بسم الله الرحمن الرحيم
(سر نجاحك فى الحياة)
هذه الحياة عشناها ونعيشها كركاب قطار منهم من ترجل في محطات (سر نجاحك فى الحياة)
غادرها القطار على غير رجعة وآخرين سيأتي دورهم للترجل في محطات لاحقة سيصلها القطار .. وفي النهاية الكل سيغادر القطار في محطات متفاوتة رسمها لنا المصير المحتوم في رحلة الزمن نحو المجهول.
ركوب القطار ونزوله ليس قرارانا لان ركوبه هو يوم ميلادنا ونزوله هو نهاية المطاف لحياة امتدت لحقبة من الزمن ونحن في هذا لسنا بمخيرين إنها إرادة الخالق المصور ( عز وجل ) والمتروك لنا في هذا الموضوع هو ما فعلناه ونفعله خلال هذه الرحلة المجبرين عليها .. رحلة نجاح ام رحلة فشل منا من عاش وقد نقش اسمه وفعله على صفحات التأريخ ليبقى مخلدا في أجمل صورة عانقت ذاكرة الأجيال وذلك لأنه اختار طريق الارتقاء والعلياء بما جادت به أقواله وأفعاله حتى صارت سيرته منارا لكل الإنسانية في ظلمات الدروب الموحشة ومنا من عاش ومات وكأن شيئا لم يكن تحول إلى كتلة تحت الأرض .. مجرد كتلة بلا سيرة وتأريخ وهذه نهاية حياة هامشية ليس لها ملامح أو جذور ولا تملك مقومات النجاح.
ومنا أيضا من عاش وهو يزرع الشر والدمار .. يركب الأمواج في بحور الظلام .. ينفث السموم ويزرع الأشواك في بساتين الحياة .. انه الاختيار الاسوأ لعيش أسوأ نحو نهاية تلاحقها لعنة التأريخ في أقبح صورة يرسمها الإنسان لنفسه .
وهنا يبرز سؤال مهم مفاده .. ما هو سر النجاح ولماذا الفشل ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب وقفات موضوعية عند بعض الثوابت والمنطلقات الفكرية والاجتماعية وربما تحتاج الإجابة أيضا إلى خوض في بعض التيارات الفلسفية التي قسمت الحياة إلى خطوط عرض وخطوط طول وصورت السلوك الاجتماعي للإنسان كأنه معادلة رياضية لا تقبل اللبس ، وبين كل هذا وذاك لا نريد الدخول في حالة من الضبابية والتعقيد في التفسير لكي نكون موضوعيين وايجابيين في الطرح ومن ثم نبسط الأفكار والطروحات ليسهل هضمها وفهمها من قبل القارئ .
إن للأحزاب والتيارات العلمانية وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع انطلاقا من الأيدلوجيات التي آمنت بها هذه الأحزاب والتيارات .
كما ان للتيارات والأفكار الدينية وجهة نظرها الخاصة بها في هذا الموضوع انطلاقا من التعاليم والمبادئ السماوية التي تحاكي عقل وسلوك الإنسان.
إن جوهر الإجابة على ماطرحناه من تساؤل ستكون في محورين أساسيين أولهما:- عندما يولد الإنسان ويدخل في هذا العالم يكون أشبه بالصفحة البيضاء الفارغة المحتوى عدا بعض العوامل الوراثية التي قسم منها له علاقة بالتكوين الفسيولوجي ووظائف الأعضاء والقسم الاخر له علاقة ببعض السلوكيات والحالات النفسية للإنسان بحسب تفسير علماء النفس وعلماء الاجتماع ، ولا نريد الخوض في هذا الجانب لان هذه الأمور تعتبر حالات لا إرادية ليس للإنسان سطوة عليها. أما ما يهمنا هنا هو الأفعال الإرادية الناجمة عن سلوك وعادات الإنسان والتي يمكن التحكم بها من خلال صقل المهارات والعادات المكتسبة التي تسهم بشكل أو بآخر في نجاح وتقدم الإنسان في الحياة .
هناك بعض الأسر والبيئات الاجتماعية تدفع بالإنسان إلى طريق النجاح والإبداع انطلاقا من مرحلة الطفولة صعودا إلى المراحل الأخرى من حياة الإنسان .. فهي توفر له من بداية حياته الفرصة المثالية في التعليم والاكتساب من خلال المدارس التعليمية ومراكز التعليم والتدريس وكذلك وجود أسرة مثقفة على درجة عالية من التعليم بحيث يعطي دفعة قوية للأفراد الذين ينتمون إلى هذه الأسرة باتجاه تطويرهم وحملهم على الإبداع والتقدم والنجاح ..
كذلك العيش في بيئات متطورة ومجتمعات راقية تعتمد الأساليب العلمية الحديثة في تنشئة الأفراد يكون له الأثر الواضح والفعال في وضع هؤلاء الأفراد على طريق الازدهار والنجاح .
إن الأسباب التي ذكرناها أعلاه تحول الإنسان إلى عنصر منتج بدلا من أن يكون عنصرا مستهلكا يعاني الفشل والضياع .
أما المحور التالي وهو الأهم فهو يتعلق بالجانب المعنوي من حياة الإنسان الذي يتمثل بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تقهر اللتين تنطلقان من جوهر الإنسان مضافا إليهما العامل الخارق .. العامل صاحب القدرة الفائقة والعجيبة الذي لا يخلو منه كل نجاح والذي يعتبر قارب النجاح في بحور الفشل والإحباط إلا وهو مخالفة الهوى ! لقد وردت في القران الكريم الكثير من النصوص التي تحذر الإنسان من الانصياع لهوى النفس والانجرار نحو دعواتها المريبة لان في ذلك الخسران المبين الذي لا يريده الله عز وجل للإنسان الذي خلقه في أحسن تقويم .
