عرفنا في الحلقة السابقة موقف قريش من الدعوة .. واكثر الاذى مرارة هو اذى ابولهب " عم الرسول صلى الله عليه وسلم " عندما يتبعه في كل محفل وتجمع للناس ويقول لهم " لا تطيعوه . فإنه صابئ كذاب " فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد, ويؤذونه. ..
واليوم سنكمل مسيرة الدعوة في مكة قبل هجرة التاريخ ..
الهجرة الاولى إلى الحبشة
وفي السنة الخامسة من البعثة : أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى , وقال : (( إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده )). وكانت الحبشة متجر قريش . وكان اهل هذه الهجرة الاولى : اثنى عشر رجلا وأربع نسوة.
وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه , ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وستر قوم إسلامهم . وممن خرج :الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامراته رضي الله عنهم. خرجوا متسللين سرا, فوفق الله ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين للتجار. فحملوهم إلى الحبشة , وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر. فلم يدركوا منهم أحدا. وكان خروجهم في رجب . فأقاموا بالحبشة شعبان و رمضان . ثم رجعوا إلى مكة في شوال , لما بلغهم : ان قريشا صافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفوا عنه. وكان سبب ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم . فلما بلغ : " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى " ألقى الشيطان على لسانه : " تلك الغرانيق العلى , وإن شفاععتهن لترتجى" فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخيرقبل اليوم , وقد علمناه أن الله يخلق ويرزق ويحي ويميت ولكن آلهتنا تشفع عنده. فلما بلغ السجدة سجد , سجد معه المسلمون والمشركون كلهم . إلا شيخا من قريش , رفع إلى جبهته كفا من حصى فسجد عليه . وقال : يكفيني هذا.(*)
فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا, وخاف من الله خوفا عظيما , فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } الحج52
ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم , عادوا إلى شر مما كانوا عليه , وازدادوا شدة على من أسلم .
وفي السنة الخامسة من البعثة : أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى , وقال : (( إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده )). وكانت الحبشة متجر قريش . وكان اهل هذه الهجرة الاولى : اثنى عشر رجلا وأربع نسوة.
وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه , ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وستر قوم إسلامهم . وممن خرج :الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامراته رضي الله عنهم. خرجوا متسللين سرا, فوفق الله ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين للتجار. فحملوهم إلى الحبشة , وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر. فلم يدركوا منهم أحدا. وكان خروجهم في رجب . فأقاموا بالحبشة شعبان و رمضان . ثم رجعوا إلى مكة في شوال , لما بلغهم : ان قريشا صافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفوا عنه. وكان سبب ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم . فلما بلغ : " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى " ألقى الشيطان على لسانه : " تلك الغرانيق العلى , وإن شفاععتهن لترتجى" فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخيرقبل اليوم , وقد علمناه أن الله يخلق ويرزق ويحي ويميت ولكن آلهتنا تشفع عنده. فلما بلغ السجدة سجد , سجد معه المسلمون والمشركون كلهم . إلا شيخا من قريش , رفع إلى جبهته كفا من حصى فسجد عليه . وقال : يكفيني هذا.(*)
فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا, وخاف من الله خوفا عظيما , فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } الحج52
ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم , عادوا إلى شر مما كانوا عليه , وازدادوا شدة على من أسلم .
الهجرة الثانية إلى الحبشة
فلما قرب مهاجرة الحبشة من مكة , وبلغهم امرهم , توقفوا عن الدخول . ثم دخل كل رجل في جوار رجل من قريش . ثم اشتد عليهم البلاء والعذاب من قريش بهم عشائرهم, وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن الجواره . فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى الحبشة مرة ثانية . فخرجوا. وكان عدة من خرج في المرة الثانية : ثلاثة وثمانين رجلا - كان فيهم عمار بن ياسر- ومن النساء تسع عشرة امرأة.
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:رجع منهم ثلاث وثلاثون رجلا , ومن النساء ثمان. و مات منهم رجلان بمكة . وحبس سبعة , و شهد بدرا منهم أربعة وعشرون رجلا.
فلما قرب مهاجرة الحبشة من مكة , وبلغهم امرهم , توقفوا عن الدخول . ثم دخل كل رجل في جوار رجل من قريش . ثم اشتد عليهم البلاء والعذاب من قريش بهم عشائرهم, وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن الجواره . فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى الحبشة مرة ثانية . فخرجوا. وكان عدة من خرج في المرة الثانية : ثلاثة وثمانين رجلا - كان فيهم عمار بن ياسر- ومن النساء تسع عشرة امرأة.
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:رجع منهم ثلاث وثلاثون رجلا , ومن النساء ثمان. و مات منهم رجلان بمكة . وحبس سبعة , و شهد بدرا منهم أربعة وعشرون رجلا.
كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يزوجه أم حبيبة
فلما كان شهر ربيع سنة سبع من الهجرة : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى النجاشي يدعوه إلى الاسلام . وكتب إليه : أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان . وكانت مهاجرة مع زوجها عبيد الله بن جحش . فتنصر هناك ومات نصرانيا.
وكتب إليه ايضا: أن يبعث إليه من بقي من أصحابه . فلما قرأ الكتاب أسلم . وقال : لو قدرت أن آتيه لأتيته. و زوجه ام حبيبة , وأصدقها عنه أربعمائة دينار. وحمل بقية أصحابه في سفينتين . فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر, وقد فتحها.
فلما كان شهر ربيع سنة سبع من الهجرة : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى النجاشي يدعوه إلى الاسلام . وكتب إليه : أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان . وكانت مهاجرة مع زوجها عبيد الله بن جحش . فتنصر هناك ومات نصرانيا.
وكتب إليه ايضا: أن يبعث إليه من بقي من أصحابه . فلما قرأ الكتاب أسلم . وقال : لو قدرت أن آتيه لأتيته. و زوجه ام حبيبة , وأصدقها عنه أربعمائة دينار. وحمل بقية أصحابه في سفينتين . فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر, وقد فتحها.
(*) قد حقق المحدثون : ان قصة الغرانيق واهية . قال القاضي عياض : إن من ذكرها من المفسرين وغيرهم لم يسندها أحد منهم. ولا رفعها إلى صاحب إلا رواية البزار. وقد بين البزار: أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره, سوى ماذكره. وفيه مافيه.اهـ.وإنما سجد المشركون أخذتهم عظمة القران بقوة أسلوبه وعظمة آياته . وحلال سحره وعذوبة ألفاظة وحلاوته الأخاذه. وبالأخص حين قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتلاه حق تلاوته . نقلا عن طبعة رئاسة البحوث العلمية والإفتاء.
يتبع .. بعث قريش الى النجاشي تطلب إرجاع المسلمين
من كتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. تأليف مجدد الدعوة الاسلامية شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب