۩ ۩ ۩ مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا ( 8 ) ۩ ۩ ۩

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
( 8 ) مواقف رائعة لشريح القاضي
-----------------------------------
تعريف وتقدمة :-
هو شريح بن الحارث الكندي اليمني ، ولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ القضاء ولم يكن يومذاك رجلاً مجهول المقام في المجتمع المدني ، أو امرءًا مغمور المنزلة بين أهل العلم وأصحاب الرأي من سادة الصحابة وكبار التابعين 00
فقد كان أصحاب الفضل وأهل السابقة يقدرون لشريح فطنته الحادة ، وذكاءه الفذ ، وخلقه الرفيع ، وطول تجربته في الحياة وعمقها 00
فهو رجل "يمني" الموطن ، " كندي " العشيرة ، قضى شطراً غير يسير من حياته في الجاهلية 00
فلما أشرقت الجزيرة العربية بنور الهداية ، ونفذت أشعة الإسلام إلى أرض " اليمن " ، كان شريح من أوائل المؤمنين بالله ورسوله ، المستجيبين لدعوة الهدى والحق 00
وكان عارفوا فضله ومقدروا شمائله ومزاياه ، يأسون عليه أشد الأسى ، ويتمنون أن لو أتيح له أن يفد على المدينة مبكراً ليلقى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن يلحق بالرفيق الأعلى ليحظى بشرف الصحبة بعد أن حظي بنعمة الإيمان ، وبذلك يجمع الخير من أطرافه ، ولكن قدرالله وما شاء فعل !!
ولم يكن الفاروق ـ رضي الله عنه ـ متعجلاً حين عهد بمنصب من مناصب القضاء الكبرى لرجل من التابعين ، على الرغم من أنَّ سماء الإسلام كانت يومئذٍ ما تزال تتألق بالنجوم الزُهر من صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فقد أثبتت الأيام صدق فراسة عمر ـ رضي الله عنه ـ وصواب تدبيره 00
إذ ظل شريح يقضي بين المسلمين نحواً من ستين عاماً متتابعة من غير انقطاع !!
وقد تتابع على إقراره في منصبه كل من : عمر ، وعثمان ، وعليّ ، ومعاوية رضوان الله عليهم أجمعين 000
كما أقره على ذلك من جاء بعد معاوية ـ رضي الله عنه ـ من خلفاء بني أمية ، حتى طلب الرجل إعفاءه من منصبه إبان ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي !!
وكان قد بلغ السابعة بعد المائة من حياته المديدة الرشيدة الحافلة بالمفاخر والمآثر 000
ولقد ازدان تاريخ القضاء في الإسلام ببدائع من مواقف شريح ـ رحمه الله ـ ، وزها بروائع من انصياع خاصة المسلمين وعامتهم لشرع الله الذي يمثله القاضي شريح ، ونزولهم عند أحكامه 00
كان ـ رحمه الله ـ يقول للشاهدين في مجلس الحكم : إنما يقضي على هذا الرجل أنتما ، وإني لمتق ٍ بكما ، فاتقيا !!
وكان يقول للذي يقضي له : أما والله إني لأقضي لك وإني لأرى أنك لظالم ، ولكن لست أقضي بالظن ، إنما أقضي بما يحضرني من البينة ، وما يحل لك قضائي شيئاً حرمه الله عليك ، انطلق !!
وسنستعرض في السطور القليلة القادمة بإذن الله جزءًا يسيراً من مواقفه وروائعه !!00

( أ ) موقفه مع أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب
--------------------------------------------------
افتقد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه - درعاً له كانت أثيرة عنده غالية عليه 00 ثم ما لبث أن وجدها في يد رجل من أهل الذمة يبيعها في سوق " الكوفة " !!
فلما رآها عرفها وقال :
هذه درعي سقطت عن جملٍ لي في ليلة كذا 000 وفي مكان كذا 000
فقال الذمي : بل هي درعي وفي يدي يا أمير المؤمنين 000
فقال عليّ : إنما هي درعي لم أبعها من أحد ، ولم أهبها لأحد حتى تصير إليك 000
فقال الذميّ : بيني وبينك قاضي المسلمين !!
فقال عليّ : أنصفت 00 فهلم إليه 000
ثم إنهما ذهبا إلى شريح القاضي ، فلما صار عنده في مجلس القضاء ، قال شريح لعليّ ـ رضي الله عنه - :
ما تقول يا أمير المؤمنين ؟؟
فقال : لقد وجدت درعي هذه مع هذا الرجل ، وقد سقطت مني في ليلة كذا وفي مكان كذا ، وهي لم تصل إليه لا ببيع ولا هبة !!
فقال شريحٌ للذميِّ : وما تقول أنت أيها الرجل ؟؟
فقال : الدرع درعي وهي في يدي 000
ولاأتهم أمير المؤمنين بالكذب 000
فالتفت شريحٌ إلى عليٍّ وقال :
لا ريب عندي في أنك صادق فيما ما تقوله يا أمير المؤمنين ، وأنَّ الدرع درعك ، ولكن لا بد لك من شاهديْن يشهدان على صحة ما ادعيت !!
فقال عليّ : نعم 000
مولاي " قنبر " وولدي " الحسن " يشهدان لي 000
فقال شريح : ولكن شهادة الإبن لأبيه لا تجوز يا أمير المؤمنين !!
فقال عليّ : سبحان الله !!
رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته !!
أما سمعت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) !!00
فقال شريحٌ : بلى يا أمير المؤمنين 000
غير أني لا أجيز شهادة الولد لوالده !!
عند ذلك التفت عليّ إلى الذميّ وقال :
خذها فليس عندي شاهدٌ غيرهما 000
فقال الذميُّ :
ولكني أشهد بأن الدرع لك يا أمير المؤمنين 000
ثم أردف قائلاً : يالله !!000
أمير المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه !!000
وقاضيه يقضي لي عليه !!000
أشهد أن الدين الذي يأمر بهذا لَحَقٌ 00
وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً عبده ورسوله 00
إعلم أيها القاضي أنَّ الدرع درع أمير المؤمنين ، وأنني اتبعتُ الجيش وهو منطلق إلى
" صفين " ، فسقطت الدرع عن جمله الأورق فأخذتها 00
فقال له عليّ – رضي الله عنه - :
أما وإنك قد أسلمت فإني وهبتُها لك 000
ووهبت لك معها هذا الفرس أيضاً 000
ولم يمض على هذا الحدث زمن طويل ، حتى شوهد الرجل يقاتل الخوارج تحت راية عليّ ـ رضي الله عنه ـ في يوم " النهروان " ، ويمعن في القتال حتى كتبت له الشهادة !!00
=====================================
المصدر ( صور من حياة التابعين / عبد الرحمن رأفت الباشا )
=====================================
وسنستكمل بعضاً من مواقف وروائع شريح القاضي ـ رحمه الله تعالى ـ بعد رؤية مداخلاتكم وتعليقاتكم بإذن الله 00 فانتظرونا !!!!!
 
جزاك الله خيرا اخي على الروائع والدرر ... نعم انه دين قويم .. رفيع القدر ...ونحن في انتظارك بشوق لمعرفة مواقف القاضي شريح .

تحضرني قصة سمعتها من محاضره لاحد المساجد .... وهي قصة في عصرنا هذا ..
يقول الرجل وهو يحدث عن نفسه " هذا الرجل امام في احد مساجد الولايات الامريكية " .. كنت كل يوم استقل حافلة توصلني الى مقر عملي في الرابطة الاسلامية في المدينة وانا كنت اقيم في احد ضواحي تلك الولاية .. وكنت استقل نفس الحافلة يوميا ذهابا وايابا ... السائق كان يعلم اني امام مسجد المقاطعة .. بين المرة والاخرى كنت احدثه عن المسجد .. ويرى بعض الناس يلقون التحية ..وفي يوم من الايام ركبت الحافلة واعطيت السائق الاجرة وكان لابد ان يعطيني باق .. فاعطاني الباقي وكان اكثر من المفروض ان يرجعه لي .. الرجل الامام يقول: دار في خاطري ان لا اعيد له الباقي ربما لم ينتبه .. ووضعت الفرق في جيبي ... الى ان وصلت الى محطة النزول ... ولا اشعر بنفسي فوضعت يدي في جيبي واخرجت الباقي " الفرق " واعطيته للسائق وقلت له انت اعطيتني هذه النقود وهي ليست من حقي .. اخذ السائق النقود وهو يبتسم وقال : اعلم .. كنت اعطيتك الزيادة لاختبرك .." يعني كيف يتصرف المسلم في هذا الموقف " .. اشهد ان هذا الدين حق وان الاسلام عظيم وعزيز ... واخذ يشكر الرجل على امانته ... يقول الامام : وهو يخجل من نفسه انه كان سيضيع الاسلام بفعله هذا .. وهو امام المسجد فهو قدوة لغيره ... وحمد الله اانه انجاه من فعله الذي اهم به
 
بارك الله فيك أستاذ ابو قصى
على الموضوع الجميل
ومشكورة الأخت maery على القصة المعبرة
تحية طيبة :)
 
جزاك الله خير أخي أبو قصي على الموضوع فقد قرأت قصة شريح هده في كتاب و أظن الدمي كان يهوديا .
و أشكر أختي ماري على القصة الجميلة و أيضا سمعتها من قبل من احدى صديقاتي
جزاكما الله كل خير​
 
جزاك الله خيرا اخي على الروائع والدرر ... نعم انه دين قويم .. رفيع القدر ...ونحن في انتظارك بشوق لمعرفة مواقف القاضي شريح .


تحضرني قصة سمعتها من محاضره لاحد المساجد .... وهي قصة في عصرنا هذا ..
يقول الرجل وهو يحدث عن نفسه " هذا الرجل امام في احد مساجد الولايات الامريكية " .. كنت كل يوم استقل حافلة توصلني الى مقر عملي في الرابطة الاسلامية في المدينة وانا كنت اقيم في احد ضواحي تلك الولاية .. وكنت استقل نفس الحافلة يوميا ذهابا وايابا ... السائق كان يعلم اني امام مسجد المقاطعة .. بين المرة والاخرى كنت احدثه عن المسجد .. ويرى بعض الناس يلقون التحية ..وفي يوم من الايام ركبت الحافلة واعطيت السائق الاجرة وكان لابد ان يعطيني باق .. فاعطاني الباقي وكان اكثر من المفروض ان يرجعه لي .. الرجل الامام يقول: دار في خاطري ان لا اعيد له الباقي ربما لم ينتبه .. ووضعت الفرق في جيبي ... الى ان وصلت الى محطة النزول ... ولا اشعر بنفسي فوضعت يدي في جيبي واخرجت الباقي " الفرق " واعطيته للسائق وقلت له انت اعطيتني هذه النقود وهي ليست من حقي .. اخذ السائق النقود وهو يبتسم وقال : اعلم .. كنت اعطيتك الزيادة لاختبرك .." يعني كيف يتصرف المسلم في هذا الموقف " .. اشهد ان هذا الدين حق وان الاسلام عظيم وعزيز ... واخذ يشكر الرجل على امانته ... يقول الامام : وهو يخجل من نفسه انه كان سيضيع الاسلام بفعله هذا .. وهو امام المسجد فهو قدوة لغيره ... وحمد الله اانه انجاه من فعله الذي اهم به
وأنت جزاك الله خيراً كثيراً أختي الغالية ماري 00 شكر الله
لك عطر مرورك وجميل مداخلاتك التي تثري الموضوع أيما
إثراء 00 والقصة التي ذكرتيها موحية ومعبرة جداً 00 وبمثل
هذه الأخلاق السامية انتشر الإسلام في مشارق الأرض
ومغاربها !! بوركت أختي الكريمة !!00
 
