أفادت دراسة حديثة أن علاج المرضى المصابين بالنفاخ الرئوي شديد الدرجة وذلك عن طريق القوالب المغلفة بدواء الـ paclitaxel يعتبر إجراءً عملياً ومناسباً جداً لتدبير مثل هذه الحالة.
أطباء من البرازيل يقولون بأن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن زرع المجازات في الطرق الهوائية عند المرضى المصابين بداء مُخرّب لوظيفة الرئتين بشكل كامل، والذين ليس أمامهم من خيار سوى انتظار إجراء العمل الجراحي لزرع الرئتين؛ لهو خيار يفرض نفسه حالياً وبقوة من أجل تدبير أعراض هذا الداء.
فهذه المجازات الهوائية والتي تعد أقل بضعاً ستؤدي لتخفيف الأعراض عند المرضى المصابين بالداء النفاخي ذي المرحلة المتقدمة؛ ومنه سترفع من إمكانية استمرار الحياة بشكل جوهري وملموس عند هؤلاء المرضى، وعند غيرهم ممن ينتظرون إجراء زرع الرئتين.
ويقول الأطباء إن زرع المجازة في الطرق الهوائية يعتبر تقدماً مهماً بالنسبة للمرضى المصابين بالداء المخرب للرئتين غير القابل للتراجع؛ حيث يكون العلاج في مثل حالتهم هو إجراء زرع الرئتين فقط.
أما عن كيفية زرع هذه القوالب، يقول الباحثون بأنهم يضعونها في جدار الطرق الهوائية من أجل فسح المجال لتخليص الهواء المتجمع داخل الشدف الرئوية المصابة.
هذا وقد عرف استخدام مثل هذه المجازات الهوائية أول مرة عام 2003، عندما قام باحثون بإجراء التجارب على الرئة المريضة المستأصلة من مرضى كانوا يعانون سابقاً من النفاخ الرئوي.
ثم بعد ذلك أثارت انتباه الباحثين مسألة كيفية الحفاظ على المنفذ مفتوحاً في الشدف التي تم وضع القالب فيها؛ الأمر الذي دفعهم للتفكير باستخدام القوالب المغلفة بالأدوية.
فالقوالب عبارة عن أنابيب مؤلفة من شبكة من الأسلاك الرفيعة، تُستخدم عادة من أجل فتح شرايين القلب المصابة، ونفس هذه القوالب التي تحرر الأدوية بغية إبقاء الشرايين مفتوحة تستخدم عند المرضى القلبيين للمحافظة على شرايينهم مفتوحة بعد إزالة اللويحة التي كانت تتشكل بسببها الخثرات الدموية، والتي كانت تؤدي في النهاية إلى حدوث النوبات القلبية.
وقد قام الأطباء بإجراء دراسة على فعالية وأمان قوالب الطرق الهوائية المغطاة بدواء الـ paclitaxel (والتي يتم إنتاجها من قبل شركة Broncus Technologies, Inc. الممولة لهذه الدراسة)، حيث تم زرع 8 قوالب لكل مريض في هذه الدراسة، وبعد ستة أشهر من المتابعة لاحظ الباحثون انخفاض الحجم الرئوي الوسطي بمقدار 400 مل (من أصل 5.34 ل عند بداية الدراسة)، كما لاحظ الباحثون أن وضع القالب كان له أثر واضح في تحسين ضيق التنفس الذي كان يعاني منه المرضى.
ويشير الباحثون كذلك إلى أن النتائج كانت أكثر وضوحاً عند المرضى الذين كانوا يعانون من الداء شديد الدرجة، حيث تراجع حجم الرئة الوسطي عندهم بمقدار 870 مل (من أصل 5.92 ل)، وذلك بعد ستة أشهر من بداية الدراسة.
ويأمل الباحثون الآن أن يستمر نجاح هذه القوالب بعد هذه النتائج المدهشة التي أبدتها، وذلك من أجل اعتمادها بشكل رسمي في المستقبل كعلاج لحالة النفاخ الرئوي شديد الدرجة.
المصدر: مجلة Thoracic and Cardiovascular Surgery