ونذكر في هذه الحلقة شيئا من أمور الجاهلية , وماكانت عليه قبل مبعث رسول الله
قال قتادة ذكر لنا : أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون . كلهم على الهدى , وعلى شريعة من الحق . ثم اختلفوا بعد ذلك . فبعث الله نوحا عليه السلام . وكان أول رسول إلى أهل الارض. قال ابن عباس: في قوله تعالى: " كان الناس أمة واحدة " قال: على الاسلام كلهم . وكان أول ما كادهم به الشيطان : هو تعظيم الصالحين , وذكر الله ذلك في كتابه في قوله: " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا" قال ابن عباس : كان هؤلاء قوما صالحين . فلما ماتوا في شهر جزع عليهم أقاربهم , فصوروا صورهم . وفي غير حديثه " قال أصحابهم : لو صورناهم كان أشوق لنا في العبادة " قال : فكان الرجل يأتي أخاه وابن عمه فيعظمه , حتى ذهب ذلك القرن . ثم جاء قرن آخر , فعظموهم أشد من الاول . ثم جاء القرن الثالث , فقال: ماعظم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله , فعبدوهم . فلما بعث الله إليهم نوحا - وغرق من غرق - اهبط الماء هذه الاصنام من أرض الى أرض , حتى قذفها إلى أرض جدة . فلما نضب الماء بقيت على الشط , فسفت الريح عليها التراب , حتى وارتها.
عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم:
وكان عمرو بن لحي سيد خزاعة كاهنا وله رئي من الجن فأتاه , فقال : " عجل السير والظعن من تهامة , بالسعد والسلامة , ائت جدة تجد أصناما معدة , فأوردها تهامة ولا تهب , وادع العرب إلى عبادتها تجب " فأتى جدة فاستثارها , ثم حملها حتى أوردها تهامة . وحضر الحج , فدعا العرب إلى عبادتها , فاجابه عوف بن عذرة , فدفع إليه ودا فحمله . فكان بوادي القرى بدومة الجندل . وسمى ابنه عبد ود , فهو أول من سمى به .
فلم يزل يسدنونه , حتى جاء الاسلام . فبعث رسول الله
خالد بن الوليد لهدمه. فحالت بينه وبينه بنو عذرة , وبنو عامر فقاتلهم فقتلهم , ثم هدمه وجعله جذاذا. وأجابت عمرو بن لحي مضر بن نزار . فدفع إلى رجل من هذيل سواعا , فكان بأرض يقال لها : وهاط , من بطن نخلة و يعبده من يليه من مضر . وفي ذلك قيل :
وكان عمرو بن لحي سيد خزاعة كاهنا وله رئي من الجن فأتاه , فقال : " عجل السير والظعن من تهامة , بالسعد والسلامة , ائت جدة تجد أصناما معدة , فأوردها تهامة ولا تهب , وادع العرب إلى عبادتها تجب " فأتى جدة فاستثارها , ثم حملها حتى أوردها تهامة . وحضر الحج , فدعا العرب إلى عبادتها , فاجابه عوف بن عذرة , فدفع إليه ودا فحمله . فكان بوادي القرى بدومة الجندل . وسمى ابنه عبد ود , فهو أول من سمى به .
فلم يزل يسدنونه , حتى جاء الاسلام . فبعث رسول الله
تراهم حول قبلتهم عكوفا ....... كما عكفت هذيل على سواع
وأجابته مذحج, فدفع على نعيم بن عمر المرادي يغوث , وكان بأكمة اليمن تعبده مذحج ومن والاها . وأجابته همدان فدفع إليهم يعوق , فكان بقرية يقال لها خيوان , تعبده همدان ومن والاها من اليمن . وأجابته حمير , فدفع إليهم نسرا , فكان بموضع بسبأ, تعبده حمير ومن والاها . فلم تزل هذه الاصنام تعبد حتى بعث الله رسوله
فكسرها. و في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
:"رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار فكان أول من سيب السوائب " وفي لفظ :"و غير دين إبراهيم " , وفي لفظ عن ابن اسحاق " فكان أول من غير دين إبراهيم , ونصب الأوثان " . وكان اهل الجاهلية على ذلك, فيهم بقايا من دين إبراهيم , مثل تعظيم البيت , والطواف به , والحج والعمرة , والوقوف بعرفة ومزدلفة , وإهداء البدن , وكانت نزار تقول قي إهلالها " لبيك اللهم لبيك , لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك , تملكه وما ملك " فأنزل الله : "ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون" .
صنم مناة:
ومن أقدم أصنامهم : مناة , وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد . بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة , ولم يكن أحد اشد تعظيما له من الأوس والخزرج , وبسبب ذلك أنزل الله :" إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " فبعث رسول الله
عليا رضي الله عنه فهدمها عام الفتح.
صنم مناة:
ومن أقدم أصنامهم : مناة , وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد . بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة , ولم يكن أحد اشد تعظيما له من الأوس والخزرج , وبسبب ذلك أنزل الله :" إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " فبعث رسول الله
صنم اللات:
ثم اتخذوا اللات في الطائف , قيل : إن أصل ذلك رجل كان يلت السويق للحاج , فمات. فعكفوا على قبره . و كانت صخرة مربعة .وكان سدنتها ثقيف , وكانوا قد بنوا عليها بيتا. فكان جميع العرب يعظمونها, وكانت العرب تسمى زيد اللات , وتيم اللات. وهي في موضع منارة مسجد الطائف . فلما أسلمت ثقيف . بعث رسول الله
المغيرة بن شعبة فهدمها , وحرقها بالنار.
ثم اتخذوا اللات في الطائف , قيل : إن أصل ذلك رجل كان يلت السويق للحاج , فمات. فعكفوا على قبره . و كانت صخرة مربعة .وكان سدنتها ثقيف , وكانوا قد بنوا عليها بيتا. فكان جميع العرب يعظمونها, وكانت العرب تسمى زيد اللات , وتيم اللات. وهي في موضع منارة مسجد الطائف . فلما أسلمت ثقيف . بعث رسول الله
صنم العزى :
وهي أحدث من اللات.وكانت بوادي نخلة . فوق ذات عرق . وبنو عليها بيتا . وكانوا يسمعون منها الصوت . و كانت قريش تعظمها .فلما فتح رسول الله
مكة, بعث خالد بن الوليد فاتاها فعضدها, وكانت ثلاث سمرات . فلما عضد الثالثة: فإذا هو بحبشية نافشة شعرها , واضعة يدها على عاتقها , تضرب بأنيابها . وخلفها سادنها , فقال خالد:
وهي أحدث من اللات.وكانت بوادي نخلة . فوق ذات عرق . وبنو عليها بيتا . وكانوا يسمعون منها الصوت . و كانت قريش تعظمها .فلما فتح رسول الله
ياعز كفرانك لا سبحانك ........ إني رأيت الله قد اهانك
ثم ضربها ففلق راسها , فإذا هي حممة , ثم قتل السادن.
صنم هبل :
وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها. وأعظمها : هبل , وكان من عقيق أحمر على صورة الانسان. وكانوا إذا اختصموا أو ارادوا سفرا اتوه , فاستقسموا بالقداح عنده. وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد :"اعل هبل " فقال رسول الله
: " قولوا : الله أعلى وأجل ". وكان لهم إساف ونائلة , قيل : أصلهما أن إسافا رجل من جرهم , ونائلة امرأة منهم , فدخلا البيت , ففجر بها فيه . فمسخهما الله حجرين , فأخرجوهما فوضعوهما على الصفا والمروة ليتعظ بهما الناس , فلما طال الأمد وعبدت الأصنام : عبدا.
وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها. وأعظمها : هبل , وكان من عقيق أحمر على صورة الانسان. وكانوا إذا اختصموا أو ارادوا سفرا اتوه , فاستقسموا بالقداح عنده. وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد :"اعل هبل " فقال رسول الله
ذو الخلصة :
وكان لخثعم وبجيلة صنم يقال له : ذو الخلصة , بين مكة والمدينة . فقال رسول الله
لجرير بن عبد الله البجلي : "ألا تريحني من ذي الخلصة " ؟ فسار إليه بأحمس . فقاتلته همدان , فظفر بهم وهدمه. وكان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام: وكان لأهل كل واد بمكة صنم .إذا اراد احدهم سفرا كان آخر ما يصنع في منزله : أن يمسح به.
وكان لخثعم وبجيلة صنم يقال له : ذو الخلصة , بين مكة والمدينة . فقال رسول الله
صنم عم أنس:
قال ابن إسحاق: وكان لخولان صنم يقال له : عم أنس , وفيهم انزل الله :" وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا اشركآئنا فما كان لشركآئهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركآئهم ساء ما يحكمون" .
فلما بعث الله محمدا
بالتوحيد , قالت قريش أجعل الالهة إلها واحدا ؟ إن هذا لشئ عجاب. وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت . وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة . واما فتح رسول الله
: وجد حوا البيت ثلاثمائة وستين صنما. فجعل يطعن في وجوهها وعيونها , ويقول جاء الحق وزهق الباطل , إن الباطل كان زهوقا , وهي تتساقط على رؤوسها , ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت .
قال ابن إسحاق: وكان لخولان صنم يقال له : عم أنس , وفيهم انزل الله :" وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا اشركآئنا فما كان لشركآئهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركآئهم ساء ما يحكمون" .
فلما بعث الله محمدا
يتبع .... بدء الوحي
من كتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. تأليف مجدد الدعوة الاسلامية شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب
لمن فاته قرات الحلقة السابقة: