العرب والمسلمين في الكتب المدرسية الغربية (1)

samir

Well-Known Member
السلام عليكم


ان تشكيل الذهنية الغربية وإعادة رسم الصورة النمطية عن الشعب العربي المسلم في مناهج التعليم الغربية كان أحد العوامل التي ساهمت بقوة في ترسيخ ودعم تزوير تاريخ وتراث الأمة، فبعد أن صاغوا لهم الأساطير على جوهر أساطير وتراث الأمة من أجل هزيمتها بها، عملوا على هندسة مناهج التعليم في الغرب بصورة تخدم ما قاموا به من تضليل، ليصوغوا عقول أبنائهم. سنعرج على ثلاثة نماذج لمناهج تُد رس في الغرب توضح مقصدنا، إلا أننا وقبل الدخول على المناهج الغربية سنطوف سريعا على المناهج الإسرائيلية والتي نعتقد أنها النسخة الأولى للصورة الممسوخة عن الأمة، التي تم نسخها بشكل أو بآخر لتشكل القاعدة العلمية للغرب والتي انطلقوا منها في تشويه صورة العربي والمسلم. ففي المناهج الإسرائيلية التي تعرض الصراع مع الأمة من منظور صهيوني محض، يتمحور فقط حول مظلومية اليهود التاريخية وعلى أنهم يدافعون عن حق تاريخي بالعودة إلى أرض الميعاد، وأن هذا العربي الذي لا يروقه هذا الأمر في نهاية المطاف ليس سوى " غشاش، ومتخلف، ولص، ويستحيل التعايش معه ".

وفي دراسة صدرت مؤخرا للباحث اليهودي "إيلي فودا " حول الخلفية العنصرية للمناهج المدرسية الإسرائيلية المعتمدة، والتي غطى فيها البحث ستين كتابا مدرسيا على مدار أربعين سنة، وبعد تدعيم بحثه بنصوص وصور ورسوم للكاريكاتير تظهر كيفية إخضاع التاريخ للسياسة الإسرائيلية، بحيث تظهر هذه النماذج عمق النظرة العنصرية ضد العرب والمسلمين ، يقول " أن الفتاة الإسرائيلية (ناتيانا سوسكين ) التي أساءت في العام 1997 عبر رسومات بذيئة إلى النبي محمد(ص) ليست حالة استثنائية أو هامشية في المجتمع الإسرائيلي،بل هي إفراز طبيعي للحقن العنصري الذي قامت عليه المناهج الإسرائيلية. هذا غيض من فيض العنصرية التي تفيض بها المناهج الإسرائيلية" يقول الدكتور إسحق الفرحان، أن صورة العربي والمسلم في المناهج الإسرائيلية صورة البدوي ،صورة الفقير ، صورة المت . سول ،صورة السائل، وصورة البلاد العربية أنها هي محتلة لأرض إسرائيل، ويقول يعقوب بابوريس في كتابه للسادس الابتدائي في بلادنا إسرائيل يقول : "أرض إسرائيل تمتد إلى شرق الأردن وإلى الفرات ونهر الأردن يقسم أرض إسرا ئيل الشرقية عن أرض إسرائيل الغربية، " في مناهجهم التعليمية للصف الرابع الابتدائي ، يدعون أن فلسطين كانت قفر. ا وهم أي اليهود الطلائعيون الرواد تعرضوا إلى مصاعب كثيرة، كتاب موطني للصف الابتدائي يعتبرون منع الجيش الأردني لإسرائيل من احتلال الضفة الغربية غزو اً لدولتهم هذا في كتاب الجغرافيا للصف الخامس، كتاب آخر من تأليف ديفيد بنفيشتي"أرض إسرائيل " يعتبر فيه احتلال القدس عام 1967 يوم خلاص وإنقاذ للقدس من أيدي العرب . كتاب آخر للصف الخامس لبرسكي ويزمان يعتبر فيه احتلال القدس عام 1967 تحرير اً لها من أيدي العرب الغرب اء، وهكذا في عشرات الكتب يعتبر اليهود فيها غزة والجولان وسيناء أرضا ً محررة ونرى في كتاب "جغرافية إسرائيل الطبيعية والاقتصادية والإقليمية " للمدارس الثانوية " ومعاهد المعلمين تأليف الدكتور نسي هرئيل والدكتور دوف بنر الطبعة الخامسة ، ورد فيه على الصفحة 22 بأن المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد عام 1967 مثل غزة والجولان وسيناء بأنها مناطق محررة . كذلك يورد حدود إسرائيل بشكل موسع في كتاب جغرافيا بلادنا تأليف أفرايم ارني، يورد حدود إسرائيل أنها تضم جنوب لبنان إلى إسرائيل صفحة 78 وصفحة 81 والضفة الشرقية من الأردن كذل ك صفحة 84 والجولان وحوران وجبل الشيخ صفحة 116 وصفحة 118 وإلى. آخره فهذه يعني صورتنا في المناهج الإسرائيلية