بارك الله فيك أستاذ ابو قصى
على الموضوع الجميل
ومشكورة الأخت maery على القصة المعبرة
تحية طيبة :)
وأنت بارك الله فيك أخي الحبيب وأستاذي دائماً محمد شتيوي 00
مرورك يسعدني ، وتعليقاتك تشجيني 00
سلمت ، وغنمت ، وبوركت أخي الغالي !!00
 
جزاك الله خير أخي أبو قصي على الموضوع فقد قرأت قصة شريح هده في كتاب و أظن الدمي كان يهوديا .
و أشكر أختي ماري على القصة الجميلة و أيضا سمعتها من قبل من احدى صديقاتي
جزاكما الله كل خير
نعم أختي الفاضلة تذكر الروايات أنَّ الذميّ كان يهودياً كما قلت !!
جزاك الله كل خير على مداخلتك القيمة واهتمامك المستمر !!00
 
القاضي شريح قاض فطن وذكي ...وله قصه لا أذكرها الآن في كيف صار قاضيا
 
القاضي شريح قاض فطن وذكي ...وله قصه لا أذكرها الآن في كيف صار قاضيا
بارك الله فيك أخي وحبيبي حضرموت 00 شكر الله
لك إهتمامك وإثراءك الدائم لموضوعاتي 00وكأنك
تريد أن تقول أنَّ صاحبنا العظيم شريح القاضي كان
يمنياً ياحضرمي !! وما المانع في ذلك ؟؟ لو أني
مكانك فسأقولها بكل فخر !! فهؤلاء هم الرجال بحق
والذي يفتخر بهم أي مجتمع !! جعلك الله خير خلف
لخير سلف !!00
 
فهو رجل "يمني" الموطن ، " كندي " العشيرة
الحمد لله أنه من نفس العشيرة التي أنتمي لها ...ولكن ما هذا قصدت أخي ..
والقصة التي استذكرتها الآن هي ..
دخل عليه رجل رجل فقال كيف صرت إلى ما صرت إليه وأنا على ما أراك من ذمامة الخلقة ؟فقال: عندما كنت صغيرا كنت أحب تقليد أبناء الأغنياء في مشيتهم وتصرفاتهم ..فنظرت إلي أمي فأحزنها حالي وقالت لي : أي بني إنك لن تبلغ مثل ما بلغ هؤلاء ..ولكن أدلك على طريق إن سلكته سبقتهم ..فقال لها: ما هو ؟
فقالت أي بني عليك بطلب العلم فإن الله يرفع به أقواما ويضع به آخرين ..
قال : فسمعت كلامها وذهبت لطلب العلم حتى صرت إلى ما صرت إليه.

وذكر ان امراة خاصمت زوجها عنده وكانت تبكي بكاء شديداً فقال له الشعبي‏:‏ اصلح الله القاضي‏!‏ اما ترى شدة بكائها فقال‏:‏ اما علمت ان اخوة يوسف جاؤوا اباهم عشاء يبكون وهم ظلمة, الحكم انما يكون بالبينة لا بالبكاء‏.‏
 
والقصة التي استذكرتها الآن هي ..
دخل عليه رجل رجل فقال كيف صرت إلى ما صرت إليه وأنا على ما أراك من ذمامة الخلقة ؟فقال: عندما كنت صغيرا كنت أحب تقليد أبناء الأغنياء في مشيتهم وتصرفاتهم ..فنظرت إلي أمي فأحزنها حالي وقالت لي : أي بني إنك لن تبلغ مثل ما بلغ هؤلاء ..ولكن أدلك على طريق إن سلكته سبقتهم ..فقال لها: ما هو ؟
فقالت أي بني عليك بطلب العلم فإن الله يرفع به أقواما ويضع به آخرين ..
قال : فسمعت كلامها وذهبت لطلب العلم حتى صرت إلى ما صرت إليه.

وذكر ان امراة خاصمت زوجها عنده وكانت تبكي بكاء شديداً فقال له الشعبي‏:‏ اصلح الله القاضي‏!‏ اما ترى شدة بكائها فقال‏:‏ اما علمت ان اخوة يوسف جاؤوا اباهم عشاء يبكون وهم ظلمة, الحكم انما يكون بالبينة لا بالبكاء‏.
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد الكِنديّ الحضرميّ 00
إضافاتك القيمة تثري الموضوع وبحق !!
شكر الله لك إهتمامك ومتابعتك !!
بوركت !! وسلمت !!00
 
قيل لشريح : بأي شئ أصبت هذا العلم ؟؟
فقال : بمذاكرة العلماء 00 آخذ منهم وأعطيهم !!
كان شعار شريح القاضي ـ رحمه الله ـ الذي يردده في مجالس قضائه قوله :-
غداً سيعلم الظالم من الخاسر !!
إنَّ الظالم ينتظر العِقابَ !!
وإنَّ المظلوم ينتظر النّصَفة َ!!
وإنِّي أحلف بالله ، أنه ما من أحدٍ ترك شيئاً لله عزَّ وجلَّ ثم أحسَّ بفقده !!
وفي السطور القليلة القادمة سوف نستعرض موقفاً آخر من روائع هذا القاضي العظيم !!00

( ب ) موقفه مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
-------------------------------------------------

إبتاع أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطابِ ـ رضي الله عنه ـ فرساً من رجل من الأعراب ، وَنقدَهُ ثمنهُ ، ثم امتطى صهوته ومضى به 00
لكنه ما كاد يبتعد بالفرس طويلاً حتى ظهر فيه عطبٌ عاقه عن مواصلة الجري ، فانثنى به عائداً من حيث انطلق ، وقال للرجل :
خذ فرسك فإنه معطوب 00
فقال الرجل : لا آخذهُ ياأمير المؤمنين وقد بعته منك سليماً صحيحاً 00
فقال عمر : اجعل بيني وبينك حكماً 00
فقال الرجل : يحكم بيننا شريح بن الحارث الكندي 00
فقال عمر رضيت به !!
إحتكم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وصاحب الفرس إلى شريح ، فلمَّا سمع شريح مقالة الأعرابي ، إلتفت إلى عمر بن الخطاب وقال :
هل أخذت الفرس سليماً يا أمير المؤمنين ؟؟
فقال عمر : نعم 00
فقال شريح : إحتفظ بما اشتريت يا أمير المؤمنين ، أو رد كما أخذت !!
فنظر عمر إلى شريح معجباً وقال :
وهل القضاء إلا هكذا ؟؟!!
قولٌ فصلٌ ، وحكمٌ عدلٌ !!
سر إلى الكوفة فقد وليتك قضاؤها !!
----------------------------------------------------------------
المصدر ( صور من حياة التابعين / د0عبد الرحمن رأفت الباشا )

** في إنتظار ردودكم وتعليقاتكم لاستكمال مواقف وروائع شريح القاضي ـ رحمه الله تعالى ـ فانتظرونا !!!!!
 
بارك الله فيك أخي الحبيب أبو قصي ....القاضي شريح لا يحابي أحدا ...بل الحق همته ..ورفع الأذى عن المظلومين ...فرحم الله شريح ورضي عن خليفة المسلمين عمر ...
 
بارك الله فيك أخي الحبيب أبو قصي ....القاضي شريح لا يحابي أحدا ...بل الحق همته ..ورفع الأذى عن المظلومين ...فرحم الله شريح ورضي عن خليفة المسلمين عمر ...
وأنت بارك الله فيك أخي الحبيب حضرموت !!
جزاك الله خيراً على متابعتك المتميزة !!
بوركت ، وسلمت ، وغنمت !!
 
رأى شريحٌ القاضي – رحمه الله تعالى – ذات يوم رجلاً يسأل آخر شيئاً فقال له :
يا ابن أخي من سأل إنساناً حاجة فقد عرض نفسه على الرق 00
فإن قضاها له المسئولُ فقد استعبده بها 00
وإن رده عنها رجع كلاهما ذليلاً 00
هذا بذل البخل !!
وذاك بذل الرد !!
فإذا سألت فاسأل الله 00
وإذا استعنت فاستعن بالله 00
واعلم أنه لا حول ولا قوة ولا عون إلا بالله !!00

( ج ) مواقفه مع أبنائه
-----------------------

( 1 ) من روائع شريح القاضي – رحمه الله تعالى – أنَّ أحد أبنائه قال له يوماً :
يا أبت إنَّ بيني وبين قوم خصومة ، فانظر فيها !!
فإن كان الحق لي قاضيتُهُم ، وإن كان لهم صالحتُهُم !!
ثم قص عليه قصته 000
فقال له : انطلق فقاضهم 00
فمضى إلى خصومه ودعاهم إلى المقاضاة ، فاستجابوا له 00
ولما مثلوا بين يدي شريح ، قضى لهم على ولده 00
فلما رجع شريح وابنه إلى البيت قال الولد لأبيه :
فضحتني يا أبَتِ !!
والله لو لمْ أستشركَ من قبل لما لُمْتـُكَ !!
فقال شريح :
يا بُنَيَّ ، والله لأنت أحبُّ إليَّ من ملءِ الأرض من أمثالهم ، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ أعزُّ عليَّ منك 000
لقد خشيت أن أخبرك بأنَّ الحق لهم ، فتصالحهم صلحاً يفوت عليهم بعض حقهم ، فقلت لك ما قلت !!00
------------------------------------

( 2 ) ومن روائعه أيضاً أنَّ إبناً آخر له كفِـل رجلاً فقبل شريح كفالته ، فما كان من الرجل إلا أنَّ فرَّ هارباً من يد القضاء 00
فسجن شريحٌ ولده بالرجلِ الفارِّ !!
وكان ينقلُ لهُ طعامَهُ بيدِهِ كلَّ يوم ٍإلى السجن !!00
------------------------------------

( 3 ) ومن روائعه أيضاً أنه كان له صبيّ في نحو العاشرة من عمره ، وكان الصبيّ مؤثراً اللهو ، مولعاً باللعب 00
فافتقده ذات يوم ، فإذا هو قد ترك الكُتَّاب ومضى يتفرج على الكلاب 00
فلما عاد إلى المنزل سأله : أصليت ؟؟
فقال : لا 000
فدعا بقرطاس وقلم وكتب إلى مؤدبه يقول :

ترك الصلاة لأكلُبٍ يسعى لها === يبغي الهـِراشَ مع الغواةِ الرُّجَّس ِ

فليأتينك غدوة بصحيفةٍ === كُتبت له كصحيفة المتلمِّس

فإذا أتاك فداوه بملامة === أو عِظهُ موعظة الأديبِ الكيِّس ِِ

وإذا هممت بضربه فبـِدِرَّةٍ === وإذا بلغت ثلاثة لك فاحْبس ِ

واعلم بأنكَ ما أتيتُ فنفسُهُ === مع ما يُجَرِّعُنِي أعزُّ الأنفس ِ
------------------------------------

