آداب إقامة حفلات الزفاف وعقد النكاح فى المسجد


إقامة حفلات الزواج في المسجد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله تعالى قد بين وظيفة المسجد والهدف من بنائه، وما يشرع فيه من الأعمال، قال سبحانه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (37) سورة النــور.
فالمساجد إنما بنيت ليعظم فيها الله بطاعته –جل وعلا- من أداء الصلوات وذكر الله بأنواع الذكر من التسبيح والتهليل والتحميد له سبحانه، آناء الليل وأطراف النهار، لذا كان المسجد معظماً في الإسلام، فكان لزاماً أن يحافظ عليه من الامتهان بالأوساخ، أو رفع الأصوات بإنشاد الضالة أو الصخب أو اللهو الذي تنتهك به حرمة ذلك البيت المتميز عن غيره من البيوت.
وبناء على ما تقدم يتساءل البعض عن حكم إقامة العرس في المسجد، فهل يا ترى يجوز ذلك؟
نقول إقامة العرس في المسجد له جهتان: الأولى: عقد النكاح فيه، والثانية: إقامة حفل الزفاف فيه، ولبيان حكم هذين العملين المختلفين في الصورة في المسجد نقول:
حكم إقامة عقد النكاح في المسجد للعلماء فيه وجهان يترددان بين الاستحباب والجواز، فقد استحب جمهور الفقهاء أن يكون عقد النكاح في المسجد، ومنهم من اقتصر على ‏القول بالإباحة.
وعلل المستحبون قولهم بأن النكاح عبادة، واستدلوا بدليل آخر لكنه لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف)1، ‏ومنهم من علل الاستحباب بالتبرك بالمسجد.‏
وبالنسبة للمسجد الحرام فلا شك أنه موضع مبارك، وقد نص بعض العلماء على أن مضاعفة الثواب ‏فيه لا تختص بالصلاة، بل تعم سائر الطاعات، ولهذا فلا مانع لمن كان في مكة أن يقصد المسجد الحرام لعقد النكاح فيه، بل إن ‏ذلك ربما كان أولى، والله أعلم.
وعلى هذا ينبغي الحرص على صيانة المساجد عن كل ما من شأنه تلويثها، فلو أقيم عقد النكاح في المسجد ووزع تبعاً لذلك شيء من الأكل أو الحلوى ليأكل الحاضرون فلا بأس بذلك؛ ذلك أن الأكل أو الشرب في المسجد جائز لكن يشترط لذلك أن لا يؤدي إلى تلويث المسجد.
قال النووي: "قال الشافعي والأصحاب: يجوز للمعتكف وغيره أن يأكل في المسجد ويشرب ويضع المائدة، ويغسل يده بحيث لا يتأذى بغسالته أحد، وإن غسلها في الطست فهو أفضل، ودليل الجميع في الكتاب، قال أصحابنا: ويستحب للآكل أن يضع سفرة ونحوها ليكون أنظف للمسجد وأصون"2.
وأما بالنسبة لإقامة حفل الزفاف في المسجد، فهذا مما لا ينبغي فعله؛ لأن المساجد إنما بنيت للذكر والصلاة، ولم تبن لمثل هذه الأمور، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ)3.
قال النووي: في هذا الحديث فوائد منها: النهي عن نشد الضالة في المسجد، ويلحق به ما في معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوها من العقود، وكراهة رفع الصوت في المسجد، قال القاضي: يكره، قال مالك وجماعة من العلماء يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره4، انتهى.
ولا شك أن هذا النوع من الحفلات لن يخلو من رفع الصوت، خاصة إذا كان الحفل يتعلق بالنساء، إذ قد تتواجد من هي حائض، وقد يصحبن معهن بعض الأطفال ممن هم دون سن التمييز إلى غير ذلك.
والله أعلم.
ومما يجب التحذير منه لمن جمع الناس في المسجد لعقد نكاح أو حفل زفاف الموسيقى والغناء وما شابههما من اللهو، ومن ذلك الرقص والغناء في المساجد، وضرب الدف أو الرباب، أو غير ذلك من آلات الطرب، فمن فعل ذلك في المسجد فهو مبتدع ضال، مستحق للطرد والضرب؛ لأنه استخف بما أمر الله بتعظيمه (ولا يفعل هذا إلا الصوفية ونحوهم من فرق الباطنية والضلال) قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ}: "أي تعظم"، {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} (36) سورة النــور، أي: يتلى فيها كتابه.
فبيوت الله هي المساجد؛ وقد أمر الله بتعظيمها، وصيانتها عن الأقذار، والأوساخ، والصبيان، والمخاط، والثوم، والبصل، وإنشاد الشعر فيها، والغناء والرقص؛ فمن غنى فيها أو رقص فهو مبتدع، ضال مضل، مستحق للعقوبة5.
والله أعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.











