هل ثمة علاقة بين تناول بعض العقاقير الطبية واضطرابات النوم؟
وقد عرضت المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة طب الأسرة والوقاية بجامعة كاليفورنيا سان دييغو الدكتورة بياتريس غولومب هذه النتائج على مؤتمر رابطة طب القلب السنوي المنعقد في أورلاندو.
تقول الدكتورة غولومب إن لهذه النتائج دلالتها لأن مشكلات النوم يمكن أن تؤثر على نوعية الحياة والصحة، وقد تكون لها عواقب سلبية مثل تحفيز زيادة الوزن ومقاومة الإنسولين.
ففي أوسع دراسة من نوعها، قارن الباحثون بين نوعين من عقاقير خفض الكولسترول تدعى "ستاتينات" (statins): أحدهما سيمفاستاتين (simvastatin) القابل للذوبان بالدهون، والآخر برافاستاتين (pravastatin) القابل للذوبان بالماء.
عبور إلى الدماغ
ونظرا لأن سيمفاستاتين قابل للذوبان بالدهون، فهو قادر على اختراق أغشية الخلايا وعبور حاجز الدم في الدماغ إلى الدماغ ذاته. وبدوره، يسيطر الدماغ على النوم، بيد أن العديد من خلايا الدماغ العصبية ملفوفة بغطاء دهني عازل يدعى مايلِن (myelin).
تقول مؤلفة الدراسة إن النتائج قد أظهرت أن استخدام سيمفاستاتين كان مرتبطا بشكل دال بأسوأ حالات النوم.
وكان الأفراد الذين يتعاطون عقار ستاتين قد أبلغوا عن مشكلات في النوم أكثر كثيرا ممن يتعاطون برافاستاتين أو بلاسيبو (علاجا وهميا). في المتوسط، كان لستاتينات القابلة للذوبان بالدهون أثر سلبي أكبر على نوعية النوم.
وفي دراسات سابقة وتقارير حالات مرضية، أبلغ بعض الناس الذين يتعاطون ستاتينات عن معاناتهم من الأرق أو الكوابيس.
وكانت دراسات أخرى محدودة النطاق قد أجريت في وقت مبكر، بما فيها تلك التي تتناول ستاتينات قابلة للذوبان في الدهون مقابل ستاتينات قابلة للذوبان في الماء.
ولا يرى معظم الباحثين فروقا في النوم، لكن فترات متابعة المرضى المشاركين في الدراسات السابقة كانت قصيرة، وكان عدد المشاركين قليلا وفي معظم الأحيان أقل من عشرين مريضا، الأمر الذي لا يكفي لاكتشاف أو ملاحظة فروق تتطلب عددا كبيرا جدا.
أرق وتوجهات عدوانية
ولم تسجل إحدى هذه الدراسات فرقا كبيراً بين برافاستاتين وسيمفاستاتين. وبدون دراسات أكثر وأوسع نطاقا لا يمكن القول إن ثمة أثرا واضحا على النوم قد جرى إثباته.
وأجرى الباحثون في الدراسة الجديدة فحوصات ومتابعات لنحو ألف رجل وامرأة من الراشدين الأصحاء لمدة ستة أشهر في تجربة مزدوجة العشوائية والتوزيع المجهول لنوعي العلاجات المستخدمة، ومقارنتها بنتائج بلاسيبو.
وأعطي كل مشارك 20 ملليغراما من سيمفاستاتين، أو 40 ملليغراما من برافاستاتين، أو بلاسيبو يوميا.
وقدر الباحثون النتائج باستخدام مقياس ليدز للنوم، وهو مقياس بصري متناظر لجودة النوم ولتقدير نطاق مشكلات النوم. وقد تم تقدير كلا القياسين لكل مشارك قبل وأثناء فترة تلقي العلاج.
وقالت غولومب إن الذين أبلغوا عن تدهور في نمط نومهم بسبب تعاطيهم الدواء قد أظهروا كذلك تغيرات سلبية ملحوظة في التوجهات العدوانية مقارنة مع غيرهم.
وتشير أيضا إلى أنه رغم أن متوسط أثر العقار على النوم كان ضارا لمن تعاطوا سيمفاستاتين، لكن هذا لا يعني أن جميع من يتعاطون سيمفاستاتين سيصبح نومهم سيئا.
تنصح غولومب المرضى ممن يعالجون بعقار سيمفاستاتين ويعانون مشكلات في النوم بزيارة أطبائهم. فالحرمان من النوم مشكلة رئيسية لدى بعض الناس.