التفعيلة والأدب الملتزم !!!!

mai saad

Well-Known Member
بسم الله الرحمن الرحيم
وانا اكتب هذه المشاركه لم اوفق فى اختيار العنوان سوف ادع لكم هذا الجزء لم لا تختاروه انتم ...
اردت ان اتحدث هنا عن شعر التفعيله والمرأءه سوف اتحدث عن الموضوع عن طريق نموزجين حتى لا تكبر دائره الحديث
وقبل البدء بعرض النموزجين ، هنالك مدارس كثيره فى هذا المجال هنالك الاساليب الغزليه المكشوفه والتى تهتم بالوصف واثاره الغرائز وهى مرفوضه فى الادب الملتزم واعتقد مثال لهذا الاسلوب نزار قبانى الذى اطلب له الرحمه على كل حال
اسلوب اخر وهو اخف حده فى الوصف للجسد الا ان محور القصيده يكون ايضا فى جمال المحبوبه وتمنعها او صدها او ماشابه وهو نوع لا احبذه .. ومثال لذلك النوع الدواوين الاولى لفاروق جويده
نوع ثالث حيث تكون المرأءه قضيه ويرمز للمحبوبه بالوطن او العكس هذه المدرسه نشطت فى منتصف القرن السابق وكان معظم شعراءه من المعجبين بالفكر الشيوعى
وهناك انواع اخرى لم اتطرق لها ربما لجهلى بها او حتى لا يكبر الموضوع..
السؤال هل هناك قصيده محورها المرأءه ويمكن ان تكون ملتزمه ؟ سؤال كبير اجابته يمكن ان تكون شراكه بينى وبينكم
القصيده التى شجعتنى الى كتابه هذا المقال بعنوان امرأه نخله لم لا نقرأها الان ونؤجل بقيه الحديث بعد معرفه رأيكم فيها كقصيده وكموضوع وهل هى خارجه عن العرف المتبع كأدب اسلامى ...


النخلةالنخلة

لا اذكر كنت انا يوما طفلا يحبو
لا اذكر كنت انا شيئا بل قل شبحا يمشي يكبو
قد اذكر لي سنوات ست
ولبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الاشياء
اتساءل عن معنى الاسماء
والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو
في يوما ما... ازدحمت فيه الاشياء
ادخل اذكر في غرفة
لا اعرف لها اسما
لكني ادركها ىوصفا
كبرت جسما...بهتت رسما...عظمت جوفا...بعدت سقفا
وعلى ادراج خشبية كنا نجلس صفا صفا
و الناظر جاء... وتلى قائمة الاسماء
واشار لافخرنا جسد ان كن الفى.. كان الالفى
اتذكره ان جلس فمجلسه اوسع
ان قام فقامته ارفع
ان فههم فاطولنا اصبع
ولذا فينا كان الالفى
كم كان كثيرا لايفهم
لكن الناظر لايرحم
من منا خطاهُ الالفى
كنا نهديه قطع العملة والحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الايام... ومضت تتبعها الاعوام
ارقاما خطتها الاقلام
انفلتت بين اصابعنا
وسياط النظارتتبعنا
واللحم لكم والعظم لنا
ومخاوفنا تكبر معنا
السوط الهاوي في الابدان ضربا...رعبا...عنفا
الباعث في كل جبان هلعا...وجعا...فزعا...خوفا
والصوت الداوي في الاآذان شتما...قذفا
نسيتنا الرحمه لو ننسى يوما رقما
او نسقط في حين حرفا
والمشهد
دوما يتكرر
وتكاد سهامي تتكسر
لكأني احرث اذ ابحر
لا شط امامي لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالا لا تفتر
********
وغدت تحرسنا الاجراس
وتكتم فينا الانفاس
وتبعثرنا فكرا حائر
للناظر منا يترأى وهما في العين له الناظر
في الفصل على الدرب وفي البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
والصوت اذا يعلو فالموت
فانفض بداخلنا السامر
وانحسرت آمال الاتي
من وطأة آلام الحاضر
لكني اذكر في مرة
من خلف عيون الرقباء
كنا ثلة...قادتها الحيرة ذات مساء
للشاطيء في يوما ما
اذ قامت في الضفة نخلة
تتعالى رغم الانواء
تتراقص في وجه الماء
فاذا من قلتنا قلة
رمي الاحجار الى اعلى
نرمي حجراً... تلقي ثمرأً
نرمي حجراً... تلقي ثمرأً
راً... ثمرا... حجراً... ثمراً
مقدار قساوتنا معطاء
يا روعة هاتيك النخلة
كنا نرنو كانت تدنو وبنا تحنو
تهتز ومافتأت جزلى
من ذاك الحين وانا مفتون بالنخلة
والحب لها و ليوم الدين

(2)
مضت السنوات و لها في قلبي خطرات
صارت عندي مثلاً أعلى
يجذبني الدرس إذا دارت القصة فيه عن النخلة
و يظل بقلبي يترنم
الوحي الهاتف يا مريم
أن هزي جذع النخلة
في أروع لحظة ميلاد
خُطت في الأرض لها دولة
و مضت الأيام .. جفت صحف رفعت أقلام
فإذا أيام الدرس المرة مقضية
و بدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية
كانت حلماً راودني و النفس صبية
تتعشق لو تغدو يوماً نفساً راضية مرضية
تتنسم أرج الحرية
و كدت أُساق إلى الإيمان
أن الإنسان قد أُوجد داخل قضبان
و البعض على البعض السجان
في سجن يبدو أبديا
فالناظر موجود في كل زمان و مكان
فتهيأ لي أن تتهيأ أخرى للطوفان
و أنا إذ أمشي أتعثر
لكأني أحرث إذ أُبحر
لا شط أمامي لا مرفأ

(3)

جراحي كمصاب السكر

لا تهدأ بالاً لا تفتر

لا توقف نزفاً لا تشفى
************
أعوام تغرب عن عمري و أنا أكبر

لأفتش عن ضلعي الأيسر

و تظل جراحي مبتلة

تتعهد قلبي بالسقيا

أتطلع لامرأة نخلة

تحمل عني ثقل الدنيا

تمنحني معنى أن أحيا

أتطلع لامرأة نخلة

لتجنب أقدامي الذلة

و ذات مساء و بلا ميعاد كان الميلاد

و تلاقينا ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا

و تعارفنا ... و تدانينا ... و تآلفنا ... و تحالفنا

لعيون الناس تراءينا

لا يُعرف من يدنو جفنا منا و من يعلو عينا

و تشاركنا ... و تشابكنا

كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض

كوضوء سنته اندست في جوف الفرض

كانت قلباً و هوانا العرق فكنت الأرض

و أنا ظمأن جادتني حباً و حنان

اروتني دفاً و أمان

كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان

وتطل على قلبي حبلى

بالأمل الغض الريان

و تظل بأعماقي قبلة

تدفعني نحوالإيمان

كانت لحناً عبر الأزمان

يأتيني من غور التاريخ

يستعلي فوق المريخ

صارت تملأني في صمتي

و إذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد في صوتي

أتوجس فيها إكسيرا

أبداً يحيني من صمتي

و بذات مساء و بلا ميعاد أو عد

إذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدي

فتوقف نبض السنوات

في أقسى أطول لحظات

تتساقط بعض الكلمات

تنفرط كحبات العقد

فكان وداع دون دموع كان بكاء

لا فارق أجمل ما عندي

و كان قضاء أن تمضي

أن أبقى وحدي

لكني باق في عهدي

فهواها قد أضحى قيدي

و بدت سنوات تلاقينا من قصر في عمرهلال

لقليل لوح في الآفاق

كظلال سحاب رحال

كندى الأشجار على الأوراق

يتلاشى عند الإشراق

لكنا رغم تفرقنا

يجمعنا شيءٌ في الأعماق

نتلاقى دوماً في استغراق

في كل حكايا الأبطال

نتلاقى مثل الأشواق

تستبق بليل العشاق

نتلاقى في كل سؤال يبدو بعيون الأطفال

و لئن ذهبت سأكون لها و كما قالت

فبقلبي أبداً ما زالت

ريحاً للغيمة تدفعها حتى تمطر

ماءً للحنطة تسقيها حتى تثمر

ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر

أمناً للخائف و المظلوم

عوناً للسائل والمحروم

فلن ذهبت فلقد صارت

عندي جرحاً يوري قدحاً

يفلق صبحاً يبني صرحاً

لأكون بها إيقاعاً من كل غناء

لو يصحو ليل الأحزان

و خشوعاً في كل دعاء

يسعى لعلو الإيمان

ترنيماً في كل حداء

من أجل نماء الإنسان

من أجل بقاء الإنسان

من أجل إخاء الإنسان
 
1- الأدب الإسلامي ريادة للأمة, ومسؤولية أمام الله عز وجل.

2- الأدب الإسلامي أدب ملتزم, والتزام الأديب فيه عفوي نابع من التزامه بالعقيدة الإسلامية, ورسالته جزء من رسالة الإسلام العظيم.

3- الأدب طريق مهم من طرق بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح, وأداه من أدوات الدعوة إلى الله عز وجل والدفاع عن الشخصية الإسلامية.

4- الأدب الإسلامي مسئول علن الإسهام في إنقاذ الأمة الإسلامية من محنتها المعاصرة, والأدباء الإسلاميون أصحاب ريادة في ذلك.

5- الأدب الإسلامي حقيقة منذ انبلج فجر الإسلام, وهو يستمد عطاءه من مشكاة الوحي وهدي النبوة, ويمتد عبر العصور إلى عصرنا الحاضر ليسهم في الدعوة إلى الله عز وجل, ومحاربة أعداء الإسلام والمنحرفين عنه.

6- الأدب الإسلامي هو أدب الشعوب الإسلامية على اختلاف أجناسها ولغاتها, وخصائصه هي الخصائص الفنية المشتركة بين آداب الشعوب الإسلامية كلها.

7- يقدم التصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون – كما نجده في الأدب الإسلامي – أصولاً لنظرية متكاملة في الأدب والنقد, وملامح هذه النظرية موجودة في النتاج الأدبي الإسلامي الممتد عبر القرون المتوالية.

8- يرفض الأدب الإسلامي أيّة محاولة لقطع الصلة بين الأدب القديم والأدب الحديث بدعوى التطور أو الحداثة أو المعاصرة, ويرى أن الحديث مرتبط بجذوره القديمة.

9- يرفض الأدب الإسلامي النظريات والأدبيات المنحرفة, والأدب العربي المزور, والنقد الأدبي المبني على المجاملة المشبوهة, أو الحقد الشخصي, كما يرفض لغة النقد التي يشوهها الغموض وتفشو فيها المصطلحات الدخيلة والرموز المشبوهة, ويدعو إلى نقد واضح بناء, يعمل على ترشيد مسيرة الأدب, وترسيخ أصوله.

10-الأدب الإسلامي أدب متكامل, ولا يتحقق تكامله إلا بتآزر المضمون مع الشكل.

11-الأدب الإسلامي يفتح صدره للفنون الأدبية الحديثة, ويحرص على أن يقدمها للناس، وقد برئت من كل ما يخالف دين الله عز وجل, وغنيت بما في الإسلام من قيم سامية وتوجيهات سديدة.

12-اللغة العربية الفصحى هي اللغة العربية الأولى للأدب الإسلامي الذي يرفض العامية, ويحارب الدعوة إليها.

13- الأديب الإسلامي مؤتمن على فكر الأمة ومشاعرها, ولا يستطيع أن ينهض بهذه الأمانة إلا إذا كان تصوره العقدي صحيحاً, ومعارفه الإسلامية كافية.

14-الأدباء الإسلاميون متقيدون بالإسلام وقيمه, وملتزمون بمبادئه ومثله.

الأدب الإسلامي: "هو التعبير الفني الهادف عن واقع الحياة والكون والإنسان على وجدان الأديب تعبيراً ينبع من التصور الإسلامي للخالق عزّ وجلّ ومخلوقاته".

والمراد بفنية التعبير جمالة وروعته, ولا غرو فإشراق العبارة وجمالها شرطان أساسيان لازمان لكل أدب, فكيف إذا كان إسلامياً نابعاً من كتاب الله متأسياً بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟

ثم إننا اشترطنا في هذا الأدب أن يكون هادفاً لأن أفعال المسلم وأقواله مصونة عن اللغو والعبث, بعيدة عما ما طائل تحته.

وعلى هذا فالأدب الإسلامي لا يكتفي بجمال التعبير وإبداع التصوير وإنما يشترط فيه أن يكون ممتعاً نافعاً في وقت معاً, ذلك لأن الأكواب الفارغة لا تروى العطاش.

ثم إن موضوع هذا الأدب رحب الآفاق, متعدد الجوانب فهو يشمل الإنسان بعواطفه وأشواقه, وآماله وآلامه, وحسناته وسيئاته, ودنياه وأخرته, كما يشمل الحياة بكل ما فيها من سعادة وشقاء, ومقومات وقيم, وهو يشتمل على الكون بره وبحره, وأرضه وسمائه, كما يشتمل على الطبيعة بطيرها السابح, وحيوانها السارح وربيعها الجميل, وشتائها العاصف, وما إلى ذلك.

وعلى هذا فإن الأدب الإسلامي ليس مقصوراً على الموضوعات الدينية, وإنما هو أعم من ذلك وأشمل.

ولكي تتضح لنا صورة الأدب الإسلامي ويبدو الفرق بينه وبين الأدب الذي يناقض الإسلام ويجافيه, لابد لنا من أن نعرض طائفة من النماذج الأدبية التي تبرز هذين اللونين.

تأمّل هذه القطعة الرائعة من الشعر الذي صفت فيه روح الإسلام وتألق بألق الأبيان.

فهذه عثامه زوجة أبي الدرداء قد تقدم بها السن, فثقل سمعها, وكف بصرها, وفي ذات صباح دخل عليها ابنها فقالت: أصليتم؟ فقال: نعم, فتحسرت على تأخير الصلاة, وكانت من العابدات القانتات, فقالت تخاطب نفسها:

عثام مالك لاهيـــــــه حلت بدارك داهيـــــــه

ابكي الصلاة لوقــتـها إن كنت يوماً باكيـــــــه

وابكي القران إذا تلي قد كنت يوماً تاليــــــــه

تتلينه بتفكــــــــــــــر ودموع عينك جاريــــــه

فاليم لا تتلينـــــــــــه إلا وعند تاليــــــــــــــه

لهفي عليك صبابــــة ما عشت طول حياتيه

وهذا الشاعر المعاصر "أحمد محرم" يبرز لك صورة فذة للصحابية الجليلة "رفيدة الأسلمية" التي أقامت خيمة في ناحية من نواحي المسجد النبوي لمداواة جرحي المسلمين الذين ليس لهم من أهليهم وذوي قرابتهم من يقوم عليهم1, حيث قال:

"رفيدة" علمي الناس الحنانـــا وزيدي قومك العالين شانـــا

حباك الله من تقواه قلـــــــــــباً وسوي من مراحمه البنـــان

خذي الجرحى إليك فأكرميـهم وطوفي حولهم آناً فآنـــــــــا

وإن هجع النيام فلا تنامـــــــي عن الصوت المردد حيث كانا

أعيني الساهرين على كـــلوم تؤرقهم فمثلك من أعانـــــــا

ضيوف الله عندك في محــــــل تذكرنا محاسنه الجنانــــــــا

"رفيدة" جاهدي ودعي الهوينا فما شرف الحياة لمن توانى

وهذا الشاعر الإسلامي يوسف العظم يكتب لابن عمه وصديقه هشام العظم هذه القطعة الرائعة وبعث بها إليه وهو في مكة المكرمة وقد تصوره وهو يسعى بين الصفا والمروة ويطوف بالبيت العتيق2.

