"لا مرحباً بوجوه لا ترى إلا عند كل سوأه"، هكذا عبر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إزاء جماعة من الناس كانوا يولولون ويؤلبون حول شخص اقترف ذنبا!!
فهذه الجماعة إنما هي فئات بشرية منغلقة فكريا، خانعة باطنياً، مهووسة بالضوضاء، ومغرمة بالأضواء.. ومحدودة الإنتاجية.. وعددهم أكثرية!!
لا ينظرون أبعد من تحت أقدامهم التي لا تسير بهم إلا للمصائب!!
فهم بارعون في المديح، متطرفون في الهجاء، ويبيعون "الضمير" بالمفرق والجملة. تسيرهم الغريزة التي لا زال الإنسان يحاربها في نفسه حتى الآن ليرقى فوقها.. ويسمو عليها.. ويحذر منها!!
وهم أبعد الناس عن العقل والعلم!!
هؤلاء هم الرعاع (بفتح الراء) الجهلة الرذلاء، والغوغاء أصله صغار الجراد حين يبدأ في الطيران ويطلق على السفلة المسرعين إلى الشر!!
هؤلاء الرعاع هم الذين أقبلوا بالآلاف من الروس الحجاج ليزوروا ضريح "لينين" في طوابير ذليلة! يتبركون برؤيته ويتمسحون بقبره! مع أنه قال: "إن موت ثلاثة أرباع الشعب الروسي ليس بشيء والمهم أن يصبح الربع الباقي منهم شيوعيين"
فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء، الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم!!
قال عبدالرحمن: لا تفعل يا أمير المؤمنين!! فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم، فإنهم الذين يغلبون قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها!! فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه، وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها.
ومن النوادر في هذا الشأن ما فعله الخليفة المهدي، فقد كان في مجلسا عاما للناس فدخل رجل وبيده نعل في منديل، فقال يا أمير المؤمنين: هذه نعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك!
فقال: هاتها! فقبلها وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم وانصرف، فقال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل فضلا على أن يلبسها؟ ولو كذبناه لقال للناس: "أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي! وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره؟
ونرى أن بعض الفضائيات أفردت لهم ميادينها، تستقبل مكالماتهم، وتبرز أفكارهم
فأصبحوا يولولون مع كل هجمة.. ويصفقون لكل خطوة
أصواتهم أعلى من الأبواق، وأخبارهم تعلن في الأسواق!
متصدرون في الولائم، بارعون في الشتائم
ومع هذا سيبقون الزبد الذي حكي الله عز وجل عنه بقوله : ( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ) .
فهذه الجماعة إنما هي فئات بشرية منغلقة فكريا، خانعة باطنياً، مهووسة بالضوضاء، ومغرمة بالأضواء.. ومحدودة الإنتاجية.. وعددهم أكثرية!!
لا ينظرون أبعد من تحت أقدامهم التي لا تسير بهم إلا للمصائب!!
فهم بارعون في المديح، متطرفون في الهجاء، ويبيعون "الضمير" بالمفرق والجملة. تسيرهم الغريزة التي لا زال الإنسان يحاربها في نفسه حتى الآن ليرقى فوقها.. ويسمو عليها.. ويحذر منها!!
وهم أبعد الناس عن العقل والعلم!!
هؤلاء هم الرعاع (بفتح الراء) الجهلة الرذلاء، والغوغاء أصله صغار الجراد حين يبدأ في الطيران ويطلق على السفلة المسرعين إلى الشر!!
هؤلاء الرعاع هم الذين أقبلوا بالآلاف من الروس الحجاج ليزوروا ضريح "لينين" في طوابير ذليلة! يتبركون برؤيته ويتمسحون بقبره! مع أنه قال: "إن موت ثلاثة أرباع الشعب الروسي ليس بشيء والمهم أن يصبح الربع الباقي منهم شيوعيين"
في التاريخ الإسلامي
فجاء أن عبدالرحمن بن عوف في موسم الحج، دخل على عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين!! هل لك في فلان، يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فو الله ما كانت بيعه أبي بكر الصديق إلا فلته فتمت!!فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء، الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم!!
قال عبدالرحمن: لا تفعل يا أمير المؤمنين!! فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم، فإنهم الذين يغلبون قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها!! فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه، وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها.
ومن النوادر في هذا الشأن ما فعله الخليفة المهدي، فقد كان في مجلسا عاما للناس فدخل رجل وبيده نعل في منديل، فقال يا أمير المؤمنين: هذه نعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك!
فقال: هاتها! فقبلها وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم وانصرف، فقال لجلسائه: أترون أني لم أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل فضلا على أن يلبسها؟ ولو كذبناه لقال للناس: "أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها علي! وكان من يصدقه أكثر ممن يدفع خبره؟
ونرى أن بعض الفضائيات أفردت لهم ميادينها، تستقبل مكالماتهم، وتبرز أفكارهم
فأصبحوا يولولون مع كل هجمة.. ويصفقون لكل خطوة
أصواتهم أعلى من الأبواق، وأخبارهم تعلن في الأسواق!
متصدرون في الولائم، بارعون في الشتائم
ومع هذا سيبقون الزبد الذي حكي الله عز وجل عنه بقوله : ( كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ) .