ساهمت في قفزتين عملاقتين في تاريخ الحاسب الآلي: تطوير الكومبيوتر المنزلي وبزوغ فجر الإنترنت
مايكروسوفت Microsoft، ذلك الاسم الذي لا بدّ وأن ردّده كل لسان يتكلم بلغات الحاسب الآليّ، تحتفل بعيدها الثلاثين. ومن أيّام الحاسب المنزليّ الأولي على شكل نظام التشغيل MS Dos، إلى أيّام أجهزة الإم إس إكس MSX «صخر» في البلدان العربيّة كانت منتجات الشركة موجودة على شكل نظام التشغيل أم إس إكس دوس MSX-Dos، ومن ثمّ نظام التشغيل ويندوز Windows بكلّ أنواعه، للمنزل Home Edition أو المكاتب Professional Edition أو الأجهزة الضخمة والأجهزة الخادمة Server Edition، إلى برامج المكاتب Microsoft Office ولغات البرمجة Basic، Visual Studio ومتصفّح الإنترنت Internet Explorer وبرامج الوسائط المتعدّدة Media Player وبرامج الدردشة MSN Messenger والبريد الإلكترونيّ المجانيّ Hotmail وقواعد البيانات SQL Server والألعاب Flight Simulator، وصولا إلى أجهزة الفيديو غيمز على شكل جهاز الإكس بوكس XBox. وقد غيرت هذه الشركة وجه صناعة الحاسب الآليّ بنظام تشغيل يعمل على حوالي 90% من أجهزة الحاسب الآليّ في العالم. فكيف ابتدأت مايكروسوفت، وما سرّ نجاحاتها، وما هي العثرات التي وقعت بها، وما مستقبلها؟
بنيت مايكروسوفت من حلم هو وجود جهاز كومبيوتر على كلّ مكتب، وفي كلّ منزل، ففي أواخر عام 1975، قام بيل غيتس Bill Gates كان عمره 19 عاما وكان ما يزال يدرس علوم الكومبيوتر في السنة الثانية في جامعة هارفارد Harvard وبول ألن Paul Allen وريك ويلاند Ric Weiland بتأسيس شركة اسمها مايكرو ـ سوفت Micro-Soft، لتتغيّر إلى مايكروسوفت لاحقا. مايكروسوفت تضمّ الآن 60.000 موظّف في 80 دولة، وتقوم بتطوير لغة البيسك BASIC Beginner"s All-purpose Symbolic Instruct on Code التي اخترعها الدكتور جون كيميني John Kemeny وتوماس كورتز Thomas Kurtz في عام 1964، وطرحها مع قدوم الجدّ الكبير للحاسبات الآليّة: ألتير Altair 8800. وكانت لغة البيسك جيدة لدرجة أنّ بيل غيتس اضطرّ للعمل والدراسة في آن واحد لإيصال هذه اللغة لشركات كبيرة مثل جينيرال إليكترك General Electric، إن سي آر NCR، سيتي بانك Citi bank والكثير غيرها. وبعد ذلك، قامت مايكروسوفت بتطوير لغات فورتران Fortran FORmula TRAnslator للمعادلات الرياضيّة وكوبول COBOL COmmon Business Oriented Language التي تهدف لإيجاد برمجيّات لأصحاب الشركات، ولغة أسيمبلر Assembler التي تتكلّم مباشرة مع الدارات الإلكترونيّة للجهاز بدون الحاجة لوجود برنامج للترجمة، برامج الترجمة ضروريّة في لغات البرمجة الحديثة للمبرمجين المحترفين، ولغة باسكال Pascal ونظام تشغيل يدعى زينكس أو إس Xenix OS الذي يعتبر تطويرا لنظام تشغيل يونيكس Unix.
وفي عام 1980، أطلقت مايكروسوفت دارة إلكترونيّة Z-80 Softcard توضع في داخل أجهزة آبل Apple II من أجل السماح بتشغيل البرامج المصمّمة للعمل على نظام التشغيل سي بي ام CP/M Control Program for Microcomputers الذي كان النظام الأساسيّ لتشغيل الأجهزة في تلك الفترة، على أجهزة الأبل. هذه الدارة تسمح بتشغيل آلاف البرامج، مع بعض التعديلات البسيطة جدّا على أجهزة آبل، وبالتالي دعم الجهاز بالكثير من البرامج الجاهزة من أجل مساعدته في الانتشار السريع. وبعد ذلك، طوّرت مايكروسوفت نظام التشغيل إم إس دوس MicroSoft Disk Operation System وبيعه مع أجهزة آي بي إم IBM International Business Machines، ليصبح نظام التشغيل هذا يعمل على 150 مليون جهاز في عام 1981. وفي 29/9/1983، طرحت مايكروسوفت برنامج اسمه مايكروسوفت ووردMicrosoft Word الذي اشتهر لدرجة عظيمة. ويتميّز هذا البرنامج بخاصيّة «ستحصل على ما تشاهده» WYSIWYG What You See Is What You Get بمعنى أنّ ما تراه على الشاشة سيُطبع على الورقة بدون أيّ اختلاف. هذه الخاصيّة كانت ضروريّة جدّا في ذلك الوقت لأنّ برامج تحرير النصوص لم تكن قادرة على طباعة ما يتمّ كتابته على الشاشة. وبالتعاون مع مجلّة بس سي وورلدPC World المشهورة، قامت المجلّة بتوزيع قرص مرن يحتوي على نسخة تجريبيّة لهذا البرنامج، الأمر الذي لم يحصل سابقا في تاريخ المجلات. وفي 10/11/1983، طرحت مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز، الذي يُعتبر امتدادا لنظام التشغيل إم إس دوس، حيث يمكن التفاعل مع الجهاز باستخدام أيقونات Icons عوضا عن كتابة أوامر محدّدة. هذا الأمر سبّب انفجارا كبيرا في مبيعات الأجهزة المنزليّة حيث أصبح بإمكان أيّ شخص استخدام الحاسب الآليّ بدون أن يكون مبرمجا محترفا وصاحب خبرة في نظم التشغيل. وتميّز مايكروسوفت ويندوز بقدرته على التنقل بين أكثر من برنامج يعمل في آن واحد، وبدون أيّة تأثيرات على عمل هذه البرامج. ومن أجل تسهيل استخدام مايكروسوفت ويندوز، قامت مايكروسوفت بطرح »فأرة« إلكترونيّة تتوافق مع عمل أنظمة التشغيل مايكروسوفت إم إس دوس ومايكروسوفت ويندوز.
