«مايكروسوفت» تطلق خدمات جديدة.. تسمح بالمشاركة بتحرير الوثائق عبر الإنترنت
طرحت شركة "مايكروسوفت" اخيرا مجموعة منوّعة من الخدمات والأجهزة والتطويرات والتحديثات. ومنها خدمات مهمة تسمح بالمشاركة بتحرير الوثائق عبر الإنترنت بين مجموعة من المستخدمين، بالإضافة إلى إعلان الشركة عن الجيل الثاني لمشغل الموسيقى الخاصّ بها "زون" Zune، وأدوات للبحث عبر الإنترنت عن أمور متعلقة بالصحة اسمها "خزنة الصحة"، وكذلك طرحها لـ"النصّ البرمجيّ" Source Code لهيكل البرمجة "دوت نت" .Net Framework، الأمر الذي سيسهل على المبرمجين تطوير برامج أفضل، وإصلاحات مختلفة لمجموعة برامج "مايكروسوفت أوفيس"، خصوصا إصلاح لبرنامج الحسابات "إكسلّ 2007" الذي كان يصدر نتائج خاطئة في بعض الحالات بعد الانتهاء من عملية الضرب. هذا وطرحت الشركة مجموعة التحديثات الثالثة التجريبيّة لنظام "ويندوز إكس بي" بعد أكثر من 3 سنوات من طرح مجموعة التحديثات الثانية.
وثائق الإنترنت:
* وقامت الشركة اخيرا بالإعلان عن خدمة جديدة مجانيّة عبر الإنترنت اسمها "أوفيس لايف ووركسبيسز" Office Live Workspaces، والتي تسمح لمستخدميها المشاركة والوصول إلى وثائق مختلفة عبر الإنترنت، والتي ستدخل مرحلة التجريب قريبا. ومن الممكن للمستخدمين تحميل وحفظ ومشاركة وثائق ملفات "وورد" و"إكسلّ" و"باوربوينت" عبر الإنترنت. وترتكز هذه الخدمة على فكرة أنّ المستخدمين يقومون بإرسال هذه الوثائق بشكل يوميّ بين بعضهم بعضا، وبالتالي يجب تطوير هذه العملية لتصبح أكثر فعاليّة وإنتاجيّة. ويجب على المستخدم في بادئ الأمر تحميل ملف صغير على كومبيوتره ليسمح بحفظ وتحميل الملفات المذكورة على موقع الخدمة بشكل مباشر، وعن طريق الضغط على زرّ في شريط الأدوات في برامج المجموعة نفسها. ويمكن لمؤلفي الوثائق السماح للآخرين بمشاهدتها والتعليق عليها وحتى تعديلها، واختيار من يمكنه عمل ذلك.
هذا ويمكن للمستخدمين الذين لا يوجد لديهم مجموعة برامج "أوفيس" المشاهدة والتعليق على الوثائق أيضا. ويمكن مشاهدة الوثيقة أثناء قيام الآخرين بتعديلها، ومشاهدة التعديلات تظهر أمامهم في الوقت نفسه. ويمكن معرفة من قام بصُنع كلّ تعديل في الوثيقة، الأمر الذي سيسهل متابعة التطويرات والتحديثات. ومن المتوقع أن يتمّ عرض إعلانات أمام المستخدمين الذين يقومون بالتعديل والتعليق على الوثائق. ومن المتوقع أن تنتشر هذه الخدمة في الشركات وبين الأفراد نظرا لأنّها مجانيّة ويمكن استخدامها من أيّ مكان في العالم.
ويمكن مثلا السماح للزبائن، باستخدام هذه التقنية في الشركات التي لا تسمح لهم بتخطي بعض الحواجز الأمنيّة، أو للموظفين الذين يقومون بالعمل من منازلهم أو أثناء إجازاتهم. ولكن يجب تطوير البرنامج الذي يتمّ تحميله على كومبيوترات المستخدمين ليعمل على أنظمة التشغيل "ماك أو إس" أو "لينوكس" من أجل أن يتمّ انتشار هذه الخدمة بشكل أكبر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ شركة "غوغل" كانت قد طرحت خدمات شبيهة بهذه الخدمات منذ فترة، ولاقت رواجا بين المستخدمين، مثل خدمات "دوكس & سبريدشيتس" Docs & Spreadsheets و"زوهو" Zoho المجانيّة التي سبق لـ "الشرق الأوسط" الحديث عنها في عدد 12 سبتمبر، إلا أنّها لم تستطع منافسة مجموعة برامج "أوفيس" نظرا لعدم دعمها جميع عناصر المجموعة، وعدم توفر جميع المزايا فيها. هذا وقامت شركة "أدوب" Adobe بالدخول اخيرا في هذا المجال، وذلك بعد شراء شركة "بازوورد" Buzzword التي تصنع برامج تحرير النصوص تعتمد على تقنيات "فلاش" Flash.
أجهزة وخدمات :
* وأعلنت شركة "مايكروسوفت" عن نيتها تقديم الجيل الثاني من مشغل الموسيقى "زون" في منتصف شهر "نوفمبر" (تشرين الثاني) من هذا العام، والذي قامت بتصغير حجمه وتطوير شكله، بالإضافة إلى تقديم مزايا الاتصال اللاسلكيّ فيه واستخدام شاشة أفضل. هذا وأطلقت الشركة أيضا مجتمع "زون" Zune Social على الإنترنت لعشاق الموسيقى، ويمكن استخدامه لمن لديه جهاز "زون" أم لا. ويمكن شراء إصدار 80 غيغابايت الذي يحتوي على شاشة يبلغ قطرها 3,2 بوصة بسعر 250 دولارا أميركيّا (الإصدار متوفر باللون الأسود فقط)، بينما يبلغ سعر إصدار 8 غيغابايت 200 دولار أميركيّ، ويتمّ بيع إصدار 4 غيغابايت بسعر 150 دولارا أميركيّا، وبالألوان الأخضر والأحمر والزهريّ. وسيستطيع المستخدمون تبادل الموسيقى بين هذه الأجهزة بشكل لاسلكيّ سهل، ولكن لغاية 3 مرّات لكلّ أغنية على كلّ جهاز. وستستطيع الأجهزة تنسيق المعلومات بينها وبين الكومبيوترات الشخصيّة بشكل لاسلكيّ وتحميل عروض التلفزيون التي تمّ تسجيلها مسبقا، ولكن لا يمكن شراء الموسيقى بشكل لاسلكيّ من المتاجر الإلكترونيّة. وتمّ تطوير زرّ التفاعل مع الجهاز، واستخدام ذاكرة "فلاش" Flash في الأجهزة (عدا إصدار 80 غيغابايت)، الأمر الذي يزيد من عمر البطارية ويمنع تلف الموسيقى عند وقوع الجهاز من المستخدم.
وطرحت "مايكروسوفت" أيضا خدمة جديدة مجانيّة عبر الإنترنت تعنى بصحة المستخدم، تحت اسم "خزنة الصحة" HealthVault، التي تحتوي على أدوات للبحث عن أمور متعلقة بالصحة عبر الإنترنت، ويمكن تخزين ملفات المستخدمين الصحيّة الخاصّة فيها، ويمكن مشاركة الآخرين بها (يمكن اختيار من يستطيع مشاهدة كلّ جزء من الملف الرقميّ للمريض). ويمكن للأطباء الدخول إلى حسابات المرضى عبر هذه الخدمة وتحميل أو مشاهدة الصور الطبيّة والمعلومات المختلفة، إما على شكل صور عاديّة أو كنصوص، بعد الحصول على الموافقة من المريض. وتأمل "مايكروسوفت" أن تقوم شركات أخرى ببرمجة تطبيقات جديدة تتكامل مع هذه الخدمة، ويستطيع المستخدم الاستفادة منها، بالإضافة إلى تكامل هذه الخدمة مع المراكز الصحيّة المحليّة والعالميّة، مثل المختبرات والمستشفيات والمستوصفات، وحتى الصيدليّات. ومن الممكن تطوير أجهزة طبيّة تستطيع الاتصال بالكومبيوتر بشكل لاسلكيّ، لتقوم البرامج الموجودة في تلك الكومبيوترات بالدخول إلى حساب المريض وإدخال بياناته بشكل آليّ، مثل أجهزة قياس ضغط الدم والسكر وحالة القلب، والكثير غيرها. ومن الممكن أن يتمّ تكامل ملفات المرضى مع أجهزة المستشفى، ليتمّ إرسال فرق طبيّة في حال وصول العلامات الحيوية لأحد المرضى الموجود في منزله إلى درجة خطرة، وبدون وجود أيّ تدخل أو إجراء مكالمة هاتفيّة. وستحصل "مايكروسوفت" على الأرباح عن طريق طرح إعلانات تتعلق بعبارات البحث التي يستخدمها المشترك، مثل عرض إعلانات عن أجهزة لقياس ضغط الدمّ على صفحات المستخدمين الذين يقومون بالبحث عن عبارة "ضغط الدم"، وهكذا.
برمجة وتطوير:
* وعلى صعيد آخر، قرّرت "مايكروسوفت" طرح النصّ البرمجيّ لهيكل البرمجة "دوت نت" للمبرمجين، ولكن بدون توفير القدرة لهم على تعديله. هذا الأمر سيسمح لهم بقراءة وفهم آليّة عمل هذا الهيكل، وبالتالي تطوير برامج أفضل وأسرع وذات قدرات جديدة ومتميّزة. وستقوم الشركة أيضا بتوفير قدرة متابعة النصّ في داخل مجموعة البرمجة الخاصّة "فيجوال ستوديو 2008" Visual Studio 2008 الذي سيتمّ طرحه في العام المقبل. هذا الأمر يدلّ على توجه جديد للشركة في جعل النصوص البرمجيّة مفتوحة المصدر Open Source أمام المستخدمين، وبالتالي زيادة شعبيّة البرامج بين المستخدمين (سيكون أغلبهم من المبرمجين)، على الرغم من عدم سماح "مايكروسوفت" لهم بتعديل النصّ وفق احتياجاتهم ومن ثمّ استخدامه في برامجهم.
وقامت "مايكروسوفت" بطرح إصلاحات مختلفة لمجموعة برامج "مايكروسوفت أوفيس". ومن هذه الإصلاحات تلك المتعلقة ببرامج الحسابات "إكسلّ 2007" و"إكسلّ سيرفسز 2007" Excel Services 2007، والتي كانت تصدر نتائج خاطئة في حالات خاصّة بعد إتمام عملية الضرب. التحديث المذكور موجود للتحميل عبر موقع "مايكروسوفت" بشكل فرديّ، وسيتمّ دمجه في مجموعة الصيانة الأولى لمجموعة "مايكروسوفت أوفيس 2007" (لم يتمّ تحديد تاريخ طرح مجموعة الصيانة الأولى). الخطأ الذي كان يحدث هو عند ضرب بعض الأرقام ببعضها لتكون النتيجة المفترضة مساوية أو متقاربة من الرقم 65,535 (2 مرفوعة إلى القوّة أو الأس 16)، فان البرنامج كان يظهر النتيجة على أنّها 100 ألف. ويقول مبرمجو برنامج "إكسلّ" أنّ الخطأ يحدث بسبب استخدام خاطئ للفاصلة العشريّة في البرمجة (هذا الخطأ يحدث عند وضع الفاصلة العشريّة في المكان الخاطئ في سلسلة من الأرقام)، الخطأ نفسه الذي واجهته شركة "إنتلّ" في معالجات "بينتيوم" التي تمّ إصدارها في عام 1994. ويستطيع برنامج "إكسلّ" تخزين ملايين الأرقام العشريّة، إلا أنّ 12 منها ستتسبب في حصول المستخدم على نتيجة خاطئة. ولن يتمّ الحصول على نتائج خاطئة إن أدخل المستخدم رقما عشريا يتكوّن من 16 خانة، إذ انّ البرنامج سيقوم بتقريب الرقم إلى 15 خانة بشكل آليّ، والذي هو السقف الأعلى لإدخال الأرقام. ولكن إن كانت نتيجة إجراء عمليّة الضرب ستتسبب بالحصول على رقم يتكوّن من 16 خانة، فإنّ النتيجة ستظهر بشكل خاطئ.
وفي إشارة إلى أنّ "مايكروسوفت" لا تريد إحالة نظام التشغيل "ويندوز إكس بي" إلى التقاعد، تمّ طرح مجموعة التحديثات الثالثة التجريبيّة للنظام Service Pack 3 Beta (رقم الإصدار هو 3205)، ويتمّ الآن تجربتها على أجهزة مستخدمين مختارين للتأكد من أنّها تعمل بشكل صحيح، ويتمّ تجربتها الآن لإصدارات ويندوز باللغات الإنجليزيّة والألمانيّة واليابانيّة، وللمستخدمين الذي شاركوا ببرنامج تجربة أنظمة التشغيل "ويندوز فيستا" و"ويندوز سيرفر 2008". وتحتوي هذه المجموعة على أكثر من ألف إصلاح للنظام. ومن التطويرات التي تقدمها هذه المجموعة نظام تفعيل Activation مبسط، ووحدة حماية للشبكات تستخدم تقنيات موجودة في نظام "ويندوز فيستا"، بالإضافة إلى دعم أفضل لخوارزميّات Algorithm التشفير. ومن المتوقع أن يتمّ طرح الإصدار النهائيّ لمجموعة التحديثات هذه في أوائل عام 2008.
هذا وقدمت الشركة أيضا طريقة جديدة لتفعيل نظام "ويندوز إكس بي بروفيشنال" بشكل قانونيّ للمستخدمين الذين حصلوا على نسخ غير أصليّة، أو بتراخيص غير قانونيّة، تحت اسم "اتفاقيّة الحصول على ويندوز أصليّ" Get Genuine Windows Agreement. وهذه الأمور تدلّ على أنّ المستخدمين ما زالوا يفضلون استخدام نظام "ويندوز إكس بي" أكثر من إصدار "فيستا"، على الرغم من محاولات الشركة لتوجيه الأسواق نحو نظام "ويندوز فيستا". وستستمرّ الشركة بالسماح للشركات المصنعة للكومبيوترات بوضع نظام "ويندوز إكس بي" على أجهزتها لغاية نهاية شهر يونيو (حزيران) 2008، بعد أن كانت قد قررت أن توقفهم عن عمل ذلك في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) 2008.[/FONT]