فيما مضى من الحلقات الثلاث تناولنا شروط اللباس للمرأة المسلمة .. وهذه الحلقة الاخيرة مع الشرط الرابع وهو :
الشرط الرابع : ألا يشبه لباس الكافرات
وذلك بأن تفصل المرأة المسلمة لباسها تفصيلاً يتنافى مع حكم الشرع
وقواعده في موضوع اللباس، مما ظهرَ في هذا العصر وانتشر باسم "الموديلات"،
التي تتغيرُ كل يومٍ من سيئٍ إلى أسوأ! وكيف ترضى امرأة شرَّفها الله بالإسلام،
ورفع قدرها. أن تكون تابعةً لمن يملي عليها صفة لباسها، بل صفة تجملها عموماً،
ممن لا يؤمنُ بالله ولا باليوم الآخر، لأنَّه لباس فصّل لغيرها، وهل يلبسُ الإنسان
ما فصّل له أو ما فصّل لغيره؟!
إنَّ كثيراً من صفات لباسِ المرأة اليوم، لا يتفقُ مع الضوابط التي حددها
الإسلام في باب اللباس ، وليس لأحدٍ أن يمنع التجديد في صفةِ الخياطة
والتفصيل، ما دامت متفقةً مع تعاليم الإسلام في صفة اللباس، لكننا الآن نرى كل
يوم صفة للخياطة والتفصيل، فمن أين جاءت؟ وما مدى تحقق شروط اللباس فيها؟
وما دور المرأة المسلمة في ذلك؟ أهو التعقل ومعرفة حكم الإسلام؟ أم هو إجادة
التقليد وحب التبعية والإعجاب بما عليه الآخرون من خيرٍ أو شر؟!
لقد انتشرت في المكتبات "مجلاتُ الأزياء" التي تُعنى بصفة لباس المرأة،
وتنويع التفصيل، تسابقت النساء إلى اقتنائها ، بل إنَّ مما يُؤسف عليه،
أنَّ بعضهنَّ لها اشتراك سنوي أو شهري، في هذه المجلات التي هي
من وضعِ مصممي الأزياء، الذين خدعوا نساءنا باسم الموضة، وسخروا
منهنَّ لترويج بضاعتهم، مع إفساد الأخلاق، والقضاءِ على العفة والنـزاهة.
إن انتشار مثل هذه المجلات فيه محاذير عديدة منها:
- اشتمالها على صورِ فتيات شابات عاريات، واقتناءِ الصور حرام للأدلة في ذلك.
- إنَّ هذه الأزياء والموديلات تتنافى غالباً مع قواعد الإسلام في لباس
المرأة، لأنها صُممت في بلاد الكفر والإباحية، التي لا ترى بأساً في العري،
أو وصف حجم البدن، أو ظهور ما يسبب الفتنة، ونحو ذلك ممَّا تشتمل عليه.
- إنَّ المرأة تتطلعُ إلى كل زي جديد، فيقتضي ذلك – بالتدريج –
نبذ أحكام ديننا والتأثر بأزياءٍ لا تمت إلى الإسلام بصلة، وإذا كثر الإمساس
قلَّ الإحساس، وهذا هو الواقع.
- إنَّ التهافت على شراء هذه المجلات واقتنائها، يوحي بأن عندنا نقصاً
في موضوع لباس المرأة، نريد تكميلهُ من غيرنا، ولا ريبَ أنَّ تشبه أمةٍ
بأمةٍ في غير ما أذن فيه ينافي الدين، وهو دليلُ الضعف والانحطاط والإحساس بالهزيمة وفقدان الثقة.
- إنَّ هذه المجلات تلعبُ بعقل المرأة، وتجعلها حقلاً للتجارب
والحصول على أرباحٍ طائلة، لأنَّ هذه المجلات تتغيرُ بسرعةٍ مذهلة،
فكلما تغيرت الموضة ازدادت النساء شراءً وإنفاقاً.