1 رواه الترمذي (1089) وقال الشيخ الألباني: ضعيف إلا الإعلان.

2 المجموع (ج 6 / ص 534-535).

3 رواه مسلم (569).

4 تحفة الأحوذي (4/ 458).

5 الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع (ج 1 / ص 30).
 
وبالنسبة للمسجد الحرام فلا شك أنه موضع مبارك، وقد نص بعض العلماء على أن مضاعفة الثواب ‏فيه لا تختص بالصلاة، بل تعم سائر الطاعات، ولهذا فلا مانع لمن كان في مكة أن يقصد المسجد الحرام لعقد النكاح فيه، بل إن ‏ذلك ربما كان أولى، والله أعلم.
نعم في المسجد الحرام بمكة الهيئة الشرعية لعقد النكاح " المكتب الرئيسي" . وكثير من ابناء الحجاز في مكة و جدة والطائف وحتى خارجها يقصدون هذه الهيئة لبركة المكان .. لعقد يسمونه " الملكة " في السعودية , أو كتب الكتاب . " اقامة وليمة"يطعمون اهل وفقراء الحرام في تلك الساعة .. داخل ساحات الحرم . فقط بدون مايكون هناك اي مظاهر اللهو حتى الجائز منها, الا كلمات التبريك والدعاء للعروسين واستخدام العود والبخور للمناسبة و الظهور باحسن الملابس .. يكمل اهل الزواج حفلهم في مكان اقامتهم خارج الحرم.
جزاك الله خيرا اخي تامر.
 
نرجوا منك نسب القول إلى قائله من العلماء ....حتى يكون أكثر مصداقية..
 
الى من يقيمون حفلات الزفاف فى المسجد !!!! اليكم حكم إقامة حفلات الزفاف وعقد النكاح ف [/
QUOTE]

الأخ الكريم / تامر
1- العنوان لا يدل جيدا على المحتوى المقصود من الموضوع
فمن يقرأ العنوان لأول وهلة سيظن أن إقامة حفلات الزواج فى المسجد محرم أو محظور
2- الواضح من المقالة باختصار أن عقد النكاح فى المسجد جائز لكونه عبادة
3- ويتضح من المقالة أيضا أن هناك محاذير بشأن إقامة حفلات الزفاف فى المساجد
ولكن أى حفلات الزفاف تقصد ؟ هل الخاصة بالنساء ؟ أم التى فيها محاذير شرعية ؟ هذه بالتأكيد تمنع سواء داخل المسجد أو خارجه
أما الواقع والمشاهد أن أغلب الأفراح التى تقام فى المسجد لا يحدث فيها محاذير من التى ذكرتها من موسيقى وغناء وخلافه , بل إننا من المفترض أن نشجع الناس على إقامه حفلات زواجهم فى المسجد بطريقة شرعية , على أن يكون التنبيه بألا يتم عمل أى محظور شرعى , فإن من يقيم حفل زواجه فى المسجد غالبا ينأى عن المخاذير الشرعية , فهل يتصورأن يأتى أحدهم بفرقة موسيقة للعزف داخل المسجد ؟
4- عليك أن توضح مصدر الموضوع , وإذا كان الأمر يتعلق بفتوى كهذه فيجب ذكر العالم الذى أفتى بهذا

وعلى هذا سيتم تعديل ما تحته خط من العنوان ليصير العنوان أكثر تعبيرا وبانتظار المصدر
بارك الله فيك
 
هذا ما قاله فضيلة الشيخ محمد المنجد
أنعم وأكرم بالشيخ محمد صالح المنجد ونصائحه ووصاياه !!
جزاك الله خيراً أخي الكريم تامر !!
وأهلاً بك بيننا .. نورت المنتدى !!..
70834_1195540913.gif
 
عودة
أعلى