug Reference > تعليم وترفيه Edutainment: محتوى يطوّر مهارات لدى اللاعب من خلال الترفيه ويعتمد عليها > عنف خياليّ Fantasy Violence: عنف بين شخصيّات حقيقيّة أو خياليّة في مواقف يسهل تفريقها عن الحقيقة > ارشاديّ Informational: محتوى ارشاديّ ذو معلومات وحقائق ومراجع > عنف شديد Intense Violence: تشويه أو أشلاء أو دم كثير وأسلحة وإصابات وموت آدميّ > كلمات أغنية Lyrics: دلالات خفيفة للبذائة أو الجنس أو العنف أو المشروبات الروحيّة أو المخدرات في كلمات أغنية في اللعبة > مزاح ناضج Mature Humor: مزاح للبالغين، قد يحتوي على دلالات جنسيّة > عنف خفيف Mild Violence: شخصيّات في مواقف غير أمنة أو عنيفة > عري Nudity: مواقف يتخللها عري > عري جزئي Partial Nudity: مواقف يتخللها عري غير كامل > مقامرة حقيقيّة Real Gambling: مواقف يتمّ فيها الرهان بمال > مغزى جنسيّ Sexual Themes: دلالات خفيفة أو متوسّطة لمواقف جنسيّة أو عري جزئيّ > عنف جنسيّ Sexual Violence: دلالات اغتصاب أو أفعال جنسيّة عنيفة > مقامرة محاكاة Simulated Gambling: مواقف يتمّ فيها الرهان بغير المال > بعض المساعدة من البالغين Some Adult Assistance May Be Needed: للصغار > لغة سيّئة Strong Language: بذائة في الكلمات المستخدمة في اللعبة > كلمات أغنية سيّئة Strong Lyrics: دلالات غير خفيفة للبذائة أو الجنس أو العنف أو المشروبات الروحيّة أو المخدرات في كلمات أغنية في اللعبة > محتوى جنسي كثير Strong Sexual Content: دلالات لتصرّفات وأفعال جنسيّة قد يتخللها عري > محتوى استفزازي Suggestive Themes: محتوى استفزازي خفيف > دلالات التبغ Tobacco Reference: دلالات للتدخين أو التبغ > استخدام المخدرات Use Of Drugs > استخدام المشروبات الروحية Use Of Alcohol > استخدام التبغ Use Of Tobacco > عنف Violence: مشاهد بها مشاحنات عنيفة > محتوى متغيّر على الإنترنت Game Experience May Change During Online Play: محتوى متغيّر بسبب طبيعة مواقف اللعبة التي يغيّرها اللاعبون على الإنترنت (دردشة، خرائط، أشكال اللاعبين،...)
جدّة: خلدون غسّان سعيد
مع تطوّر تقنيّات الحاسب الآليّ وأجهزة الفيديو غيمز، تطوّرت الألعاب من بساطة الرسومات والأصوات في لعبة باكمان Pac Man وبونغ Pong، إلى ألعاب مذهلة تشابه الواقع مثل لعبة ذا هاوس أوف ذا ديد The House Of The Dead 3.
وسمح هذا التطوّر ببرمجة ألعاب تحتوي على تفاصيل كثيرة في البيئة والشخصيّات التي يتمّ التفاعل معها، وفي جعل الشخصيّات تشبه الإنسان إلى حدّ كبير، أو تصوير الإنسان وجعله شخصيّة يمكن اللعب بها. وأمكن باستخدام معالجات الصور المتطوّرة رسم شخصيّة وحش يعرج حينما يصيبه اللاعب في رجله، أو ينزف من ذراعه حينما يُصاب هناك، أو يمشي بدون رأس حينما يُصاب في رأسه، كما أمكن ايضا استخدام مؤثرات صوتيّة متميّزة في هذه الألعاب. وبسبب تطوّر الألعاب وازدياد جمالها ومحتواها، ارتفعت أعمار اللاعبين لتصل إلى متوسط 29 عاما، عوضا عن 10 أعوام كما كانت في الماضي، فاللاعب اليوم يذهب إلى عمله في النهار ويلعب بالألعاب في الليل. واختلفت نوعيّة الألعاب لهذه الفئة من اللاعبين، إذ أنّهم يريدون اللعب بألعاب سريعة، ولا تحتاج إلى متابعة قصّة اللعبة بسبب ضيق الوقت. وهذا اللاعب لا يريد اللعب بألعاب بسيطة مثل ماريوMario أو كراش بانديكوت Crash Bandicoot، بل يريد ألعابا تناسب عمره. وبسبب هذه الظاهرة، ازداد انتشار الألعاب التي تحتوي على عنف وحروب وأفكار للبالغين، والكثير منها قد يحتوي على مشاهد عنيفة لجذب الجماهير. وأجهزة الفيديو غيمز الجديدة التي ستطرح قريبا تعد بواقعيّة لا يمكن تصوّرها في شخصيّات وبيئة اللعب.
