[BIMG]http://www.arabsbook.com/vb/images/usersimages/1_1130103124.gif[/BIMG]
العقيدة الإسرائيلية تقول "إذا لم تكن هناك فأنت لست قائما" ، ولذا لابد من الاعتراف بأن المؤسسات العلمية والتقنية الإسرائيلية قامت في فلسطين، قبل قيام دولة إسرائيل، بإطلاق "معهد إسرائيل للتكنولوجيا" في فبراير 1925 أي قبل23 عاما من إعلان الدولة العبرية وكانت الغاية منه تكوين مجتمع معلوماتي إسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتمكين القبضة الإسرائيلية بعد اغتصاب الأرض لذلك كان جليا التشدد الإسرائيلي لتعين "عالم" من الصفوة ليكون أول رئيس لدولتهم وكان الأمل في البداية أن يتبوأ عالم الفيزياء أينشتاين" الرئاسة ، إلا أنه اعتذر ووعد بمساعدة اليهود بعلمه لا بجلوسه على منصب شرفي على قمة السلطة.فتم وقوع الاختيار على (النسخة) أو البديل ليكون أول رئيس لدولة إسرائيل وهو عالم الكيمياء "حاييم وايزمان".
وهناك أصوات في الجامعة العبرية في القدس تدعى أن العالم "ألبيرت اينشتاين"كان مؤيدا متحمسا لفكرة الصهيونية .. ومن المبادرين إلى تأسيسها ،حيث كتب فى وصيته التي أعدها قبل (54عاما) أنه يورث حق ملكية ميراثه العلمي والإنساني لابنته وسكرتيره ،على أن تنتقل هذه الامتيازات للجامعة العبرية فى القدس بعد وفاتهما، وبالفعل قام مدير تركة عالم الفيزياء اليهودي بمنح الجامعة العبرية فى القدس امتيازات حصرية في التصرف بميراث اينشتاين العلمي والإنساني.
ومع مرور السنوات حصلت الجامعة على ملايين الدولارات من مئات الشركات الاقتصادية فى العالم (تقدر بـ 8 ملايين دولار) مقابل حصول الأخيرة على حق استخدام اسم اينشتاين لأغراض تسويقية.
الهجرة المعلوماتية
ورغم ان يهود الشتات لايزالون هم كارت التفوق الإئتماني الإسرائيلى ،حيث يمتلكون مفاتيح العلوم إلا أن إسرائيل بدأت خطة منذ عام 1989 لتدشين مايسمىب"استقطاب العقول التكنولوجية " وتوطينها فى فلسطين،حيث تم جلب 700ألف يهودى منهم 70ألف عالم ومهندس،معظمهم من العلماء الروس خلال الفترة الممتدة مابين 1989 و 1997.وينبغى الاشارة أن هذا الاهتمام أو الهوس الإسرائيلى بحيازة مفاتيح التفوق التكنولوجى عبر عنه بنيامين نتنياهو مع مجلة "بيزنس ويك"الأميريكية التى كان غلافها بعنوان"إعادة صناعة إسرائيل "متضمنا عدة وصفات من ضمنها:
1) مضاعفة دخل الفرد وعدد السكان لتحويل إسرائيل إلى نمر تكنولوجى متطور شبيه بنمور شرق آسيا.
2) متابعة الجهود لتطوير قطاع التكنولوجيا المتطورة المستندة إلى مستويات رفيعة من التعليم والأبحاث وإلى قوة عاملة ماهرة متخصصة فى اقتصاد المعلومات.
ولكن رغم هذه التطورات والطفرة التقنية الهائلة التى تتمتع بها الدولة العبرية الا انها وقفت إلى حد ما عاجزة عن وقف الانتفاضة الفلسطينية كما بين د.عصام نعمان فى مقال نشر له نشر فى جريدة "الخليج" الإماراتية" عن الحالة التنافسية بين الايدلوجيا والتكنولوجيا ،حيث استردت الاولى اعتبارها فى حالة الصراع العربى الاسرائيلى . حيث تردد كثيرا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى أن التكنولوجيا تغلبت على الايدلوجيا وطردتها من حلبة الصراع والتنافس الاقتصادى والسياسى والاجتماعى ،وان ما تبقى من جزر ايديولوجية فى العالم الإسلامى وانحاء العالم الاوسع فى طريقه الى الانحسار والاضمحلال .
