الحوار فى الشعر

mai saad

Well-Known Member
- الشعر القصصي:

لم يهتم شعراء العرب في عصر الجاهلية، ثم عصر صدر الإسلام ودولة بني أمية بنظم القصص والحكايات، وإن وجدت عندهم بدايات يسيرة، ربما كانت غير مقصودة مثل قصيدة الحطيئة [وطاوي ثلاث]، وجاء العصر العباسي وفيه أقبل الناظمون على نظم كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، ومنهم (إبان اللاحقي) وممن نظمه وحاكاه نظما (ابن الهبارية)، ثم ضعف الشعر القصصي من جديد تبعاً لضعف الشعر العربي، حتى جاء العصر الحديث فأقبل عليه بعض الشعراء، وكان في الطليعة منهم عثمان جلال في مصر، وأحمد بن مشرف الأحسائي، وله في ذلك نظم جميل، منه حكاية الدب وقحلصة، وحكاية الفأر والحمام.

وجاء شوقي فأكثر من نظم القصص والحكايات حتى شغل ذلك جزءًا من ديوانه " الشوقيات " وهكذا لم يكن الشعر القصصي جديدًا في الأدب العربي كما ظن ذلك بعض الباحثين، وكل ما في الأمر أنهم لم يعنوا به عنايتهم بغيره

اذن نحن اعترفنا ضمنا بوجود قصه شعريه ، اذن لنتدارس هذا الموضوع وبما نحن بصدد دراسه قصه ، فعمود القصه الناجحه الحوار
اذن فالنسمى هذا المحور بالحوار فى القصه الشعريه ( المصدر:http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/3/Adab/12.htm )

اذن فالنسمى هذا المحور بالحوار فى القصه الشعريه

عندما نقول حوار اول مايتبادر بالزهن قول واجابه او قول ورد ... حسنا فالنأخذ نموزج

جاءت معذبتى فى قيهب الغسق *** كأنها الكوكب الدرى فى افق



فقلت نورتنى ياخير ذائره *** اما خشيت من الحراس فى الطرق


فجاوبتنى ودمع العين يسبقها *** من يركب البحر لا يخشى من الغرق


اذن فى النموزج نجد ان الشاعر الذى اراد ان يخبرنا قصته مع محبوبته التى اتته ليلا !! ،ليتبادر فى اذهاننا سؤال لماذا تأتيه هى ليلا ولا يذهب هو كحال كل العشاق ، فيجيبنا الشاعر مباشره من خلال حواره معها (اما خشيت من الحراس فى الطرق ؟؟؟)،اذن فهو اما مسجون او هارب من ظلم حاكم او اى شئ المهم افادنا بأستحاله ذهابه بل اخبرنا بأن مجيئها لا يخلو من خطوره .. فتجيبه بأن من يركب البحر لا يخشى من الغرق!!!

وهذا النموزج هو نموزج تقليدى للقصه اذ ان الشاعر يروى تجربه ذاتيه ...

والان الى النموزج الاساس فى هذه المقاله وهى قصيده بعنوان الى امها وفيها يظهر الحوار الشعرى بصوره جليه وايضا هى نموزج مكتمل للشعر القصصى


أتتني ملاكا كاسف البال شاكيا *** معنى حزينا شاحب الوجه باكيا

تغالب هما قد براها ولم تجد *** عليه معينا صادق الود حانيا

يكاد ظلام اليأس يطوى شبابها *** ويودى بحسن كان ريان باديا

ترى كل دنياها ظلام ووحشه *** وتحسب كل الناس خصما معاديا


واصح هنا ان الشاعر يلبس ثوب الراوى، ليخبرنا ويوصف لنا بطله القصه وهى فتاه شابه لديها مشكله يبدو انها لم تجد لها حل، وهى بدايه طبيعيه للقصه وصف المكان والحال وماشابه ... الان سيبتدء الحوار


فقلت لها لما رأيت دموعها *** وما كان من حزن أثار رثائيا

(الا نهنهي الإحزان بالله يا بنتي *** ولا تفجعي شيخا من القبر دانيا

وقصي على سمعي أمرك علني *** أرى لك رأيا من همومك شافيا

وهاتى الذي تشكين منه وهوني **** عليك ولا تبغي من الأمر خافيا

وسرك ما أحيا دفين وان أمت *** فسوف يظل الدهر في القلب ناويا)


هنا ابتدا الحوار بالسؤال التقليدى : مابك ؟؟ ولماذا كل هذا الهم . ثم بذكاء روائى يواصل الوصف، بوصف حاله هذا المره فنعلم انه شيخ كبير فى السن .



ويستمر الحوار بقولها...