- إنَّ هذه المجلات خدمةً لمعامل الأقمشة الأجنبية، ذلك أنَّ المرأة تفصلُ عدداً
من الملابس على نمطٍ معين، حتى إذا أكملت استعدادها تغير "الموديل" فجأة، فتركت
ملابسها القديمة، وبدأت في تفصيلٍ جديد، وهكذا!
ولو وضعت المرأة إحصائية لملابسها في العام،
لاتضح الإسرافُ في الشراء والخياطة، كما يدلُ على ذلك كثرة مشاغل الخياطة في المدن والقرى.
والقصد أنَّ المرأة منهيةٌ – كالرجل –
عن التشبه بالكفار، ومنه التشبه بهم في اللباس، وقد ورد عن عبد الله بن عمر –
رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله - -: (( من تشبه بقوم فهو منهم))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
( وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم)
، كما في قوله تعالى
(( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
وقال في سبل السلام: "والحديث دال على أنَّ من تشبه بالفساق كان منهم،
أو بالكفار أو بالمبتدعة في أيِّ شيءٍ مما يختصون به من ملبوسٍ أو مركوبٍ أو هيئة .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأى رسول الله
عليّ ثوبين معصفرين، فقال: ("إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها")
وفي رواية
قال: (( اذهب فاطرحهما عنك" قال: أين يا رسول الله؟ قال: "في النار))
والمعصفر: هو المصبوغ بالعصفر، وهو نبت معروف.
والكلام في التشبه يحتاج إلى بسطٍ ليس هذا مكانه، ولكن أكتفى بالنقاط الآتية:
1) إنَّ الإسلام يريد من المسلم والمسلمة أن يكون لكل منهما شخصيةً مستقلة،
وذلك بأن يأخذ عقيدته وعبادته، وأخلاقه وسلوكه، من المصدر الرباني
لا من غيره، وبذلك تحصل له العزة والسعادة في الدارين، وإنَّ الأفكار
والمناهج الأخرى غير صالحةً للتلقي منها واتباعها، لتحريفها وفسادها،
وكفى بأهلها وأتباعها الضالين والمنحرفين دلالةً على عدم صلاحها وإصلاحها.
2) إنَّ التشبه بالكفار ضعفٌ وانهزامية، وعقدةُ نقصٍ سرت في أجسام بعض
المسلمين في هذا العصر، بين الرجال والنساء على حدٍ سواء، وكأن عندنا
من النقص والتخلف ما نحاولُ أن نمحوه بالتشبه
بالكفار، واقتباس مناهجهم وأوضاعهم، وقد حكى ذلك المؤرخ "عبد الرحمن بن خلدون"،
وعقد له فصلاً في مقدمته، فليرجع إليه
3) إنَّ التشبه بالكفار لابد أن يورث عند المسلم نوعَ مودةٍ لهم، أو هو
على الأقل مظنةُ المودة، فيكون مُحرماً من هذا الوجه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –
رحمه الله -: (فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورثُ المحبة والموالاة،
فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر
وأشد، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان)
فليعلم هذا من يتشبه بالإفرنج في لباسهم أو سلوكهم، وعاداتهم وغير ذلك
مما يشعرُ بالميل إلى حبهم والإعجاب بهم، ويزدري المسلمين المتمسكين
بما هم عليه من لباس وسلوك وعادات.
4) الضابط في موضوع التشبه بالكفار، هو ما ذكرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية –
رحمه الله – من أنَّ كل فعلٍ مأخوذ عن الكفار ممَّا هو من خصائصهم فهو تشبه.
أما ما انتشر بين المسلمين مما لا يتميزُ به الكفار، ففي كونه تشبهاً نظر، لكن قد ينهى
عنه لئلا يكون ذريعةً إلى التشبه، وإذا عارض هذا الفعل نصاً من نصوص الشريعة
أو أصلاً، أو ترتب عليه مفسدةً فإنَّه ينهى عنه لذلك.
والشريعة إذا نهت عن التشبه بالكفار دخل في النهي، ما عليه الكفار قديماً وحديثاً، وبهذا
نعلم أنَّ ما عليه الكفار في هذا الزمان من الأخلاق والعادات التي تختص بهم، مما لم
يكن معروفاً من قبل فنحنُ منهيونَ عنه.
