وصلنا في الحلقة الماضية الى سيرة عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبعدما توفي جده عليه الصلاة والسلام كفله عمه ..واليوم نستكمل سيرة أبو طالب عمه صلى الله عليه وسلم ... وهذه السير تسلط الضوء على نشأته صلى الله عليه وسلم .. وتفسيرا لاحداث لاحقة من هذه السير نعرف اسبابها ودوافعها ...
أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما ابو طالب :فهو الذي تولى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد جده كما تقدم , ورق عليه رقة شديدة. وكان يقدمه على أولاده. قال الواقدي: قام أبو طالب -من سنه ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السنه العاشرة من النبوة اي ثلاث واربعين -يحوطه ويقوم بأمره , ويذب عنه ويلطف به.
وقال أبو محمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله علية وسلم وله في ذلك أشعار منها:
ألا أبلغها عني على ذات بيننا لؤيا .........وخصا من لؤى بني كعب
بأنا وجدنا في الكتـــــــــــــاب محمدا ...... نبيا كموسى خط في اول الكتب
وان عليه في العبــــــــــــاد محبة ........ ولاخير ممن خصه الله بالحب
ومنها :
تعـــــلم خيـــار الناس ان محمدا ...... وزيـــرا لموسى والمسيح ابن مريم
فلاتجعــــــــلوا لله نــــدا واسلموا...... فان طـــريق الحق ليـــــس بمظـــــلم
ولكنه ابى ان يدين بذلك خشية العار . ولما حضرته الوفاة : دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم -وعنده أبوجهل , وعبدالله بن ابي أمية - فقال: (( ياعم قل : لاإله إلا الله , كلمة : أحاج لك بها عندالله)) فقالا له: أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها عليه, وهما يرددان عليه حتى كان اخر كلمه قالها " هو على ملة عبدالمطلب" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاستغفرن لك مالم أنه عنك" . فأنزل الله تعالى :" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" ونزل قوله تعالى:" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " الاية(*) .
قال ابن إسحاق : وقد رثاه ولده على ابيات , منها:
أرقت لطير آخر الليل غردا ......... يذكرني شجوا عظيما مجددا
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى ...........جوادا إذا ما اصدر الامر او ردا
فأمست قريش يفرحون بموته ......... ولست أرى حيا يكون مخلدا
أرادوا أمورا زيفتها حلومهم ......... ستوردهم يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله ........... وأن يفترى قدما عليه ويجحدا
كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم ........صدور العوالي والحسام المهندا
خلف ابو طالب أربعة ذكرو وابنتين . فالذكور: طالب , وعقيل ,و جعفر , وعلي. وبين كل واحد عشر سنين . فطالب أسنهم , ثم عقيل ثم جعفر ثم علي.
فأما طالب: فأخرجه المشركون يوم بدر كرها . فلما انهزم الكفار طلب, فلم يوجد في القتلى, ولا في الاسرى , ولا رجع الى مكة , وليس له عقب.
وأما عقيل: فأسر ذلك اليوم. ولم يكن له مال . ففداه عمه العباس . ثم رجع الى مكة. فأقام بها الى السنه الثامنة. ثم هاجر الى المدينة . فشهد مؤته مع اخيه جعفر. وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم:" وهل ترك لنا عقيل من منزل".
واستمرت كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم -كما ذكرنا -فلما بلغ اثنتي عشرة سنة- وقيل : تسعا - خرج به أبوطالب الى الشام في تجارة , فرآه بحيرى الراهب , وامر عمه ان لا يقدم به الشام , خوفا عليه من اليهود. فبعثه عمه مع بعض غلمانه الى المدينة. ووقع في الترمذي:" أنه بعث معه بلالا" وهو غلط واضح. فإن بلالا إذ ذاك لعله لم يكن موجودا.
وقال أبو محمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله علية وسلم وله في ذلك أشعار منها:
ألا أبلغها عني على ذات بيننا لؤيا .........وخصا من لؤى بني كعب
بأنا وجدنا في الكتـــــــــــــاب محمدا ...... نبيا كموسى خط في اول الكتب
وان عليه في العبــــــــــــاد محبة ........ ولاخير ممن خصه الله بالحب
ومنها :
تعـــــلم خيـــار الناس ان محمدا ...... وزيـــرا لموسى والمسيح ابن مريم
فلاتجعــــــــلوا لله نــــدا واسلموا...... فان طـــريق الحق ليـــــس بمظـــــلم
ولكنه ابى ان يدين بذلك خشية العار . ولما حضرته الوفاة : دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم -وعنده أبوجهل , وعبدالله بن ابي أمية - فقال: (( ياعم قل : لاإله إلا الله , كلمة : أحاج لك بها عندالله)) فقالا له: أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها عليه, وهما يرددان عليه حتى كان اخر كلمه قالها " هو على ملة عبدالمطلب" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاستغفرن لك مالم أنه عنك" . فأنزل الله تعالى :" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" ونزل قوله تعالى:" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " الاية(*) .
قال ابن إسحاق : وقد رثاه ولده على ابيات , منها:
أرقت لطير آخر الليل غردا ......... يذكرني شجوا عظيما مجددا
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى ...........جوادا إذا ما اصدر الامر او ردا
فأمست قريش يفرحون بموته ......... ولست أرى حيا يكون مخلدا
أرادوا أمورا زيفتها حلومهم ......... ستوردهم يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله ........... وأن يفترى قدما عليه ويجحدا
كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم ........صدور العوالي والحسام المهندا
خلف ابو طالب أربعة ذكرو وابنتين . فالذكور: طالب , وعقيل ,و جعفر , وعلي. وبين كل واحد عشر سنين . فطالب أسنهم , ثم عقيل ثم جعفر ثم علي.
فأما طالب: فأخرجه المشركون يوم بدر كرها . فلما انهزم الكفار طلب, فلم يوجد في القتلى, ولا في الاسرى , ولا رجع الى مكة , وليس له عقب.
وأما عقيل: فأسر ذلك اليوم. ولم يكن له مال . ففداه عمه العباس . ثم رجع الى مكة. فأقام بها الى السنه الثامنة. ثم هاجر الى المدينة . فشهد مؤته مع اخيه جعفر. وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم:" وهل ترك لنا عقيل من منزل".
واستمرت كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم -كما ذكرنا -فلما بلغ اثنتي عشرة سنة- وقيل : تسعا - خرج به أبوطالب الى الشام في تجارة , فرآه بحيرى الراهب , وامر عمه ان لا يقدم به الشام , خوفا عليه من اليهود. فبعثه عمه مع بعض غلمانه الى المدينة. ووقع في الترمذي:" أنه بعث معه بلالا" وهو غلط واضح. فإن بلالا إذ ذاك لعله لم يكن موجودا.
(*) قصة وفاة ابي طالب اخرجها البخاري ومسلم.
يتبع...خروجه الى الشام وزواجه خديجة.
من كتاب مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ,تأليف مجدد الدعوة الاسلامية شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي