وصلنا في الحلقة السابقة كيف ان قريش جمعت نفقت البناء وتجهيز لوازمه من الحجر والخشب .. واليوم نتابع كيف تم البناء..
قريش جزأت الكعبة
فكان شق الباب : لبني عبد مناف وزهرة. ومابين الركن الاسود واليماني: لبني مخزوم, وقبائل من قريش انضافت إليهم وكان ظهر الكعبة : لبني جمح وبني سهم . وكان شق الحجر : لبني عبد الدار , ولبني أسد بن عبد العزى , ولبني عدي . وهو الحطيم . ثم ان الناس هابوا هدمها , فقال الوليد بن المغيرة: انا أبدؤكم في هدمها , فأخذ المعول. ثم قام عليها , وهو يقول : اللهم لا ترع -أو : لم نزع - اللهم إنا لا نريد الا خير. ثم هدم من ناحية الركنين . فتربص الناس تلك الليلة, وقالوا:إن أصيب , لم نهدم منها شيئا , ورددناها كما كانت, وإلا فقد رضي الله ماصنعنا. فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم وهدم الناس معه.حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الاساس - أساس أبراهيم عليه السلام -أفضوا إلى حجارة خضر كالاسنة, اخذ بعضها بعضا . فأدخل بعضهم عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما. فلما تحرك الحجر: انتفضت مكة بأسرها . فأنتهوا عند ذلك الاساس. ثم أن قبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها , كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها , حتى بلغ البنيان موضع الحجر الاسود فاختصموا فيه , كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه , حتى تحاوروا وتحالفوا , وأعدوا للقتال, فقربت بنو عبد الدار جفنة , مملوءة دما . تعاهدوا - هم وبنو عدي بن كعب - على الموت , وادخلوا أيديهم في ذلك الدم . فسموا " لعقـــــة الدم" فمكث قريش على ذلك أربع ليال , أو خمسا . ثم انهم اجتمعوا في المسجد , فتشاوروا وتناصفوا . فزعم بعض أهل الرواية :أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي - وكان يومئذ أسن قريش كلهم - قال: اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد . ففعلوا , فكان أول من دخل : رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه , قالوا: " هذا الامين, رضينا به , هذا محمد " فلما انتهى أليهم أخبروه الخبر. فقال صلى الله عليه وسلم " هلم إلي ثوبا" فأتي به.
فأخذ الركن فوضعه فيه بيده. ثم قال: " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب , ثم ارفعوا جميعا " ففعلوا , حتى إذ بلغوا به موضعه : وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم . ثم بنى عليه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة. وكانوا يرفعون أزرهم على عواتقهم , ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبط به - أي طاح على وجهه - ونودي " استر عورتك " فما رؤيت له عورة بعد ذلك . فلما بلغوا خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة.
وكان البيت يكسى القباطي . ثم كسي البرود وأول من كساه الديباج : الحجاج بن يوسف. وأخرجت قريش الحجر لقلة نفقتهم . ورفعوا بابها عن الارض , لئلا يدخلها إلا من ارادوا . وكانوا إذا أرادوا أن لايدخلها أحد لا يريدون دخوله: تركوه حتى يبلغ الباب , ثم يرمونه. فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة: بعثه الله بشيرا ونذيرا . وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
قريش جزأت الكعبة
فكان شق الباب : لبني عبد مناف وزهرة. ومابين الركن الاسود واليماني: لبني مخزوم, وقبائل من قريش انضافت إليهم وكان ظهر الكعبة : لبني جمح وبني سهم . وكان شق الحجر : لبني عبد الدار , ولبني أسد بن عبد العزى , ولبني عدي . وهو الحطيم . ثم ان الناس هابوا هدمها , فقال الوليد بن المغيرة: انا أبدؤكم في هدمها , فأخذ المعول. ثم قام عليها , وهو يقول : اللهم لا ترع -أو : لم نزع - اللهم إنا لا نريد الا خير. ثم هدم من ناحية الركنين . فتربص الناس تلك الليلة, وقالوا:إن أصيب , لم نهدم منها شيئا , ورددناها كما كانت, وإلا فقد رضي الله ماصنعنا. فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم وهدم الناس معه.حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الاساس - أساس أبراهيم عليه السلام -أفضوا إلى حجارة خضر كالاسنة, اخذ بعضها بعضا . فأدخل بعضهم عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما. فلما تحرك الحجر: انتفضت مكة بأسرها . فأنتهوا عند ذلك الاساس. ثم أن قبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها , كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها , حتى بلغ البنيان موضع الحجر الاسود فاختصموا فيه , كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه , حتى تحاوروا وتحالفوا , وأعدوا للقتال, فقربت بنو عبد الدار جفنة , مملوءة دما . تعاهدوا - هم وبنو عدي بن كعب - على الموت , وادخلوا أيديهم في ذلك الدم . فسموا " لعقـــــة الدم" فمكث قريش على ذلك أربع ليال , أو خمسا . ثم انهم اجتمعوا في المسجد , فتشاوروا وتناصفوا . فزعم بعض أهل الرواية :أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي - وكان يومئذ أسن قريش كلهم - قال: اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد . ففعلوا , فكان أول من دخل : رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأوه , قالوا: " هذا الامين, رضينا به , هذا محمد " فلما انتهى أليهم أخبروه الخبر. فقال صلى الله عليه وسلم " هلم إلي ثوبا" فأتي به.
فأخذ الركن فوضعه فيه بيده. ثم قال: " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب , ثم ارفعوا جميعا " ففعلوا , حتى إذ بلغوا به موضعه : وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم . ثم بنى عليه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة. وكانوا يرفعون أزرهم على عواتقهم , ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبط به - أي طاح على وجهه - ونودي " استر عورتك " فما رؤيت له عورة بعد ذلك . فلما بلغوا خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة.
وكان البيت يكسى القباطي . ثم كسي البرود وأول من كساه الديباج : الحجاج بن يوسف. وأخرجت قريش الحجر لقلة نفقتهم . ورفعوا بابها عن الارض , لئلا يدخلها إلا من ارادوا . وكانوا إذا أرادوا أن لايدخلها أحد لا يريدون دخوله: تركوه حتى يبلغ الباب , ثم يرمونه. فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة: بعثه الله بشيرا ونذيرا . وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
يتبع ... بعض ماكان عليه أهل الجاهلية
من كتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .. تأليف مجدد الدعوة الاسلامية شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب
لمن فاته قرأه الحلقة السابقة:
قبل البعثة
لمن فاته قرأه الحلقة السابقة:
قبل البعثة