"هشام" سمعتك وسط الحجيج وروحك عند الصفا تهتـــــف

فصافحت فيك التقى والحـــجـــا وكفك من زمزم تغــــــــرف

وبين ضلوعك قلب يــــــــــــــرف يلبي, وبالبيت يطّـــــــــوّف

وتضرع لله مسترحمـــــــــــــــــاً وفي كفك الآي والمصـحف

وقلبي يناجيك عبر الأثيـــــــــــر هنيئاً لك الحج والموقــــف


أما الأدب الذي يجافي الإسلام ويناقضه فهو كثير, وخاصة في ميدان الشعر.

استمع إلى الطيب المتنبي وهو يقول معتزاً بذاته

أي محل أرتقي, أي عظيم أتقــــــــــي؟

وكل ما قد خلق الله وما لم خلــــــــــق

محتقر في همتي كشعرة في مفرقي

فالشاعر –كما يقول العبكرى- قد لزمه الكفر باحتقاره لخلق الله وفيهم الأنبياء المرسلون والملائكة المقربون.


وشوقي يقول في قصيدته التي عنوانها "دمشق"

آمنت بالله واستثنيت جنته دمشق روح وجنات وريحان

وقد فاته بأن يؤمن بأن الجنة حق, وأن النار حق.

وهذا خير الدين الزركلي يقول في قصيدته "نجوى"

لو مثلوا لي وطني وثنـاً لهممت أعبد ذلك الوثنا

وفي هذا البيت استخفاف بدين الله, وإغفال لما جاء في كتاب الله فالخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان.
ولا يخفي عليك أن المراد بالأنصاب إنما هو الأصنام التي أشار غليها الشاعر.

هذا وإننا حين اخترنا ما اخترناه من الشعر الذي يناقض الإسلام حرصنا على أن نقدم أقل نماذجه بعداً عن دين الله وخروجاً عليه, وابتعدنا كل البعد عن شعر بشار بن برد وحماد عجرد ووالبه بن الحباب, وابي النواس, والحسين بن الضحاك, ففي هذا الشعر وفي نقائض جرير والأخطل والفرزدق ما يهز مشاعر المسلم هزاً.

وأخيراً فرب قائل يقول:

ما موقفكم من هذا الفيض الزاخر من الشعر الذي لا ينبع من روح الإسلام ولا يعبر عن مراميه, ولكنه في الوقت نفسه لا يناقضه ولا يجافيه؟

وللإجابة عن ذلك نقول: إننا نقف من هذا الأدب موقف المحايد, فلا نمنعه ولا نسخط عليه, نجد فيه ثروة فنية ثرّة نلجأ إليها عند الحاجة, ونعتمد عليها في سد الفراغ.

--------------------------------------------------------------------------------

* بقلم أ.د/ محمد على رزق الخفاجي. توفي رحمه الله في 2/1/1995م وكان يعمل أستاذ في الأدب والنقد والبلاغة ورئيساً لقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة أسيوط فرع سوهاج, وخلف تراثاً نقدياً وأدبياً ضخماً يأتي على رأسه كتاب علم الفصاحة......ألخ. وهو من مواليد قرية الخطاطبة مدينة كوم حمادة محافظة البحيرة.

1- أحمد محرم شاعر إسلامي موهوب تفوق على شعراء عصره في ديوانه "مجد الإسلام" توفي سنة 1366 للهجرة.

2- يوسف العظم شاعر أردني معاصر, ونائب سابق في مجلس النواب, ومؤسس لمدرسة الأقصى في الأردن والمدير العام لها, من آثاره "رباعيات من فلسطين" و "ديوان شعر الجهاد" ومنه أخذنا هذه المقطوعة.

المصدر
 
عثام مالك لاهيـــــــه حلت بدارك داهيـــــــه

ابكي الصلاة لوقــتـها إن كنت يوماً باكيـــــــه

وابكي القران إذا تلي قد كنت يوماً تاليــــــــه


هكدا هو الأدب الاسلامي و لا يزال شامخا متعاليا عن الردائل .
فقد كان شعر الغزل عند العرب في الجاهلية صريحا يصف محاسن النساء رغم أن المرأة كانت عار في عهدهم و كانوا يظلمونها و يأدون بناتهم و رغم هدا كانوا يتغزلون بالمرأة حتى أن منهم من بدأ معلقته بالتغزل بالمرأة .......... الى ان جاء الاسلام و هدب هدا الأدب نقول (هدب) لا (ألغى) لأنه كان من شعراء الأدب الجاهلي شعراء عدريون أصحاب الغزل العفيف و الشجاعة وشعر الفخر و الحماسة و الكرم و منهم عنترة بن شداد و زهير بن ابي سلمى و غيرهم كثيرين .
لن أطيل عليك فالموضوع شيق و رائع و ننتظر بقية الموضوع
فجزاك الله خير أختي الغالية مياسي
دمت بخير
 
عثام مالك لاهيـــــــه حلت بدارك داهيـــــــه

ابكي الصلاة لوقــتـها إن كنت يوماً باكيـــــــه

وابكي القران إذا تلي قد كنت يوماً تاليــــــــه

هكدا هو الأدب الاسلامي و لا يزال شامخا متعاليا عن الردائل .

