اسلامي
New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث شريف
لم يفهم المسلمون من شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمد رسول الله , انها كلمة تقال باللسان دون ان يكون لها مدلول مستقر في اعماق النفس و في واقع الحياة .و إنما فهموا من شهادة أن لا إله إلا الله , أن الله هو المالك الوحيد لهذا الكون , و المدبر الوحيد لكل ما يقع فيه من احداث .
و أنه وحده الذي ينبغي أن يعبد , و ان تتوجه إليه القلوب بالخشية و التقوى.
و أنه وحده واهب الحياة و مقدر الموت, و هو وحده الرزاق ذو القوة المتين . و أن التوجه الى غيره بالعبادة و الخشية , و الظن بأن أحداً غيره أو اية قوة من قوى السماوات و الارض تملك للناس نفعا أو ضرا هو لون من الشرك يستعيذون منه بالله .
و فهموا فوق ذلك من معنى لا إله إلا الله أنه وحده الذي يملك و يحكم . هو الذي يشرع للبشر و يضع لهم قوانين حياتهم و دستور معيشتهم , و ليس أحد غيره أو أية قوة من قوى السماوات و الارض . و أن هذا الامر قديم قدم البشرية كلها , فقد نزل مع ادم منذ هبط ادم الى الارض " قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون و الذين كفروا و كذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون"سورة البقرة (37_38) فهو امر ملازم للبشرية في تاريخها كله : أن يلتزموا هدى الله و يتصرفوا بمقتضاه .... و إلا فما هم بمسلمين .
كما فهموا من شهادة أن محمدا رسول الله أنه صلى الله عليه و سلم هو الرسول المعتمد لتبليغ هذه الرسالة : هذا الهدى الذي يلتزم البشر بطاعته و اتباعه , و انه هو المبلغ عن ربه الذي تنبغي طاعته مع طاعة الله :" و ما أرسلنا من رسولٍ الا ليطاع بإذن الله " , "و ما اتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " .
و انه صلى الله عليه و سلم هو التطبيق العملي الحي لرسالة السماء , فهو القدوة في كل عملٍ و كل تصرف , و هو قائد الجماعة المسلمة و مربيها و استاذها و معلمها , و النور الذي تستضيء به الظلمات
ذلك كان المفهوم العام – أو الاجمالي – لشهادة ألا اله إلا الله و أن محمدا رسول الله . المفهوم الذي كان الانسان يعتبر مسلما بمجرد أن يستقر في خلده , لانه في حقيقته يمثل حقيقة الاسلام , الكفيلة- وحدها – بمجرد استقرارها في ضمير إنسان أن تحول حياته , و توجهه إلى الطريق السوي ... الطريق إلى الله .
محمد قطب
من كتاب "هل نحن مسلمون"