> العنف في الألعاب: لعلّ أوّل ذكر للعبة عنيفة كان لعبة ديث ريس Death Race في عام 1976 من صنع شركة إكسيدي Exidy على أجهزة الآركيد، المستوحاة من فيلم ديث ريس 2000، حيث يذكر الفيلم بأنّ دهس الناس بالسيّّارات أصبح رياضة في عام 2000 وليس جريمة يعاقب عليها القانون. وهذا هو هدف اللعبة. وإن أخطأ اللاعب في دهس أحد المشاة، يمكنه الرجوع بالسيّارة إلى الوراء ودهس المارّة مرّة أخرى. ويُسمع صوت صراخ المارّة حين دهسم، وتظهر صورة قبر بعد «موت» المارّة. ورفض الكثير من الناس فكرة هذه اللعبة وحاربوها بشكل كبير، لدرجة اضطرت الشركة المصنّعة إلى سحب كلّ الألعاب الموجودة في الأسواق. ولكن قبل وجود الجدل الكبير هذا، كانت الشركة تتوقّع بيع 1000 نسخة من اللعبة. وبعد الجدل، وصلت المبيعات إلى 8999 لعبة، أيّ أنّ الجدل لفت أنظار أناس آخرين أحبّوا هذه الفكرة.
أحدّ أهمّ الألعاب التي ما يزال أثرها موجودا إلى يومنا هي لعبة نايت تراب Night Trap التي صنعتها شركة ديجيتال بيكتشرز Digital Pictures في عام 1992 على أجهزة الفيديو غيمز. اللعبة تميّزت بأنّ اللاعب كان يحاول إنقاذ فتيات يرتدين ملابس النوم من محاولات قتلهنّ من قبل الأعداء باستخدام أفخاخ موجودة في المنزل. اللعبة كانت عبارة عن مشاهد حقيقيّة مصوّرة، تشبه تلفزيون الواقع Reality TV. الكثيرون اعترضوا بأنّ اللعبة إباحيّة ومحورها هو القتل، على الرغم أنّ اللاعب كان يحاول إنقاذ الفتيات من القتل. ولم يكن هناك مشاهد عري أو ذات دلالات جنسيّة في اللعبة. وجرت معارضة نايت تراب بشكل كبير في الولايات المتّحدة الأميركيّة لدرجة أنّ الكونغرس الأميركيّ استخدم اللعبة للإشارة إلى محتوى الألعاب في أحد الجلسات المهمّة في تاريخ الألعاب. واهتمّ الناس كثيرا بهذه اللعبة بعد الضجة التي أحدثتها، وازدادت مبيعاتها، واشتهرت إلى يومنا هذا.
