( 1 ) موقف أبو حازم مع سليمان بن عبد الملك
-------------------------------------------------
-------------------------------------------------
حين قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وهو يريد مكة , أرسل الى عالمها الجليل أبي حازم فلما دخل عليه قال سليمان : يا أبا حازم , ما لنا نكره الموت ؟؟
فقال : لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم , فكرهتم أن تنتقلوا من العمران الى الخراب 00
فقال سليمان : كيف القدوم على الله ؟؟
قال : يا أمير المؤمنين , أما المحسن كالغائب يقدم على أهله , وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه 00
فبكى سليمان وقال : ليت شعري , ما لي عند الله ؟؟
قال أبو حازم : إعرض نفسك على كتاب الله حيث قال : { إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } 00
قال سليمان : فأين رحمة الله ؟؟
قال : قريب من المحسنين 00
قال : يا أبا حازم أي عباد الله أكرم ؟؟
فقال : أهل البر والتقوى 00
قال : فأي الأعمال أفضل ؟؟
فقال : أداء الفرائض مع اجتناب المحارم 00
قال : أي الكلام أسمع ؟؟
فقال : قول الحق عند من تخاف وترجو 00
قال : فأي المؤمنين أخسر ؟؟
فقال : رجل خطأ في هوى أخيه وهو ظالم , فباع آخرته بدنياه 00
قال سليمان : ما تقول فيما نحن فيه ؟؟
فقال : أو تعفيني ؟؟
قال : لا بد , فإنها نصيحة تلقيها إليّ 00
فقال : إنَّ آباءك قهروا الناس بالسيف وأخذوا هذا الملك عنوة من غير مشورة المسلمين ولا رضا منهم , حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة وقد ارتحلوا فلا شعرت بما قالوا وما قيل لهم 00
فقال رجل من جلسائه : بئسما قلت 00
قال أبو حازم : إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا يكتمونه 00
فقال سليمان : يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح للناس ؟؟
قال : تدع الصلف وتستمسك بالعروة وتقسم بالسويّة 00
قال : كيف المأخذ به ؟؟
قال : أن تأخذ المال في حقه وتضعه في أهله 00
قال : يا أبا حازم إرفع اليّ حوائجك ؟؟
قال : تنجيني من النار وتدخلني الجنة ؟؟
قال : ليس ذلك إليّ 00
قال : فلا حاجة لي غيرها 00
ثم قام فأرسل إليه بمائة دينار فردها إليه ولم يقبلها 00
=========================================
المصدر : ( وفيات الأعيان ) 00
=========================================
المصدر : ( وفيات الأعيان ) 00
=========================================