المناهج البريطانية

أوردنا الحديث السابق عن المناهج الإسرائيلية كمدخل للموضوع الأهم، ألا وهو المناهج الغربية ولوضع القارئ في بيئة المقارنة بين ما تحتويه المناهج الإسرائيلية – والذي يمكن فهمه على ضوء فهم جذور العقلية الصهيونية ومخططاتها - والمناهج الغربية ولن يرى الباحث أن الأمر يختلف كثيرا بينها وبين مناهج تلك الدول التي مدت وتواطأت وواصلت سعيها لتقسيم الأمة ومحاصرتها، ولقيام دولة إسرائيل وتثبيت أركانها، فالهدف واحد في الحالتين، ألاهو إبقاء صورة العربي هي هي، مشوهة لدى المواطن الغربي و لتسويغ أفعال الساسة . نجد أن التاريخ العربي الحديث كما القديم يعرض بشكل مضلل، ويتطابق مع ما تريد أن تبثه الدولة الصهيونية. وفي دراسة أكاديمية حديثة ، حول المناهج البريطانية ودورها في رسم الصورة النمطية عن الأمة لطلاب المدارس في بريطانيا، تم استعراض كتاب التاريخ للصف الثاني للمرحلة الثانوية والذي تم تخصيص فصل فيه تحت عنوان (أصول الصراع العربي الإسرائيلي)، يحتوي هذا الفصل على معلومات تاريخية موجهة توجيها استراتيجيا لل سيطرة على ذهن الطالب البريطاني، ليخرج من هذا الدرس بنتيجة تتوافق تماما مع ما يريده البرنامج الصهيوني، يعرض هذا الفصل على سبيل المثال صورة للقاء بين وايزمان وبلفور في القدس سنة 1925 م وخريطة تبين تاريخ اليهود في أوروبا بصفتهم أقليات تناضل من أجل العودة إلى وطنها فلسطين، وتلاها بعرض سيرة ذاتية لتيودرهرتزل وجهوده في سبيل الحركة الصهيونية وعرض لأهداف وأصول وفلسفة الحركة الصهيونية، كما ذكرها هرتزل في إعلان مؤتمر بازل بسويسرا سنة 1897 م والجهود التي بذلت من أجل إقامة ا لوطن القومي لليهود مع التركيز على الاضطهاد الذي تعرض له اليهود ليرسخ في الأذهان أن اليهود هم أصحاب الحق في المنطقة وأنهم الذين تعرضوا للاغتصاب، وعرض الكتاب صفحات مطولة وأغفل الكتاب عرض موقف « دولة يهودية » من كتاب هرتزل بعنوان الفلسطينيين وحقوقهم في وطنهم، ولم يورد اسم فلسطين في الخريطة التي عرضها للدو ل العربية أو تحديد لمكان فلسطين .


وأوضحت الدراسة أن الكتاب أبرز انتماء العرب واليهود إلى أرض فلسطين من دون الإشارة إلى مراحل التطور الأخرى التالية التي أدت إلى ظهور المشكلة الحقيقية وأن الكتاب عرض في بداية الفصلين المخصصين للصراع العربي الإسرائيلي أن المشكلة ترجع في أساسها إلى أن اليهود والفلسطينيين لهم الحق في أرض فلسطين، ولم يذكر الكتاب دليلاً تاريخياً واحداً لإثبات الحقائق المتعلقة بجذور المشكلة، بينما شرح بنوع من التفصيل المضلل أحقية اليهود في المنطقة واكتفى ببعض التلميحات للموقف العربي والإسلامي الرافض لإعادة الحق اليهودي إلى أصحابه !! وذكرت الدراسة أن كتاب التاريخ للصف الثاني الثانوي في المدارس البريطانية ملحق به فيلم يشاهده التلاميذ كوسيلة من وسائل الإيضاح وأن هذا الفيلم لا يتعرض لاغتصاب الأراضي الفلسطينية بالقوة ولا إلى إقامة المستوطنات عليها المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ولا يتعرض للاتفاقيات التي سبق لإسرائيل أن وقعت عليها والتي تقر ببعض حقوق الفلسطينيين، واكتفى الفيلم بعرض لمدينة القدس وأحقية اليهود في سعيهم لتوحيدها .


وأشارت الدراسة إلى أن الكتاب تناول آثار الحرب العالمية الأولى على العالم بعرض لمدينة القدس وأحقية اليهود في سعيهم لتوحيدها . وأشارت الدراسة إلى أن الكتاب تناول آثار الحرب العالمية الأولى على العالم العربي والإسلامي مكتفياً بشرح الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا وأنه جاء في مقدمة الجزء الخاص بهذه الآثار في الكتاب بريطانيا كانت تقوم بدور حضاري في العالم العربي والإسلامي في » بداية القرن العشرين وكانت تسعى إلى دعم القومية العربية وتحرير الشعوب العربية من الحكم التركي وأن وعد بلفور كان أمراً ضرورياً لإنقاذ اليهود من الاضطهاد وأن الفلسطينيين من بداية صراعهم مع اليهود هم المعتدون لا الإسرائيليين وأن بريطانيا اتخذت موقفاً متوازناً عند بدء الحرب بين الطرفين العربي والإسرائيلي وأن اليهود في خوضهم لهذه الحروب كانو ا مناضلين لاسترداد حقوقهم من العرب وأن الانتداب البريطاني على فلسطين لم يكن إلا جزءاً من الدور الذي كانت تقوم به بريطانيا في قيادتها لحركة نهضة الشعوب العربية وتطورها، وأن هجرات اليهود إلى فلسطين هي عودة أصحاب الحق في الأرض وأن سياسة بريطانيا تجاه فلسطين في هذاالوقت كانت تعبيراً عن قيامها بمسؤولي تها لا تسهيلاً للهجرات اليهودية ولا تمهيداً لتطبيق وعد بلفور وقيام دولة إسرائيل وكذلك هو الحال مع كتاب التاريخ للصف الثالث من المرحلة الثانوية في المدارس البريطانية، إذ ذكرت الدراسة أن الكتاب قد ذكر حرفياً أن هذه الدولة قامت في أرض اليهود وموطنهم الأصلي ووضعت صورة لنقل الكنيست الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل سنة 1949 م وشرح بعد ذلك الإسرائيلي الذي صدر سنة 1950 م والذي يعطي « قانون العودة » لكل يهودي في العالم الحق في الهجرة إلى الوطن الجديد مع صورة لتطوير الزراعة في الأرض الصحراوية والمستعمرات والتطورات الاقتصادية في إسرائيل وصور للقرى الجديدة التي أنشأها الإسرائيليون وتط . ور القوات المسلحة الإسرائيلية من دون إشارة إلى تدهور الأوضاع في الجانب الفلسطيني وما تعرضوا له من الضغط والإرهاب والتشرد، وتدمير مئات القرى تدميراً كاملاً والمذابح والمحارق في أهلها كدير ياسين وكفر قاسم وخان يونس وغيرها على أيدي جيش الصهاينة وعصابات الهاغاناه والشتيرن والأرغون، ويعرض الكتاب أسباب انتصار إسرائيل على العرب في حرب ودعم اليهود الأمريكيين وقوة الجيش الإسرائيلي وتنظيمه وتدريبه على الرغم من أنه كان جيشاً صغيراً.



وأشارت الدراسة إلى أن واضعي هذه المناهج عمدوا إلى تبرير تغيير إسرائيل للحدود عقب كل حرب بما ذكروه في مناهجهم بأن هدفه توفير الحدود الآمنة لإسرائيل لحمايتها من اعتداءات جيرانها العرب المغتصبين وأن إسرائيل على الرغم من أن هذه التوسعات حملتها مسؤولية رعاية مليون عربي يعيشون في المناطق التي توسعت فيها فإنها لم تتخل عن واجباتها تجاه هؤلاء العرب على رغم الأعباء التي تتحملها نتيجة هجرة اليهود العرب إليها بعد اضطهادهم في كل البلاد العربية ومع هذه العبارات عرضت صورة لمعلم إسرائيلي يدرس تلاميذ من عرب فلسطين وتحتها تعليق أما .« الإسرائيليون يتعاملون مع الفلسطينيين ويساعدون أبناءهم » كتاب التاريخ للصف الثاني من المدارس الثانوية البريطانية فقد تناول مشكلة اللاجئين الفل سطينيين، بأن القادة العرب هم من أشاروا على الفلسطينيين بترك أراضيهم سنة 1948 م تحاشياً لهجوم الجيوش العربية على إسرائيل وأن الدول العربية بعد ذلك تنصلت من مسؤوليتها تجاه هؤلاء اللاجئين بإهمالها شؤونهم و لم توفر لهم فرص عمل. وأوضحت الدراسة أن مناهج التاريخ ال بريطانية أهملت الإشارة إلى أن إسرائيل استولت على الأراضي العربية مغتصبة ومعتدية ولم تتحدث عن إجبار الفلسطينيين وتهديدهم حتى يتركوا منازلهم ولم تتناول الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت الدراسة أن كتاب التاريخ للصف الثا ني ثانوي البريطاني في تناوله الأسباب ونتائج العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون أن الأوضاع والمعاملة السيئة التي يلاقيها الفلسطينيون في الدول العربية هي الباعث الحقيقي لهذه العمليات، وتعرض مع هذه العبارات خطاباً من شاب فلسطيني إلى أمه يشرح فيه آلا مه رفضه البقاء لاجئاً في الدول العربية وقراره الانضمام إلى إحدى المنظمات الفدائية، ويلي ذلك عرض لأهم نتيجة لهذه العمليات وهي صورة لمجموعة من الأطفال الإسرائيليين بدون أب أو أم بعد هجوم الفدائيين الفلسطينيين عليهم عام 1970 م!!.