فقد كان شعر الغزل عند العرب في الجاهلية صريحا يصف محاسن النساء رغم أن المرأة كانت عار في عهدهم و كانوا يظلمونها و يأدون بناتهم و رغم هدا كانوا يتغزلون بالمرأة حتى أن منهم من بدأ معلقته بالتغزل بالمرأة .......... الى ان جاء الاسلام و هدب هدا الأدب نقول (هدب) لا (ألغى) لأنه كان من شعراء الأدب الجاهلي شعراء عدريون أصحاب الغزل العفيف و الشجاعة وشعر الفخر و الحماسة و الكرم و منهم عنترة بن شداد و زهير بن ابي سلمى و غيرهم كثيرين .
لن أطيل عليك فالموضوع شيق و رائع و ننتظر بقية الموضوع
فجزاك الله خير أختي الغالية مياسي
دمت بخير

كما وضختى اختى ومشرفتى الكريمه ان الاسلام جاء ليهذب لا ليلغى .... لذا كان سؤالى عن التزام الادباء بهذا المنهج الاسلامى
اختى اشكرك على المشاركه فى اثراء الحوار ..انتى دائما فى محل ترحييب
 
الادب الاسلامى مره اخرى!!!

الحديث عن الأدب الاسلامي ليس حديثاً عن مدرسة أدبية بحتة، أو مدرسة أدبية وضعية ، في مقابل المدارس الأدبية المعروفة عالمياً، كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والوجودية والاشتراكية وغيرها، فالأدب الاسلامي ليس مجرد مدرسة أدبية، بل هو تعبير عن التصور الاسلامي الكوني للأدب. من هنا خضع الأديب الاسلامي لجملة من الضوابط العقيدية والشرعية التي أفرزها ذلك التصور، ولاسيما إذا أراد الأديب التحرك في مساحات أوسع وتوظيف أدوات وآليات أدبية جديدة، أو بتعبير آخر الانفتاح عليها.
إن ما نعنيه بـ(الانفتاح)، هو عملية انفتاح الأديب الاسلامي على المدارس الأدبية الأخرى، أي استثمارها والاستفادة من أساليبها المضمونية والشكلية وطرقها في التأثير. والمراد بذلك الانفتاح هو النسبي وليس مطلق الانفتاح، أي الانفتاح الخاضع لمعايير وضوابط محددة، فالمطلق يعني ان الأديب لا يلتزم بأية محددات وخصوصيات لنتاجه الأدبي، يمليها التصور الاسلامي. هذه النسبية تفرض بالطبع وجود مساحة أو بينية معينة تصل انتماء الأديب بانفتاحه، وتقرن الانفتاح بالانتماء.
فيكون الأديب منتمياً ومنفتحاً في الوقت نفسه، بهدف تأصيل النتاج الأدبي من جانب، وتحسين نوعه من جانب آخر.
وحين يتجه الأديب نحو الانفتاح، فإن ول مقدمة تواجهه تتمثل في فهم التيارات والمدارس الأدبية الأخرى.. فهماً دقيقاً وواعياً ومعيارياً، ليعي ما يأخذ وما يريد.
فالمدرسة الكلاسيكية ـ مثلاً ـ فيها مجالات مضمونية واسعة يستثمرها الأديب الاسلامي، وكذلك حيز محدود من المدرسة الرومانسية، التي تجنح في خيالها وتبالغ في العواطف إلى حد تسويغ كل الصور العاطفية المثيرة.
وهناك المدرسة الواقعية، التي لا ترى أي شيء آخر غير الواقع والحدث، كالمبادئ والقوانين، وفي الوقت نفسه ترى أن ذلك الواقع هو واقع شرير في حقيقته. وأيضاً المدرسة الرمزية، التي تميز بغموض المعاني والدلالات وغموض الصور التي ترسمها، إذ انها تتعامل مع اللاوعي والوجود الذهني فقط. وربما تقترب منها المدرسة السريالية، التي تتعامل مع الوعي الباطن وتداعياته.
ويرى أحد أساتذة الأدب الاسلامي ـ الدكتور محمود البستاني ـ انه بالامكان الاستفادة من بعض هذه المدارس، من مناهجها وصورها، ولكن في الحدود التي يحافظ فيها الأديب على انتمائه، ولا سيما أنها اتجاهات تحتوي على آليات وأدوات يغلب عليها الطابع الفني، على العكس من المدارس الأدبية المؤدلجة والفلسفية، كالوجودية والواقعية الاشتراكية التي تتقاطع أساساً مع المدرسة الاسلامية.
وإذا توغلنا أكثر في واقع المدارس الأدبية، فسنرى نمطاً جديداً من المدارس، تحدد اتجاهها من خلال رؤيتها للأديب وعلاقاته وهدفيته، فهناك مدرسة الأدب للانسان التي تؤكد فردانية الانسان وانسانيته الأرضية، وكذلك مدرسة الأدب للأدب، التي تعتقد بعدم وجود أية علاقة بين المعتقد والأخلاق والخير والشر من جهة، والأدب من جهة أخرى، إذ أن الأدب هنا غاية وهدف بذاته وليس وسيلة للتعبير عن ذات الأديب، بوصفه انساناً، وحساساً ومنفعلاً، ولا عن انسانية الانسان ومشاعره.
من هنا كان لزاماً على الأديب الاسلامي وعي عقيدته وضوابطها وأحكامها ـ أولاً ـ ثم دراسة المدارس الأدبية على مختلف أشكالها وأنماطها دراسة تفصيلية متأنية، وإخضاع ما يمكن أخذه من هذه المدارس إلى معيار العقيدة وضوابطها.
