شاعر و قصيدة
الشاعر :
إيليا أبو ماضي
يعد إيليا أبو ماضي من أشهر شعراء المهجر الأمريكي شماليه وجنوبيه. ولد في قرية المحيدثة بقرب بكفيّا بلبنان. وفي وقت مبكر من شبابه رحل إلى مصر، واستقر في الإسكندرية يزاول التجارة مع عمه. ولكنه ـ فيما يبدو ـ لم يكن مقتنعاً بذلك الربح القليل الذي يحصل عليه من تجارته تلك، فرحل إلى العالم الجديد (أمريكا)، ولا سيما بعد أن سبقه إلى ذلك العالم، ومهد له الطريق عدد كبير من أبناء سورية ولبنان. واستقر به المقام أخيراً في (بروكلين) قرب نيويورك، وأسهم في نشاط الرابطة القلمية، وأصدر مجلة السمير سنة ألف وتسع مئة وتسع وعشرين 1929م. وخلال حياته توفر على قول الشعر، حيث صدر له ديوانه الأول (تذكار الماضي)، ثم ديوان (إيليا أبو ماضي)، ثم صدر له ديوانا (الجداول) و(الخمائل)، وطبع له بعد وفاته ديوانه (تبر وتراب).
وجمع الأستاذ زهير مرزا (1923 ـ 1956م) دواوينه المذكورة في مجلد واحد، ولكنه أخل ببعض القصائد التي نشرها الشاعر في مجلته السمير.
والمجلة المذكورة تعد مصدراً أولياً لأدب إيليا أبو ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً. واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام ألف وتسع مئة وسبعة وخمسين ميلادية، 1957م.
وأيا ما كان الأمر فشاعرنا يعد من الشعراء المهجريين الذين توفروا على تحبير القصائد وتفرغوا للأدب والصحافة. ودارس شعره يلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني الرحب على سائره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران الأدبية.
ولعل من أبرز مظاهر الاتجاه الإنساني لديه شيوع نزعة التفاؤل في كثير من قصائده، والنظر إلى الحياة نظرة باسمة مشرقة بنور الأمل وعبير الرجاء، وهو في تفاؤله يحاول أن يخلق الجمال في نفسه، ويسبغه على من حوله من الكائنات والمشاهدات، لينعم بعد ذلك بجمال الحياة، ويرتع في أفياء السعادة. يقول من قصيدته (فلسفة الحياة)(2):
وجمع الأستاذ زهير مرزا (1923 ـ 1956م) دواوينه المذكورة في مجلد واحد، ولكنه أخل ببعض القصائد التي نشرها الشاعر في مجلته السمير.
والمجلة المذكورة تعد مصدراً أولياً لأدب إيليا أبو ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً. واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام ألف وتسع مئة وسبعة وخمسين ميلادية، 1957م.
وأيا ما كان الأمر فشاعرنا يعد من الشعراء المهجريين الذين توفروا على تحبير القصائد وتفرغوا للأدب والصحافة. ودارس شعره يلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني الرحب على سائره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران الأدبية.
ولعل من أبرز مظاهر الاتجاه الإنساني لديه شيوع نزعة التفاؤل في كثير من قصائده، والنظر إلى الحياة نظرة باسمة مشرقة بنور الأمل وعبير الرجاء، وهو في تفاؤله يحاول أن يخلق الجمال في نفسه، ويسبغه على من حوله من الكائنات والمشاهدات، لينعم بعد ذلك بجمال الحياة، ويرتع في أفياء السعادة. يقول من قصيدته (فلسفة الحياة)(2):
أيُّ هذا الشاكي وما بك داءٌ ........ كيف تغدو إذا غدوت عليلا..
إن شر الجناة في الأرض نفس .... تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى .. أن ترى فوقها الندى إكليلا..
القصيدة :
التينة الحمقاء - إيليا أبو ماضي
إن شر الجناة في الأرض نفس .... تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى .. أن ترى فوقها الندى إكليلا..
القصيدة :
التينة الحمقاء - إيليا أبو ماضي
وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ ............... قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر
لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها .................. فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر
لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر ...... ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر
إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي .................... فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر
ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ .................. أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر
عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه ............ فازينت واكتست بالسندس الشجر
وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً ................. كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر
ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها .............. فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر
مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به ............ فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر
كل التحية
كل التحية