واليوم وبعد تزايد العمليات فى فلسطين المحتلة ،تسترد الايديو لوجيا اعتبارها وتؤكد جدواها بعدما ظن منظرون كثر ان دورها ضمر وتلاشى.
الارهاب المعلوماتى
تحتل إسرائيل المرتبة الاولى فى العالم من حيث كمية الهجمات التخريبية من مواطنيها والموجهة لشبكة الانترنت العالمية،وذلك نسبة لعدد مستخدمى الانترنت فيها طبقا لتحقيق أجرته شركة "rip tech" المختصة بأساليب الحماية الاليكترونية.
ففى عام 1998 قام اشهر مخرب إليكترونى فى إسرائيل "ايهود تيننباوم" والمعروف بإسم "الأنلايزر" أو "المحلل" باختراق وكالة الفضاء الأميركية ووزارتى الدفاع الامريكية والبحرية،وموقع الكنيست الاسرائيلى وموقع مقر رئاسة الدولة الاسرائيلية .
كذلك فى ديسمبر (2001) قام صبيان من شمال إسرائيل بترويج لفيروس(goner)
الذى ادى إلى خسائر تقدر ب(5)مليون دولار فى انحاء العالم .
وكنان الاقتصاد الاسرائيلى قد شهد ازدهارا كبيرا فى التسعينيات اى بعد اتفاق اسلو،غير ان هذا الإنتعاش تراجع بشكل كبير بعد انتفاضتي الأقصى ،حيث امكن لهذه الانتفاضة تحطيم قطاع التكنولوجيا الاسرائيلية ،كما اسهمت فى رفع معدلات البطالة بنسبة 11% .
فقد تراجع الاستثمار التكنولوجى فى إسرائيل من تصدير برمجيات بقيمة 3 مليارات دولار عام2000 إلى 500 مليون دولار فى عام 2003. ورغم كل ذلك حاولت إسرائيل استغلال التكنولوجيا فى صالح عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين ، فعلى سبيل المثال حصل العديد من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية على قروض قدرها 300 الف دولار (طبقا لنظام الحضانات الاسرائيلى ) لتطوير طائرة هليكوبتر عسكرية يتحكم بها الكمبيوتر.
كما بدأت خلال عام 2002 إحاطة 40 مستوطنة إسرائيلية بجدران إليكترونية غالبيتها فى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
تفوق.. وانكسار معرفى!
فى الوقت الذي تمتلك فيه 26 مليون عائلة يابانية جهاز كمبيوتر مرتبط بالإنترنت ،نجد أن هناك 860 ألف أسرة فقط مرتبطة بالانترنت فى إسرائيل رغم ان هناك مبادرة حكومية منذ عام 1992 لتبنى كومبيوتر لكل طفل فى مرحلة الروضة .ورغم إعلان وزير العلوم والتكنولوجيا الاسرائيلى "اليعازر رندبرج" عن إقامة لجنة توجيه لاقامة شبكة قومية للانترنت السريع (تكنولوجيا النطاق العريض) ليتم تشغيلها الى جانب شبكة الانترنت لاحتياجات علمية وثقافية ولتشجيع الجهاز التعليمى والصحى ،ومن أجل إدخال تطبيقات فى المجال التدريسى والطبى عن طريق الانترنت .
وتعتبر إسرائيل اليوم واحدة من الدول المتخلفة بحسب تعبير صحيفة "يديعوت أحرنوت" من ناحية تطوير شبكة قومية وبحثية مقارنة بدول أوروبية حيث يخصص الاتحاد الاوروبى مبلغ 400 مليون يورو لتمويل شبكات قومية للانترنت السريع من بينها 100 مليون يورو لتمويل شبكات GIRD ،وهى تكنولوجيا حديثة لشبكات الاتصال يستخدم فيها الانترنت السريع لاحتياجات قومية وعلمية .
يشار الى ان اسرائيل ممنوعة من المشاركة فى غالبية هذه المشاريع وستكون هذه الشبكة شبه مركزية سترتبط فيها عدة شبكات ثانوية ،من بينها شبكة جامعية للابحاث ،وشبكة كليات ،وشبكة تعليمية وثقافية . الا ان الخبراء الاسرائيليون يجادلون بانه قد تم تحقيق تقدم كبير ،خاصة فيما يتعلق بفعاليات الحكومة الاليكترونية التى انطلقت فى يناير 2002 فى حملة اعلنتها الوزارات الحكومية والدوائر الرسمية بتمكين المواطنين الإسرائيليين من دفع الضرائب المستحقة عليهم عبر شبكة الانترنت ،وخلال أربعة اشهر حصلت إسرائيل على 47 مليون شيكل من ديون مستحقة على المواطنين بسرعة دفع تبلغ 500 مواطن فى الثانية عبر الشبكة.
ولكن الغريب ان المواطن الاسرائيلى لم يغير من نمط تعامله وسلوكه حتى عندما يقوم بقضاء معاملاته المالية عبر شبكة الانترنت إذ يفضل الاسرائيلى الإنتظار حتى الدقيقة الاخيرة ليقوم بقضاء معاملاته ،وهذا ماحدث فى هذه الحملة ،إذ غرقت الشبكة بمجموع الوالجين إليها لتسديد الدين فى اليومين الاخيرين .
ولان التكنولوجيا الاسرائيلية هى تكنولوجيا سرية فقد تم فى عام 2002 وفى اجتماع سرى فى باريس التوقيع على اتفاقية تعاون استراتيجى مع شركة مايكروسوفت ،بموجبه تبرعت الثانية لاسرائيل بالمعلومات المتراكمة فى مشروع الحكومة الاليكترونية البريطانية "الحكم فى متناول اليد".
كما تبرع بيل جيتس للحكومة الاليكترونية الاسرائيلية بقرابة 4000 برنامج كمبيوترى تساوى مئات الالاف من الدولارات .
وكذلك فإن المشروع البريطانى"الحكم فى متناول اليد" والذى يقوده تنوى بلير سيتبرع بالمناهج والرموز الاصلية التى تراكمت فى بريطانيا،ناهيك عن التزام مايكروسوفت بتقليص الفوارق الرقمية فى اسرائيل من خلال إقامة مراكز كمبيوترية جماهيرية .
حرب معلوماتية
نظرا لأقلية الشباب العربى المتابع للفضائيات الاسرائيلية ،وانشغالهم المعلوماتى بالانترنت فقد دشنت اسرائيل قناة تلفزيونية "kik"على الانترنت موجهة الى الفتية والشباب بين سن ال13 وال30 تبث على مدار الساعة وهى تعمل على طريقة النموذج التلفزيونى الأميريكى المعروف بإسم "talk tv" حيث البرامج تتعلق بشئون (الحب ،التعارف،الترفيه، الشئون الموسيقية والعلاقات مع الوالدين ) وكل هذا موجه من الحكومة الاسرائيلية والتى بدأت قرارا سياسيا صادر عن الكنيست الاسرائيلى باستخدام مواقع الانترنت كوسيلة حربية ،وتم اتخاذ قرار بترجمة مواقع الانترنت العبرية للانجليزية بحيث تتم صياغة المضامين بواسطة قسم الصياغة بوزارة الخارجية ،بغية الحفاظ على مصطلحات موحدة ونقل المواد الاعلامية .
اما الشخصية الوقود التى تخطط لكل ذلك فهو عضو الكنيست "ميخائيل ايتان" من حزب الليكود .
العقيدة الإسرائيلية تقول "إذا لم تكن هناك فأنت لست قائما" ، ولذا لابد من الاعتراف بأن المؤسسات العلمية والتقنية الإسرائيلية قامت في فلسطين، قبل قيام دولة إسرائيل، بإطلاق "معهد إسرائيل للتكنولوجيا" في فبراير 1925 أي قبل23 عاما من إعلان الدولة العبرية وكانت الغاية منه تكوين مجتمع معلوماتي إسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتمكين القبضة الإسرائيلية بعد اغتصاب الأرض لذلك كان جليا التشدد الإسرائيلي لتعين "عالم" من الصفوة ليكون أول رئيس لدولتهم وكان الأمل في البداية أن يتبوأ عالم الفيزياء أينشتاين" الرئاسة ، إلا أنه اعتذر ووعد بمساعدة اليهود بعلمه لا بجلوسه على منصب شرفي على قمة السلطة.فتم وقوع الاختيار على (النسخة) أو البديل ليكون أول رئيس لدولة إسرائيل وهو عالم الكيمياء "حاييم وايزمان".
وهناك أصوات في الجامعة العبرية في القدس تدعى أن العالم "ألبيرت اينشتاين"كان مؤيدا متحمسا لفكرة الصهيونية .. ومن المبادرين إلى تأسيسها ،حيث كتب فى وصيته التي أعدها قبل (54عاما) أنه يورث حق ملكية ميراثه العلمي والإنساني لابنته وسكرتيره ،على أن تنتقل هذه الامتيازات للجامعة العبرية فى القدس بعد وفاتهما، وبالفعل قام مدير تركة عالم الفيزياء اليهودي بمنح الجامعة العبرية فى القدس امتيازات حصرية في التصرف بميراث اينشتاين العلمي والإنساني.
ومع مرور السنوات حصلت الجامعة على ملايين الدولارات من مئات الشركات الاقتصادية فى العالم (تقدر بـ 8 ملايين دولار) مقابل حصول الأخيرة على حق استخدام اسم اينشتاين لأغراض تسويقية.
الهجرة المعلوماتية
ورغم ان يهود الشتات لايزالون هم كارت التفوق الإئتماني الإسرائيلى ،حيث يمتلكون مفاتيح العلوم إلا أن إسرائيل بدأت خطة منذ عام 1989 لتدشين مايسمىب"استقطاب العقول التكنولوجية " وتوطينها فى فلسطين،حيث تم جلب 700ألف يهودى منهم 70ألف عالم ومهندس،معظمهم من العلماء الروس خلال الفترة الممتدة مابين 1989 و 1997.وينبغى الاشارة أن هذا الاهتمام أو الهوس الإسرائيلى بحيازة مفاتيح التفوق التكنولوجى عبر عنه بنيامين نتنياهو مع مجلة "بيزنس ويك"الأميريكية التى كان غلافها بعنوان"إعادة صناعة إسرائيل "متضمنا عدة وصفات من ضمنها:
1) مضاعفة دخل الفرد وعدد السكان لتحويل إسرائيل إلى نمر تكنولوجى متطور شبيه بنمور شرق آسيا.
2) متابعة الجهود لتطوير قطاع التكنولوجيا المتطورة المستندة إلى مستويات رفيعة من التعليم والأبحاث وإلى قوة عاملة ماهرة متخصصة فى اقتصاد المعلومات.
ولكن رغم هذه التطورات والطفرة التقنية الهائلة التى تتمتع بها الدولة العبرية الا انها وقفت إلى حد ما عاجزة عن وقف الانتفاضة الفلسطينية كما بين د.عصام نعمان فى مقال نشر له نشر فى جريدة "الخليج" الإماراتية" عن الحالة التنافسية بين الايدلوجيا والتكنولوجيا ،حيث استردت الاولى اعتبارها فى حالة الصراع العربى الاسرائيلى . حيث تردد كثيرا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى أن التكنولوجيا تغلبت على الايدلوجيا وطردتها من حلبة الصراع والتنافس الاقتصادى والسياسى والاجتماعى ،وان ما تبقى من جزر ايديولوجية فى العالم الإسلامى وانحاء العالم الاوسع فى طريقه الى الانحسار والاضمحلال .
واليوم وبعد تزايد العمليات فى فلسطين المحتلة ،تسترد الايديو لوجيا اعتبارها وتؤكد جدواها بعدما ظن منظرون كثر ان دورها ضمر وتلاشى.
الارهاب المعلوماتى
تحتل إسرائيل المرتبة الاولى فى العالم من حيث كمية الهجمات التخريبية من مواطنيها والموجهة لشبكة الانترنت العالمية،وذلك نسبة لعدد مستخدمى الانترنت فيها طبقا لتحقيق أجرته شركة "rip tech" المختصة بأساليب الحماية الاليكترونية.
ففى عام 1998 قام اشهر مخرب إليكترونى فى إسرائيل "ايهود تيننباوم" والمعروف بإسم "الأنلايزر" أو "المحلل" باختراق وكالة الفضاء الأميركية ووزارتى الدفاع الامريكية والبحرية،وموقع الكنيست الاسرائيلى وموقع مقر رئاسة الدولة الاسرائيلية .
كذلك فى ديسمبر (2001) قام صبيان من شمال إسرائيل بترويج لفيروس(goner)
الذى ادى إلى خسائر تقدر ب(5)مليون دولار فى انحاء العالم .
وكنان الاقتصاد الاسرائيلى قد شهد ازدهارا كبيرا فى التسعينيات اى بعد اتفاق اسلو،غير ان هذا الإنتعاش تراجع بشكل كبير بعد انتفاضتي الأقصى ،حيث امكن لهذه الانتفاضة تحطيم قطاع التكنولوجيا الاسرائيلية ،كما اسهمت فى رفع معدلات البطالة بنسبة 11% .
فقد تراجع الاستثمار التكنولوجى فى إسرائيل من تصدير برمجيات بقيمة 3 مليارات دولار عام2000 إلى 500 مليون دولار فى عام 2003. ورغم كل ذلك حاولت إسرائيل استغلال التكنولوجيا فى صالح عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين ، فعلى سبيل المثال حصل العديد من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية على قروض قدرها 300 الف دولار (طبقا لنظام الحضانات الاسرائيلى ) لتطوير طائرة هليكوبتر عسكرية يتحكم بها الكمبيوتر.
كما بدأت خلال عام 2002 إحاطة 40 مستوطنة إسرائيلية بجدران إليكترونية غالبيتها فى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
تفوق.. وانكسار معرفى!
فى الوقت الذي تمتلك فيه 26 مليون عائلة يابانية جهاز كمبيوتر مرتبط بالإنترنت ،نجد أن هناك 860 ألف أسرة فقط مرتبطة بالانترنت فى إسرائيل رغم ان هناك مبادرة حكومية منذ عام 1992 لتبنى كومبيوتر لكل طفل فى مرحلة الروضة .ورغم إعلان وزير العلوم والتكنولوجيا الاسرائيلى "اليعازر رندبرج" عن إقامة لجنة توجيه لاقامة شبكة قومية للانترنت السريع (تكنولوجيا النطاق العريض) ليتم تشغيلها الى جانب شبكة الانترنت لاحتياجات علمية وثقافية ولتشجيع الجهاز التعليمى والصحى ،ومن أجل إدخال تطبيقات فى المجال التدريسى والطبى عن طريق الانترنت .
وتعتبر إسرائيل اليوم واحدة من الدول المتخلفة بحسب تعبير صحيفة "يديعوت أحرنوت" من ناحية تطوير شبكة قومية وبحثية مقارنة بدول أوروبية حيث يخصص الاتحاد الاوروبى مبلغ 400 مليون يورو لتمويل شبكات قومية للانترنت السريع من بينها 100 مليون يورو لتمويل شبكات GIRD ،وهى تكنولوجيا حديثة لشبكات الاتصال يستخدم فيها الانترنت السريع لاحتياجات قومية وعلمية .
يشار الى ان اسرائيل ممنوعة من المشاركة فى غالبية هذه المشاريع وستكون هذه الشبكة شبه مركزية سترتبط فيها عدة شبكات ثانوية ،من بينها شبكة جامعية للابحاث ،وشبكة كليات ،وشبكة تعليمية وثقافية . الا ان الخبراء الاسرائيليون يجادلون بانه قد تم تحقيق تقدم كبير ،خاصة فيما يتعلق بفعاليات الحكومة الاليكترونية التى انطلقت فى يناير 2002 فى حملة اعلنتها الوزارات الحكومية والدوائر الرسمية بتمكين المواطنين الإسرائيليين من دفع الضرائب المستحقة عليهم عبر شبكة الانترنت ،وخلال أربعة اشهر حصلت إسرائيل على 47 مليون شيكل من ديون مستحقة على المواطنين بسرعة دفع تبلغ 500 مواطن فى الثانية عبر الشبكة.
ولكن الغريب ان المواطن الاسرائيلى لم يغير من نمط تعامله وسلوكه حتى عندما يقوم بقضاء معاملاته المالية عبر شبكة الانترنت إذ يفضل الاسرائيلى الإنتظار حتى الدقيقة الاخيرة ليقوم بقضاء معاملاته ،وهذا ماحدث فى هذه الحملة ،إذ غرقت الشبكة بمجموع الوالجين إليها لتسديد الدين فى اليومين الاخيرين .
ولان التكنولوجيا الاسرائيلية هى تكنولوجيا سرية فقد تم فى عام 2002 وفى اجتماع سرى فى باريس التوقيع على اتفاقية تعاون استراتيجى مع شركة مايكروسوفت ،بموجبه تبرعت الثانية لاسرائيل بالمعلومات المتراكمة فى مشروع الحكومة الاليكترونية البريطانية "الحكم فى متناول اليد".
كما تبرع بيل جيتس للحكومة الاليكترونية الاسرائيلية بقرابة 4000 برنامج كمبيوترى تساوى مئات الالاف من الدولارات .
وكذلك فإن المشروع البريطانى"الحكم فى متناول اليد" والذى يقوده تنوى بلير سيتبرع بالمناهج والرموز الاصلية التى تراكمت فى بريطانيا،ناهيك عن التزام مايكروسوفت بتقليص الفوارق الرقمية فى اسرائيل من خلال إقامة مراكز كمبيوترية جماهيرية .
حرب معلوماتية
نظرا لأقلية الشباب العربى المتابع للفضائيات الاسرائيلية ،وانشغالهم المعلوماتى بالانترنت فقد دشنت اسرائيل قناة تلفزيونية "kik"على الانترنت موجهة الى الفتية والشباب بين سن ال13 وال30 تبث على مدار الساعة وهى تعمل على طريقة النموذج التلفزيونى الأميريكى المعروف بإسم "talk tv" حيث البرامج تتعلق بشئون (الحب ،التعارف،الترفيه، الشئون الموسيقية والعلاقات مع الوالدين ) وكل هذا موجه من الحكومة الاسرائيلية والتى بدأت قرارا سياسيا صادر عن الكنيست الاسرائيلى باستخدام مواقع الانترنت كوسيلة حربية ،وتم اتخاذ قرار بترجمة مواقع الانترنت العبرية للانجليزية بحيث تتم صياغة المضامين بواسطة قسم الصياغة بوزارة الخارجية ،بغية الحفاظ على مصطلحات موحدة ونقل المواد الاعلامية .
اما الشخصية الوقود التى تخطط لكل ذلك فهو عضو الكنيست "ميخائيل ايتان" من حزب الليكود .
*باحث ومتخصص المعلوماتية بالتلفزيون المصرى.
المراجع المستخدمة:
الارشيف التقنى بصحيفة يديعوت أحرنوت الاسرائيلية بتصرف
كتاب " عصر المعلومات" الدكتور نبيل على بتصرف
مقالات الشاعر محمد يوسف مجلة الكويت للتقدم العلمى
ومجموعة من التحليلات الخاص بكاتب الموضوع من عدة وكالات أنباء عالمية