ويقودنا اختلاف تلك المدارس الأدبية التي تعبر عن نفسها بالمدارس الأدبية العالمية، للتساؤل عن وجود ما سمى بـ(الأدب العالمي). الواقع ان معرفة حقل الأدب وقضيته وموضوعه ومجالاته، ثم الاجابة في ضوء ذلك على وجود (أدب عالمي)، سيفرض في الوقت نفسه وجود (ثقافة عالمية). نعم.. هناك أدب عالمي، لكنه ليس أدب المدارس التي تحدثنا عنها، فالأدب تصنعه الثقافة والوجدان معاً، ولكل مجتمع خصوصياته الثقافية (الدينية والقومية والمحلية). فالواقع ـ إذن ـ يؤكد وجد أدب الشعوب وأدب الديانات. أما الأدب الانساني العام فهو يخضع لمقولة العام المشترك الذي يهم كل البشر، ويدخل في اطار تأثيرات بيئة الأديب. فهل يمكن تسمية الانتاج الأدبي للمتنبي وحافظ والخيام وشكسبير وموليير وطاغور وهمنغواي وسيغور ومحمد اقبال وتولستوي والجواهري، أدباً عالمياً؟ انه أدب انساني لا شك، ولكنه ليس نتاجاً أدبياً عالمياً، لأنه ـ بصرف النظر عن المدرسة التي ينتمي إليها ـ يمثل نتاج بيئة الأديب وصوره المحلية، رغم كون اهتماماته انسانية. فهو ـ إذن ـ أدب الشعوب. ثم إن صح ان أدب هؤلاء أو غيرهم أدب عالمي، فلماذا هم دون سواهم؟!
* * *
ولفهم حجم ومضمون المساحة التي يتحرك فيها الأديب الاسلامي بين انتمائه وانفتاحه، لابد من معرفة طبيعة الخطوط الفاصلة بين الاتجاهات الأدبية بعد إخضاعها لمقياس نظرية الأدب الاسلامي.
وعلى وفق هذا المقياس، فان التقسيم الأقرب للواقع، الذي تحدده تلك الخطوط، هو التقسيم الثلاثي ـ الذي يتبناه الدكتور أحمد ساعي ـ التالي:
1 ـ الأدب الاسلامي المحض، الذي يكون منتجه اسلامياً، والنتاج اسلامياً، أي يحتوي على خصائص النظرية الأدبية الاسلامية شكلاً ومضموناً.
2 ـ الأدب الانساني، الذي يلتقي ـ شكلاً ومضموناً ـ الأدب الاسلامي، رغم أن منتجيه غير مسلمين أو غير اسلاميين.
3 ـ الأدب الذي يتعارض مع نظرية الأدب الاسلامي، شكلاً ومضموناً.
ومن ثنايا هذا التقسيم يمكن استخراج تقسيم آخر يخضع ـ هذه المرة ـ لمقياس الثواب والعقاب، آخذاً بنظر الاعتبار ان الأدب في الاسلام وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة والارشاد، وليس هدفاً بذاته، كما انه ليس وسيلة دنيوية صرفة. والتقسيم هو كالآتي:
1 ـ الأدب الذي يدخل في اطار (المستحب)، والذي يخضع لضوابط الاسلام شكلاً ومضموناً وهدفاً وتأثيراً، ويستوجب الثواب.
2 ـ الأدب الذي يدخل في اطار (المباح)، والذي تستوعبه الضوابط الاسلامية شكلاً، ولكنه لا يحمل هماً وهدفاً اسلامياً أو انسانياً، ولا يستوجب ثواباً ولا عقاباً. وهنا يخشى بعض المنظرين للأدب الاسلامي من تحول هذا اللون من الأدب إلى نوع من اللغو واللهو والعبث، على اعتبار انه أدب غير هادف. فينتقل حينها من حوزة المباحات إلى حوزة المكروهات، أي ان التصوير الأدبي يكون حينها مباحاً، ولكنه يدخل في مجال اللهو والعبث، وذلك منهي عنه.
3 ـ الأدب (الحرام)، وهو أدب الضلال، الذي يستوجب العقاب، إذ يقع خارج دائرة الضوابط الاسلامية، شكلاً ومضموناً وهدفاً وتأثيراً.
ونستخلص من ذلك، ان مدرسة الأدب الاسلامي هي مدرسة الأدب للمعتقد، مع عدم اغفال شأن الانسان وشأن الحياة، بل وعدم إغفال شأن الأدب نفسه وصوره الجمالية، ولكن يبقى مصب المضمون هو المعتقد، مع عدم الخروج عن هذا المصب في الشكل أيضاً.
أما منبع الأدب الاسلامي، فهو التصور الاسلامي التوحيدي للكون، أي انه ـ كما يعرِّفه سيد قطب ـ التعبير الفني الخاضع للتصور الاسلامي للكون والانسان والطبيعة.
* * *
صحيح ان الأدب مرتبط بمشاعر الانسان ووجدانه وكوامنه النفسية، ومن الصعب إخضاعه للعلم والمنطق ولمناهجهما وتفاسيرهما وضوابطهما، ولكن الأدب يخضع للعقيدة وموقفها وضوابطها العملية (الشريعة) دون أن يتقاطع ذلك مع كون الأدب مرتبطاً بمشاعر الانسان ولحظاته الابداعية، فعقائدية الأدب الاسلامي لا تلغي اهتمامه بالعناصر الفنية، فهي مهمة جداً في الأدب عموماً، ولكن الأهم منها المضمون والهدف. فالتخيل والتغزل والتشبيب والخمريات، كعناصر فنية مستخدمة في المدارس الأدبية، لا يمكن للأديب الاسلامي أن يطبق ـ من خلال انفتاحه عليها ـ العنان لقريحته، بل انه يوظفها لخدمة أدبه، في الحدود والضرورات التي تمليها نظرية الأدب الاسلامي. ومن ذلك، التوقف عند تصوير مشاهد الحب مع الجنس الآخر ـ مثلاً ـ وتصوير المرأة ومفاتنها والعلاقة بها، أو تصوير النشوة وحالة السكر وغيرها.
وقد يعتقد بعضهم ان من غير الممكن صنع الصورة الأدبية العذبة دون المبالغة في استخدام عناصر فنية كالخيال والعاطفة وغيرهما. وقد تصل المبالغة إلى أنواع من الكذب والتهمة والقذف والنفاق والمجون، وكل ما يؤدي إلى الإثارة العاطفية المحرمة.