وفي عام 1984 طرحت مايكروسوفت برنامج مايكروسوفت إيكسل Microsoft Excel الذي لاقى نجاحا كبيرا في عالم المحاسبة. وفي 13/1/1988، طرحت مايكروسوفت نظام قواعد البيانات مايكروسوفت إس كيو إل سيرفر Microsoft SQL Server Structured Query Language Server الذي صمّمته شركة سايبيس Sybase المشهورة، ومن ثمّ تمّ تطويره من قبل مايكروسوفت وشركة آشتون ـ تيت Ashton-Tate. أمّا عام 1990، فقد شاهد أكبر نجاح لمايكروسوفت في ذلك الوقت، حيث تهافت المستخدمون لشراء نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز 3 الذي يُعتبر أحد أكبر إنجازات الشركة، وكان نقلة نوعيّة في طريقة التفاعل مع أنظمة التشغيل وسلاسة الوصول إلى ما يريده المستخدم. وفي أولّ سنة من طرح نظام التشغيل هذا، تمّ بيع 4 ملايين نسخة وتمّ تطوير أكثر من 1200 برنامج من صنع شركات البرمجيّات الأخرى يعتمد على وجود النظام، و6 ملايين نسخة و3800 برنامج آخر في العام الذي تلاه. وفي عام 1992، تمّ طرح مايكروسوفت ويندوز 3.1 الذي احتوى على مئات التحسينات في طريقة عمل النظام مع الملفات وتسريع الأداء الكليّ، لتصل مبيعات الشركة إلى 3 ملايين نسخة في 6 أسابيع فقط. وتمّ طرح النظام بـ7 لغات الإنجليزيّة، الهولنديّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة والسويديّة. وبسبب الانتشار الكبير لنظام التشغيل هذا، تمّ طرح لغة البرمجة فيجيوال بيسك Visual Basic لتصبح الطريقة الأسهل والأفضل لصنع برامج تعمل على النظام الجديد. وطرحت مايكروسوفت في عام 1993 نظام التشغيل ويندوز إن تي Windows NT الذي يُعتبر أحد أفضل أنظمة التشغيل في دعمه القويّ لبرمجيّات المستخدم-الخادم Client-Server، وفي عدم وجود أيّ حدود في التعامل مع قدرات الحاسب الآليّ من حيث الذاكرة وقوّة المعالجة ونوع المعالجات Intel، Risc. Multiprocessors. وفي عام 1994، تمّ طرح إصدار جديد من مايكروسوفت وورد، مع فأرة جديدة في علبة واحدة، تمهيدا لإطلاق مجموعة برامج مايكروسوفت أوفيس التي كانت تحتوي على قوائم وشرائط مهام مشتركة ومتكاملة مع بعضها بعضا.
أمّا عام 1995، فكان هو العام الذي أطلق مايكروسوفت وراء كلّ التصوّرات. ففيه تم طرح نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز 95 الذي كان تغييرا جذريا في بنية ويندوز من حيث الشكل والأداء وتكامل البرامج وسهولة الاستخدام. وتمّ بيع مليون نسخة في أوّل 4 أيّام من طرح النظام، و7 ملايين نسخة في أوّل 4 أشهر. وبسبب قوّة نظام التشغيل هذا، انطلق متصفّح الإنترنت إنترنت إكسبلورر بقوّة ومجانا عن طريق تحميله من الإنترنت، وتمّ إنشاء شبكة إم إس إن على الإنترنت. أمّا عام 1996 فقد شهد طرح تكنولوجيا تدعى أكتيف إكس ActiveX، التي يمكن عن طريقها عرض الواقع الافتراضيّ والرسومات والفيديو والموسيقى وغيرها على صفحات الإنترنت. وفي عام 1997، تم طرح مايكروسوفت أوفيس 97، أحد أهمّ مجموعات البرامج المكتبيّة. وتمّ طرح إنترنت إكسبلورر 4، الذي اعتُبر أفضل متصفّح إنترنت. أمّا عام 1998، فقد شهد طرح مايكروسوفت ويندوز سي إي Microsoft Windows CE، نظام التشغيل الذي يعمل على المساعدات الشخصيّة الرقميّة PDA، وويندوز 98، الذي يُعتبر تحسينا كبيرا لويندوز 95. أمّا عام 2001، فقد شهد إصدارات كثيرة، مثل نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز إكس بي Microsoft Windows XP، ومايكروسوفت أوفيس إكس بي، وجهاز الفيديو غيمز إكس بوكس Xbox.
وفي عام 2002، طرحت مايكروسوفت تقنيّة فيجيوال ستوديو دوت نت Microsoft Visual Studio.NET. وفي عام 2003، طرحت مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز موبايل Microsoft Windows Mobile الذي يعمل على أجهزة الهاتف الجوّال، وطرحت إصدارا جديدا من سلسلة مايكروسوفت أوفيس، وتمّ طرح مايكروسوفت ويندوز سيرفر Microsoft Windows Server 2003. أمّا عام 2004، فقد شهد طرح نظام تشغيل ويندوز إكس بي ميديا سنتر إيديشن Microsoft Windows XP Media Center Edition 2005، وتحالفا تقنيّا مع شركة سن مايكروسيستمز Sun Microsystems لوضع حدّ لكلّ الخلافات التقنيّة بين الشركتين. ويُتوقّع أن تطرح مايكروسوفت جهاز إكس بوكس 360 في شهر تشرين الثاني نوفمبر من هذا العام. أمّا عام 2006، فيتوقّع أن تطرح فيه مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز فيستا Microsoft Windows Vista.
أوّل عثرة كانت حين لم تعر مايكروسوفت ثورة الإنترنت الكثير من الاهتمام، وبالتالي سمحت لمنافسيها بالدخول قبلها في هذا العالم الجديد، مثل شركة نيتسكيب التي اكتسحت الأسواق قبل مايكروسوفت بالكثير من الوقت عن طريق متصفّحها نيتسكيب نافيغيتر Netscape Navigator . أيضا برامج الدردشة سبقت برامج مايكروسوفت، مثل برنامج آي سي كيوICQ من صنع شركة ميرابيليس Mirabilis، ومحرّكات البحث مثل لايكوس Lycos وهوت بوت Hotbot، والبريد الإلكترونيّ المجانيّ مثل بيغ فوت Big Foot والكثير غيرها. ولكنّ مايكروسوفت تداركت خطأها وأطلقت متصفّحها إنترنت إكسبلورر وبرنامج إم إس إم ميسنجر للدردشة، ومحرّك إم إس إن للبحث، وبريد الهوت ميل Hotmail المجانيّ المشهور. ومن بعدها بدأت المنافسة في تطوير هذه الخدمات والبرامج عن طريق تسريع البحث في المحرّكات، أو إضافة خاصيّة التحادث بالصوت والصورة، أو زيادة حجم سعة البريد الإلكترونيّ والكثير غيرها، ولكنّ مايكروسوفت كانت في معظم الأحيان تنتصر على منافسيها.
عثرة أخرى هي القضايا القانونيّة التي توجّه بها الكثيرون للمحاكم بعدما أدمجت مايكروسوفت متصفّحها إنترنت إكسبلورر وبرنامج تشغيل الأغاني والأفلام ميديا بلاير مع إصدار ويندوز 98، حيث اعترضت الكثير من الشركات على هذا التصرّف بحجة أن مايكروسوفت تحتكر البرمجيّات عن طريق دمجها مجانا مع أنظمة التشغيل، لا عن طريق بيعها أو تحميلها من الإنترنت. وبعد الكثير من الجدل والمحاكمات، تمّ التوصّل إلى جعل البرمجيّات الجديدة لمايكروسوفت جزءا منفصلا عن أنظمة التشغيل، أو طرح أنظمة تشغيل بدون تلك البرمجيّات بأسعار زهيدة وجعل قرار اختيار تلك البرمجيّات للمستهلك، سواء عن طريق تحميلها من الإنترنت، أو شرائها من شركات أخرى.
وأحد أكبر العثرات هي جهاز إكس بوكس، الذي لم يلاق نجاحا كبيرا في الأسواق بعكس التوقّعات، بسبب منافسة سوني Sony لمايكروسوفت عن طريق جهازها البلاي ستيشن Playstation 2 الذي له قاعدة كبيرة من الجماهير بسبب نجاح الجهاز الأوّل نجاحا كبيرا وشركة نينتندوNintendo عن طريق جهازها غيم كيوب Gamecube الذي له شعبيّة كبيرة في اليابان بسبب ألعابه الرائعة، وبسبب عدم ثقة المستهلكين وتخوّفهم من جهاز مايكروسوفت لقلّة خبرتها في مجال الفيديو غيمز. أيضا لم تقم مايكروسوفت بالكثير من الحملات الإعلانيّة في اليابان الذي يُعتبر سوقا أساسيّا لأجهزة الفيديو غيمز. وحاولت مايكروسوفت تسويق الجهاز بطرق خياليّة، احداها خفض سعر الجهاز لسعر أصبحت الشركة تخسر فيه حوالي المائة دولار أميريكيّ في كلّ جهاز، مقابل شراء اسم في الأسواق، ومحاولة تعويض الخسائر عن طريق بيع الألعاب وتراخيص الألعاب للشركات المصنّعة الأخرى. ويُتوقّع أن يلاقي جهاز مايكروسوفت الجديد إكس بوكس 360 نجاحا كبيرا بسبب تطوير تقنيّات جديدة لبرمجة الألعاب لهذا الجهاز، ولأنّ مايكروسوفت ابتدأت حملة إعلانيّة كبيرة في اليابان وحاولت جذب الشركات المصنّعة للألعاب التي يحبّها اليابانيّون لبرمجة ألعابهم على جهاز مايكروسوفت الجديد، وأيضا لأنّ جهاز مايكروسوفت الجديد له الصدارة من حيث وقت طرحه في الأسواق مقارنة بأجهزة الفيديو غيمز الجديدة التي ستطرح بعده بأشهر عديدة.
أحد أكبر الأخطار التي تهدّد مايكروسوفت هي البرمجيّات المجانيّة على الإنترنت التي تنافس برمجيّاتها، مثل رايتلي Writely وجي إوفيس gOffice التي تمنح القدرة على تحرير النصوص بمزايا تضاهي مزايا مايكروسوفت أوفيس، ولكن مجانا على الإنترنت، وزيمبرا Zimbra برنامج البريد الإلكتروني المتقدّم الذي ينافس مايكروسوفت أوت لوك Microsoft Outlook . وشركة غوغل تنافس مايكروسوفت بقوّة، ومستقبل هذه الشركة واعد جدّا.
يتوقّع المحللون أنّ مايكروسوفت ستحقق النجاح في المستقبل ليس عن طريق البرمجيّات مثل مايكروسوفت ويندوز ومايكروسوفت أوفيس، بل عن طريق إيجاد خدمات كثيرة للمستخدمين. فالشركة تحاول التفوّق على نفسها وعلى أفضل إنجازاتها، ولكن إلى متى؟ فلو استمرّت مايكروسوفت على هذا المنوال، لأصبحت ضحيّة نجاحها. مايكروسوفت نجحت لأنّها شهدت قفزتين عملاقتين في تاريخ الحاسب الآليّ: اختراع الحاسب الآليّ المنزليّ وقدوم الإنترنت. وعلى الأغلب، فإنّ تسلسل الأحداث لن يعيد نفسه في الثلاثين سنة المقبلة. فعوضا عن بيع منتجات مغلّفة، يمكن لمايكروسوفت بيع خدمات يستخدمها الناس، مثل تقاضي مبلغ مقابل استخدام أنظمة التشغيل، أو مقابل الدعم الفنيّ أو تحميل البرامج من الإنترنت أو استخدام أنواع ملفات أو واجهات برمجة التطبيقات API Application Programming Interfaces أو بروتوكولات معيّنة، مثل بروتوكول الصوت عبر الشبكات VoIP Voice Over Internet Protocol الذي يُعتبر حقلا خصبا في العشر سنوات المقبلة، وسوف يكون له الأثر الكبير عينه الذي أحدثته ثورة الإنترنت. وبالواقع، مايكروسوفت تسير في هذا الدرب منذ فترة، وتضع قواعد قوّية للدخول والفوز بالأفضليّة في هذه التقنيّة. وفي الشهر المنصرم، أعلنت مايكروسوفت عن اول زبون اتصالات لها: كويست كوميونيكيشنز إنترناشونال Qwest Communications International، لتطوير خدمات لهذه الشركة عن طريق أسس مايكروسوفت لتقنية الصوت عبر الشبكات. وفي الشهر نفسه، اشترت مايكروسوفت شركة تيليو Teleo، شركة تطوّر خدمات وتقنيات تسمح للمستخدمين بإرسال واستقبال مكالمات صوتية قريبا مع الصورة والفيديو عن طريق أجهزة الحاسب الآلي المنزلي لديهم الموصولة بالإنترنت. وتخطط مايكروسوفت لمزج تقنيّة تيليو مع برمجياتها لتطوير خدمة شبكة إم إس إن. فلو استطاعت مايكروسوفت عمل اللازم لتغيير اقتصادات المحادثات مثلما فعلت بالحاسب الآلي، حيث توجد بعض المعايير لدارات أجهزة الحاسب الآليّ وعدد كبير من شركات التصنيع لهذه الدارات، وشركة برمجيات رئيسية واحدة مايكروسوفت، فستحدث ثورة في عالم الاتصالات، وستحصل مايكروسوفت على أرباح خيالية للعشرة أعوام المقبلة.
وتقوم مايكروسوفت بالكثير من الأبحاث لتطوير برمجيات تسمح للأجهزة بالتفاعل الصحيح والكامل مع التعابير الصوتية للإنسان وتغيّر نبرة صوته، والتعرّف على الملامح البشرية وتغيّراتها، ومعالجة المعلومات عن طريق استخدام التقنيات الكمية Quantum Technologies. فبيل غيتس يريد لأجهزة الحاسب الآلي أن تسمع، تتكلم، تتعلم، تفهم وتدرك كلّ شيء. الكثير من الناس يستطيعون صنع برمجيات، ولكن القليل منهم يستطيع كسب كميات كبيرة من المال.
* عدد موظفيّ مايكروسوفت وأرباحها عبر السنين بالدولار الأميركي > 1975 :3 موظفين، 16.55 > 1976: 7 موظفين، 22.496 > 1977: 9 موظفين، 381.715 > 1978: 13 موظفا، 1.355.655 > 1979: 28 موظفا، 3.390.145 > 1980: 40 موظفا، 7.520.720 > 1981: 128 موظّفا، 16.000.000 > 1982: 220 موظفا، 24.486.000 > 1983: 476 موظفا، 50.065.000 > 1984: 608 موظفين، 97.479.000 > 1985: 910 موظفين، 140.417.000 > 1986: 1.442 موظفا، 197.514.000 > 1987: 1.816 موظفا، 345.890.000 > 1988: 2.793 موظفا، 590.827.000 > 1989: 4.037 موظفا، 804.530.000 > 1990: 5.653 موظفا، 1.183.446.000 > 1991: 8.226 موظفا، 1.843.432.000 > 1992: 11.542 موظفا، 2.758.725.000 > 1993: 14.430 موظفا، 3.752.701.000 > 1994: 15.257 موظفا، 4.648.981.000 > 1995: 17.801 موظفا، 5.940.000.000 > 1996: 20.561 موظفا، 8.671.000.000 > 1997: 22.232 موظفا، 11.360.000.000 > 1998: 27.055 موظفا، 14.480.000.000 > 1999: 31.575 موظفا، 19.750.000.000 > 2000: 39.170 موظفا، 22.960.000.000 > 2001: 48.030 موظفا، 25.300.000.000 > 2002: 50.621 موظفا، 28.370.000.000 > 2003: 54.468 موظفا، 32.190.000.000 > 2004: 57.086 موظفا، 36.840.000.000
* مايكروسوفت وشركاتها في المنطقة العربية
* أسهم مايكروسوفت مدرجة في سوق الأوراق المالية لشركات تكنولوجيا المعلومات ناسداك تحت الرمز MSFT. ولدى مايكروسوفت اليوم خمسة فروع في منطقة الشرق الأوسط:
> مايكروسوفت جنوب الخليج والتي تغطي أعمال مايكروسوفت في الإمارات العربية المتحدة وعٌمان واليمن وباكستان.
> مايكروسوفت شرق الخليج والتي تغطي أعمال الشركة في الكويت والبحرين وقطر.
> مايكروسوفت العربية لتغطية أعمال الشركة في المملكة العربية السعوديّة.
> مايكروسوفت الشرق الأقصى والتي تغطي أعمال الشركة في لبنان والأردن وقبرص ومالطا.
> مايكروسوفت مصر.
