من المحزن بعد ستين عامًا من الصراع المرير مع هذا الكيان الغاصب أن نضطر لطرح هذا السؤال من جديد هل إسرائيل عدو؟
ما كان هذا السؤال ليطرح قبل اتفاقيّة كامب ديفد 1978، ولكن بعد هذه الاتفاقيّة المشئومة واتخاذ أكبر دولة عربيّة طريق التطبيع مع إسرائيل صار من العرب من يعتقد أن هذا الكيان ليس عدوًا، وأن بالإمكان التعايش وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه، وكان هذا بداية الهزيمة العربيّة.
قبل اتفاقيّة كامب ديفد كانت هزائم العرب مع هذا الكيان هزائم عسكريّة وسياسيّة لغياب الحريّة وسيادة القمع وحكم الزعيم الأوحد وضعف السياسة والإدارة والعِلم، أمّا بعد هذه الاتفاقية فكانت الهزيمة ثقافيّة، وإذا هزمت الثقافة هزمت الإرادة فتكون الهزيمة حينئذٍ ساحقة ماحقة؛ لأنّها نفذت إلى العمق، إلى المبادئ والثوابت والقيم؛ لذا كان من الضروري أن نعيد طرح هذا السؤال من جديد: هل إن إسرائيل عدو؟
ولكي نجيب على هذا السؤال نسأل لِم أنشأ الغرب هذا الكيان؟ من المهم أن نعود للتاريخ لنعرف لم أنشئت إسرائيل، لأنَّ الأمّة التي لا تقرأ تاريخها ولا تدرس أحداثها، أمّة فاقدة الوعي تسير في طريق الوهم وإذا كان زادها وغذاؤها الوهم فستدفع ثمنًا غاليًا جدًا لوهمها، لأن "من نام لم يُنم عنه".
يقول التاريخ: إنَّ نابليون بونابرت هو أوّل من أراد تهجير اليهود إلى فلسطين ليستفيد من أموالهم؛ ولتكون فلسطين دولة يهوديّة ترعى وتحمي مصالح فرنسا. وتلقفت بريطانيا فكرة نابليون، فعملت هي الأخرى على كسب اليهود إلى جانبها. إذن أوربا تبنت إقامة إسرائيل في فلسطين قبل أن يفكر في إقامتها اليهود أنفسهم. ثمَّ بدأ رجال الاقتصاد والسياسة والفكر واللاهوت الأوروبيون ينظرون إلى الأهمية القصوى لزرع اليهود في فلسطين. تلقف اليهود هذا المشروع يقول هرتزل سنة 1895 في كتابه الدولة اليهوديّة " ستكون هذه الدولة متراسًا ضدَّ آسيا وستكون بمثابة الحصن المتقدم للحضارة البربريّة" ويقول أيضًا: "إنَّ حل مسألة اليهود في فلسطين يحل مسألة الشرق الأوسط، وسيكون لهذا الحلّ تأثير على العالم المتحضر بكامله، وإذا أقمنا دولتنا في فلسطين نقيم حصنًا للحضارة الأوربيّة في مواجهة الهمجيّة".
بعد سنتين من هذا الكلام عقد المؤتمر الصهيوني الأوّل في أغسطس 1897 وتبنى فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ثمَّ جاءت مقررات مؤتمر لندن الذي عقد عام 1905 ـ 1907، ليجيب عن سؤال محدد هو: "كيف تبقى الإمبراطوريّات الاستعماريّة عصية على الفناء في الشرق الأوسط ولا يصيبها ما أصاب إمبراطوريّات الرومان والإغريق؟". ودعيت لهذا المؤتمر نخبة من أساتذة الجامعات في مختلف التخصصات كالاقتصاد والتجارة والبترول والزراعة والتاريخ والاجتماع. اشتركت فيه لجنة تمثل كلّ الإمبراطوريات الاستعمارية القائمة آنذاك. ومن أعضائها: البروفيسور جيمس مؤلف كتاب "زوال الإمبراطورية الرومانية" ولوى مادلين مؤلف كتاب "نشوء وزوال إمبراطورية نابليون" والبروفسور ليستر ولسنج، وسميت ودترتنج وزهروف، وفي نهاية انعقاده سنة 1907 رفع توصية إلى الدول الاستعماريّة جاء فيها:
"في هذه البقعة الشاسعة الحساسة يعيش شعب واحد، يعتنق دينًا واحدًا ويتكلم لغة واحدة، وله تاريخ واحد، كثير التناسل، يمتلك نزعة تحرريّة، وثروات طبيعيّة، ويمتلك كلَّ أسباب القوة والنهوض. ثم يطرح التقرير هذه التساؤلات: كيف يمكن أن يكون وضع هذه المنطقة إذا توحدت أهداف شعبها في اتجاه واحد؟ ماذا لو دخلت الوسائل الفنيّة الحديثة، ومكتسبات الثورة الصناعية الأوروبيّة إلى هذه المنطقة؟ ماذا يمكن لو انتشر التعليم وعممت الثقافة في أوساط هذا الشعب، وماذا سيكون إذا تحركت هذه المنطقة واستغلت ثرواتها الطبيعية من قبل أهلها؟ عندها ستحل الضربة القاضية بالإمبراطوريّة الاستعماريّة، وستتبخر أحلام الاستعمار بالخلود، ثم يضمحل وينهار، كما انهارت إمبراطوريات الرومان والإغريق.
إن الخطر على كيان الإمبراطوريات الاستعمارية كامن في الدرجة الأولى في هذه المنطقة في تجمعها واتحادها حول عقيدة واحدة، وهدف واحد، فعلى كلّ الدول ذات المصلحة المشتركة أن تعمل على استمرار وضع المنطقة المجزأ المتأخر، وعلى إبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وجهل وتأخر وتناحر، وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر يجب العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وذلك بإقامة حاجز قوي، غريب على الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقيا، ويربطهما معاً بالبحر المتوسط، بحيث يشكل في هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس، قوة صديقة للاستعمار، وعدوة لسكان المنطقة."
إذن لهذا أنشئ هذا الكيان، اتفقت المصالح الاستعماريّة والصهيونيّة على أهداف مشتركة ومصالح مشتركة فوُلد هذا الكيان، لذا نجد الغرب يدافع عنه بلا حدود لأنَّه حربته في المنطقة، يدافع عنه لا حبًا في عيون اليهود الذين كان يضطهدهم ويعتبرهم فائضًا سكانيًا حتّى انكفأوا على أنفسهم محبوسين فيما يعرف "بالجيتو". الغرب تحكمه خطط استراتيجيّة مدروسة لا سياسات انفعاليّة لذا نجد سياسته ثابتة في القضايا التي يراها استراتيجيّة، نجد الغرب يحرك إسرائيل لتدمير أي نهضة حضاريّة أو مدنيّة في المنطقة، ففي 1956 حركها عندما أممت مصر قناة السويس ليعيد مصر للنفوذ الغربي البريطاني الفرنسي، وحركها في سنة 1967 ليتوسع في أراضي مصر وسوريا وفلسطين والأردن ولبنان والسعوديّة ليستنزف هذه الدول اقتصاديًا ويبتزها سياسيًا ولتبقى ضمن النفوذ الغربي وقد بقيت، فها هي المنطقة طوال أربعين سنة تحاول أن تسترد ما فقدته من أرض فلمّا استعصى عليها استردادها بالحرب ظنت أن بإمكانها أن تسترده بالسياسة، والسياسة مستنقع طين كلّما مشت فيه الأقدام غاصت فيه أكثر، فزادت سطوة الغرب عليها وتغلغل نفوذه فيها بدءًا من اتفاقية كامب ديفد 1978، إلى قمّة فاس الذي تبنت مشروع الملك فهد بالإجماع 1982 فيما عرف بتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، إلى مؤتمر مدريد 1991 الذي عقدت فيه مفاوضات ثنائية بين إسرائيل وكلّ من سوريا لبنان الأردن الفلسطينيين، إلى اتفاقية وادي عربة 1994 مع الأردن حيث طبع علاقته مع إسرائيل، إلى اتفاقية أوسلو سبتمبر 1993 التي وقعها ياسر محمود عبّاس وشمعون بيرز بحضور الرئيس كلينتون ونصت على إقامة سلطة حكومة ذاتيّة انتقاليّة فلسطينيّة، إلى قمة بيروت سنة 2002 وتبنيها المبادرة السعوديّة بالإجماع فيما عرف بالمبادرة العربيّة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلى السكوت العربي وإعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة وحصار ياسر عرفات وتدمير مخيم جنين سنة 2002 أثناء انعقاد قمة بيروت، إلى تدمير غزّة ولبنان 2006 لنزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، وسط صمت عربي وعجز تامين. وها هو النفوذ الغربي يزداد تغللاً لندخل لا سمح الله في العهد الاستعماري الصهيوني.
فهل عرفنا لم أقيمت إسرائيل أم نحن كما قال موشي ديان " العرب لا يقرءون التاريخ"؛ ليستمر مسلسل التنازلات فيقدم العرب على نزع آخر مخالب قوة لهم في فلسطين ولبنان ألا وهو سلاح المقاومة. فإذا فعلوا فهل سيأمنون من أن تنهشهم مخالب إسرائيل والغرب كما تنهش اليوم لبنان وفلسطين؟! فيؤكلون كما أكل الثور الأبيض؟
ما كان هذا السؤال ليطرح قبل اتفاقيّة كامب ديفد 1978، ولكن بعد هذه الاتفاقيّة المشئومة واتخاذ أكبر دولة عربيّة طريق التطبيع مع إسرائيل صار من العرب من يعتقد أن هذا الكيان ليس عدوًا، وأن بالإمكان التعايش وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه، وكان هذا بداية الهزيمة العربيّة.
