وتمكن فريق البحث الذي يضم علماء من 17 دولة من استشكاف هذه الظاهرة من مرصد بيير أوجيه الأرجنتيني الذي يعد أضخم مرصد للأشعة الكونية، حيث تمتد مساحته لأكثر من 3000 كيلومتر مربع على الأرض.
وقام المرصد باستخدام 1600 جهاز كشف لقياس زخات الهواء واسعة النطاق على الأرض، بحسب الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة سيانس. وفي الهواء رصدت أجهزة الكشف لمعان جزيئات النيتروجين الذي يخفت بعد مرور الزخة بها.
ويستخدم مرصد بيير أوجيه هاتين التقنيتين للكشف بشكل روتيني، إلا أن مقدار البيانات التي تم جمعها حتى الآن يتجاوز كافة البيانات التي جمعتها الجهود السابقة.
ووجد العلماء أن النوى (جمع نواه) المجرية النشطة –التي يعتقد أنها تتزود بالطاقة من ثقوب سوداء عملاقة تبتلع كميات هائلة من المادة- هي المرشح الأقوى كمصدر للأشعة الكونية الأعلى طاقة.
والأشعة الكونية هي جسيمات تصيب الأرض من الفضاء في جميع الاتجاهات، والقليل منها له طاقات مذهلة بمستويات قياس تفوق حتى القدرات المستقبلية لأي مسرع جسيمات أرضي.
وتتفاعل الجسيمات الأعلى طاقة بقوة مع الأشعة الكونية المنتشرة بكل مكان (تأثير GZK) فتفقد هذه الجسيمات بعض طاقتها ولا تعود تستطيع السفر إلا لمسافات محدودة، وبالتالي يتم كبح تدفقها. إلا أن بقاء الأشعة الكونية الأعلى طاقة لدى اجتياز الفضاء يبقى لغزا بحد ذاته.
وتعتبر الأشعة الكونية الأعلى طاقة نادرة الحدوث، وانخفاض تدفق جسيماتها يجعل استكشافها بشكل مباشر أمرا شبه مستحيل. إلا أن العلماء تمكنوا من ذلك عن طريق نشر أجهزة بمساحة التقاط بالغة الاتساع، وبأخذ عينات من زخات الجسيمات الثانوية لحظة اصطدام الأشعة الكونية الأولية بغلاف الأرض.
ومنذ عام 2004، جمع مرصد أوجيه مليون حدث لأشعة كونية منها حوالي 80 حدثا تجاوزت طاقة الجسيمات مستوى 40 وحدة، وهو مستوى يمكن عنده رؤية "تأثير GZK" في كبح تدفق الجسيمات الأعلى طاقة.
كما وجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين اتجاهات الأشعة الكونية والنوى المجرية النشطة القريبة التي تميل للتوزع بين المجرات القريبة.
واستناداً لإحصاءات الباحثين، لا يسعهم إلا القول إن مصادر الأشعة الكونية مرتبطة بتوزيع المادة القريبة خاصة النوى المجرّية النشطة. لكن نظراً للعمليات النشطة داخلها، اعتبرت النوى لفترة طويلة هي المصادر المرجحة للأشعة الكونية
المصدر قناه الجزيره
13-11-2007