شاعر و قصيدة .......( علي محمود طه - فلسطين )

muslima

مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي
طاقم الإدارة
شاعر و قصيدة

الشاعر :

علي محمود طه



ali%20taha.jpg

ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .
وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!
ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت .
توفي علي محمود طه في 17نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة .

و له:

صدر ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934
وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.


القصيدة :

فلسطين - لعلي محمود طه


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى ..... فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ........ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ ...... يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ ..... فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا
أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ ...... أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا
أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّــةٍ ..... تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُـدَى
أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَـا ..... أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُــدَى
صَبَرْنَا عَلَى غَدْرِهِمْ قَادِرِيـنَ ...... وَكُنَّا لَهُمْ قَدَرَاً مُرْصَــدَا
طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُــونِ .. فَطَارُوا هَبَاءً ، وَصَارُوا سُدَى
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ... لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا
أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَـارَ .... دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِــدَا
أَخِي، ظَمِئَتْ لِلْقِتَالِ السُّيُوفُ .... فَأَوْرِدْ شَبَاهَا الدَّمَ المُصْعَـدَا
أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي ... وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقــدَا
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَـــةٍ حُرَّةٍ ... أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِــدَا
وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَــةٍ ... جَلاَهَا الوَغَى ، وَنَمَاهَا النَّدَى
وَقَبِّلْ شَهِيدَاً عَلَى أَرْضِهَــا ... دَعَا بِاسْمِهَا اللهَ وَاسْتَشْهَـدَا
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ ... وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَــدَى
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّـدُورُ .... فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّــا الرَّدَى
 
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة مسلمة على هذه القصيدة الرائعة والجميلة بصدق ...
وعلى تعريفنا بهذا الشاعر الكبير رحمة الله الواسعة عليه ...
إسمحي لي فاضلتي فقد كنت قرأت له قريباً قصيدة جميلة بعنوان ( الإنتصار على الشيطان ) ...
أعجبتني جداً فاحتفظت بها ...
وها أنت بموضوعك الجميل هذا تثيرين فضولي أن أضيفها إلى موضوعك !!
وهاهي القصيدة :
الإنتصار على الشيطان

ألا مـا لهـذا اللّيـل تدجّـى جوانـبـه === علـى شفـق دام تلـظّـى ذوائـبـه! ؟
و مـا ذلـك الظّـل المـخـوف بأفـقـه === يطـلّ فتـرتـدّ ارتيـاعـا كوكـبـه ! ؟
أأيتها الأرض انظري ، ويك ! و اسمعـي! === توثّـب فيـك الشـرّ حمـرا مخالـبـه
أرى فـتـنـة يلفـظـهـا الــثّــرى === دخانـا تغـشّـي الكائـنـات سحائـبـه
و أشتـمّ مـن أنفاسهـا حــرّ هـبـوة === كـأنّ هجيـر الصّيـف يلفـح حاصبـه
أرى قبضـة الشّيطـان تستـلّ خنـجـرا === توهّـج شـوقـا للـدمـاء مضـاربـه
تسلـلّ يبغـي مقـتـلا مــن محـمـد === لقـد خيّـب الباغـي و خابـت مآربـه
تقدّم سليل من النّار ! ما الباب الموصـد ! === فـمـاذا تـوقّـاه ، و مــاذا تجانـبـه
تأمّـل ! فهـي إلاّ فتـى فـي فـراشـه === إلى النّور تهفو فـي الظّـلام ترائبـه ! ؟
يسائلـك الأشيـاع زاغــت عيونـهـم === وأنـت حسيـر ضائـع اللّـبّ ذاهبـه :
ترنـا غفونـا أم تـرى عـبـرت بـنـا === نفاثـة سحـر خدّرتـنـا غرائـبـه ! ؟
ومـا زال منّـا كـلّ أشـوس قابـضـا === علـى سيفـه لـم تخـل منـه رواجبـه
ترى كيف لـم تبصـر غريمـك ساريـا === وأين ترى يمضي ؟ و تمضي ركائبـه ؟
تقدّم ، و جس في الدّار و هنا ؟ فما ترى ؟ === لقـد هجـر الـدّار النبـيّ و صاحبـه !!
يحثّـان فــي البـيـداء راحلتيهـمـا === إلـى جبـل يـؤوي الحقيقـة جانـبـه
فقـف و تنظّـر حائـرا نصـب غــاره === تـحـدّاك فـيـه ورقــه و عناكـبـه
لتعـلـم أنّ الـحـق روح و فـكــرة === يـذلّ لهـا الطّاغـي و تعنـو قواضبـه
فطـر أيّهـا الشّيطـان نـارا و انطلـق === دخانا ، فأخسـر بالـذي أنـت كاسبـه !
خسئت ! و لو لـم يعصـم الحٌـق ربّـه === طوى الأرض ليـل مـا تـزول غياهبـه
 
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة مسلمة على هذه القصيدة الرائعة والجميلة بصدق ...
وعلى تعريفنا بهذا الشاعر الكبير رحمة الله الواسعة عليه ...

إسمحي لي فاضلتي فقد كنت قرأت له قريباً قصيدة جميلة بعنوان ( الإنتصار على الشيطان ) ...

أعجبتني جداً فاحتفظت بها ...

جزاك خيرا اخي الكريم أبو قصي


دائما حضورك الاول في مواضيعي
يسعدني و يسرني دلك و يدهشني سرعة ملاحظتك للموضوع ...