> لعبة دموية: أمّا اللعبة التي قصمت ظهر البعير فهي لعبة مورتال كومبات Mortal Kombat التي أصدرتها شركة ميدواي Midway في عام 1992 على أجهزة الآركيد، ولاحقا في عام 1993 على أجهزة الفيديو غيمز. اللعبة كانت عبارة عن قتال بين شخصين تمّ تصويرهما تصويرا حقيقيّا في استوديوهات الشركة، وكانت كميّات كبيرة جدّا من الدماء تتطاير مع كلّ لكمة أو رفسة. اللعبة كانت عنيفة لدرجة أنّ احدى الحركات القتاليّة كانت تنتهي بسحب قلب الخصم من أحشائه ورفعه في الهواء وهو ينبض، إعلانا للنصر، وأخرى تنتهي بسحب النخاع الشوكيّ مع جمجمة الخصم. الجدير بالذكر أنّ أحدا لم يعارض اللعبة حين تمّ إصدارها على أجهزة الآركيد، ولكنّ الكثير من الناس اعترضوا بعدما شاهدوها على أجهزة الفيديو غيمز. واعترضت شركة نينتندوNintendo ضد شركة سيغا Sega بسبب أنّ الأخيرة سمحت بوجود ألعاب عنيفة على أجهزتها، الأمر الذي قد يؤثّر سلبا على سلوكيّات الأطفال (الحقيقة هي أنّ نينتندو وسيغا شركتان كانتا متنافستين في عالم الفيديو غيمز، ونينتندو ترفض وجود ألعاب عنيفة على أجهزتها وسيغا تسمح، الأمر الذي أدّى إلى التأثير سلبا على مبيعات نينتندو لا على سلوكيّات الأطفال)، فقامت شركة سيغا بإظهار بازوكا تصنعها نينتندو للاستخدام في ألعابها وسألت ما إذا كانت البازوكا تساعد في إبعاد العنف عن الأطفال. وأعلنت شركة ميدواي أخيرا بأنّ لعبة مورتال كومبات ديسيبشن التي تم اصدارها في العام الماضي قد باعت 400،000 نسخة في التسعة شهور الأولى من طرح اللعبة على جهاز البلايستيشن 2 فقط و1.9 مليون نسخة على كلّ الأجهزة حتّى الآن. وأعلنت 3 جهات تهتمّ بألعاب الفيديو غيمز على الإنترنت (سبايك تي في SpikeTV، غيم سبوت Gamespot وأكاديمي أوف إنترأكتيف آرتس آند ساينسز Academy of Interactive Arts & Sciences) بأنّ هذه اللعبة هي أفضل لعبة قتال في عام 2004.
> سارق السيارات الماهر: أمّا أحدث الألعاب التي كثر الحديث عنها هي لعبة غراند ثيفت أوتو Grand Theft Auto التي أصدرتها شركة روكستار Rockstar في عام 1998 على أجهزة الحاسب الآليّ وأجهزة الفيديو غيمز. ففي اللعبة (وباقي أجزائها) يتمّ التحكم بلاعب يسرق السيّارات والدرّاجات الناريّة من أصحابها أثناء قيادتهم لها، ويقوم بأداء مهام لمجرمين للحصول على نقود كثيرة. يمكن في اللعبة ضرب الشرطة وسرقة سيّاراتها وضرب المارّة وقتلهم في أي وقت يريد وباستخدام أيّ سلاح متوفر، حتى الأيدي. واللعبة تحتوي على الكثير من الدلالات العنيفة والإباحيّة واستخدام المخدّرات، والكثير من الأوصياء اعترضوا على محتوى اللعبة.
الكثير من المجلات أحبّت اللعبة وروّجت لصالحها، والكثير من اللاعبين أحبّوها. وتمكّن بعض الأشخاص من فكّ شيفرة وطرحها على الإنترنت، كانت وضعتها الشركة المصنّعة لحجب مشاهد إباحيّة كانت تنوي طرحها مع آخر إصدار للعبة ولكنّها غيّرت رأيها في اللحظة الأخيرة ووضعت شيفرة تُخفي تلك المقاطع. وطرحت الشركة المصنّعة تعديلا على الإنترنت يُلغي فكّ الشيفرة. وباع الجزء الثالث من اللعبة حوالي نصف مليون نسخة في اليوم الأوّل من طرحها، في متجر واحد فقط.
أمّا في آخر تطوّر عنيف في الألعاب، نرى شركة سيغا تريد طرح لعبة جديدة اسمها شادو أوف هيدج هوغ Shadow Of Hedgehog على أجهزة الفيديو غيمز في نهاية هذا العام، والتي تقدّم شخصيّة تشبه شخصيّة سونيك Sonic المشهورة، ولكنه غامق اللون وله ماض غامض، ويحمل مسدسا في يده، الأمر الذي يُعتبر جديدا في سلسلة ألعاب سونيك الناجحة منذ أوائل تسعينات القرن الماضي. ويمكن تفسير هذا التوجّه الجديد لسيغا بأنّ مجتمع اللاعبين يرحّب بهذ النوع من الألعاب بشكل كبير.
