۩ ۩ ۩ مواقف مشرقة من تاريخ أمتنا ( 2 ) ۩ ۩ ۩

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
( 2 ) موقف الحسن البصري مع الحجاج الثقفي
---------------------------

لما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي العراق وطغى في ولايته وتجبّر , كان الحسن البصري أحد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه وجهروا بين الناس بسوء أفعاله وصدعوا بكلمة الحق في وجهه , من ذلك أن الحجاج بنى لنفسه بناء في واسط , فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة ..
فلم يشأ الحسن أن يفوّت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه , فخرج إليهم ليعظهم ويذكّرهم ويزهدهم بعرض الدنيا ويرغبهم بما عند الله عز وجل , ولما بلغ المكان ونظر الى جموع الناس وهي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه مدهوشة بسعة أرجائه مشدودة الى براعة زخارفه , وقف فيهم خطيباً , وكان في جملة ما قاله : لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أنَّ فرعون شيد أعظم مما شيّد وبنى أعلى مما بنى ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد ..
ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه , وأن أهل الأرض قد غرّوه ..
ومضى يتدفق على هذا المنوال حتى أشفق عليه أحد السامعين من نقمة الحجاج فقال له : حسبك يا أبا سعيد .. حسبك , فقال له الحسن : " لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه " ..
وفي اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه وهو يتميز من الغيظ وقال لجلاسه : تباً لكم وسحقاً , يقوم عبد من عبيد أهل البصرة ويقول فينا ما يشاء أن يقول ثم لايجد فيكم من يردّه أو ينكر عليه , والله لأسقينّكم من دمه يا معشر الجبناء .. ثم أمر بالسيف والنطع فأحضرا , ودعا بالجلاد فمثل واقفاً بين يديه , ثم وجه إلى الحسن البصري بعض شرطة وأمرهم أن يأتوا به .. وما هو إلا قليل حتى حضر الحسن , فشخصت إليه الأبصار ووجفت عليه القلوب , فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد حرّك شفتيه , ثم أقبل على الحجاج وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية إلى الله ..
فلما رآه الحجاج على حاله هذا هابه أشد الهيبة وقال له : هاهنا يا أبا سعيد .. هاهنا .. ثم ما زال يوسع له ويقول : هاهنا .. الناس ينظرون إليه في دهشة واستغراب حتى أجلسه على فراشه ..
ولما أخذ الحسن مجلسه إلتفت إليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض أمور الدين , والحسن يجيبه كل مسألة بجنان ثابت وبيان ساحر وعلم واسع .. فقال له الحجاج : أنت سيّد العلماء يا أبا سعيد , ثم دعا بغالية وطيّب له بها لحيته وودّعه ..
ولما خرج الحسن من عنده تبعه حاجب الحجاج وقال له : يا أبا سعيد لقد دعاك الحجاج بغير ما فعل بك , وإني رأيتك عندما أقبلت ورأيت السيف والنطع فحرّكت شفتيك , فماذا قلت ؟؟
فقال الحسن : لقد قلت : " يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي , إجعل نقمته بردا وسلاماً عليّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم " ..
===================================
المصدر : ( صور من حياة التابعين / عبد الرحمن رأفت الباشا ) ..

 
فقال الحسن : لقد قلت : " يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي , إجعل نقمته بردا وسلاماً عليّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم " 00


دعاء عظيم جدا :) جزاك الله خيرا اخي .. جعله الله في موازين حسناتك يوم القيامه .​
 
الحجاج له مساوئه وحاسنه ...لا تستغرب أخي لقد قرأت للعديد من العلماء الذين ترجموا للحجاج فيصبيني الضحك من أفعاله تارة وأتعجب تارة أخرى
ولقد قال الإمام الذهبي رحمه الله عندما ترجم للإمام الشعبي ...وكان قد وقع هو والإمام سعيد بن جبير في قبضته ..فعفى عن الإمام الشعبي وقتل الإمام ابن جبير
قال الذهبي : لو اعتذر ابن جبير كما اعتذر الشعبي لعفى عنه الحجاج ....ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا...
فعلينا أن نكون منصفين في الرجل لا نفرط في سبه ولا نفرط في مدحه والثناء عليه ....
والموقف الذي ذكرته يبين ثقة العلماء بربهم جلا وعلا ....بارك الله فيك أخي
 
" يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي , إجعل نقمته بردا وسلاماً عليّ كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم " 00

=========================================

جزاك الله خير أخي ابو قصي
فعلا هده هي المواقف المشرفة رحم الله الحسن البصري و أسكنه فسيح جناته
كل التحية أخي الكريم​
 
خُبِّرت أن الحجاج لما حضرته الوفاة قال : يا رب إن الناس يقولون إنك لن تغفر لى .. فاغفر لى !