فقالت وغول الهم مازال مطبقا *** عليها ودمع العين مازال جاريا

(أتيتك يا عماه والقلب في ضنى*** يكابد أهوالا تدك الرواسيا

أتيتك إذ قد ضاق بى كل مسلك *** وفارقنى الصبر الذى كان باقيا

وكم ذا قضيت الليل اعدو واشتكى *** فضاعت شكاتى ثم خاب رجائيا


كأنى بأبواب السماء تغلقت *** جميعا فلم ينفذ اليها دعائيا)​

وهنا من الواضح ان هذا الحوار اراد به الشاعر التشويق للقصه لكى تعيش مع هذا الحزن فتتشوق لمعرفه قصتها


فقلت لها (رفقا بحالى وكفكفى **** دموعك ان الغم ادمى فؤاديا

ابينى قليلا عن اساك واوضحى *** فقد طال اصغائى وعيل اصطبار)



لا ذال التشويق مستمر بعد اكتملت كل جوانب المكان والزمان والشخصيات الان نذهب لمعرفه عقده القصه



فقالت وقد اغصت حياءا وارسلت *** من الصدر اهات تفوف احتماليا

(اتيتك اشكو ظلم امى وكيدها *** وسوء مصيرى واقتراب شقائيا

تريد لى البعل الذى لا اطيقه *** وتنكر حبا بين جنبى طافيا

وتسخر من حبى وتقسم انه *** مجرد اوهام بناها خياليا

مناها لى الزوج العريض سراؤه*** وان كان كهلا طاعن السن فانيا

وتزعم ان المال مادام وافرا *** كفيل بأن ينسى الفؤاد غراميا

وعما غريب سوف تعلن خطبتى *** الى الشيخ ياعماعه دون رجائيا

اجرنى رعاك الله من شر ماقضت *** على به امى فقد ساء حاليا)


الان اصبحت عقده القصه واضحه ... اى اصبحنا فى قمه ، اذا يجب ان تتجه القصه الى البحث عن حل ... لنرى


فقلت وماذا عن ابيك ؟ فأننى *** لأحسبه شهما يرد العواديا

ولو كان ذا عسر اذن لعزرته *** فكم طأطأ الفقر الرؤس العواليا

ولكن حباه الله فى المال بسطه *** وحظا وفيرا فى الحياه مواتيا

فكيف اذن يرضى هوانك يابنتى *** ويحيا قرير العين بعدك هانيا)


اول ماتبادر فى ذهن الشيخ ابيها كمفتاح لحل المشكله .. ولكن اى قصه ناجحه يجب ان لا تحل فيها العقده من اول وهله لذا الاب لم يكن المفتاح الصائب...


فقالت ابى من خلف امى تابع *** يردد ماتتلو عليه محاكيا

فيأبى الذى تاباه من غير حجه *** وعن كل ماترضاه تلقاه راضيا

اذا قالت الشمس استدارت واشرقت *** من الغرب امضى مايقول مباهيا)


اذن لا ذالت العقده قائمه فكيف سيحلها الشاعر القاص


فقلت: (اذن ماحيلتى يابنيتى **** وامك قد صارت غريما وقاضيا

سأجعل من شعرى رسولا لقلبها*** وانظم فى معنى الحنان قوافيا

عسى قلبها يحنو عليك فترعوى *** وكم رقق الشعر القلوب القواسيا)


هذه الابيات الثلاث وماسوف تليهم فضحت هذا القاص، واخبرتنا بمالا يدع مجالا للشك بأنه شاعر لا يجيد فن فك العقد القصصيه ( فهو شاعر لم يسمع بالزواج العرفى والهرب مع الحبيب او محاوله الانتحار والعياذ بالله وغيرها من طرق الحلول التى نقرأها فى القصص) ولكنه اختار الصوره التقليديه بمخاطبه الام شعرا علها ترق لحال بنتها فقال للأم



فياامها ماذا دهاك لتكرهى *** على الحب قلبا معرضا عنه قاليا

اتيتك باسم الله والحب داعيا *** وبأسم حنان الامهات مناديا

فلا تئديها دون ذنب فتشمتى *** عدوا صريحا او صديقا مرائيا

وتوبى الى صوت الضمير فأنه *** لاصدق من يرجى مشيرا
وهاديا

وزفى اليها من تحب فأن يكن *** فقيرا ففضل الله مازال وافيا


اتمنى ان اكون قد وفقت بأصال مفهوم الحوار الشعرى دون ان اتسبب بمللكم كما انى اتمنى ان اكون وفقت فى اختيار النموزج







 
اخى الكريم شكرا على مرورك
انت اول من حضر الى صفحتى لذا تستحق منى الشكر المضاعف على التشجيع بشرط الا تنسى مره اخرى التاء المربوطه فى
مشكووووووووور
اتفقنا
تقبل تحياتى وجزاك الله خيرا
 
الفاضلة مياسي
مرحبا بك على الدوام
أما هذا الموضوع فهو جيد , وقد أجدتى عرضه والتعليق عليه
وهو يحكى مشكلة اجتماعية خطيرة , وهى مشكلة إجبار الآباء بناتهن على الزواج من رجال فارق السن بينهما كبير جدا , طبعا لن نقول بدون حب
لأن الحب الذي يقصده البعض هنا هو الحب على الطراز الأوروبي , حيث تصحب الفتاة عشيقها أياما عدة ويفعلا ما شاءا , ثم تقرر بعد ذلك إذا كانت تحبه أم لا !!
وهذا بالتأكيد لا يعنيا فى شئ , فلدينا فى إسلامنا نظام حياة متكامل لا نحتاج معه إلى أى شئ آخر
الحب في الإسلام يأتى بعد الزواج ممن تقبل به الفتاة - قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة ) المودة فى مقتبل العمر والرحمة فى نهاياته وأواخره

أما الشعر القصصي , فإن القصص أصلا من فنون النثر التى تسربت رويدا رويدا إلى الشعر بعد التداخل الذي حدث بينهما على يد الكتاب فى القرن الرابع والخامس الهجرى , مثل الجاحظ وابن العميد وابن الزيات
فالشعر ليس مطالبا بأن يخوض فى فنون النثر إلا بقدر , فإذا تجاوزناه فإننا نظلم الشعر بذلك
والشعر كما قال البحترى إشارات ولمح :
وإنما الشعر لمح تكفى إشارته ... وليس بالهذر طولت خطبه
فإذا أراد الفن القصصي أن يسلك طريقه إلى الشعر فلا شك في أنه سيتعثر , وهذا سر أن شاعرنا لم يوفق فى إجادة الحبكة القصصية فى قصيدته , ولم يحسن فك العقدة القصصية
وهذا أمر معقول جدا لأن الشاعر يلتزم بما لا يلتزم به الناثر من وزن وقافية وبنية شعرية خاصة
والشعر أخف على القلوب من النثر إذا كان حسنا , ولكل فن مجاله

ولا أخفيك أن الشاعر القدير من يحسن عملية التداخل بين الشعر والنثر بغير أن يضر بخصائص أحدهما , كبعض قصص شوقي من الأراجيز .. فقد أعجبتني ... ولكن النقاد قد لا يعتبرونها شعرا مع ذلك ..

تنبيه أخيربشأن هذا البيت :
اتيتك باسم الله والحب داعيا *** وبأسم حنان الامهات مناديا
انظرى كيف يسوون بين اسم الله , وما يسمونه ( اسم الحب ) !!
نسأل الله العافية

بوركت على الطرح الجميل
وبانتظار الجديد

 
اخى الكريم شكرا على مرورك
انت اول من حضر الى صفحتى لذا تستحق منى الشكر المضاعف على التشجيع بشرط الا تنسى مره اخرى التاء المربوطه فى
اتفقنا
تقبل تحياتى وجزاك الله خيرا
انا لم انتبه الى الاسم ولم اكن اعرف انه يجب ان تكون ه .لكن الان عرفت وشكرا على التنبيه
 
لقد قرأت نمودج لهدا الشعر القصصي في شعر أحمد شوقي و مسرحياته الشعرية مثل مصرع كليوباترا و مجنون ليلى و عنترة و غيرها
جزاك الله خير أختي مياسي
أطيب تحية​
 
بارك الله فيك اختي ... وننتظر جديدك .. :)
 
بالفعل اخى شتيوى لكل تخصصه الشاعر والقاص بيد ان تداخل التخصص لا ضير فيه كما انت القائل ان الشعر اخف الى القلوب من النثر اذا اذا كنت املك قصه اريد ان اوضح بها امرا وانا شاعر فلما لا؟
اخى شتيوى
شكرا على التحليل الجيد وفقك الله وايانا للصواب
 
لقد قرأت نمودج لهدا الشعر القصصي في شعر أحمد شوقي و مسرحياته الشعرية مثل مصرع كليوباترا و مجنون ليلى و عنترة و غيرها
جزاك الله خير أختي مياسي
أطيب تحية
اختى الغاليه
لماذا بخلت علينا برأيك فى ماقرأتى من الشعر القصصى فى شعر شوقى او فى النموزج اعلاه، هل انت مع تداخل الاختصاص ام الشاعر شاعر والقاص قاص.
اختى مسلمه
سلمت لنا من كل شر
 
بارك الله فيك اختي ... وننتظر جديدك ..
smile.gif
شكرا للمرور
دوما انت فى محل ترحيب
 
اذا كنت املك قصه اريد ان اوضح بها امرا وانا شاعر فلما لا؟
نعم أختى لا بأس من أن يقص الشاعر قصة فى شعره
ولكننا لن نطالبه بكل خصائص القصة النثرية من عقدة وحلها وحبكة درامية وهذه الأمور
ألا توافقينى ؟؟
 
عودة
أعلى