محمد شتيوى
مستشار سابق
كشفت حادثة اغتصاب الموظفة الأمريكية جيمي جونز, التي تعرضت للاغتصاب من قبل زملائها الأمريكيين بالعراق, وجود حوادث أخرى مماثلة لها أو أشد بشاعة, فيما أعلن نائب جمهوري بالكونجرس أن هذه الحادثة ليست حالة فردية, وإنما تقع في سياق حوادث اغتصاب مطّردة.
يأتي ذلك متزامنًا مع اتهام أعضاء في الكونجرس لوزارة العدل الأمريكية بالتستر على قيام موظفين أمريكيين في شركة هاليبرتون الأمريكية العملاقة العاملة في العراق باغتصاب إحدى زميلاتهم.
وأعلن النائب الجمهوري تيد بو أن حال الموظفة الأمريكية جيمي جونز، بشركة كي بي آر التابعة لشركة هاليبرتون الأمريكية العملاقة، التي تعرضت للاغتصاب على أيدي زملائها الأمريكيين في العراق، ليست حالة فردية.
كما أعلن بو ـ الذي يمثل ولاية تكساس في مجلس النواب ـ أن هذه الحوادث تمثل ظاهرة، حيث قال: إن ثلاث ضحايا أخريات ممن اغتصبن بالعراق على أيدي زملائهن قد اتصلن بمكتبه، وأعلنّ أنهن قد تعرضن لاعتداء جنسي من قبل زملائهن في العمل أثناء عملهن في شركات أمريكية بالعراق.
وأضاف بو، في بيان أن إحدى هؤلاء الثلاث هي "تريسي باركر"، وهي أيضًا موظفة سابقة في شركة كي بي آر الأمريكية، والتي قالت: إنها "تعرضت لانتهاك جنسي في العراق من قِبل موظف يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي ما زال يعمل بها حتى الآن". بحسب العربية نت.
وزارة العدل الأمريكية.. لا حراك:
وصرح بو أن الضحيتين الأخريين هما موظفتان سابقتان في شركة كي بي آر الأمريكية، وأنهما قد تعرضتا لتحرش واعتداء جنسي من قبل زملائهما في العمل خلال عملهما في العراق، ورغم ذلك لم يتم اتخاذ أية إجراءات قضائية حتى الآن في قضيتهما.
يُشار إلى أن وزارة العدل الأمريكية لم توجه أية تهم جنائية في قضية جيمي لي جونز حتى الآن، رغم وقوع الاعتداء على جونز في بغداد منذ أكثر من عامين.
وقد عقد الكونغرس الأمريكي جلسة استماع الأربعاء 19 ديسمبر، لمناقشة قضية الأمريكية جيمي لي جونز، وذلك بناءً على طلب النائب الجمهوري تيد بو ـ عن ولاية تكساس ـ لسماع الموظفة السابقة، لكن الجلسة شهدت تهرب ممثلين لوزارة العدل الأمريكية عن الحضور، وهو ما أثار انتقادات أعضاء الكونجرس المشاركين في الجلسة, ما يعد استخفافًا بسير القضية.
وقد انعقدت الجلسة بعنوان "تطبيق القانون الجنائي الفيدرالي لحماية الأمريكيين العاملين لدى المتعهدين الأمريكيين بالعراق"، وذلك أمام لجنة "الجريمة والإرهاب والأمن الداخلي"؛ حيث أدلى بالشهادة أيضًا أمام الجلسة فتاة أمريكية أخرى تعرضت لعملية اغتصاب في العراق.
وقال النائب جون كونيرز، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي في بيان له: "شهدت الموظفة السابقة بشركة كي بي آر هاليبورتن جيمي لي جونز، أنها قد تم اغتصابها واحتجازها من قبل زملائها في الشركة أثناء عمل الشركة كمتعهد في العراق".
وزارة العدل ترفض حضور مندوبها للشهادة أمام الكونجرس:
وأضاف كونيرز في بيان أن اللجنة القضائية كانت قد أرسلت طلبًا لوزارة العدل الأمريكية للشهادة حول هذا الموضوع أمام اللجنة, لكن وزارة العدل رفضت حضور مندوب لها.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أرسلت خطابًا للكونغرس الأمريكي رفضت فيه الحضور أمام الكونغرس, كما رفضت التعليق على قضية جونز, أو إيضاح سبب عدم تقديم القضية للمحكمة رغم مرور أكثر من عامين ونصف العام على حادثة الاغتصاب.
وانتقد كونيرز وزارة العدل الأمريكية قائلاً: "عندما تستطيع وزارة العدل الأمريكية أن تتخذ إجراءً وتخفق في اتخاذ هذا الإجراء، في الوقت الذي يُسمح فيه لهذا الفشل الظاهر للعدالة أن يزداد سوءًا، فإن هذا يمثل انتهاكًا عامًا يتطلب (عقد) جلسات استماع وتحقيق".
وما خفي كان أعظم:
ومن جانبه اعتبر النائب تيد بو أن شهادة جونز ترسم صورة من "نقص التشريع القانوني"، مضيفًا أن المجرمين يمضون "دون عقاب"، فيما يتم التشهير بالضحايا".
وأضاف بو: "إن غيابهم (وزارة العدل) وصمتهم يعنيان كثيرًا عن الجرائم المخفية في العراق".
وأضاف النائب بو: "بالنسبة للمتعهدين المدنيين الأمريكيين، العراق يشبه أيام الغرب (الأمريكي) القديمة، ولا أحد يظهر كي يتحمل المسئولية، ويجب على القانون أَن يتدخل، ويَجْمع هؤلاء المجرمين، ويستعيد النظام مرة أخرى".
كما انتقد بو موقف وزارة العدل الأمريكية قائلاً: "لم تبلغني وزارة العدل أو جونز عن وضع التحريات الجنائية ضد مغتصبيها، ومن المثير ملاحظة أن وزارة العدل لديها الآلاف من المحامين، لكن لم يبلغنا أحد من هذا الحشد من المحامين عن أي شيء تم عمله".
مجندات أمريكيات يمتن بالعراق عطشًا خوفًا من الاغتصاب:
يذكر أن هذا السلوك الاغتصابي أصبح من السلوكيات الشائعة لدى الشباب الأمريكي رغم حالة التفلت القيمي التي يعيشها المجتمع الغربي, فقد صدر تقرير بموقع أنتي وور العام الماضي يفيد بوفاة العديد من المجندات الأمريكيات بجيش الاحتلال بالعراق بسبب الجفاف, وذلك لخشيتهن من الخروج ليلاً للشرب أو دخول الخلاء بسبب استهداف الجنود لهن واغتصابهن, وذلك في أشهر الصيف في صحراء العراق القاحلة.
وكانت نسب الاعتداءات الجنسية التي تم ذكرها 69.1 و70.0 لكل 100 ألف من أعضاء الخدمة العسكرية في 2002 و2003.
وأبلغت جانيس كاربينسكي ـ إحدى المجندات بالجيش الأمريكي بالعراق ـ الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي دافيد هاكورث في مقابلة في سبتمبر 2004 أنه 'لم يكن هناك إنارة قرب أي من منشآتهن.. لذا فإن السيدات كانت أهداف سهلة على نحو مضاعف في ظلام الليل'. وكان الجنود يغتصبون المجندات هناك أو يعتدون عليهن، لذا جعلت السيدات الأمور في أيديهن؛ فكانوا لا يشربن في وقت متأخر من اليوم حتى لا يضطررن للتبول في الليل. ما قد يؤدي إلى وفاة بعضهن بالجفاف, حيث كانت ترتفع درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة بالظهيرة
______________________________
المصدر : موقع مفكرة الإسلام
الأحد 14 من ذو الحجة 1428هـ 23-12-2007م