«ريفا».. أول شركة للسيارات الكهربائية

ghanou

مشرف
طاقم الإدارة
21205_1191839375.jpg


«ريفا».. أول شركة للسيارات الكهربائية
مع ارتفاع أسعار النفط ليصل الى 80 دولارا للبرميل الواحد، بدأت الهند تسعى لإيجاد نفط بديل لتشغيل السيارات، ومن هذا المنطلق بدأت السيارات الكهربائية باللحاق بركب السيارات التقليدية المطروحة في السوق الهندية.

ويعتقد مراقبو صناعة السيارات أن السيارات الكهربائية ستستقطب المزيد من الاضواء في السنوات الخمس المقبلة. وغير خاف ان، المتعطشة للطاقة، تستورد ما قيمته 57 مليار دولار من النفط سنويا (إحصاءات السنة المنتهية في شهر مارس (آذار) الماضي)، أي بزيادة قدرها 30 في المائة عن مستوردات السنة السابقة، مع الارتفاع المعروف بأسعار النفط الخام.

وكانت شركة «ريفا اليكتريك كار كومباني» قد طرحت أول سيارة كهربائية من صنعها في الهند عام 2001 هي السيارة «ريفا». و«ريفا» شركة يبلغ رأسمالها 25 مليون دولار، وتعتبر مشروعا استثماريا مشتركا بين مجموعة «مياني» في بنغالور وشركة «ايف ل ل سي» في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

وتطرح شركة «ريفا» عدة نماذج من سيارتها الكهربائية الأولى، فلديها نموذج عام «ستاندرد» ونماذج أخرى مزودة بجهاز تكييف للهواء. وأسعار سيارات «ريفا» تتراوح بين 6 و8 آلاف دولار.

ويبلغ مدى سير النموذج غير المزود بمكيف للهواء نحو 80 كيلومترا، فيما يصل مدى النموذجين المكيفين الآخرين إلى 60 كيلومترا. وتتسع سيارة «ريفا» لشخصين وطفلين.

وقد حصلت شركة «ريفا اليكتريك كار» أخيرا على تمويل جديد قيمته 20 مليون دولار، فأقامت تسهيلات لإنتاج 30 ألف سيارة سنويا نصفها مخصصة للتصدير. وبريطانيا، خصوصا مدينة لندن بالذات، أصبحت اكبر سوق لهذه السيارة الهندية، حيث جري بيع ألف سيارة منها، وبالإضافة إلى ذلك تبيع الشركة سيارتها في اسبانيا والنرويج وتجري اختبارات تسويقية في اليابان وسويسرا ومالطا.

وطبقا لبعض المصادر، تخطط الشركة لإنتاج سيارة تتسع لأربعة ركاب، تستخدم بطاريات اكبر، ويصل سعرها إلى ما بين ثلاثة آلاف وثلاثة آلاف وخمسمائة دولار.

ويقول شيتان مايني، نائب رئيس الشركة والمسؤول عن الشؤون التكنيكية فيها: «نتوقع زيادة حجم السوق مع دخول عدد من الشركات الدولية هذا المجال. ونستعد ايضا لارتفاع الطلب».

وتعمل الشركة ايضا على تطوير تقنية يمكن استخدامها في الحافلات والسيارات الهجين. ومن المرجح ان تكون مزيجا من البنزين والكهرباء.

وخلافا للسيارات الكهربائية، حققت الدراجات النارية (الموتسيكلات) الكهربائية، قبولا أوسع في الهند. وتوجد حاليا عدة نماذج لهذه الدراجات ذات العجلتين. وطبقا لأحدث الإحصاءات لمؤسسة «اي سي نيلسن» في 10 مدن هندية، يقدر سوق الدراجات الكهربائية بنصف مليون وحدة. ويقدر عددها في 70 مدينة هندية بـ 2.9 مليون وحدة.

وقد طرحت شركة «هيرو سيكل ليمتد» للدراجات، بالتعاون مع شركة «الترا موتور كومباني» البريطانية، دراجات «هيرو اليكتريك» في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي. وتشاهد هذه الدراجات على طرق دلهي ومقاطعات البنجاب وهاريانا ورجاستان وغرب اوتار براديش وغوجوارات. والسرعة القصوى لها تبلغ 25 كيلومترا في الساعة، ويصل مداها إلى ما يتراوح بين 45 و50 كيلومترا بالشحنة الواحدة. أما سعرها فيتراوح بين 350 و400 دولار، فيما يتراوح سعر السكوتر بين 600 و700 دولار.

وقد طرحت شركة دراجات هندية أخرى، هي «اطلس»، دراجة كهربائية يصل سعرها إلى 400 دولار.

والشركة الكبرى الأخرى العاملة في هذا المجال هي شركة «اليكتروثيرم» التي طرحت دراجة كهربائية باسم «يوبيكيس». ويتراوح سعرها بين 350 و600 دولار. كما تقدم شركة أخرى في بنغالور هي شركة «ايكو» سكوتر «ايكو كوزميك» ودراجة «ايغو». ومنتجات هذه الشركة موجودة في الاسواق منذ فترة طويلة ولديها وكلاء اكثر من منافسيها في عدة مواقع في الهند.

