بين الخليفة " عبد الملك بن مروان " وبين " الأقيشر " الشاعر !!!

محمد شتيوى

مستشار سابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الجميل أن يهتم الحاكم وولى الأمر بالأدب والشعر
والأجمل أن يكون هو من أصحاب الموهبة شعرا ونثرا ونقدا وبلاغة
واسوق لكم هذا الخبر الممتع من كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة
الذى يحكى كيف ينتقد الخليفة بيتا من الشعر , بل ويعارضه ببيت آخر هو أفضل منه ويشهد الشعراء بذلك !!
وإليكم الخبر , مع شرح بسيط لما استشكل من ابياته

قال ابن قتيبة فى سياق ترجمة الشاعر " نصيب " :-

[ ... ودخل الأقيشر على عبد الملك بن مروان وعنده قومٌ، فتذاكروا الشعر، وذكروا قول نصيبٍ:
أَهيمُ بدَعْدٍ ما حِييتُ فإِنْ أَمُتْ .... فيا وَيْحَ دَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِى

[ يقول الشاعر أنه يحب ( دعدا ) حبا جما ويهيم بها هياما شديدا , ويأسف لأنه إذا مات لن تجد من يهيم بها كهيامه هو بها , أو أنه يقصد أنه إذا مات فإنه يتحسر على أن غيره سيهيم بها دونه .. ]

فقال الأقيشر: والله لقد أساء قائل هذا الشعر..
قال عبد الملك: فكيف كنت تقول لو كنت قائله؟
قال: كنت أقول:
تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ ... أُوَكِّلْ بدَعْدٍ مَنْ يَهيمُ بها بَعْدِى

[ يقول الشاعر أنه يحب دعدا طالما عاش حيا , فإذا مات فإنه سيوكل أحدا يهيم بها حتى لا تشعر بالوحدة من محبيها , وقد اعترض عليه الخليفة عبد الملك لأن ما قاله ينافى الغيرة العربية , وأن الرجل لا يسمح لغيره أن يشاركه فى امرأة .. ]


قال عبد الملك: والله لأنت أسوأ قولا منه حين توكل بها!

فقال الأقيشر: فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أقول:
تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ ... فلا صَلُحَتْ هْندُ لذي خُلَّةٍ بَعْدى

[ يقول الخليفة أن نفسه ستظل تحب هندا طوال حياته , فإذا مات فإن هندا لن تصلح لمحب آخر , أو أنه يدعو أن لا تصلح هند لمحب سواه غيرة عليها !!
وهو أجودهم فى رأيى ... ]


فقال القوم جميعاً: أنت والله يا أمير المؤمنين أشعر القوم !

_____________________________________________________
المصدر : كتاب الشعر والشعراء – لابن قتيبة الدينوري ( الموسوعة الشعرية )

دمتم بخير :)

 
تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ ... فلا صَلُحَتْ هْندُ لذي خُلَّةٍ بَعْدى
رايي من رايهم... نعم الغيرة والله ... لافض فوك ياامير المؤمنين .

اشكرك اخي محمد على رقي ذوقك في اختيار المواضيع ... :clap:​
 
تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ ... فلا صَلُحَتْ هْندُ لذي خُلَّةٍ بَعْدى

فعلا الغيرة العربية تبقى من شيم العرب و ايضا الاسلام حث على دلك
فمن لا يغار على عرضه فدعاه الرسول بأنه ديوث

سلمت يمناك أخي محمد لقد افتقدنا مواضيعك المميزة هنا و لكنك عدت و بقوة الينا
كل التحية أخي محمد
 
فقال الأقيشر: فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أقول:




تُحبُّكُمُ نَفْسي حَيَاتي فإِنْ أَمُتْ ... فلا صَلُحَتْ هْندُ لذي خُلَّةٍ بَعْدى
[ يقول الخليفة أن نفسه ستظل تحب هندا طوال حياته , فإذا مات فإن هندا لن تصلح لمحب آخر , أو أنه يدعو أن لا تصلح هند لمحب سواه غيرة عليها !!
وهو أجودهم فى رأيى ... ]
فقال القوم جميعاً: أنت والله يا أمير المؤمنين أشعر القوم !

للمتنبي

أروح وقـد خـتمـت عـلـى فـؤادي ==== بحبـك أن يـحـل بــه سـواكــا
فلوأني استطعـت غضضت طرفي ==== فـلــم أبـصـر بــه حتى أراكــا
أحـبــك لا ببـعـضــي بـل بـكـلــي ==== وإن لـم يبـق حبـك لي حراكـا
ويقبـح مـن سـواك الفـعـل عنـدي ==== فتـفـعـلـه فيحســن منـك ذاكـا
وفـي الأحبــاب مـخـتـص بـوجــد ==== وآخـر يـدعـي معـه اشتـراكــا
إذا اشتـبـكــت دمـوع فـي خــدود ==== تبـيـن مـن بكـى مـمـن تبـاكـى
فـأمـا مـن بكـى فـيـذوب شـوقــاً ==== وينطـق بالهـوى مـن قـد تباكـى

;((sweat);((sweat);((sweat)

جزاك الله خيراً كثيراً أخي الحبيب على هذه الروائع
التي تتحفنا بها دوماً 00 دمت بألف خير !!00
 
الفاضلة meary
الشكر موصول على الحضور .. ( من العجيب أن الكلمات قبل القوس يمكن أن تنسب الى بحر الرجز )

الفاضلة مسلمة
مشكورة أختاه على الإهتمام ..
وفى الواقع أنا أفتقد المنتدى إذا غبت عنه ولكن رغما عنى قال شوقى :
لَوِ اِستَطَعنا لَخُضنا الجَوَّ صاعِقَةً ... وَالبَرَّ نارَ وَغىً وَالبَحرَ غِسلينا
سَعياً إِلى مِصرَ نَقضي حَقَّ ذاكِرِنا ... فيها إِذا نَسِيَ الوافي وَباكينا
كل التحية

أبو قصى
مرحبا بك دااائما
انت شكلك شاعر انت كمان ولا إيه ؟؟ :D
ألاحظ فى الفترة الأخيرة استحضارك لبعض الأبيات المناسبة للموضوع ... هذا أمر طيب وممتاز ورائع وكل حاجة !
أشكر مشاعرك الرقيقة أيها الأخ الطيب
والسلام :)
 
عودة
أعلى