أما مايكروسوفت شمال افريقيا، فلها فروع في الجزائر والمغرب وتونس عنوان مايكروسوفت على الإنترنت: www.microsoft.com عنوان مايكروسوفت الشرق الأوسط على الإنترنت: www.microsoft.com/middleeast/arabic عنوان مايكروسوفت شمال افريقيا على الإنترنت: http://www.microsoft.com/northafrica/homepage/default.htm
مايكروسوفت Microsoft، ذلك الاسم الذي لا بدّ وأن ردّده كل لسان يتكلم بلغات الحاسب الآليّ، تحتفل بعيدها الثلاثين. ومن أيّام الحاسب المنزليّ الأولي على شكل نظام التشغيل MS Dos، إلى أيّام أجهزة الإم إس إكس MSX «صخر» في البلدان العربيّة كانت منتجات الشركة موجودة على شكل نظام التشغيل أم إس إكس دوس MSX-Dos، ومن ثمّ نظام التشغيل ويندوز Windows بكلّ أنواعه، للمنزل Home Edition أو المكاتب Professional Edition أو الأجهزة الضخمة والأجهزة الخادمة Server Edition، إلى برامج المكاتب Microsoft Office ولغات البرمجة Basic، Visual Studio ومتصفّح الإنترنت Internet Explorer وبرامج الوسائط المتعدّدة Media Player وبرامج الدردشة MSN Messenger والبريد الإلكترونيّ المجانيّ Hotmail وقواعد البيانات SQL Server والألعاب Flight Simulator، وصولا إلى أجهزة الفيديو غيمز على شكل جهاز الإكس بوكس XBox. وقد غيرت هذه الشركة وجه صناعة الحاسب الآليّ بنظام تشغيل يعمل على حوالي 90% من أجهزة الحاسب الآليّ في العالم. فكيف ابتدأت مايكروسوفت، وما سرّ نجاحاتها، وما هي العثرات التي وقعت بها، وما مستقبلها؟
بنيت مايكروسوفت من حلم هو وجود جهاز كومبيوتر على كلّ مكتب، وفي كلّ منزل، ففي أواخر عام 1975، قام بيل غيتس Bill Gates كان عمره 19 عاما وكان ما يزال يدرس علوم الكومبيوتر في السنة الثانية في جامعة هارفارد Harvard وبول ألن Paul Allen وريك ويلاند Ric Weiland بتأسيس شركة اسمها مايكرو ـ سوفت Micro-Soft، لتتغيّر إلى مايكروسوفت لاحقا. مايكروسوفت تضمّ الآن 60.000 موظّف في 80 دولة، وتقوم بتطوير لغة البيسك BASIC Beginner"s All-purpose Symbolic Instruct on Code التي اخترعها الدكتور جون كيميني John Kemeny وتوماس كورتز Thomas Kurtz في عام 1964، وطرحها مع قدوم الجدّ الكبير للحاسبات الآليّة: ألتير Altair 8800. وكانت لغة البيسك جيدة لدرجة أنّ بيل غيتس اضطرّ للعمل والدراسة في آن واحد لإيصال هذه اللغة لشركات كبيرة مثل جينيرال إليكترك General Electric، إن سي آر NCR، سيتي بانك Citi bank والكثير غيرها. وبعد ذلك، قامت مايكروسوفت بتطوير لغات فورتران Fortran FORmula TRAnslator للمعادلات الرياضيّة وكوبول COBOL COmmon Business Oriented Language التي تهدف لإيجاد برمجيّات لأصحاب الشركات، ولغة أسيمبلر Assembler التي تتكلّم مباشرة مع الدارات الإلكترونيّة للجهاز بدون الحاجة لوجود برنامج للترجمة، برامج الترجمة ضروريّة في لغات البرمجة الحديثة للمبرمجين المحترفين، ولغة باسكال Pascal ونظام تشغيل يدعى زينكس أو إس Xenix OS الذي يعتبر تطويرا لنظام تشغيل يونيكس Unix.
وفي عام 1980، أطلقت مايكروسوفت دارة إلكترونيّة Z-80 Softcard توضع في داخل أجهزة آبل Apple II من أجل السماح بتشغيل البرامج المصمّمة للعمل على نظام التشغيل سي بي ام CP/M Control Program for Microcomputers الذي كان النظام الأساسيّ لتشغيل الأجهزة في تلك الفترة، على أجهزة الأبل. هذه الدارة تسمح بتشغيل آلاف البرامج، مع بعض التعديلات البسيطة جدّا على أجهزة آبل، وبالتالي دعم الجهاز بالكثير من البرامج الجاهزة من أجل مساعدته في الانتشار السريع. وبعد ذلك، طوّرت مايكروسوفت نظام التشغيل إم إس دوس MicroSoft Disk Operation System وبيعه مع أجهزة آي بي إم IBM International Business Machines، ليصبح نظام التشغيل هذا يعمل على 150 مليون جهاز في عام 1981. وفي 29/9/1983، طرحت مايكروسوفت برنامج اسمه مايكروسوفت ووردMicrosoft Word الذي اشتهر لدرجة عظيمة. ويتميّز هذا البرنامج بخاصيّة «ستحصل على ما تشاهده» WYSIWYG What You See Is What You Get بمعنى أنّ ما تراه على الشاشة سيُطبع على الورقة بدون أيّ اختلاف. هذه الخاصيّة كانت ضروريّة جدّا في ذلك الوقت لأنّ برامج تحرير النصوص لم تكن قادرة على طباعة ما يتمّ كتابته على الشاشة. وبالتعاون مع مجلّة بس سي وورلدPC World المشهورة، قامت المجلّة بتوزيع قرص مرن يحتوي على نسخة تجريبيّة لهذا البرنامج، الأمر الذي لم يحصل سابقا في تاريخ المجلات. وفي 10/11/1983، طرحت مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز، الذي يُعتبر امتدادا لنظام التشغيل إم إس دوس، حيث يمكن التفاعل مع الجهاز باستخدام أيقونات Icons عوضا عن كتابة أوامر محدّدة. هذا الأمر سبّب انفجارا كبيرا في مبيعات الأجهزة المنزليّة حيث أصبح بإمكان أيّ شخص استخدام الحاسب الآليّ بدون أن يكون مبرمجا محترفا وصاحب خبرة في نظم التشغيل. وتميّز مايكروسوفت ويندوز بقدرته على التنقل بين أكثر من برنامج يعمل في آن واحد، وبدون أيّة تأثيرات على عمل هذه البرامج. ومن أجل تسهيل استخدام مايكروسوفت ويندوز، قامت مايكروسوفت بطرح »فأرة« إلكترونيّة تتوافق مع عمل أنظمة التشغيل مايكروسوفت إم إس دوس ومايكروسوفت ويندوز.