إذن.. نظرية الأدب الاسلامي لا تسمح بكل ما يؤدي إلى الاصطدام بالشرع المقدس فيما هو غير مشروع من الصور، لأن الأدب ـ كما تقدم ـ غير مستقل عن العقيدة والشريعة وضوابطهما. وعلى العكس من تلك المضامين والصور غير المشروعة التي تسمح المدارس الأدبية الأخرى بصنعها، والتي تفسد الذهن والنفس والروح، فان الأدب الاسلامي يهدف إلى اصلاحها وتهذيبها، وإلى المساهمة في توجيه الحياة الوجهة الصحيحة، وبنائها على الأسس التي يريدها الله سبحانه وتعالى، في حين ان الحياة ـ كما هي ـ هي التي توجه المدارس الأدبية الأخرى وتبنيها، لأن منبعها الأرض وليس السماء.
والأدب ـ كغيره من ألوان الابداع ـ يوظفه الاسلام في سبيل تحقيق هدف وجود الانسان على الأرض. وهذه هي الغاية النهائية للأدب الاسلامي، وفيها تكمن قيمته، فهو ابداع لهدف ولي ابداعاً للابداع، لأنه يحمل رسالة الانسان الإلهي إلى كل بني الانسان. وقيمة الأدب في الاسلام في هدفه وتأثيره، وليس في مقدار الابداع الذي يحتويه. وتقاس قيمته ـ كما يقول الإمام الخامنئي ـ بمعيار التأثير، وليس بمعيار الابداع المجرد. فبهذا التجريد يفقد الأدب قيمته الحقيقية، ولا يبقى ـ حسب سيد قطب ـ سوى عبارات خاوية أو خطوط صماء. وكما يعطي الاسلام قيمة لحياة الانسان، فانه يعطي الأدب قيمة أيضاً.
ويمكن بسهولة استنباط الموقف الاسلامي الأصيل حيال الأدب، من خلال تعامل أهل البيت(ع) معه، ومنه ـ مثلاً ـ الشعر المنسوب للإمام علي ولأهل البيت (ع) وعموم خطبهم وكلماتهم المجموعة في نهج البلاغة والصحيفة السجادية وغيرهما. إذ نرى انهم تعاملوا مع الأدب وسيلة تبليغية، لخدمة الأهداف العقائدية، فشكّل أدبهم أسمى وأرفع أدب اسلامي.
وهذا لا يعني أن الأدب الاسلامي هو أدب الخطاب المباشر، والوعظ والارشاد فقط، أو الأدب الذي تتخلله ـ دائماً ـ الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، أو الذي يستخدم الأساليب والألفاظ والتعبيرات العقائدية والفكرية، إلى المستوى الذي يدفع بعضهم للادعاء بأنه يستمع لخطبة وعظية أو درس عقائدي أو أنه في جلسة ذكر.
كلاّ بالطبع، لا يتطلب الأدب الاسلامي ذلك ـ دائماً ـ رغم ان هذه الألوان من أدب الخطاب المباشر ضرورية أحياناً، بل انه يعمد أيضاً إلى الخطاب غير المباشر، والتوجيه الذي يستبطن مفهوماً قرآنياً أو حديثياً. وعموماً فان تحديد الأسلوب الفني (المباشرة وغير المباشرة) يخضع لطبيعة مخاطب الأديب أو الحالة التي يريد الأديب التعبير عنها و الواقع الاجتماعي الذي يعيشه.
الاسلام لا يريد من الأديب أن يكون مفكراً أو فيلسوفاً أو صوفياً، ولا يريد إخراجه من عفويته، وحرمانه متعة اللحظة الإبداعية، وقولبة إبداعه، وتعقيد فكره ولفظه وأدائه، واضطهاد أحاسيسه، وتحنيط ذوقه الفني، كما قد يقول بعضهم، بل على العكس، ففي الوقت الذي تؤمِّن نظرية الأدب الاسلامي للأديب استخدام جميع العناصر الفنية المباحة، فانه يعطي لأدبه قيمة معنوية، ويضعه أمام مسؤوليته الربانية ورسالته الانسانية، ويجعل لفنه رسالة وهدفاً، كما يتركه لفطرته السليمة وعفويته ولحظاته الإبداعية ووجدانه الواعي وضميره الحي وفكره المنفتح وأدائه الرفيع ولفظه الجميل وأحاسيسه الجياشة وذوقه الفني.
وهذه الفطرة السليمة هي التي يؤكدها الاسلام، ويطلب من الأديب ـ من خلالها ـ أن يتعفف في لفظه وفي دلالات نتاجه الأدبي، أن لا يكذب، لا يقذف، لا يتهم، لا يعبث، أن يتوازن في عواطفه.
وإذا أصرّ الأديب على التيه والضياع والعبث، فسيكون ـ حينها ـ أمام مفترق طريق: إما أن يحتفظ بأدبه لنفسه، وحينها يفقد دوره الحقيقي، أو يصرّ على العبث وإضلال الآخرين، وحينها سيقف أمام مسؤوليته الاجتماعية والانسانية، وفي النهاية أمام مسؤوليته الشرعية، لأن المسؤولية بكل أنواعها لا تعرف (الحرية المطلقة!).
ومما سبق يمكن استخلاص الخصائص النظرية للأدب الاسلامي، فهو إلهي المنبع والمنطلق، عقائدي المصب والهدف والمسؤولية، منتم في مضامينه وأساليبه المنسجمة بعضها مع بعض، انساني وعالمي في نوعية الخطاب ومساحته. وفي الوقت نفسه يولي الأدب الاسلامي العناصر الفنية ـ في حدودها الشرعية ـ اهتماماً بالغاً. وهذه الأخيرة من خصائصه التطبيقية. إلا أن الأدب الاسلامي لا يضحي بخصائصه النظرية من أجل العناصر الفنية مطلقاً.
* * *
هذه مجرد اشارات سريعة إلى واقع الإشكالية الأساسية في نظرية الأدب الاسلامي، إشكالية الانتماء والانفتاح، وليس عرضاً لنظرية الأدب الاسلامي نفسها، إذ يبقى تأسيس هذه النظرية وبلورتها بصيغة متكاملة، اضافة إلى صياغة اتجاهاتها وأساليبها الفنية، يبقى همّاً اسلامياً يتحسسه جميع المعنيين، ولاسيما الأدباء الاسلاميون. وقد يصعب على فرد أو جماعة أخذ هذه المهمة على عاتقهما، لأنها مهمة كبيرة وشاقة يفترض أن يشترك فيها الفقهاء والمفكرون والأدباء والمثقفون معاً.

