flowers
مشرف قسم العلاج الطبيعي
صحراء هذي.. أم شَلا أَجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صَياد؟!
مَطَرٌ من الحِيَل القديمة نفسها
والجمرُ أهلي.. والحَصى أولادي
الشعبُ مَاءَ لفرط ما كذب الشُهاد
والماءُ يُشرَبُ في دَم الأشهاد
والشِعْرُ مَاعَ.. لفَرْط ما جاع الذين
بُنُوا به, فالعَفو يا نُقْادي
شَعْبٌ بلا ظَهرٍ أُحاولُ شَدّه
بعَمودِ شِعْرٍ.. فاغفروا لعِنَادي
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
بي حاجةٌ للمدح منذ طفولتي
لم أَلْقَ فينا لائقاً بمداد
فلأغتَنم فوزَ العراق بنفسه
وسُرا فلسطينٌ إلى الأمجاد
وتجشُّمَ اليمن الصمود على الذُرى
وتَحفُزَ الأردنِ للإسناد
وعَجيجَ سُوداني, ورعدَ جزائري
ووَميضَ لُبناني بفجرِ الكادي
وشذا ترابٍ جُثَّ في أَعرَاقِه
بشَذَا شعوبٍ أُشكِمَت بِحِداد
لأَخُطَّ ماءَ قصيدتي من ناره
وأرى المديح يليق بي ويبادي
رَشاشَتي هَذي.. لنِاري هذه..
وغَدِي غَداً للغَنِّ والتَغراد
للدهر أَحقابٌ يليقُ بِجَمْرها
أن تَجْرَحَ الأَشعارُ حَلْقَ الشادي
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
ماذا يقول اليَعْرُبِيُ لظله
والظل فَخّ الطائر الغراد
من مصر قد أوقدْ, إلى شامٍ
فقد قَدْقَدْتُ حتى مِلّني تَقْدَادي
يمضي الحجيجُ إلى معابدهم وقد
أَغْشَت عليها قبضةُ استعباد
بالَ الجنودُ على تراب مَحَجِها
وتَواغَدوا أَيُحَجُّ للأوغاد؟!
بالَ الجنود.. فهل نَمُدُ أَكُفْنا
كي لا يُعَكّرَ زمزم الأجداد؟!
المشهد اكتملت فصول خرابه
والسلم شَدَّدَه على الشَدّاد
بلدٌ كلا بَلدٍ ومُلْكٌ مُهْلِكٌ
وحديدُ شَعبٍ دَانَ للحَدّاد
بابٌ سمائي, والنباحُ فُرودُه
وأنا وأهلُ الباب للإفراد
لأُطَرّقنّ النابحين جميعهم
موتوا فلستم لائقين بزادي
الباب فَتَّحَه الذين استشهدوا
من سلّمَ المفتاح للجلاد؟!
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
ليلٌ يُكَفْنُ في خليج النار
أم أبقارُ (هِيجِل) بُدِّلت بعباد؟!
وقرىً من البطيخ تأكل ناسها
أم كأس (سقراطٍ) بكف (زياد)؟!
مُلْكٌ بِلا مِلْكٍ ومِلْكٌ مَالِكٌ
وملوك مَرْدٍ لاكَموا مُرّاد
سرقوا المفاخر من نيوب أسودنا
فلنفتخر بالسبق في الأَضْداد
من باع جلد ثرىً بثورٍ قبلنا؟!
ودماً مناقصةً, بسوق مزاد
وطنٌ وأضيقُ من فمٍ, حُلمٌ وأصغرُ
من يَدٍ, نِفْطٌ وحَشْو نَفَاد
المشهد اكتملت فصولُ خَرابه
لا نصرَ في نصرٍ بِهذا الوادي
لولا العراقُ يَشُدُّنا من مُوجَعٍ
ويقول إن النارَ تحت رَمَاد
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صَياد؟!
ريحٌ لكسرِ الحلمِ فيما بعضنا
ريحٌ لِمَدِّ الريح بالأمداد
أرأيت دود القَزّ كيف يَنِدُّ
عن يرقَاته.. شغفاً بموت مِدَاد
أرأيت لِلبَحْارِ كيف يَعَضُه
زبدٌ, فيركب عَضَة الإزباد
هو نحن.. تُشْعِلُنا الجراحُ فنغتدي
منها.. ونَشْكُمُها عن الإخماد
يومُ البطولة عاد ثانية إلى
دمنا.. ومَادَ بِمَدِّه المَيْاد
شعبٌ عَصِيُّ العُودِ مِظْفارُ الخُطَى
شَدّادُ حَبل الوُدِ للأوداد
بطلٌ يعلمنا اختراع نجومنا
إن هادَفَتْنا بالنجومِ أَيادي
ويقول لُمُوا الجَمْر نُنضِج ثَمره
لنرُدَ كَيد عَتادهم بعتاد
ولنِرْتَشِف عِسل الحياة إذا حِلا
من نار إِبْرَة نِحْله بِعِنَاد
لم يَبْقَ بعد اليوم جبارٌ ولا قزمٌ
سوى فَادٍ ودون فؤاد
بطلٌ يَرى وَبْلَ الجهاد بصبره
والقلبُ حَافٍ في لَظَىً وقَتَاد
ويقول أين عشيرتي وأنا يدي
رُشِقَت بِصَلْبِ الرَصْد والأَرْصَاد
ليكن بأني قد بُليتُ بِمَرجَلٍ
من قبل, أو ذُقْتُم ببعض رِجاد
من كان رُوحاً يَرمِه بحجارة
قال المسيح.. ولم يَقُل بِبِعاد
فإليَّ يا عَدَدي إليَّ تَوحدوا
هذا زمانٌ ليسَ للآحاد
أنا لست من صخرٍ ولكني أرى
جَبلي.. وأَركبُ صخرَه بوهاد
وأردُ ثَأْر أحبتي وأَحبُّهم
حتى على رَدِّ الثَرى حُسْادي
وإذا سَقطتُ فقد رَفَعْت رؤوسهم
ودمي سيُرضِعُ جَمْرُه أَحفادي
بطلٌ فلسطينيةٌ آياتُهُ
وخَطَى البعيدَ وخَطَّ بالأبعاد
يالـلـفـلسطيني.. يالـمـعلـمٍ
فَاقَ النخيلَ بِتَمْرِه البَغْداي
كُسِرَت جِرارُ (أبي جهادٍ) دُونَه
و(أبي إيادٍ) فَارتَوى بزِناد
يَسقي الحياةَ بِشيبِه وشَبابه
كأساً إذا نَقَصَت يقولُ ازدادي
أَرضعتُ ثدي الكون من فَم رُضَّعي
وأنا البِذَارُ ومِنْجل الحَصّاد
هي ذي الجبالُ تَسلقت بجبالها
كتفي.. فلم تُصْبح من الأنداد
الأرضُ ما ظُلِمَت فلسطينيةٌ
وعِرَاقُها ما عاشَ من أجناد
*****
صحراء هذي أم شلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
وطنٌ خليجُ النار يَكتُب دِيدَهُ
جِبْحَاً ليُقْرِأَ شَهْدُه أعدادي
وطنٌ لتَنْفِرَ صورةٌ عربيةٌ
عن لونِها المُتَلَبْدِ المُعْتاد
هي حكمةٌ أُخرى ستَعْصِفُ ريحُها
بِعِقَالِ عَقَلٍ نَاءَ بالأصْفاد
العقلُ أَعْقَلُ عندنا مما نحب
فَجنْنينا يا حياةُ ونَادي
يقوى القويُ بضعفِ من ضَعُفُوا
كما يَقْسُو الوِسَادُ بِرِقْةِ الوَسْاد
ويضيع قَصْدُ القول من يدِ قَصْدِه
إن ضاعَ فيه تَعدّد القُصّاد
فالسِلْمُ سَمْلٌ لي.. وسُلَّمُهم إلى
زادي ليدخروا.. ويَفْنَى زادي
والعدل أن يَزِنُوا.. فمكيالٌ
لنا, ولهم مكاييل بلا تعداد
وحقوق إنساني بغابتِهم فمٌ
متبسمٌ, والناب بالمرصاد
يَإِِدُونَ بُلداني ويُعْمُونَ الخُطَى
ويُخَرِّبون مَدَائني ببوادي
ويعذبون الطفل في فم أُمّه
وينكلون بعاقلي وجمادي
ويبدلون مَمَالِكِي ومُلُوكَها
بِدُمَىً مُحَرَّكَةٍ على أوتاد
فإذا رَدَدْت سلاحهم بسلاحهم
جَلدوا دمي.. وَوُصِفْتُ بالجلاد
كُشِفَت لنا العورات.. بِئْس حضارةٍ
تَبْني عِبَاداً من رُكامِ عِباد
طوبى لبغدادَ التي عَصَفَتْ على
كم من قِناعٍ خادعٍ كَيّاد
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
(يانكي).. و(ياجوجٌ).. و(مأجوجٌ)..
ومَأْجورٌ عَلَيَّ حَسِبْتُهُ مِنْجَادي
عارٌ يُراقُ دَمُ العراق وبعضنا
ريقٌ يَغُطُّ دمائه بِرُقاد
يا حالمين بوحدةٍ أَفَلَمْ تَرَوْا
كم وَحْدَتنا ذِلّةٌ وأعادي؟!
أُرنُوا إلى كم تاج مُلْكٍ تحته
سُوّاسُ اسطبلٍ وسِربُ جَراد
لأكادُ أَصرخُ إذ يثورُ نَهيقُهم
من فُولِ فَاسَ.. إلى هُراقِ الضَاد
أَحديقةُ الحيوان هذي أم تُرى
بِيْدٌ تُسميها الدَوابُ بلادي؟!
أسدٌ على.. فهدٍ على.. نمرٍ على..
أكوامِ فِئْرانٍ وبَحر قَرَاد
وترى الجميع على العَوَادي بَعْرَةً
وعلى الموائدِ والنساءِ عَوادي
حتى الحمارُ غَدوتُ أَخْشَى لَمْسَهُ
فَلعله أَحَدٌ من الأسياد
زعماء إن سمعوا الزئير تبولوا
في قاعِ سروالٍ وتحت وِسَاد
زعماء إن زأر العراق تبولوا
في قاعِ سِروالٍ وتحت وِسَاد
وتَبَللَوا.. فَتَحَللَوا.. فَتَسَللَوا..
فَتَذَللَوا.. فَتَعَللَوا بِحِياد
قَبْرُ المُحايدِ حيث عاشَ حِيَادُه
ما بين أبيض عَيْشِهِ وسَواد
من كان ذا مُلْكٍ ولم يَكْمُلْ بِه
مَلَكَتْهُ وَصْمَتُه مَدى الآمَاد
فتسلقوا كَتِفَ العراق وخَلفه سِيرُوا
فذا صوتُ الحياةِ يُنَادي
تَرِثُ الشعوبُ ثيابها عن صُوفَةٍ
في النار تَنْسِجُها بِنَوْلِ حِدَاد
عَريان.. فَالِقُ شَاتِهِ عما ارتَدى
سَهْلٌ تَوَهْجُه على التَبْدَاد
كَاسٍ.. من التَمَعَتْ خُيوطُ ثيابه
مَخْطُوفَةً من فَرْوَةِ الآساد
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
الفُلْكُ عَائِدَةٌ على أَزواجِها
وأنا العراقُ مُزَوِّجُ الأَعْياد
يا خَاذِلَيَّ لكي تعيشوا تُبَّعاً
مُوتوا.. فلستم لائِقينَ بِزَادي
ستطبِّلون لِفَرْحَةٍ مَغْشُوشَةٍ
وسَتَخْرُجون لِفَرحَةٍ بِحِدَاد
سيدوسكم نَعْلُ الذي لَذْتُم به
دَوْسَ الحوافر.. نَاعِمَ الأكباد
وستندمون ولا تَبُلُّ نَدَامَةٌ
ما جَفَّ من حِسٍّ ومِن أَعْوَاد
لا شيء يُولَدُ من رَدَى ذاكَ الصَدَى
ولقد وُلِدْتُم من صَدَا الأَغْماد
مهما يِكُنْ هذا (الصُبَاحُ) فإنه
ضِدَّ الصَبَاحِ, لأنه طُرْوَادي
موتوا إذن.. لنرى صَبَاحاً لائِقاً
موتوا.. فَلستُم لائقين بِزَادي
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
لا شيء بعد اليوم بَاقٍ مثلما هوَ..
فاسمعوا صَمْت الحَياةِ يُنَادي
الأرضُ تَصرُخُ في الشعوبِ تَحَرَكي
بالنارِ.. بالأَحجارِ.. بالأَطْوَاد
تتصارع الطَبَقاتُ في زُنَّارِها
وتُصِرُّ.. تاريخُ الصراعِ سَمَادي
لابد من حربٍ بكل مدينةٍ.. أو
قريةٍ.. أو ساحةٍ.. أو نَادي
القمح.. حاربَ كي يَصيرَ سَنابلاً
والقَفْر.. حاربَ كي يَصيرَ بَوادي
والنمل.. حاربَت الرمالَ بِظِفْرِها
كي لا تُدَاسَ بِظَفْرَةِ المُرتَاد
والورد.. حاربَ في الرياحِ برُوحِه
حتى تَفيضَ بريحِه وتُهَادي
الحرب, حِبْرُ زماننا من أَولٍ
إنْ كانَ حِبْراً من دَمٍ وَقَّاد
الحرب, حِبْرُ الكاتبين بِعُمْرهم
ما ضَمَت الأَوراقُ من أَمْجَاد
سِلْمُ الضعيف, عصا الطُغَاةِ
وحَرْبُه, إن لم تَفِ العُدوانَ تُعْيي العَادي
ماذا يُهِمُ الجَذْعَ وهو نُخَالةٌ
ألا يَجيءَ الماءُ في المِيعاد؟!
أما القويُ فَحَتْفُهُ في ظُلْمِه
هل صَارَ رَعْداً حَاذِقُ الإرعِاد
لا يُعْجِبَنَّ الدُبَّ دِفئُ فِرَائِه
فهو الذي يَرميه للصَّياد
قَدَرُ الشعوبِ إذا رَأَتْ وقَضَائُها
حُرِّيَةٌ تُدْمي يَدَ الجَلاد
وإذا سَرَتْ في الأرضِ غُصَّةُ نَاسِها
جَادَتْ بما استَعْصَى عن الإيجَاد
هِمْنَا بِسَاسَتِنَا.. نَهيمُ إلى سُدى
هل سَاسَنا إلا ذَوو مِهْمَاد
نَصْبوا بِهِمَّتِهم إلى أُمثُولَةٍ
مَحْظِيَّةٍ بِحَصَانَةٍ وحَصَاد
فتَحَاوَرا.. وتَشَاوَرا.. وتَنَاوَروا..
وتَدَاوَروا.. ودَوَوّا بِلَهْجَة هَادي
لما نُنْهِضُ الدنيا وذَاكَ قُعُودُها
أَحْلَى لِضَرْبِ الطَبلِ والأَعْوَاد؟!
وعَلامَ نَصْنَعُ طائرات رُكوبِنا
وظُهورُنا دَوماً على استعداد؟!
وعَلامَ قنبلة الدموعِ وعندنا بَصَلٌ
يُسيلُ الدَمعَ في الأُورَاد؟!
كدنا نَخافُ إذا طَلَبْنا أَنْجُماً
أن يُرشِدُونَا للحَصَى في الوادي
الحربَ يا شعبي.. فلا غَدَ سَالمٌ
إلا بِحربٍ مُرَّةٍ وجِلاد
حربُ العروبة هذه من أجلكم
يا رومُ.. يا إفرَنجُ.. يا رُصّادي
كي لا تَمُدَّ حضارةُ الدنيا غَدَاً
لِرُعَاةِ أبقارٍ عَنانَ قِياد
ماذا سَنَخْسرُ غير قُوّادٍ بَدَوْا
من جَمْعِ قَوّادٍ إلى قَوّاد
سَرقوا طُفولة حُلْمِنا وتَعَلَموا
أن يَقْتُلوها في قُمَاطِ مِهَاد
وتَسَقْرطوا.. فَتَهَرْطَقوا.. فتَدَقْرَطوا
فَتَبَقْرَطوا.. فَتَمَرْطَقوا.. بِكَسَاد
فاسْتَعْرَشوا.. فاسْتَهوَشوا.. فاسْتَكْرَشوا..
وبُنُوكُ ذاك الغَرْبِ من أَشْهَاد
فَتَوَرّموا.. فَتَوَرّلَموا.. فَتَبَرّلَموا..
حتى سَأَلنا مِقْبَضَ المِجْلاد
أفبرلماناتٌ تُرى أم جَمْعُ بِرميلٍ
يُصَرَّفُ ضِدَّ صَرْفِ الضَاد؟!
من فَرّطِ ما قَبَضوا عَلينا وادَّعَوا
تَحريرنا.. بِعُهودِهِم وجِهاد
كِدْنا نَقُولُ لهم كَفَى حُرّيةً
جُعْنَا إلى شَيءٍ مِن استعباد
*****
صحراء هذي.. بَلْ شَلا أَجساد؟!
بَلْ بَيْضُ عُمري.. بَلْ رَحى صَياد؟!
بَل رِيشُ حُلمي.. بَل جَنَاحُ حَميَّتي..
بَلْ وَمْضُ يَومِي نَابِضَاً بِشِهَاد
نَفَخَ العراق على دَمي فَكَأنني
شَجَرٌ.. وَلِي عِرّقٌ بِكلِ بِلاد
وكَأَنني في الأَرضِ صَاحِبُ ثَأْرِها
ما خَاضَ أَعْدَاءٌ على عَدّاد
ليَكُن بِأَنّا لن نَهُدَّ عَصَاتَهُم عَجَلاً
وقد نُرْمَى بِسَهْم العَادي
الحربُ ليست في انتصارٍ عَاجلٍ
الحربُ في استمرارها المُتَمَادي
للحربِ أَطْوَارٌ, غَداً قد تَختفي
نَارٌ وتَسْري تَحتُ للآباد
هو نُوحُنا الثاني.. إذا رَاياتُه
عَربيةٌ.. وشِرَاعُه بَغْدادي
ويقولُ إني قَاصِدٌ دَوّامَةَ الطُوفَانِ
كي تَرِثَ الذُرَى قُصَّادي
طفلُ الحجارة سَاعِدِي وبِدَايَتي
والقدسُ وَعدٌ صَادِقُ المِيعَاد
قَاسي المَحَبَّة والجُذُوعُ لِحَائُها
قَاسٍ.. وأَحْدَوا شَهوَتي بِعِنادي
لا سَقْفَ يُرضيني سِوَى عَدَمِ الرِضَى
وعلى رَمَادي اعْتَدّتُ قَدْحَ زِنَادي
فَتَرَجّلوا إن أَتْعَبَتّكُم رِحْلَتي
إني فَتىً أُنْجِبْتُ فَوقَ جِيَاد
فإذا وَقَعْتُ فَتِلكَ مَوْقِعَتي أَنا
الشَعْبُ شَعْبي.. والبِلادُ بِلادي
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صَياد؟!
مَطَرٌ من الحِيَل القديمة نفسها
والجمرُ أهلي.. والحَصى أولادي
الشعبُ مَاءَ لفرط ما كذب الشُهاد
والماءُ يُشرَبُ في دَم الأشهاد
والشِعْرُ مَاعَ.. لفَرْط ما جاع الذين
بُنُوا به, فالعَفو يا نُقْادي
شَعْبٌ بلا ظَهرٍ أُحاولُ شَدّه
بعَمودِ شِعْرٍ.. فاغفروا لعِنَادي
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
بي حاجةٌ للمدح منذ طفولتي
لم أَلْقَ فينا لائقاً بمداد
فلأغتَنم فوزَ العراق بنفسه
وسُرا فلسطينٌ إلى الأمجاد
وتجشُّمَ اليمن الصمود على الذُرى
وتَحفُزَ الأردنِ للإسناد
وعَجيجَ سُوداني, ورعدَ جزائري
ووَميضَ لُبناني بفجرِ الكادي
وشذا ترابٍ جُثَّ في أَعرَاقِه
بشَذَا شعوبٍ أُشكِمَت بِحِداد
لأَخُطَّ ماءَ قصيدتي من ناره
وأرى المديح يليق بي ويبادي
رَشاشَتي هَذي.. لنِاري هذه..
وغَدِي غَداً للغَنِّ والتَغراد
للدهر أَحقابٌ يليقُ بِجَمْرها
أن تَجْرَحَ الأَشعارُ حَلْقَ الشادي
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
ماذا يقول اليَعْرُبِيُ لظله
والظل فَخّ الطائر الغراد
من مصر قد أوقدْ, إلى شامٍ
فقد قَدْقَدْتُ حتى مِلّني تَقْدَادي
يمضي الحجيجُ إلى معابدهم وقد
أَغْشَت عليها قبضةُ استعباد
بالَ الجنودُ على تراب مَحَجِها
وتَواغَدوا أَيُحَجُّ للأوغاد؟!
بالَ الجنود.. فهل نَمُدُ أَكُفْنا
كي لا يُعَكّرَ زمزم الأجداد؟!
المشهد اكتملت فصول خرابه
والسلم شَدَّدَه على الشَدّاد
بلدٌ كلا بَلدٍ ومُلْكٌ مُهْلِكٌ
وحديدُ شَعبٍ دَانَ للحَدّاد
بابٌ سمائي, والنباحُ فُرودُه
وأنا وأهلُ الباب للإفراد
لأُطَرّقنّ النابحين جميعهم
موتوا فلستم لائقين بزادي
الباب فَتَّحَه الذين استشهدوا
من سلّمَ المفتاح للجلاد؟!
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
ليلٌ يُكَفْنُ في خليج النار
أم أبقارُ (هِيجِل) بُدِّلت بعباد؟!
وقرىً من البطيخ تأكل ناسها
أم كأس (سقراطٍ) بكف (زياد)؟!
مُلْكٌ بِلا مِلْكٍ ومِلْكٌ مَالِكٌ
وملوك مَرْدٍ لاكَموا مُرّاد
سرقوا المفاخر من نيوب أسودنا
فلنفتخر بالسبق في الأَضْداد
من باع جلد ثرىً بثورٍ قبلنا؟!
ودماً مناقصةً, بسوق مزاد
وطنٌ وأضيقُ من فمٍ, حُلمٌ وأصغرُ
من يَدٍ, نِفْطٌ وحَشْو نَفَاد
المشهد اكتملت فصولُ خَرابه
لا نصرَ في نصرٍ بِهذا الوادي
لولا العراقُ يَشُدُّنا من مُوجَعٍ
ويقول إن النارَ تحت رَمَاد
*****
صحراء هذي.. أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صَياد؟!
ريحٌ لكسرِ الحلمِ فيما بعضنا
ريحٌ لِمَدِّ الريح بالأمداد
أرأيت دود القَزّ كيف يَنِدُّ
عن يرقَاته.. شغفاً بموت مِدَاد
أرأيت لِلبَحْارِ كيف يَعَضُه
زبدٌ, فيركب عَضَة الإزباد
هو نحن.. تُشْعِلُنا الجراحُ فنغتدي
منها.. ونَشْكُمُها عن الإخماد
يومُ البطولة عاد ثانية إلى
دمنا.. ومَادَ بِمَدِّه المَيْاد
شعبٌ عَصِيُّ العُودِ مِظْفارُ الخُطَى
شَدّادُ حَبل الوُدِ للأوداد
بطلٌ يعلمنا اختراع نجومنا
إن هادَفَتْنا بالنجومِ أَيادي
ويقول لُمُوا الجَمْر نُنضِج ثَمره
لنرُدَ كَيد عَتادهم بعتاد
ولنِرْتَشِف عِسل الحياة إذا حِلا
من نار إِبْرَة نِحْله بِعِنَاد
لم يَبْقَ بعد اليوم جبارٌ ولا قزمٌ
سوى فَادٍ ودون فؤاد
بطلٌ يَرى وَبْلَ الجهاد بصبره
والقلبُ حَافٍ في لَظَىً وقَتَاد
ويقول أين عشيرتي وأنا يدي
رُشِقَت بِصَلْبِ الرَصْد والأَرْصَاد
ليكن بأني قد بُليتُ بِمَرجَلٍ
من قبل, أو ذُقْتُم ببعض رِجاد
من كان رُوحاً يَرمِه بحجارة
قال المسيح.. ولم يَقُل بِبِعاد
فإليَّ يا عَدَدي إليَّ تَوحدوا
هذا زمانٌ ليسَ للآحاد
أنا لست من صخرٍ ولكني أرى
جَبلي.. وأَركبُ صخرَه بوهاد
وأردُ ثَأْر أحبتي وأَحبُّهم
حتى على رَدِّ الثَرى حُسْادي
وإذا سَقطتُ فقد رَفَعْت رؤوسهم
ودمي سيُرضِعُ جَمْرُه أَحفادي
بطلٌ فلسطينيةٌ آياتُهُ
وخَطَى البعيدَ وخَطَّ بالأبعاد
يالـلـفـلسطيني.. يالـمـعلـمٍ
فَاقَ النخيلَ بِتَمْرِه البَغْداي
كُسِرَت جِرارُ (أبي جهادٍ) دُونَه
و(أبي إيادٍ) فَارتَوى بزِناد
يَسقي الحياةَ بِشيبِه وشَبابه
كأساً إذا نَقَصَت يقولُ ازدادي
أَرضعتُ ثدي الكون من فَم رُضَّعي
وأنا البِذَارُ ومِنْجل الحَصّاد
هي ذي الجبالُ تَسلقت بجبالها
كتفي.. فلم تُصْبح من الأنداد
الأرضُ ما ظُلِمَت فلسطينيةٌ
وعِرَاقُها ما عاشَ من أجناد
*****
صحراء هذي أم شلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
وطنٌ خليجُ النار يَكتُب دِيدَهُ
جِبْحَاً ليُقْرِأَ شَهْدُه أعدادي
وطنٌ لتَنْفِرَ صورةٌ عربيةٌ
عن لونِها المُتَلَبْدِ المُعْتاد
هي حكمةٌ أُخرى ستَعْصِفُ ريحُها
بِعِقَالِ عَقَلٍ نَاءَ بالأصْفاد
العقلُ أَعْقَلُ عندنا مما نحب
فَجنْنينا يا حياةُ ونَادي
يقوى القويُ بضعفِ من ضَعُفُوا
كما يَقْسُو الوِسَادُ بِرِقْةِ الوَسْاد
ويضيع قَصْدُ القول من يدِ قَصْدِه
إن ضاعَ فيه تَعدّد القُصّاد
فالسِلْمُ سَمْلٌ لي.. وسُلَّمُهم إلى
زادي ليدخروا.. ويَفْنَى زادي
والعدل أن يَزِنُوا.. فمكيالٌ
لنا, ولهم مكاييل بلا تعداد
وحقوق إنساني بغابتِهم فمٌ
متبسمٌ, والناب بالمرصاد
يَإِِدُونَ بُلداني ويُعْمُونَ الخُطَى
ويُخَرِّبون مَدَائني ببوادي
ويعذبون الطفل في فم أُمّه
وينكلون بعاقلي وجمادي
ويبدلون مَمَالِكِي ومُلُوكَها
بِدُمَىً مُحَرَّكَةٍ على أوتاد
فإذا رَدَدْت سلاحهم بسلاحهم
جَلدوا دمي.. وَوُصِفْتُ بالجلاد
كُشِفَت لنا العورات.. بِئْس حضارةٍ
تَبْني عِبَاداً من رُكامِ عِباد
طوبى لبغدادَ التي عَصَفَتْ على
كم من قِناعٍ خادعٍ كَيّاد
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
(يانكي).. و(ياجوجٌ).. و(مأجوجٌ)..
ومَأْجورٌ عَلَيَّ حَسِبْتُهُ مِنْجَادي
عارٌ يُراقُ دَمُ العراق وبعضنا
ريقٌ يَغُطُّ دمائه بِرُقاد
يا حالمين بوحدةٍ أَفَلَمْ تَرَوْا
كم وَحْدَتنا ذِلّةٌ وأعادي؟!
أُرنُوا إلى كم تاج مُلْكٍ تحته
سُوّاسُ اسطبلٍ وسِربُ جَراد
لأكادُ أَصرخُ إذ يثورُ نَهيقُهم
من فُولِ فَاسَ.. إلى هُراقِ الضَاد
أَحديقةُ الحيوان هذي أم تُرى
بِيْدٌ تُسميها الدَوابُ بلادي؟!
أسدٌ على.. فهدٍ على.. نمرٍ على..
أكوامِ فِئْرانٍ وبَحر قَرَاد
وترى الجميع على العَوَادي بَعْرَةً
وعلى الموائدِ والنساءِ عَوادي
حتى الحمارُ غَدوتُ أَخْشَى لَمْسَهُ
فَلعله أَحَدٌ من الأسياد
زعماء إن سمعوا الزئير تبولوا
في قاعِ سروالٍ وتحت وِسَاد
زعماء إن زأر العراق تبولوا
في قاعِ سِروالٍ وتحت وِسَاد
وتَبَللَوا.. فَتَحَللَوا.. فَتَسَللَوا..
فَتَذَللَوا.. فَتَعَللَوا بِحِياد
قَبْرُ المُحايدِ حيث عاشَ حِيَادُه
ما بين أبيض عَيْشِهِ وسَواد
من كان ذا مُلْكٍ ولم يَكْمُلْ بِه
مَلَكَتْهُ وَصْمَتُه مَدى الآمَاد
فتسلقوا كَتِفَ العراق وخَلفه سِيرُوا
فذا صوتُ الحياةِ يُنَادي
تَرِثُ الشعوبُ ثيابها عن صُوفَةٍ
في النار تَنْسِجُها بِنَوْلِ حِدَاد
عَريان.. فَالِقُ شَاتِهِ عما ارتَدى
سَهْلٌ تَوَهْجُه على التَبْدَاد
كَاسٍ.. من التَمَعَتْ خُيوطُ ثيابه
مَخْطُوفَةً من فَرْوَةِ الآساد
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
الفُلْكُ عَائِدَةٌ على أَزواجِها
وأنا العراقُ مُزَوِّجُ الأَعْياد
يا خَاذِلَيَّ لكي تعيشوا تُبَّعاً
مُوتوا.. فلستم لائِقينَ بِزَادي
ستطبِّلون لِفَرْحَةٍ مَغْشُوشَةٍ
وسَتَخْرُجون لِفَرحَةٍ بِحِدَاد
سيدوسكم نَعْلُ الذي لَذْتُم به
دَوْسَ الحوافر.. نَاعِمَ الأكباد
وستندمون ولا تَبُلُّ نَدَامَةٌ
ما جَفَّ من حِسٍّ ومِن أَعْوَاد
لا شيء يُولَدُ من رَدَى ذاكَ الصَدَى
ولقد وُلِدْتُم من صَدَا الأَغْماد
مهما يِكُنْ هذا (الصُبَاحُ) فإنه
ضِدَّ الصَبَاحِ, لأنه طُرْوَادي
موتوا إذن.. لنرى صَبَاحاً لائِقاً
موتوا.. فَلستُم لائقين بِزَادي
*****
صحراء هذي أم شَلا أجساد؟!
أم بَيْضُ عُمري في رَحى صياد؟!
لا شيء بعد اليوم بَاقٍ مثلما هوَ..
فاسمعوا صَمْت الحَياةِ يُنَادي
الأرضُ تَصرُخُ في الشعوبِ تَحَرَكي
بالنارِ.. بالأَحجارِ.. بالأَطْوَاد
تتصارع الطَبَقاتُ في زُنَّارِها
وتُصِرُّ.. تاريخُ الصراعِ سَمَادي
لابد من حربٍ بكل مدينةٍ.. أو
قريةٍ.. أو ساحةٍ.. أو نَادي
القمح.. حاربَ كي يَصيرَ سَنابلاً
والقَفْر.. حاربَ كي يَصيرَ بَوادي
والنمل.. حاربَت الرمالَ بِظِفْرِها
كي لا تُدَاسَ بِظَفْرَةِ المُرتَاد
والورد.. حاربَ في الرياحِ برُوحِه
حتى تَفيضَ بريحِه وتُهَادي
الحرب, حِبْرُ زماننا من أَولٍ
إنْ كانَ حِبْراً من دَمٍ وَقَّاد
الحرب, حِبْرُ الكاتبين بِعُمْرهم
ما ضَمَت الأَوراقُ من أَمْجَاد
سِلْمُ الضعيف, عصا الطُغَاةِ
وحَرْبُه, إن لم تَفِ العُدوانَ تُعْيي العَادي
ماذا يُهِمُ الجَذْعَ وهو نُخَالةٌ
ألا يَجيءَ الماءُ في المِيعاد؟!
أما القويُ فَحَتْفُهُ في ظُلْمِه
هل صَارَ رَعْداً حَاذِقُ الإرعِاد
لا يُعْجِبَنَّ الدُبَّ دِفئُ فِرَائِه
فهو الذي يَرميه للصَّياد
قَدَرُ الشعوبِ إذا رَأَتْ وقَضَائُها
حُرِّيَةٌ تُدْمي يَدَ الجَلاد
وإذا سَرَتْ في الأرضِ غُصَّةُ نَاسِها
جَادَتْ بما استَعْصَى عن الإيجَاد
هِمْنَا بِسَاسَتِنَا.. نَهيمُ إلى سُدى
هل سَاسَنا إلا ذَوو مِهْمَاد
نَصْبوا بِهِمَّتِهم إلى أُمثُولَةٍ
مَحْظِيَّةٍ بِحَصَانَةٍ وحَصَاد
فتَحَاوَرا.. وتَشَاوَرا.. وتَنَاوَروا..
وتَدَاوَروا.. ودَوَوّا بِلَهْجَة هَادي
لما نُنْهِضُ الدنيا وذَاكَ قُعُودُها
أَحْلَى لِضَرْبِ الطَبلِ والأَعْوَاد؟!
وعَلامَ نَصْنَعُ طائرات رُكوبِنا
وظُهورُنا دَوماً على استعداد؟!
وعَلامَ قنبلة الدموعِ وعندنا بَصَلٌ
يُسيلُ الدَمعَ في الأُورَاد؟!
كدنا نَخافُ إذا طَلَبْنا أَنْجُماً
أن يُرشِدُونَا للحَصَى في الوادي
الحربَ يا شعبي.. فلا غَدَ سَالمٌ
إلا بِحربٍ مُرَّةٍ وجِلاد
حربُ العروبة هذه من أجلكم
يا رومُ.. يا إفرَنجُ.. يا رُصّادي
كي لا تَمُدَّ حضارةُ الدنيا غَدَاً
لِرُعَاةِ أبقارٍ عَنانَ قِياد
ماذا سَنَخْسرُ غير قُوّادٍ بَدَوْا
من جَمْعِ قَوّادٍ إلى قَوّاد
سَرقوا طُفولة حُلْمِنا وتَعَلَموا
أن يَقْتُلوها في قُمَاطِ مِهَاد
وتَسَقْرطوا.. فَتَهَرْطَقوا.. فتَدَقْرَطوا
فَتَبَقْرَطوا.. فَتَمَرْطَقوا.. بِكَسَاد
فاسْتَعْرَشوا.. فاسْتَهوَشوا.. فاسْتَكْرَشوا..
وبُنُوكُ ذاك الغَرْبِ من أَشْهَاد
فَتَوَرّموا.. فَتَوَرّلَموا.. فَتَبَرّلَموا..
حتى سَأَلنا مِقْبَضَ المِجْلاد
أفبرلماناتٌ تُرى أم جَمْعُ بِرميلٍ
يُصَرَّفُ ضِدَّ صَرْفِ الضَاد؟!
من فَرّطِ ما قَبَضوا عَلينا وادَّعَوا
تَحريرنا.. بِعُهودِهِم وجِهاد
كِدْنا نَقُولُ لهم كَفَى حُرّيةً
جُعْنَا إلى شَيءٍ مِن استعباد
*****
صحراء هذي.. بَلْ شَلا أَجساد؟!
بَلْ بَيْضُ عُمري.. بَلْ رَحى صَياد؟!
بَل رِيشُ حُلمي.. بَل جَنَاحُ حَميَّتي..
بَلْ وَمْضُ يَومِي نَابِضَاً بِشِهَاد
نَفَخَ العراق على دَمي فَكَأنني
شَجَرٌ.. وَلِي عِرّقٌ بِكلِ بِلاد
وكَأَنني في الأَرضِ صَاحِبُ ثَأْرِها
ما خَاضَ أَعْدَاءٌ على عَدّاد
ليَكُن بِأَنّا لن نَهُدَّ عَصَاتَهُم عَجَلاً
وقد نُرْمَى بِسَهْم العَادي
الحربُ ليست في انتصارٍ عَاجلٍ
الحربُ في استمرارها المُتَمَادي
للحربِ أَطْوَارٌ, غَداً قد تَختفي
نَارٌ وتَسْري تَحتُ للآباد
هو نُوحُنا الثاني.. إذا رَاياتُه
عَربيةٌ.. وشِرَاعُه بَغْدادي
ويقولُ إني قَاصِدٌ دَوّامَةَ الطُوفَانِ
كي تَرِثَ الذُرَى قُصَّادي
طفلُ الحجارة سَاعِدِي وبِدَايَتي
والقدسُ وَعدٌ صَادِقُ المِيعَاد
قَاسي المَحَبَّة والجُذُوعُ لِحَائُها
قَاسٍ.. وأَحْدَوا شَهوَتي بِعِنادي
لا سَقْفَ يُرضيني سِوَى عَدَمِ الرِضَى
وعلى رَمَادي اعْتَدّتُ قَدْحَ زِنَادي
فَتَرَجّلوا إن أَتْعَبَتّكُم رِحْلَتي
إني فَتىً أُنْجِبْتُ فَوقَ جِيَاد
فإذا وَقَعْتُ فَتِلكَ مَوْقِعَتي أَنا
الشَعْبُ شَعْبي.. والبِلادُ بِلادي