شروط اللباس للمرأة المسلمة
الشرط الثالث
الشرط الرابع : ألا يشبه لباس الكافرات
وذلك بأن تفصل المرأة المسلمة لباسها تفصيلاً يتنافى مع حكم الشرع
وقواعده في موضوع اللباس، مما ظهرَ في هذا العصر وانتشر باسم "الموديلات"،
التي تتغيرُ كل يومٍ من سيئٍ إلى أسوأ! وكيف ترضى امرأة شرَّفها الله بالإسلام،
ورفع قدرها. أن تكون تابعةً لمن يملي عليها صفة لباسها، بل صفة تجملها عموماً،
ممن لا يؤمنُ بالله ولا باليوم الآخر، لأنَّه لباس فصّل لغيرها، وهل يلبسُ الإنسان
ما فصّل له أو ما فصّل لغيره؟!
إنَّ كثيراً من صفات لباسِ المرأة اليوم، لا يتفقُ مع الضوابط التي حددها
الإسلام في باب اللباس ، وليس لأحدٍ أن يمنع التجديد في صفةِ الخياطة
والتفصيل، ما دامت متفقةً مع تعاليم الإسلام في صفة اللباس، لكننا الآن نرى كل
يوم صفة للخياطة والتفصيل، فمن أين جاءت؟ وما مدى تحقق شروط اللباس فيها؟
وما دور المرأة المسلمة في ذلك؟ أهو التعقل ومعرفة حكم الإسلام؟ أم هو إجادة
التقليد وحب التبعية والإعجاب بما عليه الآخرون من خيرٍ أو شر؟!
لقد انتشرت في المكتبات "مجلاتُ الأزياء" التي تُعنى بصفة لباس المرأة،
وتنويع التفصيل، تسابقت النساء إلى اقتنائها ، بل إنَّ مما يُؤسف عليه،
أنَّ بعضهنَّ لها اشتراك سنوي أو شهري، في هذه المجلات التي هي
من وضعِ مصممي الأزياء، الذين خدعوا نساءنا باسم الموضة، وسخروا
منهنَّ لترويج بضاعتهم، مع إفساد الأخلاق، والقضاءِ على العفة والنـزاهة.
إن انتشار مثل هذه المجلات فيه محاذير عديدة منها:
- اشتمالها على صورِ فتيات شابات عاريات، واقتناءِ الصور حرام للأدلة في ذلك.
- إنَّ هذه الأزياء والموديلات تتنافى غالباً مع قواعد الإسلام في لباس
المرأة، لأنها صُممت في بلاد الكفر والإباحية، التي لا ترى بأساً في العري،
أو وصف حجم البدن، أو ظهور ما يسبب الفتنة، ونحو ذلك ممَّا تشتمل عليه.
- إنَّ المرأة تتطلعُ إلى كل زي جديد، فيقتضي ذلك – بالتدريج –
نبذ أحكام ديننا والتأثر بأزياءٍ لا تمت إلى الإسلام بصلة، وإذا كثر الإمساس
قلَّ الإحساس، وهذا هو الواقع.
- إنَّ التهافت على شراء هذه المجلات واقتنائها، يوحي بأن عندنا نقصاً
في موضوع لباس المرأة، نريد تكميلهُ من غيرنا، ولا ريبَ أنَّ تشبه أمةٍ
بأمةٍ في غير ما أذن فيه ينافي الدين، وهو دليلُ الضعف والانحطاط والإحساس بالهزيمة وفقدان الثقة.
- إنَّ هذه المجلات تلعبُ بعقل المرأة، وتجعلها حقلاً للتجارب
والحصول على أرباحٍ طائلة، لأنَّ هذه المجلات تتغيرُ بسرعةٍ مذهلة،
فكلما تغيرت الموضة ازدادت النساء شراءً وإنفاقاً.
- إنَّ هذه المجلات خدمةً لمعامل الأقمشة الأجنبية، ذلك أنَّ المرأة تفصلُ عدداً
من الملابس على نمطٍ معين، حتى إذا أكملت استعدادها تغير "الموديل" فجأة، فتركت
ملابسها القديمة، وبدأت في تفصيلٍ جديد، وهكذا!
ولو وضعت المرأة إحصائية لملابسها في العام،
لاتضح الإسرافُ في الشراء والخياطة، كما يدلُ على ذلك كثرة مشاغل الخياطة في المدن والقرى.
والقصد أنَّ المرأة منهيةٌ – كالرجل –
عن التشبه بالكفار، ومنه التشبه بهم في اللباس، وقد ورد عن عبد الله بن عمر –
رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله - -: (( من تشبه بقوم فهو منهم))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
( وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم)
، كما في قوله تعالى
(( وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))
وقال في سبل السلام: "والحديث دال على أنَّ من تشبه بالفساق كان منهم،
أو بالكفار أو بالمبتدعة في أيِّ شيءٍ مما يختصون به من ملبوسٍ أو مركوبٍ أو هيئة .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأى رسول الله
عليّ ثوبين معصفرين، فقال: ("إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها")
وفي رواية
قال: (( اذهب فاطرحهما عنك" قال: أين يا رسول الله؟ قال: "في النار))
والمعصفر: هو المصبوغ بالعصفر، وهو نبت معروف.
والكلام في التشبه يحتاج إلى بسطٍ ليس هذا مكانه، ولكن أكتفى بالنقاط الآتية:
1) إنَّ الإسلام يريد من المسلم والمسلمة أن يكون لكل منهما شخصيةً مستقلة،
وذلك بأن يأخذ عقيدته وعبادته، وأخلاقه وسلوكه، من المصدر الرباني
لا من غيره، وبذلك تحصل له العزة والسعادة في الدارين، وإنَّ الأفكار
والمناهج الأخرى غير صالحةً للتلقي منها واتباعها، لتحريفها وفسادها،
وكفى بأهلها وأتباعها الضالين والمنحرفين دلالةً على عدم صلاحها وإصلاحها.
2) إنَّ التشبه بالكفار ضعفٌ وانهزامية، وعقدةُ نقصٍ سرت في أجسام بعض
المسلمين في هذا العصر، بين الرجال والنساء على حدٍ سواء، وكأن عندنا
من النقص والتخلف ما نحاولُ أن نمحوه بالتشبه
بالكفار، واقتباس مناهجهم وأوضاعهم، وقد حكى ذلك المؤرخ "عبد الرحمن بن خلدون"،
وعقد له فصلاً في مقدمته، فليرجع إليه
3) إنَّ التشبه بالكفار لابد أن يورث عند المسلم نوعَ مودةٍ لهم، أو هو
على الأقل مظنةُ المودة، فيكون مُحرماً من هذا الوجه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –
رحمه الله -: (فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورثُ المحبة والموالاة،
فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر
وأشد، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان)
فليعلم هذا من يتشبه بالإفرنج في لباسهم أو سلوكهم، وعاداتهم وغير ذلك
مما يشعرُ بالميل إلى حبهم والإعجاب بهم، ويزدري المسلمين المتمسكين
بما هم عليه من لباس وسلوك وعادات.
4) الضابط في موضوع التشبه بالكفار، هو ما ذكرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية –
رحمه الله – من أنَّ كل فعلٍ مأخوذ عن الكفار ممَّا هو من خصائصهم فهو تشبه.
أما ما انتشر بين المسلمين مما لا يتميزُ به الكفار، ففي كونه تشبهاً نظر، لكن قد ينهى
عنه لئلا يكون ذريعةً إلى التشبه، وإذا عارض هذا الفعل نصاً من نصوص الشريعة
أو أصلاً، أو ترتب عليه مفسدةً فإنَّه ينهى عنه لذلك.
والشريعة إذا نهت عن التشبه بالكفار دخل في النهي، ما عليه الكفار قديماً وحديثاً، وبهذا
نعلم أنَّ ما عليه الكفار في هذا الزمان من الأخلاق والعادات التي تختص بهم، مما لم
يكن معروفاً من قبل فنحنُ منهيونَ عنه.
شروط اللباس للمرأة المسلمة
الشرط الثالث