و أشكرك كثيرا على اهدائك القصيدة و اعجبني هدا البيت :

أأيتها الأرض انظري ، ويك ! و اسمعـي! === توثّـب فيـك الشـرّ حمـرا مخالـبـه


سلمت يداك أبو قصي
 
و جزاك كل الخير أخي سامي و بارك الله فيك​
 
المنصورة !! إذن فهذا الشاعر ( بلدياتى ) كما يقولون !

أرى أنك تواصلين الإبداع والإمتاع والإقناع ( معذرة كان عندى امتحان عن البلاغة ! )

وتبدوا القصيدة التى اخترتيها من المشهورات فعلا , خاصة البيت الأول , بيت قوى ومعبر , بحر موسيقى للغاية وهو بحر المتقارب , وقافية قوية وحركتها مناسبة لصوت إنفعالى ممدود هاتف ( هذه هى البراعة )

أعجبنى التالى من الأبيات :
طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُــونِ .. فَطَارُوا هَبَاءً ، وَصَارُوا سُدَى

أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَـارَ .... دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِــدَا

أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي ... وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقــدَا
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَـــةٍ حُرَّةٍ ... أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِــدَا

أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّــةٍ ..... تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُـدَى

وهناك ملحوظة : فى ذلك الوقت الذى كان يعيش فيه الشاعر وزملائه من شعراء العصر الحديث , كانت النعقات الوطنية والقومية تنتشر بشكل كبير , ولهذا آثاره فى شعرهم , ومثال ذلك فى قصيدته تلك :

أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ........ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
لماذا لا يقول : الإسلام

أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ ...... أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا
لماذا لا يقول : المسلم

أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ... لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا
هذا امر يتأتى فى سياق الحال , فانتصار الإسلام يجلب الأمن لأهل الذمة الموجودين فى ديار الإسلام
أما أن يربطهما معا فى سياق واحد فهو يعنى عنده الوحدة الوطنية المقيتة بين كافر ومسلم , بحيث يصيران اخوة فى دين جديد اسمه العروبة
إن شاء الله لى طرح قادم كبير وواسع ومتشعب حول هذا الامر

ولكننا نريد من يتغنى بمجد الإسلام كمن يقول :
الصين لنا والعرب لنا ... والهند لنا والكل لنا
أضحى الإسلام لنا دينا ... وجميع الكون لنا وطنا

ولعل فى السابق من كلامى ما يعينك على اختيار نوعية القصائد القادمة

إلا بارك الله فيك وفى سلسلتك الرائعة
مع خالص التحية والتقدير
 
شكرا لك غاليتي على القصيدة الرائعة من اولها الى اخرها
سلمت يمناك
:clap:​
 
المنصورة !! إذن فهذا الشاعر ( بلدياتى ) كما يقولون !


أرى أنك تواصلين الإبداع والإمتاع والإقناع ( معذرة كان عندى امتحان عن البلاغة ! )

وهناك ملحوظة : فى ذلك الوقت الذى كان يعيش فيه الشاعر وزملائه من شعراء العصر الحديث , كانت النعقات الوطنية والقومية تنتشر بشكل كبير , ولهذا آثاره فى شعرهم , ومثال ذلك فى قصيدته تلك :

أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ........ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
لماذا لا يقول : الإسلام

أَخِي، أَيُّهَـــا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ ...... أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَـدَا
لماذا لا يقول : المسلم

أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْـن ِ... لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِـدَا
هذا امر يتأتى فى سياق الحال , فانتصار الإسلام يجلب الأمن لأهل الذمة الموجودين فى ديار الإسلام
أما أن يربطهما معا فى سياق واحد فهو يعنى عنده الوحدة الوطنية المقيتة بين كافر ومسلم , بحيث يصيران اخوة فى دين جديد اسمه العروبة
إن شاء الله لى طرح قادم كبير وواسع ومتشعب حول هذا الامر

ولكننا نريد من يتغنى بمجد الإسلام كمن يقول :
الصين لنا والعرب لنا ... والهند لنا والكل لنا
أضحى الإسلام لنا دينا ... وجميع الكون لنا وطنا
ولعل فى السابق من كلامى ما يعينك على اختيار نوعية القصائد القادمة


إلا بارك الله فيك وفى سلسلتك الرائعة
مع خالص التحية والتقدير​
أهلا بمحمد ( شاعر المنصورة )
ارجو ان تكون قد وفقت في الامتحان و أتمنى لك التوفيق دائما في الدارين .
بالنسبة للبيت هدا :
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ........ مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
أظن أن الشاعر جاء بالعروبة للتوضيح بأن اليهود لا يفرقون في طغيانهم و اغتصابهم بين الفلسطينيين مسلم كان أو مسيحي فهم ينتهكون حرماتنا جميعا فلهدا اتى بالعروبة ( للشمول )
( هده وجهة نظر )
و لكن لو جاء بالاسلام بدلا من العروبة لكان أقوى في اثارة و تحريك المشاعر و تحميسها أكثر لنصرة الاسلام في فلسطين و كما أسلفت أنت محمد ادا انتصر الاسلام لا يظلم احدا ( يجلب الأمن لأهل الذمة الموجودين فى ديار الإسلام )
فالأولى هنا تحميسهم بنصرة الاسلام لا بالعروبة
و في انتظار طرحك القادم حول هدا الموضوع ... :)
تشرفت كثيرا بتعليقك و نقدك المثري دائما و المشجع بارك الله بك
تقبل اطيب تحياتي محمد​
 
شكرا لك غاليتي على القصيدة الرائعة من اولها الى اخرها

سلمت يمناك

:clap:

و أنا أشكرك غاليتي على مرورك و تعليقك فبهما يزداد الموضوع روعة و اشراقا ... 8)
تحية طيبة مني لك ماري​
 
عودة
أعلى