وفي عام 1984 طرحت مايكروسوفت برنامج مايكروسوفت إيكسل Microsoft Excel الذي لاقى نجاحا كبيرا في عالم المحاسبة. وفي 13/1/1988، طرحت مايكروسوفت نظام قواعد البيانات مايكروسوفت إس كيو إل سيرفر Microsoft SQL Server Structured Query Language Server الذي صمّمته شركة سايبيس Sybase المشهورة، ومن ثمّ تمّ تطويره من قبل مايكروسوفت وشركة آشتون ـ تيت Ashton-Tate. أمّا عام 1990، فقد شاهد أكبر نجاح لمايكروسوفت في ذلك الوقت، حيث تهافت المستخدمون لشراء نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز 3 الذي يُعتبر أحد أكبر إنجازات الشركة، وكان نقلة نوعيّة في طريقة التفاعل مع أنظمة التشغيل وسلاسة الوصول إلى ما يريده المستخدم. وفي أولّ سنة من طرح نظام التشغيل هذا، تمّ بيع 4 ملايين نسخة وتمّ تطوير أكثر من 1200 برنامج من صنع شركات البرمجيّات الأخرى يعتمد على وجود النظام، و6 ملايين نسخة و3800 برنامج آخر في العام الذي تلاه. وفي عام 1992، تمّ طرح مايكروسوفت ويندوز 3.1 الذي احتوى على مئات التحسينات في طريقة عمل النظام مع الملفات وتسريع الأداء الكليّ، لتصل مبيعات الشركة إلى 3 ملايين نسخة في 6 أسابيع فقط. وتمّ طرح النظام بـ7 لغات الإنجليزيّة، الهولنديّة، الفرنسيّة، الألمانيّة، الإيطاليّة، الإسبانيّة والسويديّة. وبسبب الانتشار الكبير لنظام التشغيل هذا، تمّ طرح لغة البرمجة فيجيوال بيسك Visual Basic لتصبح الطريقة الأسهل والأفضل لصنع برامج تعمل على النظام الجديد. وطرحت مايكروسوفت في عام 1993 نظام التشغيل ويندوز إن تي Windows NT الذي يُعتبر أحد أفضل أنظمة التشغيل في دعمه القويّ لبرمجيّات المستخدم-الخادم Client-Server، وفي عدم وجود أيّ حدود في التعامل مع قدرات الحاسب الآليّ من حيث الذاكرة وقوّة المعالجة ونوع المعالجات Intel، Risc. Multiprocessors. وفي عام 1994، تمّ طرح إصدار جديد من مايكروسوفت وورد، مع فأرة جديدة في علبة واحدة، تمهيدا لإطلاق مجموعة برامج مايكروسوفت أوفيس التي كانت تحتوي على قوائم وشرائط مهام مشتركة ومتكاملة مع بعضها بعضا.
أمّا عام 1995، فكان هو العام الذي أطلق مايكروسوفت وراء كلّ التصوّرات. ففيه تم طرح نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز 95 الذي كان تغييرا جذريا في بنية ويندوز من حيث الشكل والأداء وتكامل البرامج وسهولة الاستخدام. وتمّ بيع مليون نسخة في أوّل 4 أيّام من طرح النظام، و7 ملايين نسخة في أوّل 4 أشهر. وبسبب قوّة نظام التشغيل هذا، انطلق متصفّح الإنترنت إنترنت إكسبلورر بقوّة ومجانا عن طريق تحميله من الإنترنت، وتمّ إنشاء شبكة إم إس إن على الإنترنت. أمّا عام 1996 فقد شهد طرح تكنولوجيا تدعى أكتيف إكس ActiveX، التي يمكن عن طريقها عرض الواقع الافتراضيّ والرسومات والفيديو والموسيقى وغيرها على صفحات الإنترنت. وفي عام 1997، تم طرح مايكروسوفت أوفيس 97، أحد أهمّ مجموعات البرامج المكتبيّة. وتمّ طرح إنترنت إكسبلورر 4، الذي اعتُبر أفضل متصفّح إنترنت. أمّا عام 1998، فقد شهد طرح مايكروسوفت ويندوز سي إي Microsoft Windows CE، نظام التشغيل الذي يعمل على المساعدات الشخصيّة الرقميّة PDA، وويندوز 98، الذي يُعتبر تحسينا كبيرا لويندوز 95. أمّا عام 2001، فقد شهد إصدارات كثيرة، مثل نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز إكس بي Microsoft Windows XP، ومايكروسوفت أوفيس إكس بي، وجهاز الفيديو غيمز إكس بوكس Xbox.
وفي عام 2002، طرحت مايكروسوفت تقنيّة فيجيوال ستوديو دوت نت Microsoft Visual Studio.NET. وفي عام 2003، طرحت مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز موبايل Microsoft Windows Mobile الذي يعمل على أجهزة الهاتف الجوّال، وطرحت إصدارا جديدا من سلسلة مايكروسوفت أوفيس، وتمّ طرح مايكروسوفت ويندوز سيرفر Microsoft Windows Server 2003. أمّا عام 2004، فقد شهد طرح نظام تشغيل ويندوز إكس بي ميديا سنتر إيديشن Microsoft Windows XP Media Center Edition 2005، وتحالفا تقنيّا مع شركة سن مايكروسيستمز Sun Microsystems لوضع حدّ لكلّ الخلافات التقنيّة بين الشركتين. ويُتوقّع أن تطرح مايكروسوفت جهاز إكس بوكس 360 في شهر تشرين الثاني نوفمبر من هذا العام. أمّا عام 2006، فيتوقّع أن تطرح فيه مايكروسوفت نظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز فيستا Microsoft Windows Vista.
أوّل عثرة كانت حين لم تعر مايكروسوفت ثورة الإنترنت الكثير من الاهتمام، وبالتالي سمحت لمنافسيها بالدخول قبلها في هذا العالم الجديد، مثل شركة نيتسكيب التي اكتسحت الأسواق قبل مايكروسوفت بالكثير من الوقت عن طريق متصفّحها نيتسكيب نافيغيتر Netscape Navigator . أيضا برامج الدردشة سبقت برامج مايكروسوفت، مثل برنامج آي سي كيوICQ من صنع شركة ميرابيليس Mirabilis، ومحرّكات البحث مثل لايكوس Lycos وهوت بوت Hotbot، والبريد الإلكترونيّ المجانيّ مثل بيغ فوت Big Foot والكثير غيرها. ولكنّ مايكروسوفت تداركت خطأها وأطلقت متصفّحها إنترنت إكسبلورر وبرنامج إم إس إم ميسنجر للدردشة، ومحرّك إم إس إن للبحث، وبريد الهوت ميل Hotmail المجانيّ المشهور. ومن بعدها بدأت المنافسة في تطوير هذه الخدمات والبرامج عن طريق تسريع البحث في المحرّكات، أو إضافة خاصيّة التحادث بالصوت والصورة، أو زيادة حجم سعة البريد الإلكترونيّ والكثير غيرها، ولكنّ مايكروسوفت كانت في معظم الأحيان تنتصر على منافسيها.
عثرة أخرى هي القضايا القانونيّة التي توجّه بها الكثيرون للمحاكم بعدما أدمجت مايكروسوفت متصفّحها إنترنت إكسبلورر وبرنامج تشغيل الأغاني والأفلام ميديا بلاير مع إصدار ويندوز 98، حيث اعترضت الكثير من الشركات على هذا التصرّف بحجة أن مايكروسوفت تحتكر البرمجيّات عن طريق دمجها مجانا مع أنظمة التشغيل، لا عن طريق بيعها أو تحميلها من الإنترنت. وبعد الكثير من الجدل والمحاكمات، تمّ التوصّل إلى جعل البرمجيّات الجديدة لمايكروسوفت جزءا منفصلا عن أنظمة التشغيل، أو طرح أنظمة تشغيل بدون تلك البرمجيّات بأسعار زهيدة وجعل قرار اختيار تلك البرمجيّات للمستهلك، سواء عن طريق تحميلها من الإنترنت، أو شرائها من شركات أخرى.
وأحد أكبر العثرات هي جهاز إكس بوكس، الذي لم يلاق نجاحا كبيرا في الأسواق بعكس التوقّعات، بسبب منافسة سوني Sony لمايكروسوفت عن طريق جهازها البلاي ستيشن Playstation 2 الذي له قاعدة كبيرة من الجماهير بسبب نجاح الجهاز الأوّل نجاحا كبيرا وشركة نينتندوNintendo عن طريق جهازها غيم كيوب Gamecube الذي له شعبيّة كبيرة في اليابان بسبب ألعابه الرائعة، وبسبب عدم ثقة المستهلكين وتخوّفهم من جهاز مايكروسوفت لقلّة خبرتها في مجال الفيديو غيمز. أيضا لم تقم مايكروسوفت بالكثير من الحملات الإعلانيّة في اليابان الذي يُعتبر سوقا أساسيّا لأجهزة الفيديو غيمز. وحاولت مايكروسوفت تسويق الجهاز بطرق خياليّة، احداها خفض سعر الجهاز لسعر أصبحت الشركة تخسر فيه حوالي المائة دولار أميريكيّ في كلّ جهاز، مقابل شراء اسم في الأسواق، ومحاولة تعويض الخسائر عن طريق بيع الألعاب وتراخيص الألعاب للشركات المصنّعة الأخرى. ويُتوقّع أن يلاقي جهاز مايكروسوفت الجديد إكس بوكس 360 نجاحا كبيرا بسبب تطوير تقنيّات جديدة لبرمجة الألعاب لهذا الجهاز، ولأنّ مايكروسوفت ابتدأت حملة إعلانيّة كبيرة في اليابان وحاولت جذب الشركات المصنّعة للألعاب التي يحبّها اليابانيّون لبرمجة ألعابهم على جهاز مايكروسوفت الجديد، وأيضا لأنّ جهاز مايكروسوفت الجديد له الصدارة من حيث وقت طرحه في الأسواق مقارنة بأجهزة الفيديو غيمز الجديدة التي ستطرح بعده بأشهر عديدة.
أحد أكبر الأخطار التي تهدّد مايكروسوفت هي البرمجيّات المجانيّة على الإنترنت التي تنافس برمجيّاتها، مثل رايتلي Writely وجي إوفيس gOffice التي تمنح القدرة على تحرير النصوص بمزايا تضاهي مزايا مايكروسوفت أوفيس، ولكن مجانا على الإنترنت، وزيمبرا Zimbra برنامج البريد الإلكتروني المتقدّم الذي ينافس مايكروسوفت أوت لوك Microsoft Outlook . وشركة غوغل تنافس مايكروسوفت بقوّة، ومستقبل هذه الشركة واعد جدّا.
