محمد شتيوى
مستشار سابق
الإسلام الأوروبي !!
الدكتور محمد يحيي
مع الصعود اليميني والقومي والصليبي المتزايد في أوروبا بدأ مصطلح الإسلام الأوروبي والذي ظهر منذ عدة سنوات يكتسب أبعاداً أشد خطورة , فمنذ ظهوره تحول المصطلح من دعوة لفرض العلمنة والتغريب على مفاهيم وسلوكيات مسلمي أوروبا إلى دعوة الآن للإقصاء العرقي والثقافي والديني.
إن تاريخ هذا المصطلح يحمل دلالة لا تخطأها العين لإستخدام الحيلة والخديعة , فعندما ظهر أول مره كان يتستر وراء إدعاء أنه تصور لإدماج المسلمين في الحياة الأوروبية بدلاً من عزلتهم في تلك المجتمعات من خلال تمسكهم بعادات وتقاليد وتصورات وسلوكيات جلبها معظمهم من البلدان التي هاجروا منها إلى أوروبا وبالذات إلى جزئها الغربي.
وعند هذا المستوى لقي المصطلح أو المفهوم ترحيباً من دوائر متعدده في العالم العربي بالذات حيث رأى فيه البعض فرصة سانحة للإسلام كي يثبت أنه دين صالح لكل زمان ومكان , وفرصه للإنتشار في أوروبا بعد أن تزال الحواجز التي تقف حاجزاً بينه وبين جماهير أوروبية أوسع , وعلى جانب آخر رحب العلمانيون في العالم العربي بهذا المفهوم لأنهم تبينوا مبكراً أنه علمنه وتغريب لأوضاع وأفكار المسلمين في الغرب الأوروبي على نحو يضمن فصلهم عن الأوطان العربية والإسلامية الأم , مما يؤدي إلى خصم من رصيد الحركات الإسلامية الفكري في تلك البلاد حيث أنها دائماً ما تشير إلى الوجود التوسع الإسلامي في بلدان الغرب المتقدمة باعتباره دليلاً على نجاح الدين الإسلامي والفكرة والطرح الإسلامي لا سيما من ناحية الصلاحية لأوضاع وثقافة مجتمعات ينظر إليها البعض في البلاد الإسلامية باعتبارها بلداناً نموذجية متحضرة وقدوة تحتذى.
لكن سرعان ما كشف المصطلح عن أبعاده الدفينة والخبيثة , فقد تبين أن المقصود بالإندماج في المجتمع الأوروبي لا يعني سوى الإنسياب وتذويب الهوية الدينية وليس فقط إبعاد مظاهر وسلوكيات غربية تعرقل إستقرار وضع المسلمين في المجتمعات الأوروبية التي وجدوا فيها أو نزحوا إليها .
ثم توالي إنكشاف مضامين المصطلح , فتبين أن نطاق عملية التغريب والعلمنة التي يشير إلها يتخطى بكثير مجرد إبعاد أنماط سلوكية وفكرية توصف بالمتخلفة أو المعرقلة للتفاعل الإجتماعي ليصل إلى ثوابت شرعية إسلامية من الحجاب إلى الصلاة والصيام وصولاً إلى أركان العقيدة نفسها , وتبين أن التطبيق العملي للمفهوم يعني بسط سيطرة الأجهزة الأمنية الأوروبية على نشاطات وشعائر المسلمين وصولاً إلى تعين الأئمة في المساجد وتحديد مضامين الخطب والدروس الدينية , ثم انكشف أن المفهوم لا يعدوا في الحقيقة سوى أن يكون سلاحاً وأداة فيما يسمى بالحرب على الإرهاب الإسلامي وأن هدفه هو نفس الهدف الذي وضعته بعض الأنظمة العربية من ناحية تجفيف ينابيع الإرهاب والتطرف.
لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد حيث تحول المصطلح في الأعوام والأشهر الأخيرة إلى شعار لحركة عريضة تهدف في الحقيقية إلى إقصاء الإسلام عن الحياة العامة في أوروبا تمهيداً لاستئصال وجوده بعد ذلك , أي أنه تحول إلى مصطلح يشير إلى فترة إنتقالية تفرض فيها العلمنة والسيطرة والتغريب والتذويب إلى سائر أنماط وجوانب حياة المسلمين هناك لكي تنشأ أجيالهم المستقبلية على أساس أنه ليس لهم وجود مستقل أو هوية دينية محددة.
وبالطبع كان هناك في المصطلح المضمون العنصري ضد العناصر المهاجرة بعد مقولة أن مسلمي أوروبا هم في جلهم من المهاجرين الأجانب , لكن ذلك لم يمنع بالطبع من تطبيق نفس المصطلح على المسلمين في بلدان أوروبا الشرقية حتى روسيا , رغم أن المسلمين هناك هم أوروبيون أصلاً ومندمجون في حياة المجتمعات حتى وهم يعانون الإقصاء والإضطهاد .. هذا هو ما وصل إلية مصطلح الإسلام الأوروبى
_____________________
المصدر : وكالة الانباء الإسلامية
الدكتور محمد يحيي
مع الصعود اليميني والقومي والصليبي المتزايد في أوروبا بدأ مصطلح الإسلام الأوروبي والذي ظهر منذ عدة سنوات يكتسب أبعاداً أشد خطورة , فمنذ ظهوره تحول المصطلح من دعوة لفرض العلمنة والتغريب على مفاهيم وسلوكيات مسلمي أوروبا إلى دعوة الآن للإقصاء العرقي والثقافي والديني.
إن تاريخ هذا المصطلح يحمل دلالة لا تخطأها العين لإستخدام الحيلة والخديعة , فعندما ظهر أول مره كان يتستر وراء إدعاء أنه تصور لإدماج المسلمين في الحياة الأوروبية بدلاً من عزلتهم في تلك المجتمعات من خلال تمسكهم بعادات وتقاليد وتصورات وسلوكيات جلبها معظمهم من البلدان التي هاجروا منها إلى أوروبا وبالذات إلى جزئها الغربي.
وعند هذا المستوى لقي المصطلح أو المفهوم ترحيباً من دوائر متعدده في العالم العربي بالذات حيث رأى فيه البعض فرصة سانحة للإسلام كي يثبت أنه دين صالح لكل زمان ومكان , وفرصه للإنتشار في أوروبا بعد أن تزال الحواجز التي تقف حاجزاً بينه وبين جماهير أوروبية أوسع , وعلى جانب آخر رحب العلمانيون في العالم العربي بهذا المفهوم لأنهم تبينوا مبكراً أنه علمنه وتغريب لأوضاع وأفكار المسلمين في الغرب الأوروبي على نحو يضمن فصلهم عن الأوطان العربية والإسلامية الأم , مما يؤدي إلى خصم من رصيد الحركات الإسلامية الفكري في تلك البلاد حيث أنها دائماً ما تشير إلى الوجود التوسع الإسلامي في بلدان الغرب المتقدمة باعتباره دليلاً على نجاح الدين الإسلامي والفكرة والطرح الإسلامي لا سيما من ناحية الصلاحية لأوضاع وثقافة مجتمعات ينظر إليها البعض في البلاد الإسلامية باعتبارها بلداناً نموذجية متحضرة وقدوة تحتذى.
لكن سرعان ما كشف المصطلح عن أبعاده الدفينة والخبيثة , فقد تبين أن المقصود بالإندماج في المجتمع الأوروبي لا يعني سوى الإنسياب وتذويب الهوية الدينية وليس فقط إبعاد مظاهر وسلوكيات غربية تعرقل إستقرار وضع المسلمين في المجتمعات الأوروبية التي وجدوا فيها أو نزحوا إليها .
ثم توالي إنكشاف مضامين المصطلح , فتبين أن نطاق عملية التغريب والعلمنة التي يشير إلها يتخطى بكثير مجرد إبعاد أنماط سلوكية وفكرية توصف بالمتخلفة أو المعرقلة للتفاعل الإجتماعي ليصل إلى ثوابت شرعية إسلامية من الحجاب إلى الصلاة والصيام وصولاً إلى أركان العقيدة نفسها , وتبين أن التطبيق العملي للمفهوم يعني بسط سيطرة الأجهزة الأمنية الأوروبية على نشاطات وشعائر المسلمين وصولاً إلى تعين الأئمة في المساجد وتحديد مضامين الخطب والدروس الدينية , ثم انكشف أن المفهوم لا يعدوا في الحقيقة سوى أن يكون سلاحاً وأداة فيما يسمى بالحرب على الإرهاب الإسلامي وأن هدفه هو نفس الهدف الذي وضعته بعض الأنظمة العربية من ناحية تجفيف ينابيع الإرهاب والتطرف.
لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد حيث تحول المصطلح في الأعوام والأشهر الأخيرة إلى شعار لحركة عريضة تهدف في الحقيقية إلى إقصاء الإسلام عن الحياة العامة في أوروبا تمهيداً لاستئصال وجوده بعد ذلك , أي أنه تحول إلى مصطلح يشير إلى فترة إنتقالية تفرض فيها العلمنة والسيطرة والتغريب والتذويب إلى سائر أنماط وجوانب حياة المسلمين هناك لكي تنشأ أجيالهم المستقبلية على أساس أنه ليس لهم وجود مستقل أو هوية دينية محددة.
وبالطبع كان هناك في المصطلح المضمون العنصري ضد العناصر المهاجرة بعد مقولة أن مسلمي أوروبا هم في جلهم من المهاجرين الأجانب , لكن ذلك لم يمنع بالطبع من تطبيق نفس المصطلح على المسلمين في بلدان أوروبا الشرقية حتى روسيا , رغم أن المسلمين هناك هم أوروبيون أصلاً ومندمجون في حياة المجتمعات حتى وهم يعانون الإقصاء والإضطهاد .. هذا هو ما وصل إلية مصطلح الإسلام الأوروبى
_____________________
المصدر : وكالة الانباء الإسلامية