قبل اتفاقيّة كامب ديفد كانت هزائم العرب مع هذا الكيان هزائم عسكريّة وسياسيّة لغياب الحريّة وسيادة القمع وحكم الزعيم الأوحد وضعف السياسة والإدارة والعِلم، أمّا بعد هذه الاتفاقية فكانت الهزيمة ثقافيّة، وإذا هزمت الثقافة هزمت الإرادة فتكون الهزيمة حينئذٍ ساحقة ماحقة؛ لأنّها نفذت إلى العمق، إلى المبادئ والثوابت والقيم؛ لذا كان من الضروري أن نعيد طرح هذا السؤال من جديد: هل إن إسرائيل عدو؟
ولكي نجيب على هذا السؤال نسأل لِم أنشأ الغرب هذا الكيان؟ من المهم أن نعود للتاريخ لنعرف لم أنشئت إسرائيل، لأنَّ الأمّة التي لا تقرأ تاريخها ولا تدرس أحداثها، أمّة فاقدة الوعي تسير في طريق الوهم وإذا كان زادها وغذاؤها الوهم فستدفع ثمنًا غاليًا جدًا لوهمها، لأن "من نام لم يُنم عنه".
يقول التاريخ: إنَّ نابليون بونابرت هو أوّل من أراد تهجير اليهود إلى فلسطين ليستفيد من أموالهم؛ ولتكون فلسطين دولة يهوديّة ترعى وتحمي مصالح فرنسا. وتلقفت بريطانيا فكرة نابليون، فعملت هي الأخرى على كسب اليهود إلى جانبها. إذن أوربا تبنت إقامة إسرائيل في فلسطين قبل أن يفكر في إقامتها اليهود أنفسهم. ثمَّ بدأ رجال الاقتصاد والسياسة والفكر واللاهوت الأوروبيون ينظرون إلى الأهمية القصوى لزرع اليهود في فلسطين. تلقف اليهود هذا المشروع يقول هرتزل سنة 1895 في كتابه الدولة اليهوديّة " ستكون هذه الدولة متراسًا ضدَّ آسيا وستكون بمثابة الحصن المتقدم للحضارة البربريّة" ويقول أيضًا: "إنَّ حل مسألة اليهود في فلسطين يحل مسألة الشرق الأوسط، وسيكون لهذا الحلّ تأثير على العالم المتحضر بكامله، وإذا أقمنا دولتنا في فلسطين نقيم حصنًا للحضارة الأوربيّة في مواجهة الهمجيّة".
بعد سنتين من هذا الكلام عقد المؤتمر الصهيوني الأوّل في أغسطس 1897 وتبنى فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ثمَّ جاءت مقررات مؤتمر لندن الذي عقد عام 1905 ـ 1907، ليجيب عن سؤال محدد هو: "كيف تبقى الإمبراطوريّات الاستعماريّة عصية على الفناء في الشرق الأوسط ولا يصيبها ما أصاب إمبراطوريّات الرومان والإغريق؟". ودعيت لهذا المؤتمر نخبة من أساتذة الجامعات في مختلف التخصصات كالاقتصاد والتجارة والبترول والزراعة والتاريخ والاجتماع. اشتركت فيه لجنة تمثل كلّ الإمبراطوريات الاستعمارية القائمة آنذاك. ومن أعضائها: البروفيسور جيمس مؤلف كتاب "زوال الإمبراطورية الرومانية" ولوى مادلين مؤلف كتاب "نشوء وزوال إمبراطورية نابليون" والبروفسور ليستر ولسنج، وسميت ودترتنج وزهروف، وفي نهاية انعقاده سنة 1907 رفع توصية إلى الدول الاستعماريّة جاء فيها:
"في هذه البقعة الشاسعة الحساسة يعيش شعب واحد، يعتنق دينًا واحدًا ويتكلم لغة واحدة، وله تاريخ واحد، كثير التناسل، يمتلك نزعة تحرريّة، وثروات طبيعيّة، ويمتلك كلَّ أسباب القوة والنهوض. ثم يطرح التقرير هذه التساؤلات: كيف يمكن أن يكون وضع هذه المنطقة إذا توحدت أهداف شعبها في اتجاه واحد؟ ماذا لو دخلت الوسائل الفنيّة الحديثة، ومكتسبات الثورة الصناعية الأوروبيّة إلى هذه المنطقة؟ ماذا يمكن لو انتشر التعليم وعممت الثقافة في أوساط هذا الشعب، وماذا سيكون إذا تحركت هذه المنطقة واستغلت ثرواتها الطبيعية من قبل أهلها؟ عندها ستحل الضربة القاضية بالإمبراطوريّة الاستعماريّة، وستتبخر أحلام الاستعمار بالخلود، ثم يضمحل وينهار، كما انهارت إمبراطوريات الرومان والإغريق.
إن الخطر على كيان الإمبراطوريات الاستعمارية كامن في الدرجة الأولى في هذه المنطقة في تجمعها واتحادها حول عقيدة واحدة، وهدف واحد، فعلى كلّ الدول ذات المصلحة المشتركة أن تعمل على استمرار وضع المنطقة المجزأ المتأخر، وعلى إبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وجهل وتأخر وتناحر، وكوسيلة أساسية مستعجلة لدرء الخطر يجب العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وذلك بإقامة حاجز قوي، غريب على الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقيا، ويربطهما معاً بالبحر المتوسط، بحيث يشكل في هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس، قوة صديقة للاستعمار، وعدوة لسكان المنطقة."
إذن لهذا أنشئ هذا الكيان، اتفقت المصالح الاستعماريّة والصهيونيّة على أهداف مشتركة ومصالح مشتركة فوُلد هذا الكيان، لذا نجد الغرب يدافع عنه بلا حدود لأنَّه حربته في المنطقة، يدافع عنه لا حبًا في عيون اليهود الذين كان يضطهدهم ويعتبرهم فائضًا سكانيًا حتّى انكفأوا على أنفسهم محبوسين فيما يعرف "بالجيتو". الغرب تحكمه خطط استراتيجيّة مدروسة لا سياسات انفعاليّة لذا نجد سياسته ثابتة في القضايا التي يراها استراتيجيّة، نجد الغرب يحرك إسرائيل لتدمير أي نهضة حضاريّة أو مدنيّة في المنطقة، ففي 1956 حركها عندما أممت مصر قناة السويس ليعيد مصر للنفوذ الغربي البريطاني الفرنسي، وحركها في سنة 1967 ليتوسع في أراضي مصر وسوريا وفلسطين والأردن ولبنان والسعوديّة ليستنزف هذه الدول اقتصاديًا ويبتزها سياسيًا ولتبقى ضمن النفوذ الغربي وقد بقيت، فها هي المنطقة طوال أربعين سنة تحاول أن تسترد ما فقدته من أرض فلمّا استعصى عليها استردادها بالحرب ظنت أن بإمكانها أن تسترده بالسياسة، والسياسة مستنقع طين كلّما مشت فيه الأقدام غاصت فيه أكثر، فزادت سطوة الغرب عليها وتغلغل نفوذه فيها بدءًا من اتفاقية كامب ديفد 1978، إلى قمّة فاس الذي تبنت مشروع الملك فهد بالإجماع 1982 فيما عرف بتسوية النزاع العربي الإسرائيلي، إلى مؤتمر مدريد 1991 الذي عقدت فيه مفاوضات ثنائية بين إسرائيل وكلّ من سوريا لبنان الأردن الفلسطينيين، إلى اتفاقية وادي عربة 1994 مع الأردن حيث طبع علاقته مع إسرائيل، إلى اتفاقية أوسلو سبتمبر 1993 التي وقعها ياسر محمود عبّاس وشمعون بيرز بحضور الرئيس كلينتون ونصت على إقامة سلطة حكومة ذاتيّة انتقاليّة فلسطينيّة، إلى قمة بيروت سنة 2002 وتبنيها المبادرة السعوديّة بالإجماع فيما عرف بالمبادرة العربيّة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلى السكوت العربي وإعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة وحصار ياسر عرفات وتدمير مخيم جنين سنة 2002 أثناء انعقاد قمة بيروت، إلى تدمير غزّة ولبنان 2006 لنزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، وسط صمت عربي وعجز تامين. وها هو النفوذ الغربي يزداد تغللاً لندخل لا سمح الله في العهد الاستعماري الصهيوني.
فهل عرفنا لم أقيمت إسرائيل أم نحن كما قال موشي ديان " العرب لا يقرءون التاريخ"؛ ليستمر مسلسل التنازلات فيقدم العرب على نزع آخر مخالب قوة لهم في فلسطين ولبنان ألا وهو سلاح المقاومة. فإذا فعلوا فهل سيأمنون من أن تنهشهم مخالب إسرائيل والغرب كما تنهش اليوم لبنان وفلسطين؟! فيؤكلون كما أكل الثور الأبيض؟