حرية الرأى والتعبير مابين الموضوعية والشخصنة .

Samir Aser

New Member
بسم الله الرحمن الرحيم

حرية الرأى والتعبير مابين الموضوعية والشخصنة



من المبادىء والتقاليد الراسخة فى عالم القضاء ؛ والتى تنص عليها قوانين غالبية الأمم المتمدينة ؛ هو عدم التعرض للأحكام القضائية بالنقد العلنى ؛ وذلك لسببين : السبب الأول هو أنه فى حالة كون هذه الأحكام ابتدائية ؛ أى أنها مازالت مطروحة أمام القضاء وسبيل استئنافها أو نقضها مفتوح ؛ فالتعرض لها بالنقد يؤدى إلى التأثير على هيئة القضاء التى تنظر موضوع الدعوى ؛ والأصل عدم التأثير علىالهيئة القضائية ؛ واستقلالها التام فى أعمالها . والسبب الثانى هو أنه لو صارت هذه الأحكام نهائية باتة بمعنى استنفذت وسائل استئنافها أو نقضها ؛ فلا مندوحة من القول بأن الحكم عنوان الحقيقة وينبغى اسباغ قدسية على الأحكام لصالح العدالة والإستقرار وعدم اشاعة الفوضى فى المجتمع . ولكن عدم التعرض للأحكام علنا خارج ساحات القضاء شىء ...... ؛ والتعرض لها بالنقد بالوسائل الإجرائية المتاحة شىء آخر ....... فالتعرض للحكم بالنقد والتجريح لهو من الحريات الأساسية المكفولة لهيئة الدفاع مهما أسبغت على الحكم من أوصاف كالقول : حكم باطل .... فاسد الإستدلال ..... عدم تحصيل وقائع الدعوى .... يخالف القانون... ..... حكم بطيخ ......الخ وهناك فارق بين مقاضاة الحكم ؛ ومقاضاة مُصدره ( سواء كان قاض فرد أو هيئة قضائية ) .... بمعنى قُل فى الحكم ماشئت ؛ ولا تتعرض لمُصدره بتجريح شخصى ؛ فإن أبيت سوى التجريح الشخصى ؛ فله مجال آخر ؛ وقد نظم القانون ذلك وهو مخاصمة مُصدر الحكم ( مُخاصمة القضاء ) ؛ لأنه غشاش .... مرتشى ...... وسخ........ لايفهم فى القانون أو حتى البطيخ ...... والبينة على من ادعى . اذن ففى مجال المقاضاة نظم القانون حرية الرأى والتعبير مابين الموضوعية والشخصنة وكذلك الحال كعرف عام ودستور غير مكتوب بين اصحاب الرأى .... مايمكن وصفه بالحرية المسؤولة ، المنضبطة. الأصل فى حرية الرأى والتعبير هى أن يبدي صاحب الرأى وجهة نظره بحيث لا تتعدى هذه الحرية حدود الموضوع ؛ومحل الخلاف ؛ ولا يتعدى للأشخاص . فالتشخيص أو الشخصنة ؛ أي التعرض للأشخاص بالإساءة والتجريح ؛ فهو غير مقبول ؛ وغير مقبول اهتبال الفرصة لتصفية حسابات ؛ واسباغ نعوت تُمحى الحدود الفاصلة بين حرية التعبير وبين انتقاصها. فكما أن هناك الحق ...... هناك اساءة استعمال الحق . فلك الحق الكامل فى ابداء رأيك وتفنيد حجج خصومك مهما كانت حدة تداول الرأى ؛ وليس لك إساءة استعمال الحق بالإساءة للآخرين وتجريحهم . فالفهم الخاطىء ؛ وبتر الكلام ونزعه من سياقه وكيل الإتهامات المتخيله ؛ لهى من معالم اساءة استعمال حرية التعبير ؛ فلا قراءة واعية ولاحسن فهم أو أدب . والشخصنة تنحو نحو رؤية الموضوعات المطروحة من خلال ما فى نفوسنا من أشخاصها أو ما فى نفوسنا من فكرة ما يطرحه الكاتب فيتحول نقدنا لهجوم على الشخص لا الفكر . والحق أنه لايمكن عزل وفصل أصحاب الرأى عما يطروحونه من أفكار عزلا تاماً ؛ و لكن جعل صاحب رأى ما هو أساس وكل المشكلة شىء يأباه المنطق والعقل السليم . والاختلاف سنة الله في الارض و لو اراد الله لجعلنا امة واحدة. ولو لا الاختلاف لما راينا التمايز بين الثقافات والديانات والعادات فالتعددية من السنن الكونية ؛ وينبغى دائما قبول الآخر ؛ لا اقصاؤه . ولكن ثقافة الإستسهال ؛ أو قل الأمية الثقافية ؛ ثقافة الطبل والزمر وحب المديح ؛ ثقافة القطيع تفرز وتشكل شخصيات لا تسمع ولاتقبل الرأى الآخر دون أن تشخصنه .​
 
مرحبا أولا بالكاتب القصصى الماتع / سمير

فى الواقع الكلام جيد لا بأس به فى رأيى .. ملخصه أن حرية النقد مكفولة للجميع
بشرط عدم التجريح فى الأشخاص بأعيانهم

وهو كلام طيب لا غبار عليه ...

ولكن احب أن اضيف أن النقد يجب أن يكون نقدا بناءً , لا النقد لمجرد النقد

ثم إنه لو كان هذا الحكم القضائى إسلامى , فلا سبيل إلى الطعن فى الحكم إلا بدليل شرعى , يبين خطأ إجتهاد القضاى فى ذلك .. ويدخل ذلك فى باب النصيحة للمسلمين ..
أما الطعن فى الحكم الشرعى بحجة مناقضته للعقل فهذا هو الخطأ بعينه , لأن الشرع فوق العقل , الشرع يحكم العقل ,وليس للعقل أن يحكم على الشرع , قال تعالى ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) النساء 65

تحية طيبة :)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بالأخ الكريم

التطبيق هنا على ماجرت عليه المحاكم فى كافة الدول .... على تفصيل

ولا ينبغى الخلط بين المفاهيم ؛ فالحكم الشرعى معلومة ضوابط استنباطه والوقوف عند حدوده فيما لاتشابه فيه

دُمت بخير أخى وكل سنة وأنت طيب وسالم ؛ وأسعدتنى مداخلتكم أيما سعادة
 
عودة
أعلى