يتوقّع المحللون أنّ مايكروسوفت ستحقق النجاح في المستقبل ليس عن طريق البرمجيّات مثل مايكروسوفت ويندوز ومايكروسوفت أوفيس، بل عن طريق إيجاد خدمات كثيرة للمستخدمين. فالشركة تحاول التفوّق على نفسها وعلى أفضل إنجازاتها، ولكن إلى متى؟ فلو استمرّت مايكروسوفت على هذا المنوال، لأصبحت ضحيّة نجاحها. مايكروسوفت نجحت لأنّها شهدت قفزتين عملاقتين في تاريخ الحاسب الآليّ: اختراع الحاسب الآليّ المنزليّ وقدوم الإنترنت. وعلى الأغلب، فإنّ تسلسل الأحداث لن يعيد نفسه في الثلاثين سنة المقبلة. فعوضا عن بيع منتجات مغلّفة، يمكن لمايكروسوفت بيع خدمات يستخدمها الناس، مثل تقاضي مبلغ مقابل استخدام أنظمة التشغيل، أو مقابل الدعم الفنيّ أو تحميل البرامج من الإنترنت أو استخدام أنواع ملفات أو واجهات برمجة التطبيقات API Application Programming Interfaces أو بروتوكولات معيّنة، مثل بروتوكول الصوت عبر الشبكات VoIP Voice Over Internet Protocol الذي يُعتبر حقلا خصبا في العشر سنوات المقبلة، وسوف يكون له الأثر الكبير عينه الذي أحدثته ثورة الإنترنت. وبالواقع، مايكروسوفت تسير في هذا الدرب منذ فترة، وتضع قواعد قوّية للدخول والفوز بالأفضليّة في هذه التقنيّة. وفي الشهر المنصرم، أعلنت مايكروسوفت عن اول زبون اتصالات لها: كويست كوميونيكيشنز إنترناشونال Qwest Communications International، لتطوير خدمات لهذه الشركة عن طريق أسس مايكروسوفت لتقنية الصوت عبر الشبكات. وفي الشهر نفسه، اشترت مايكروسوفت شركة تيليو Teleo، شركة تطوّر خدمات وتقنيات تسمح للمستخدمين بإرسال واستقبال مكالمات صوتية قريبا مع الصورة والفيديو عن طريق أجهزة الحاسب الآلي المنزلي لديهم الموصولة بالإنترنت. وتخطط مايكروسوفت لمزج تقنيّة تيليو مع برمجياتها لتطوير خدمة شبكة إم إس إن. فلو استطاعت مايكروسوفت عمل اللازم لتغيير اقتصادات المحادثات مثلما فعلت بالحاسب الآلي، حيث توجد بعض المعايير لدارات أجهزة الحاسب الآليّ وعدد كبير من شركات التصنيع لهذه الدارات، وشركة برمجيات رئيسية واحدة مايكروسوفت، فستحدث ثورة في عالم الاتصالات، وستحصل مايكروسوفت على أرباح خيالية للعشرة أعوام المقبلة.
وتقوم مايكروسوفت بالكثير من الأبحاث لتطوير برمجيات تسمح للأجهزة بالتفاعل الصحيح والكامل مع التعابير الصوتية للإنسان وتغيّر نبرة صوته، والتعرّف على الملامح البشرية وتغيّراتها، ومعالجة المعلومات عن طريق استخدام التقنيات الكمية Quantum Technologies. فبيل غيتس يريد لأجهزة الحاسب الآلي أن تسمع، تتكلم، تتعلم، تفهم وتدرك كلّ شيء. الكثير من الناس يستطيعون صنع برمجيات، ولكن القليل منهم يستطيع كسب كميات كبيرة من المال.
* عدد موظفيّ مايكروسوفت وأرباحها عبر السنين بالدولار الأميركي > 1975 :3 موظفين، 16.55 > 1976: 7 موظفين، 22.496 > 1977: 9 موظفين، 381.715 > 1978: 13 موظفا، 1.355.655 > 1979: 28 موظفا، 3.390.145 > 1980: 40 موظفا، 7.520.720 > 1981: 128 موظّفا، 16.000.000 > 1982: 220 موظفا، 24.486.000 > 1983: 476 موظفا، 50.065.000 > 1984: 608 موظفين، 97.479.000 > 1985: 910 موظفين، 140.417.000 > 1986: 1.442 موظفا، 197.514.000 > 1987: 1.816 موظفا، 345.890.000 > 1988: 2.793 موظفا، 590.827.000 > 1989: 4.037 موظفا، 804.530.000 > 1990: 5.653 موظفا، 1.183.446.000 > 1991: 8.226 موظفا، 1.843.432.000 > 1992: 11.542 موظفا، 2.758.725.000 > 1993: 14.430 موظفا، 3.752.701.000 > 1994: 15.257 موظفا، 4.648.981.000 > 1995: 17.801 موظفا، 5.940.000.000 > 1996: 20.561 موظفا، 8.671.000.000 > 1997: 22.232 موظفا، 11.360.000.000 > 1998: 27.055 موظفا، 14.480.000.000 > 1999: 31.575 موظفا، 19.750.000.000 > 2000: 39.170 موظفا، 22.960.000.000 > 2001: 48.030 موظفا، 25.300.000.000 > 2002: 50.621 موظفا، 28.370.000.000 > 2003: 54.468 موظفا، 32.190.000.000 > 2004: 57.086 موظفا، 36.840.000.000
* مايكروسوفت وشركاتها في المنطقة العربية
* أسهم مايكروسوفت مدرجة في سوق الأوراق المالية لشركات تكنولوجيا المعلومات ناسداك تحت الرمز MSFT. ولدى مايكروسوفت اليوم خمسة فروع في منطقة الشرق الأوسط:
> مايكروسوفت جنوب الخليج والتي تغطي أعمال مايكروسوفت في الإمارات العربية المتحدة وعٌمان واليمن وباكستان.
> مايكروسوفت شرق الخليج والتي تغطي أعمال الشركة في الكويت والبحرين وقطر.
> مايكروسوفت العربية لتغطية أعمال الشركة في المملكة العربية السعوديّة.
> مايكروسوفت الشرق الأقصى والتي تغطي أعمال الشركة في لبنان والأردن وقبرص ومالطا.
> مايكروسوفت مصر.
أما مايكروسوفت شمال افريقيا، فلها فروع في الجزائر والمغرب وتونس عنوان مايكروسوفت على الإنترنت: www.microsoft.com عنوان مايكروسوفت الشرق الأوسط على الإنترنت: www.microsoft.com/middleeast/arabic عنوان مايكروسوفت شمال افريقيا على الإنترنت: http://www.microsoft.com/northafrica/homepage/default.htm