ما أشبه الليلة بالبارحة
كلام الشيخ محمد بن إبراهيم عن المتساهلين في مناسك الحج
لقد انطلقت ألسنة كثير من المتعالمين, وجرت أقلام الأغبياء والعابثين, وطارت كل مطار في الأفاق كلمات المتسرعين, واتخذت الكتابة في أحكام المناسك وغيرها تجربة لأقلام بعض, وجنوح الآخرين إلى إبراز مقتضى ما في ضمائرهم وأفهامهم, ومحبة آخرين لبيان الحق وهداية الخلق, لكنهم مع الأسف ليسوا من أهل هذا الشأن, ولا ممن يجري جواده في هذا الميدان, فنتج عن ذلك من القول على الله وعلى رسوله بغير علم وخرق سياج الشريعة ما لا يسع أولي الأمر من الولاة والعلماء أن يتركوا لهم الحبل على الغارب, ولعمري لئن لم يُضرب على أيدي هؤلاء بيد من حديد, وتوقف أقلامهم عن جريانها بالتهديد والتغليظ الأكيد, لتكونن العقبى التي لا تحمد, ولتأخذن في تماديها إلى أن تكون المناسك ألعوبة للاعبين, ومعبثة للعابثين, ولتكونن بشائر بين المنافقين, ومطمعاً لأرباب الشهوات, وسلماً لمن في قلوبهم زيغ من أرباب الشبهات, وفساداً فاشياً في تلك العبادات, ومصيبة لا يشبهها مصيبة, ومثار شرور شديدة عصيبة, وليقومن سوق غث الرخص, وليبلغن سيل الاختلاف في الدين والتفرق فيه الزبى.
ولربما يقول قائل: أليس كتاب الله العزيز فينا موجوداً ، وحسام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بيننا محدوداً؟
قيل: نعم !
ولكن ماذا تغني السيوف المغمدة ، ولم ينل الكتاب العزيز مغزاه ومقصده.
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً *** ولكنْ لا حياةَ لمن تنادي
ولو ناراً نفختَ بها أضاءتْ *** ولكنْ أنتَ تنفخُ في رمادِ
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أملاه الفقير إلى ربه محمد بن إبراهيم آل الشيخ .
حرر في 20/4/1386هـ].
(فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (6/47))
كلام الشيخ محمد بن إبراهيم عن المتساهلين في مناسك الحج
لقد انطلقت ألسنة كثير من المتعالمين, وجرت أقلام الأغبياء والعابثين, وطارت كل مطار في الأفاق كلمات المتسرعين, واتخذت الكتابة في أحكام المناسك وغيرها تجربة لأقلام بعض, وجنوح الآخرين إلى إبراز مقتضى ما في ضمائرهم وأفهامهم, ومحبة آخرين لبيان الحق وهداية الخلق, لكنهم مع الأسف ليسوا من أهل هذا الشأن, ولا ممن يجري جواده في هذا الميدان, فنتج عن ذلك من القول على الله وعلى رسوله بغير علم وخرق سياج الشريعة ما لا يسع أولي الأمر من الولاة والعلماء أن يتركوا لهم الحبل على الغارب, ولعمري لئن لم يُضرب على أيدي هؤلاء بيد من حديد, وتوقف أقلامهم عن جريانها بالتهديد والتغليظ الأكيد, لتكونن العقبى التي لا تحمد, ولتأخذن في تماديها إلى أن تكون المناسك ألعوبة للاعبين, ومعبثة للعابثين, ولتكونن بشائر بين المنافقين, ومطمعاً لأرباب الشهوات, وسلماً لمن في قلوبهم زيغ من أرباب الشبهات, وفساداً فاشياً في تلك العبادات, ومصيبة لا يشبهها مصيبة, ومثار شرور شديدة عصيبة, وليقومن سوق غث الرخص, وليبلغن سيل الاختلاف في الدين والتفرق فيه الزبى.
ولربما يقول قائل: أليس كتاب الله العزيز فينا موجوداً ، وحسام سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بيننا محدوداً؟
قيل: نعم !
ولكن ماذا تغني السيوف المغمدة ، ولم ينل الكتاب العزيز مغزاه ومقصده.
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً *** ولكنْ لا حياةَ لمن تنادي
ولو ناراً نفختَ بها أضاءتْ *** ولكنْ أنتَ تنفخُ في رمادِ
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أملاه الفقير إلى ربه محمد بن إبراهيم آل الشيخ .
حرر في 20/4/1386هـ].
(فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (6/47))