والكثير ألعاب الجيل الجديد من أجهزة الفيديو غيمز التي ستُطرح قريبا ألعاب حربيّة أو بها عنف كبير، مثل لعبة فول أوتوFull Auto وكونديمد: كريمينا أوريجينز Condemned: Criminal Origins وفريم سيتي كيلر Frame City Killer وناينتي ناين نايتس Night Nine Nights وديد رايزنغ Dead Rising. السبب هو أنّ تقنيّة الأجهزة الجديدة عالية وتسمح بإظهار تفاصيل أكثر من قبل في شخصيّات اللعبة. > تقييم برمجيّات الترفيه: ساهمت مورتال كومبات مع نايت تراب في إيجاد ما يسمّى بمجلس تقييم برمجيّات الترفيه Entertainment Software Rating Board ESRB بعد جلسات عديدة في الكونغرس الأميركيّ في عام 1993 (السيناتور جو ليبرمان Joe Lieberman). وظيفة هذا المجلس هي تقييم اللعبة قبل طرحها في الأسواق ووضع إشارة على علبة اللعبة لمساعدة الأوصياء على الأطفال معرفة محتوى اللعبة والعمر المناسب للعبها ولتثقيفهم عن نوعيّة الألعاب التي سيستخدمها الأطفال في الترفيه عن أنفسهم. وتذكر إحصائيات المجلس على أنه في عام 2002 تمّ منح 8% من ألعاب الحاسب الآلي والفيديو غيمز دلالة (اشارة) «للناضجين» التي تُعطى للألعاب المناسبة لعمر سبع عشرة سنة أو أكثر، و27% «للمراهقين»، و63% للجميع وبعض الألعاب «للبالغين فقط». أمّا في عام 2004 فكانت النسب كالتالي (من أصل 1036 لعبة): 54% «للجميع»، 33% «للمراهقين»، 12% «للناضجين»، أقل من 1% أوّل الطفولة وأقل من 1% «للبالغين فقط». والألعاب التي تحصل على تقييم «للبالغين فقط» تعاني من سحبها من المتاجر الكبيرة لأسباب تسويقيّة.
> ألعاب عنيفة مشهورة: وهناك الكثير من الألعاب العنيفة أو ذات دلالات غير مرغوبة لدى الأوصياء، مثل سلسلة دوم Doom، سلسلة كويك Quake، سلسلة كارماغيدون Carmageddon، سلسلة كوماند أند كونكرCommand & Conquer، سلسلة فانتازماغوريا Phantasmagoria، سلسلة ريزدنت إيفل Resident Evil، مانهنت Manhunt، سولدر أوف فورتشن Soldier Of Fortune، بي إم إكس إكس إكس إكس BMX XXX، سلسلة رود راش Road Rash، سلسلة تومب ريدر Tomb Raider، سلسلة ديد أور ألايف Dead Or Alive، سلسلة سماكداون! هير كمز ذا بين Smackdown! Here Comes The Pain، سماش تي في Smash TV، سلسلة ذا سيمز The Sims، فيوجيتيف هنتر: وور أون تيرور Fugitive Hunter: War On Terror، سلسلة بيرن أوت Burnout، سلسلة ليجر سوت لاري Leisure Suit Larry وديستروي أول هيومانز Destroy All Humans (معظم الألعاب المذكورة سلاسل، مما يدل على شعبيتها لدى اللاعبين وكثرة مبيعاتها).
موقع مجلس تقييم برمجيات الترفيه على الإنترنت: http://www.esrb.org
* دلالات (إشارات) رموز مجلس تقييم برمجيات الترفيه > مرحلة الطفولة الاولى (Early Childhood EC): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 3 سنوات أو أكثر، ولا تحتوي اللعبة على أي شيء غير مناسب > للجميع (Everyone E): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 6 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف من شخصيات كرتونية أو خيالية، أو بعض الكلمات القوية > للجميع +10 (Everyone 10 and older E10+): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 10 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف من شخصيات كرتونية أو خيالية، أو بعض الكلمات النابية، أو مغزى ذي دلالة غير مرغوبة > للمراهقين (Teen T): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 13 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على بعض العنف، أو بعض الكلمات النابية أو مغزى ذي دلالة غير مرغوبة أو بعض الدم أو مزاح سيئ > للناضجين (Mature M): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 17 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على عنف شديد، أو بعض الكلمات النابية أو مغزى ذي دلالة جنسيّة أو دم > للبالغين فقط (Adults Only AO): اللعبة مناسبة لمن أعمارهم 18 سنوات أو أكثر، وقد تحتوي على مشاهد كثيرة من العنف والعري أو المحتوى الجنسيّ > في انتظار التقييم (Rating Pending RP): اللعبة لا تزال تنتظر نتيجة تقييم المجلس. يظهر هذا الرمز في الإعلات التي تسبق طرح اللعبة
* رموز وجمل تصف محتوى اللعبة الإلكترونية
* هناك رموز وجمل لغوية تصف محتويات كل لعبة إلكترونية > دلالة مشروب روحيّ Alcohol Reference > دم غير حقيقيّ Animated Blood: دم لونه غير حقيقي أو شكله مختلف > دم Blood > دم وأشلاء Blood and Gore > عنف كرتوني Cartoon Violence: عنف في مواقف تشبه الرسوم المتحركة، وتكمل الشخصية المتأثرة بالعنف عملها بعد التعرض للعنف بشكل طبيعيّ > إزعاج طريف Comic Mischief: حوارات أو أفعال ذات محتوى أو دلالة غير مرغوبة > مزاح قاسي Crude Humor: مزاح فيه شعبية > دلالة مخدّرات Drug Reference > تعليم وترفيه Edutainment: محتوى يطوّر مهارات لدى اللاعب من خلال الترفيه ويعتمد عليها > عنف خياليّ Fantasy Violence: عنف بين شخصيّات حقيقيّة أو خياليّة في مواقف يسهل تفريقها عن الحقيقة > ارشاديّ Informational: محتوى ارشاديّ ذو معلومات وحقائق ومراجع > عنف شديد Intense Violence: تشويه أو أشلاء أو دم كثير وأسلحة وإصابات وموت آدميّ > كلمات أغنية Lyrics: دلالات خفيفة للبذائة أو الجنس أو العنف أو المشروبات الروحيّة أو المخدرات في كلمات أغنية في اللعبة > مزاح ناضج Mature Humor: مزاح للبالغين، قد يحتوي على دلالات جنسيّة > عنف خفيف Mild Violence: شخصيّات في مواقف غير أمنة أو عنيفة > عري Nudity: مواقف يتخللها عري > عري جزئي Partial Nudity: مواقف يتخللها عري غير كامل > مقامرة حقيقيّة Real Gambling: مواقف يتمّ فيها الرهان بمال > مغزى جنسيّ Sexual Themes: دلالات خفيفة أو متوسّطة لمواقف جنسيّة أو عري جزئيّ > عنف جنسيّ Sexual Violence: دلالات اغتصاب أو أفعال جنسيّة عنيفة > مقامرة محاكاة Simulated Gambling: مواقف يتمّ فيها الرهان بغير المال > بعض المساعدة من البالغين Some Adult Assistance May Be Needed: للصغار > لغة سيّئة Strong Language: بذائة في الكلمات المستخدمة في اللعبة > كلمات أغنية سيّئة Strong Lyrics: دلالات غير خفيفة للبذائة أو الجنس أو العنف أو المشروبات الروحيّة أو المخدرات في كلمات أغنية في اللعبة > محتوى جنسي كثير Strong Sexual Content: دلالات لتصرّفات وأفعال جنسيّة قد يتخللها عري > محتوى استفزازي Suggestive Themes: محتوى استفزازي خفيف > دلالات التبغ Tobacco Reference: دلالات للتدخين أو التبغ > استخدام المخدرات Use Of Drugs > استخدام المشروبات الروحية Use Of Alcohol > استخدام التبغ Use Of Tobacco > عنف Violence: مشاهد بها مشاحنات عنيفة > محتوى متغيّر على الإنترنت Game Experience May Change During Online Play: محتوى متغيّر بسبب طبيعة مواقف اللعبة التي يغيّرها اللاعبون على الإنترنت (دردشة، خرائط، أشكال اللاعبين،...)