وتستورد بعض الشركات الهندية، مثل شركة «ايس»، قطع الغيار لدراجاتها الكهربائية من شركة «تشانغ تونغ» الصينية. ويبلغ سعر الدراجة من انتاجها 680 دولارا. ويأتي الدعم الديموغرافي الأقوى للعربات الكهربائية من المراهقين والراشدين في رحلاتهم إلى العمل ومن النساء.

ويقول ديبا غوشال، مدير التسويق في شركة UMC: «نحن لدينا نوعان من الزبائن. الأول هو المراهقون الذين يريدون ترك دراجاتهم واستخدام دراجة أكثر تطورا قبل الوصول إلى سن القيادة. أما المجموعة الثانية فتضم أولئك الذين تزيد أعمارهم على 24 سنة، وهؤلاء يستطيعون قيادة «سكوتر» يعمل بالبترول أو أن يبحثون عن وسيلة نقل أرخص».

حتى الآن تصل سرعة هذا النوع من الدراجات إلى 24 كلم/ ساعة. وتقدم خمس ولايات هندية هي كيرالا وبنغال الغربية وغاوا وبونديتشري وراجاستان، تخفيضات ضرائبية على العربات الكهربائية، فهناك بالنسبة للمؤسسات الحكومية والسياحية ومعاهد التعليم «تعويض» قدره 1800 دولار لمن يشتري سيارة كهربائية أو سيارة تجارية مقتصدة.

ويقول مركز العلوم والبيئة، ومقره نيودلهي «إن اعتماد الهند على الوقود الاحفوري المستورد من الخارج، سيزداد بمقدار 70 إلى 82%في عام 2012»، ويضيف «لو استطعنا أن يكون عندنا 300 ألف عربة كهربائية على الطرق قبل نهاية عام 2020 لوفرنا 37 مليار روبية من العملة الأجنبية». كذلك أطلقت شركات رئيسية مثل «ماريهاندرا» إنتاجا جديدا هو العربة «بيغيلي»، التي تحتوي على عشرة مقاعد مع ثلاث عجلات لنقل المسافرين داخل المدن. إضافة إلى ذلك عرضت شركة «سكوتر انديا» عربات تجارية بثمانية مقاعد مع طاقة شحن تغطي 80 كيلومترا وسرعة تصل إلى 30 ـ 35 كلم/ ساعة.

وبالنسبة لبلد مثل الهند لا ينتج وقودا احفوريا ستكون السيارات الكهربائية الخطوة اللاحقة. ويمكن القول إن هذا النوع من السيارات لا يحتاج إلى صيانة ولا جهاز نقل للسرعات فيها ولا تبث أي غازات ضارة بالبيئة فهي خالية من أي عامل تلويث. ولا تحتاج هذه السيارات إلى إجازة أو تسجيل. وهي قابلة للشحن بمعدل 220 فولت وهذا ما تحتاج إليه الثلاجات. وتستورد البطاريات والمحركات والقطع الكهربائية الأخرى من الصين وبلدان أخرى.

مع ذلك فإن بعضا من سلبياتها يتمثل في أدائها الضعيف، وثقل البطاريات والمدى القصير لسيرها بين شحنة وأخرى وعدم توفر قطع الغيار بشكل سهل لها على الرغم مما يقال من أنها لا تحتاج إلى أي صيانة، لكن المشاكل غالبا تحدث مع الأجهزة الكهربائية.

ويقول سيذارسثا سريفاستاف، محلل السيارات المقيم في نيودلهي، إنه «لو أنتجت الهند دراجات كهربائية بنوعية عالية وسعر معقول فسوف تنافس الصين على سوق الدراجات وقد يصل إنتاجها إلى 10 ملايين دراجة خلال خمس سنوات. إلا أن السرعة القصوى لهذه الدراجات يجب رفعها إلى ما بين 40 و50 كلم/ ساعة».

إمكانية إنتاج السيارات الكهربائية حفزت الشركات الكبرى على دخول هذا الميدان، لذلك فإن منتجي الدراجات النارية مثل «باجاج أوتو» و«هيرو هوندا» و«إم اند إم» و«تي في إس» و«كاينتك»، بدأت كلها بإنتاج دراجات كهربائية، أما شركة «تي في إس» فسوف تنتج دراجاتها الكهربائية قبل نهاية هذه السنة.

وتقول مصادر صناعية إن شركات أجنبية ضخمة مثل جنرال موتورز ورينو وميتسوبيشي وثينك اليكترك فيكيلز، كلها تسعى إلى طرح سيارات كهربائية في الهند. ومن المتوقع أن تركز هذه السيارات في البداية على الأسواق الداخلية، وقد تطرح هذه السيارات لاحقا في بلدان مثل الهند والصين. أما بالنسبة لرينو وثينك فإنهما يركزان على اسواق أوروبا، فيما تتطلع ميتسوبيشي وسوبارو نحو اليابان بشكل خاص.

 
عودة
أعلى