رضيَ الله عن الفاروق ، فقد زان مفرق القضاء في الإسلام !!
بلؤلؤةٍ كريمة الأعراق 00
صافية الجوهر 00
رائعة المُجتلَى 00
وحبا المسلمين مصباحاً منيراً !!
مازالوا حتى اليوم يستضيئون بسنا فقهه لشرع الله 00
ويهتدون بنور فهمه لسنة رسول الله 00
ويباهون به الأمم يوم القيامة 00
ورحم الله شريحاً القاضي 00
فقد أقام العدل بين الناس ستين عاماً 00
فما حَافَ على أحد !!
ولا حاد عن حق !!
ولا ميَّز بين ملك وسوقة !!
--------------------------------------------------------------
المصدر ( صور من حياة التابعين / د0عبد الرحمن رأفت الباشا )
 
جزاك الله خير أبو قصي
 
جزاك الله خير أبو قصي
وجزاك أختي الغالية !!
ممنون لك جداً على دوام متابعتك وتميزها !!
وهذا دليل على سمو تواضعك وجميل أدبك وأخلاقك !!
دمت لنا بخير دوماً !!00
 
يا ابن أخي من سأل إنساناً حاجة فقد عرض نفسه على الرق 00
فإن قضاها له المسئولُ فقد استعبده بها 00

وإن رده عنها رجع كلاهما ذليلاً 00
إي ورب صدق شريح رحمه الله تعالى
ورحم الله شريحاً القاضي 00
فقد أقام العدل بين الناس ستين عاماً 00

فما حَافَ على أحد !!
ولا حاد عن حق !!
ولا ميَّز بين ملك وسوقة !!
نسأل الله أن يهد قضاة اليوم لما فيه الخير والصلاح وأن يكون مثل هؤلاء قدوتهم

أحسنت أخي فقد كفيت ووفيت في حق هذا القاضي رحمه الله تعالى ..ومواقفه تثلج القلب ..كيف لا وقد حكم فعدل على ملاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم شهود على عدله فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
 
إي ورب صدق شريح رحمه الله تعالى
نسأل الله أن يهد قضاة اليوم لما فيه الخير والصلاح وأن يكون مثل هؤلاء قدوتهم
أحسنت أخي فقد كفيت ووفيت في حق هذا القاضي رحمه الله تعالى ..ومواقفه تثلج القلب ..كيف لا وقد حكم فعدل على ملاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم شهود على عدله فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
جزاك الله خيراً أخي الحبيب الغالي الكندي الحضرمي اليماني / حضرموت !!
ممنون لك جداً لمتابعتك المتميزة ، وسعيد برأيك المستنير والموفق !!
أخي أعد معي قراءة الفقرة التالية :
[يا بُنَيَّ،والله لأنت أحبُّ إليَّ من ملءِ الأرض من أمثالهم،ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ أعزُّ عليَّ منك00
لقد خشيت أن أخبرك بأنَّ الحق لهم ، فتصالحهم صلحاً يفوت عليهم بعض حقهم ، فقلت لك ما قلت !!]

فأنا والله لم أستطع أن أتمالك نفسي من الإعجاب الطاغي بعظمة هذا الرجل العظيم ، وبروعة هذه النماذج الرائعة والمشرفة من سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، ومن مثل حساسيتهم المفرطة في الحق واجتناب الشبهات فضلاً عن الحرام ، لدرجة أنهم كثيراً ما كانوا يتركون بعض المباح خشية الوقوع في الحرام !!
( صلحاً يفوت عليهم بعض حقهم ) ، لهذه الدرجة من الحساسية والإحساس المرهف بحقوق الآخرين !!
وأتساءل عن موقف أحدنا لو كان في عُشر معشار مواقفهم ؟؟!!
وهل سادوا العالم إلا بمثل هذه الأخلاق العالية الرفيعة ؟؟!!
وهل تخلفنا إلا ببعدنا عن سيرة ومنهج مثل هؤلاء السلف العظام ؟؟!!
{ ياحيٌ ياقيومٌ ، أصلح لنا شأننا كلَّه ، ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين } !!..
 
عودة
أعلى