المصدر: مقال للكاتب على المؤمن بعنوان الادب الاسلامى والانفتاح- الموسوعه الاسلاميه
 
جزاك الله خير مياسي
و هدا مقال قصير بعنوان ( شعر الغزل في الميزان الفقهي ) من شبكة صيد الفوائد
اليك الرابط :

http://saaid.net/wahat/a/42.htm

دمت بخير
 
ما شاء الله
موضوع كبير وقيم ..
لكنه لم يُحسن عرضه
ما رايك أخت مياسى لو أنك عرضتيه على شكل حلقات بعنوان :
حول الأدب الإسلامى (1)
حول الأدب الإسلامى (2)
وهكذا ...

حتى يتسنى لنا قراءة الموضوع وهضمه جيدا
ثم إنها فرصة طيبة لتثبيت المواضيع الممتازة منها
واستاذنك فى تنسيق الموضوع إذا استلزم الأمر ذلك
حاولى أن تنسقيه أن أولا فإذا فشلت أعدت انا الكرَّة مرة أخرى

بارك الله فيك
 
جزاك الله خير مياسي
و هدا مقال قصير بعنوان ( شعر الغزل في الميزان الفقهي ) من شبكة صيد الفوائد

اليك الرابط :
وجزاك اختى
وشكرا على المقال الرائع ...دائما مرورك يصحب بالفائده
 
اخى ومشرفى شتيوى اشكرك على المرور وملاحظاتك جميعها محل ترحيب ...الا انى بسبب قصر الفتره التى اكون فيها معكم لا اوعد بتنسيق احسن من هذا لذا امنحك التفويض الكامل بتنسيق الموضوع حسب رؤيتك:)
اما عن المصادر فألجزء الاول يحمل رأيى الخاص الذى لا تدعمه اى دراسه فى الموضوع مجرد رأى مكون من ملاحظاتى والقصيده ايضا من الذاكره لا اذكر اسم شاعرها.... اما الجزء الثانى والثالث فألمصدر مرفق فى اخرها ...مجرد نصيحه استفد فى تنسيقك للموضوع من المقال الذى ارفقته اختى مسلمه فهو رائع
اخى شتيوى....احترامى
 
عودة
أعلى