السرد أعلاه يبين لنا المنهجي ة التي يتم من خلالها تشكيل الذهنية الغربية عن أمتنا، ورسم الصورة النمطية عن شعبنا، ومن دون أدنى احترام لمستقبل أجيال من الشباب البريطاني، الذي يلقن معلومات زائفة عن أمتنا وعن الكيان الصهيوني وقادته الأوائل الذين شاركوا في أكبر جريمة عرفها التاريخ الإنساني، ويمكن للقا رئ أن يتخيل تداعيات ذلك، لا على أمتنا فقط، بل وعلى الأجيال القادمة من الشعوب الغربية التي تُلقن الكذب والتزوير، وبدون أن تهتز مؤسساتنا الرسمية لهذا ال تشويه، وبدون أن تثور ثائرة سفرائ نا المعتمدين،والملحقيات الثقافية والتعليمية والتي من المفترض أنها تتابع هذه المناهج، وترفع تقارير عنها، واللجان التعليمية والثقافية في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي .

ويتبع المناهج الفرنسية

لمصادر http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive?ArchiveId=92696 قناة الجزيرة إسحق الفرحان ، أثر تغيير المناهج على هوية الأمة ، برنامج بلا حدود، قناة 2004 ، بتص رف (الدكتور اسحق الفرحان خبير المناهج /02/ الجزيرة بتاريخ 18 التعليمية، وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق ورئيس الجامعة الأردنية الأسبق وخبير المناهج التعليمية) 1 - أحمد حسين اللقاني، ملف فلسطين أرض اليهود ولا أحد ينازعهم: www.al-mostaqbal.com/mostaqbal159/files/files3.htm (دراسة ملف فلسطين أرض اليهود ولا أحد ينازعهم للدكتور أحمد حسين اللقاني أستاذ المناهج بالجامعات المصرية وأشرف عليها أستاذان بقسم التاريخ بمعهد التربية بجامعة لندن هما البروفيسور دبليو. ه . بيرستون والبروفيسور د. طومسون).
 
أشكرك أخ / سمير على الموضوع المثير

فى الواقع أنهم خبراء فى تزييف الواقع , وتزوير الحقائق , فهم ( يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون ) كما قال الله تعالى
وأمام هذا الهراء الذى يبثونه فى أجيالهم الناشئة فإننا علينا توعية أنفسنا بحقائقنا الأساسية
فتاريخ الدولة اللقيطة معروف للجميع فى هذه الايام
ولكننا تعرضنا لحملة تشويهية حقيقة لتاريخنا الإسلامى , حتى إذا تصفح المرء تاريخه وجده عبارة عن مجموعة من الصراعات النزاعات التى تجعل المرء يخجل ويغض طرفه آسفا
مع أن الحقيقة غير هذا , ونحن أحق من يفخر بأعظم تاريخ أمة فى التاريخ كله
وأمام هذا الكلام الذى يثر الغيظ , فلا ينفع معهم إلا قول حماس ( فلسطين من النهر إلى البحر )
واللى مش عاجبه يشرب من البحر :D

بانتظار الجديد
بارك الله فيك :)
 
التاريخ شنت عليه حملة تشويه شعواء ....وصوت المنصفين لا يسمعه أحد
ولكن كما يقولون : لا يستطيع حجب ضوء الشمس بمنخل
فالحق واضح وضوح الشمس
 
عودة
أعلى