( 3 ) موقف سعيد بن جبير مع الحجاج الثقفي
-----------------------------------------------
-----------------------------------------------
كان الحجاج بن يوسف , فاسق بني ثقيف , والياً لعبد الملك , يأخذ بالشبهات ويتحرى المناوئين في جميع البلاد الإسلامية لحكم أميره وسيده 00 فيصب المحن عليهم دون هوادة ولا خوف من الله المقتدر الجبار , وكان خالد بن عبد الملك القسري والياً على مكة المكرمة وقد علم بوجود إبن جبير في ولايته فألقى القبض عليه واعتقله , ثم أراد أن يتخلص منه فأرسله مخفوراً مع إسماعيل بن واسط البجلي إلى الحجاج بن يوسف 00
قال الحجاج : ما إسمك ؟؟
سعيد : سعيد بن جبير 00
الحجاج : بل أنت شقي بن كسير 00
سعيد : بل كانت أمي أعلم بإسمي منك 00
الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت 00
سعيد : الغيب يعلمه غيرك 00
الحجاج : لا بد لك بالدنيا ناراً تلظى 00
سعيد : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً 00
الحجاج : ما قولك في محمد ؟؟
سعيد : نبي الرحمة وإمام الهدى 00
الحجاج : ما قولك في علي , أهو في الجنة أم هو في النار ؟؟
سعيد : لو دخلتها وعرفت من فيها , عرفت أهلها 00
الحجاج : ما قولك في الخلفاء ؟؟
سعيد : لست عليهم بوكيل 00
الحجاج : فأيهم أعجب اليك ؟؟
سعيد : أرضاهم لخالقي 00
الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟؟
سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم 00
الحجاج : أحب أن تصدقني 00
سعيد : إن لم أحبك لن أكذبك 00
الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟؟
سعيد : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين , والطين تأكله النار !!
الحجاج : فما بالنا نضحك ؟؟
سعيد : لم تستو القلوب 00
ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت , فجمعه بين يديه 00
قال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت , ولا خير في شيء من الدنيا إلا ما طاب وزكا 00
ثم دعا الحجاج بالعود والناي , فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي ، بكى سعيد 00
فقال : ما يبكيك ؟؟ أهو اللعب ؟؟
قال سعيد : هو الحزن , أما النفخ فذكرني يوماً عظيماً يوم ينفخ في الصور , وأما العود فشجرة قطعت من غير حق !! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة !!
قال الحجاج : ويلك يا سعيد 00
فقال : لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة 00
قال الحجاج : إختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟؟
فقال : إختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة 00
قال : أتريد أن أعفو عنك ؟؟
فقال : إن كان العفو فمن الله , وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر 00
قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه , فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فردوه إليه 00
وقال : ما أضحكك ؟؟
فقال : عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك 00
فأمر بالنطع فبسط ، وقال : اقتلوه 00
فقال سعيد : {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } 00
قال الحجاج : وجهوا به لغير القبلة 00
قال سعيد : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ } 00
قال الحجاج : كبوه على وجهه 00
قال سعيد : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } 00
قال الحجاج: إذبحوه 00
قال سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله , خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة , اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي 00
قال الحجاج : ما إسمك ؟؟
سعيد : سعيد بن جبير 00
الحجاج : بل أنت شقي بن كسير 00
سعيد : بل كانت أمي أعلم بإسمي منك 00
الحجاج : شقيت أمك وشقيت أنت 00
سعيد : الغيب يعلمه غيرك 00
الحجاج : لا بد لك بالدنيا ناراً تلظى 00
سعيد : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً 00
الحجاج : ما قولك في محمد ؟؟
سعيد : نبي الرحمة وإمام الهدى 00
الحجاج : ما قولك في علي , أهو في الجنة أم هو في النار ؟؟
سعيد : لو دخلتها وعرفت من فيها , عرفت أهلها 00
الحجاج : ما قولك في الخلفاء ؟؟
سعيد : لست عليهم بوكيل 00
الحجاج : فأيهم أعجب اليك ؟؟
سعيد : أرضاهم لخالقي 00
الحجاج : فأيهم أرضى للخالق ؟؟
سعيد : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم 00
الحجاج : أحب أن تصدقني 00
سعيد : إن لم أحبك لن أكذبك 00
الحجاج : فما بالك لم تضحك ؟؟
سعيد : وكيف يضحك مخلوق خلق من طين , والطين تأكله النار !!
الحجاج : فما بالنا نضحك ؟؟
سعيد : لم تستو القلوب 00
ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت , فجمعه بين يديه 00
قال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح ، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت , ولا خير في شيء من الدنيا إلا ما طاب وزكا 00
ثم دعا الحجاج بالعود والناي , فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي ، بكى سعيد 00
فقال : ما يبكيك ؟؟ أهو اللعب ؟؟
قال سعيد : هو الحزن , أما النفخ فذكرني يوماً عظيماً يوم ينفخ في الصور , وأما العود فشجرة قطعت من غير حق !! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة !!
قال الحجاج : ويلك يا سعيد 00
فقال : لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة 00
قال الحجاج : إختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟؟
فقال : إختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة 00
قال : أتريد أن أعفو عنك ؟؟
فقال : إن كان العفو فمن الله , وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر 00
قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه , فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فردوه إليه 00
وقال : ما أضحكك ؟؟
فقال : عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك 00
فأمر بالنطع فبسط ، وقال : اقتلوه 00
فقال سعيد : {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } 00
قال الحجاج : وجهوا به لغير القبلة 00
قال سعيد : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ } 00
قال الحجاج : كبوه على وجهه 00
قال سعيد : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } 00
قال الحجاج: إذبحوه 00
قال سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً عبده ورسوله , خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة , اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي 00
=========================================
المصدر : ( وفيات الأعيان ) 00
=========================================
المصدر : ( وفيات الأعيان ) 00
=========================================