اعلم أيها الإنسان أن '' كل ما فوق التراب تراب '' وان مخالفة الهوى هو سر نجاحك في الحياة.
المصدر
جريدة
الراي الاردنية
ركوب القطار ونزوله ليس قرارانا لان ركوبه هو يوم ميلادنا ونزوله هو نهاية المطاف لحياة امتدت لحقبة من الزمن ونحن في هذا لسنا بمخيرين إنها إرادة الخالق المصور ( عز وجل ) والمتروك لنا في هذا الموضوع هو ما فعلناه ونفعله خلال هذه الرحلة المجبرين عليها .. رحلة نجاح ام رحلة فشل منا من عاش وقد نقش اسمه وفعله على صفحات التأريخ ليبقى مخلدا في أجمل صورة عانقت ذاكرة الأجيال وذلك لأنه اختار طريق الارتقاء والعلياء بما جادت به أقواله وأفعاله حتى صارت سيرته منارا لكل الإنسانية في ظلمات الدروب الموحشة ومنا من عاش ومات وكأن شيئا لم يكن تحول إلى كتلة تحت الأرض .. مجرد كتلة بلا سيرة وتأريخ وهذه نهاية حياة هامشية ليس لها ملامح أو جذور ولا تملك مقومات النجاح.
ومنا أيضا من عاش وهو يزرع الشر والدمار .. يركب الأمواج في بحور الظلام .. ينفث السموم ويزرع الأشواك في بساتين الحياة .. انه الاختيار الاسوأ لعيش أسوأ نحو نهاية تلاحقها لعنة التأريخ في أقبح صورة يرسمها الإنسان لنفسه .
وهنا يبرز سؤال مهم مفاده .. ما هو سر النجاح ولماذا الفشل ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب وقفات موضوعية عند بعض الثوابت والمنطلقات الفكرية والاجتماعية وربما تحتاج الإجابة أيضا إلى خوض في بعض التيارات الفلسفية التي قسمت الحياة إلى خطوط عرض وخطوط طول وصورت السلوك الاجتماعي للإنسان كأنه معادلة رياضية لا تقبل اللبس ، وبين كل هذا وذاك لا نريد الدخول في حالة من الضبابية والتعقيد في التفسير لكي نكون موضوعيين وايجابيين في الطرح ومن ثم نبسط الأفكار والطروحات ليسهل هضمها وفهمها من قبل القارئ .
إن للأحزاب والتيارات العلمانية وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع انطلاقا من الأيدلوجيات التي آمنت بها هذه الأحزاب والتيارات .
كما ان للتيارات والأفكار الدينية وجهة نظرها الخاصة بها في هذا الموضوع انطلاقا من التعاليم والمبادئ السماوية التي تحاكي عقل وسلوك الإنسان.
إن جوهر الإجابة على ماطرحناه من تساؤل ستكون في محورين أساسيين أولهما:- عندما يولد الإنسان ويدخل في هذا العالم يكون أشبه بالصفحة البيضاء الفارغة المحتوى عدا بعض العوامل الوراثية التي قسم منها له علاقة بالتكوين الفسيولوجي ووظائف الأعضاء والقسم الاخر له علاقة ببعض السلوكيات والحالات النفسية للإنسان بحسب تفسير علماء النفس وعلماء الاجتماع ، ولا نريد الخوض في هذا الجانب لان هذه الأمور تعتبر حالات لا إرادية ليس للإنسان سطوة عليها. أما ما يهمنا هنا هو الأفعال الإرادية الناجمة عن سلوك وعادات الإنسان والتي يمكن التحكم بها من خلال صقل المهارات والعادات المكتسبة التي تسهم بشكل أو بآخر في نجاح وتقدم الإنسان في الحياة .
هناك بعض الأسر والبيئات الاجتماعية تدفع بالإنسان إلى طريق النجاح والإبداع انطلاقا من مرحلة الطفولة صعودا إلى المراحل الأخرى من حياة الإنسان .. فهي توفر له من بداية حياته الفرصة المثالية في التعليم والاكتساب من خلال المدارس التعليمية ومراكز التعليم والتدريس وكذلك وجود أسرة مثقفة على درجة عالية من التعليم بحيث يعطي دفعة قوية للأفراد الذين ينتمون إلى هذه الأسرة باتجاه تطويرهم وحملهم على الإبداع والتقدم والنجاح ..
كذلك العيش في بيئات متطورة ومجتمعات راقية تعتمد الأساليب العلمية الحديثة في تنشئة الأفراد يكون له الأثر الواضح والفعال في وضع هؤلاء الأفراد على طريق الازدهار والنجاح .
إن الأسباب التي ذكرناها أعلاه تحول الإنسان إلى عنصر منتج بدلا من أن يكون عنصرا مستهلكا يعاني الفشل والضياع .
أما المحور التالي وهو الأهم فهو يتعلق بالجانب المعنوي من حياة الإنسان الذي يتمثل بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تقهر اللتين تنطلقان من جوهر الإنسان مضافا إليهما العامل الخارق .. العامل صاحب القدرة الفائقة والعجيبة الذي لا يخلو منه كل نجاح والذي يعتبر قارب النجاح في بحور الفشل والإحباط إلا وهو مخالفة الهوى ! لقد وردت في القران الكريم الكثير من النصوص التي تحذر الإنسان من الانصياع لهوى النفس والانجرار نحو دعواتها المريبة لان في ذلك الخسران المبين الذي لا يريده الله عز وجل للإنسان الذي خلقه في أحسن تقويم .
اعلم أيها الإنسان أن '' كل ما فوق التراب تراب '' وان مخالفة الهوى هو سر نجاحك في الحياة.
المصدر
جريدة
الراي الاردنية