جزاك الله خيرا :)
 
دعاء عظيم جدا :) جزاك الله خيرا اخي .. جعله الله في موازين حسناتك يوم القيامه .
جزاك الله خيراً كثيراً أختي الفاضلة ماري 00 شكر الله
لك كريم مرورك وحسن اهتمامك ومتابعتك المستمرة !!00
 
الحجاج له مساوئه ومحاسنه ...لا تستغرب أخي لقد قرأت للعديد من العلماء الذين ترجموا للحجاج فيصبيني الضحك من أفعاله تارة وأتعجب تارة أخرى
ولقد قال الإمام الذهبي رحمه الله عندما ترجم للإمام الشعبي ...وكان قد وقع هو والإمام سعيد بن جبير في قبضته ..فعفى عن الإمام الشعبي وقتل الإمام ابن جبير
قال الذهبي : لو اعتذر ابن جبير كما اعتذر الشعبي لعفى عنه الحجاج ....ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا...
فعلينا أن نكون منصفين في الرجل لا نفرط في سبه ولا نفرط في مدحه والثناء عليه ....
والموقف الذي ذكرته يبين ثقة العلماء بربهم جلا وعلا ....بارك الله فيك أخي
أخي الحبيب الغالي حضرموت :
أولا : بارك الله فيك كثيراً ياحبيب القلب وتوأم الروح .. وشكر الله لك كريم مرورك وجميل اهتمامك وعظيم تعليقاتك وإضافاتك !!
ثانياً : أراك أبعدت النجعة يا أخي الحبيب بخصوص الحجاج بن يوسف -عليه من الله مايستحق- وأنا كنت حريصاً في صلب الموضوع الأساسي أن لايكون لي أي رأي ، بل أنقل الموضوع كما جاء في مصدره المشار إليه بدون أي زيادات ، وذلك لأمانة النقل .. أما في هذا التعليق فأنا في حلٍ من هذا ولذلك سأعطيك رأيي الذي قد تتفق معه أو تختلف ..
فالحجاج ياأخي أجمع أهل العلم على أنه فتى ثقيف المبير - المهلك - الذي أنبأ عنه سيد الخلق المعصوم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم - رحمه الله - هذا الحديث من طريق أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، قالته تخاطب الحجاج بن يوسف لما قتل ولدها عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما ، قالت له : " أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً ، فأما الكذّاب فرأيناه ، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه " ..
وروى الإمام احمد حدثنا إبن إسحاق بن يوسف ثنا إبن عوف الصديق الناجى أن الحجاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبى بكر الصديق بعد ما قتل إبنها عبد الله بن الزبير فقال إن ابنك ألحد فى هذا البيت وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به وفعل فقالت له كذبت كان باراً بالوالدين صواماً قواماً والله لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير " ..
قال النووي : " المبير : المهلك .. وقولها في الكذاب : فرأيناه : تعني به المختار بن أبي عبيد الثقفي ، كان شديد الكذب ، ومن أقبحه ادّعى أن جبريل عليه السلام يأتيه .. واتفق العلماء على أن المراد بالكذاب هنا المختار بن أبي عبيد ، وبالمبير الحجاج بن يوسف .. والله أعلم " .. شرح النووي على صحيح مسلم ..
وروى الحافظ البيهقي في دلائل النبوة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب حدثني حبيب بن أبي ثابت قال قال عليّ - رضي الله عنه - لرجل : " لامِت حتى تدرك فتى ثقيف قال وما فتى ثقيف ؟؟ قال ليقالن له يوم القيامة اكفنا زاوية من زوايا جهنم رجل يملك عشرين سنة أو بضعاً وعشرين سنة لا يدع لله معصية إلا إرتكبها حتى لم يبق إلا معصية واحدة وكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه " ..
وروى البيهقي أيضاً : أنبأنا الحاكم أنبأ الحسن بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ثنا ابن يحيى الغاني قال : قال عمر بن عبد العزيز : " لو تخابثت الأمم فجاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم " ..
وروى إبن عساكر عن الشعبي أنه قال : " الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم " .. كذا قال والله أعلم وقال الثوري عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : "عجباً لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمناً " ، وقال الثوري عن منصور سألت إبراهيم عن الحجاج أو بعض الجبابرة فقال : " أليس الله يقول ألا لعنة الله على الظالمين وبه قال إبراهيم وكفى بالرجل عمى أن يعمي عن أمر الحجاج" ..
وقال الرياشي حدثنا عباس الأزرق عن السرى بن يحيى قال : " مر الحجاج في يوم جمعة فسمع إستغاثة فقال ما هذا ؟؟ فقيل أهل السجون يقولون قتلنا الحر فقال : قولوا لهم اخسئوا فيها ولا تكلمون قال فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة حتى قصمه الله قاصم كل جبار " ..

وقال عنه الإمام شمس الدين الذهبي : " كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء ، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن.... - إلى أن قال : - وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه ، وأمره إلى الله ، وله توحيد في الجملة ، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء .. أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً " .. " سير أعلام النبلاء " ..
وقال الإمام إبن كثير في البداية والنهاية : " ومن الطامات أيضاً ما رواه أبو داود ثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ثنا جرير وحدثنا زهير بن حرب ثنا جرير عن المغيرة عن بزيع بن خالد الضبي قال سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله فقلت في نفسي لله على أن لا أصلي خلفك صلاة أبدا وإن وجدت قوماً يجاهدونك لأجاهدنك معهم .. زاد إسحاق فقاتل في الجماجم حتى قتل .. فإن صح هذا عنه فظاهره كفر إن أراد تفضيل منصب الخلافة على الرسالة ، أو أراد أن الخليفة من بني أمية أفضل من الرسول " ..
وقال أبو عيسى الترمذي ثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخي ثنا النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال : " أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مائة ألف وعشرين ألفاً " .. قال الأصمعي ثنا ابو صم عن عباد بن كثير عن قحدم قال أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة واحدة أحدا وثمانين ألف أسير كانوا في سجن الحجاج وقيل إنه لبث في سجنه ثمانون ألفاً منهم ثلاثون ألف امرأة وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفاً لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب " ..
أخي الحبيب :
ماظنك برجل يقابل مولاه بكل هذه المظالم .. بقتل مائة وعشرين ألف مسلم موحد كما تذكر الروايات ؟؟
ماظنك برجل رمى الكعبة -زادها الله تشريفاً وتعظيماً- بالمجانيق في حصاره لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - ؟؟
لقد أبعدت النجعة يا حضرميّ !! مع خالص حبي وإعزازي لشخصكم الكريم !!..
 
جزاك الله خير أخي ابو قصي
فعلا هده هي المواقف المشرفة رحم الله الحسن البصري و أسكنه فسيح جناته
كل التحية أخي الكريم
وأنت جزاك الله خيراً أختي الفاضلة مسلمة 00 شكر الله
لك عطر مرورك وكريم اهتمامك ومتابعتك المستمرة 00
دمت بخير !!00
 
خُبِّرت أن الحجاج لما حضرته الوفاة قال : يا رب إن الناس يقولون إنك لن تغفر لى .. فاغفر لى !
جزاك الله خيرا :)
وأنت جزاك الله خيراً أخي الكريم الغالي محمد شتيوي 00
شكر الله لك كريم مرورك وعطر متابعتك 00 سلمك الله من
كل سوء !!00
 
الحجاج لم يكفره اهل زمانه واتحدى احد ياتى بنص لتكفيره ولم يخرجوا عليه ولم يامر عالم مؤمن من اهل السنة والجماعة بالخروج عليه بل امروا بالسمع والطاعة

رحم الله ابا سعيد ورحم الله الحجاج
 
الحجاج لم يكفره اهل زمانه واتحدى احد ياتى بنص لتكفيره ولم يخرجوا عليه ولم يامر عالم مؤمن من اهل السنة والجماعة بالخروج عليه بل امروا بالسمع والطاعة
رحم الله ابا سعيد ورحم الله الحجاج
أخي الفاضل الكريم : amr_pall :-
إذا أجزت لنفسك لغة التحدي فنحن لا نجيزها لأنفسنا ولالغيرنا بارك الله فيك !!
لغتنا هي لغة الحب والود والإقناع والإقتناع !!
فضلاً لا أمراً أخي الحبيب راجع الموضوع جيداً واقرأه بتأني من أوله لآخره !!
نحبك ونحب لك الخير والتوفيق والنجاح في الدين والدنيا بعيداً عن لغة التحدي !!
بوركت وسلمت وغنمت ؛ ودمت بخير !!00
{ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } !!00
 
عودة
أعلى