محمد شتيوى
مستشار سابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومع الجزء الثالث من تلك الأبيات الرائعة ...
لهـــا أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الطعــــام وتلهيهــا عن الزاد
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فـحسبك مني مــــا تكن الجوارح
ثوى طاهـــر الأردان لم تبق بقعة ... غـــــداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر!
ألا أيها الركب إليمانون عرجــوا ... علينا فقد أضحــــــى هوانا يمانيا!
أحبك لا تفسير عندي لصبـــوتي ... أفســـر ماذا والهـــوى لا يفسر!
يا ليتها إذ فدت عمـــراً بخارجة ... فـــدت علياً بمن شاءت من البشر!
والناس من يلق خيــراً قائلون له ... ما يشتــهي، ولأم مع المستعجل الزلل
لا تغترر ببني الزمـــان ولا تقل ... عند الشـــدائد لي أخ وحــمــيم
والناس أعـــوان من دالته دولته ... وهم عليـــه إذا عادته أعــــوان
أولئك آبائي فــجـــئتني بمثلهم ... إذا جــمــــعتنا يا جرير المجامع!
ولا بد من شكوى إلى ذي مــروءة ... يواســــيك أو يسلبك أو يتـــوجع
تعــــود بسط الكف حتى لو انه ... راد انقباضــــاً لم تطعـــه أنامله
حلفت فلم أترك لنفسك ريبـــــة ... وليس وراء للمـــــرء مـــذهب
وتضحك مني شيخة عبشمــــية ... كأن لم ترى قبـــلي أسيـــراً يمانيا
يقــضي على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسناً مــا ليس بالحــسن
إن الكرام إذا مــا أيســروا ذكروا ... من كان يألفــهم في الموطن الخـشن
اعذر حسودك فيمــا قد خصصت به ... إن العــلا حسن في مثلهــا الحسد!
إذا كــان هذا الدمع يجري صبــابة ... على غير سعــدى فهــو دمع مضيع
ومــا شرقـــي بالماء إلا تذكــراً ... لمــاء به أهــل الحــبـيب نزول!
فبت كــني ساورتني ضــئيلــة ... مـن الرقش في أنيــابهــا السم ناقع
وصدر أراح الليل عازب همــــه ... تضاعف فـيه الحــزن من كل جانب
وإذا المنيــة أنشــبت أظفــارها ... ألفـــيت كل تميمـــة لا تــنفع!
هم يحسدوني على موتي فوا أسفــا ... حتى على المــوت لا أخلو من الحسد!
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصــوت إنســـان فكدت أطيـر!
قد كنت أشفق من دمــعي على بصري ... فإليــوم كل عزيز بعــــدكم هانا
إني وإن لمت حــاسدي فــمـــا ... أنـــكر أنــي عقـــوبة لـهم
ومن العــداوة ما ينالك نفــعـــه ... ومن الصـداقة ما يضـــر ويؤلم!
فـمـا أطال النوم عمـــــراً وما ... قــصر في الأعــمار طول السهر
وأنا الـــذي جلب المنيـــة طرفه ... فــمـن المطالب والقــتيل القاتل؟!
وتجلدي للشامــــتين أريهـــم ... أني لـريب الدهــر لا أتضـعـضع
فـصــرت إذا أصابتني سهــام ... تكســرت النصـــال على النصـال
جود الرجــال من الأيدي وجودهم ... من اللســان فلا كــانوا ولا الجـود!
جزى الله المسيــر اليك خيــراً ... وإن تـــرك المطايا كــــالمزاد!
كل الموارد غــيــر النيل آسنة ... وكل دار سوى البلقـــاء فـيــحــياء
يا من يعــز علينا أن نفــارقهم ... وجــداننا كل شيء بعــــدكم عدم!
ومـــــا نيل المطالب بالتــمني ... ولكن تؤخــــذ الدنيـــا غـلابا
تلك المكارم لا قـعـبان مـن لبن ... شـيبا بماء فــعــادا بعــد أبوالا
هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا ... أجابوا ، وإن أعطوا أطابوا وأجــزلوا
يا قرة العين سل عيني هل اكتحلت ... بمنظر حسن مــذ غبت عن عييني؟!
ولي كبــد مقروحـة من يبيعني ... كـبداً ليـــست بذات قـروح؟!
إذا هم ألقي بين عينيــه همــه ... وأعرض عن ذكر العواقب جانبـــا
للموضوع صلة ...
__________________________________
المصدر : موقع الشيخ عائض بن عبد الله القرنى
ومع الجزء الثالث من تلك الأبيات الرائعة ...
لهـــا أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الطعــــام وتلهيهــا عن الزاد
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فـحسبك مني مــــا تكن الجوارح
ثوى طاهـــر الأردان لم تبق بقعة ... غـــــداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر!
ألا أيها الركب إليمانون عرجــوا ... علينا فقد أضحــــــى هوانا يمانيا!
أحبك لا تفسير عندي لصبـــوتي ... أفســـر ماذا والهـــوى لا يفسر!
يا ليتها إذ فدت عمـــراً بخارجة ... فـــدت علياً بمن شاءت من البشر!
والناس من يلق خيــراً قائلون له ... ما يشتــهي، ولأم مع المستعجل الزلل
لا تغترر ببني الزمـــان ولا تقل ... عند الشـــدائد لي أخ وحــمــيم
والناس أعـــوان من دالته دولته ... وهم عليـــه إذا عادته أعــــوان
أولئك آبائي فــجـــئتني بمثلهم ... إذا جــمــــعتنا يا جرير المجامع!
ولا بد من شكوى إلى ذي مــروءة ... يواســــيك أو يسلبك أو يتـــوجع
تعــــود بسط الكف حتى لو انه ... راد انقباضــــاً لم تطعـــه أنامله
حلفت فلم أترك لنفسك ريبـــــة ... وليس وراء للمـــــرء مـــذهب
وتضحك مني شيخة عبشمــــية ... كأن لم ترى قبـــلي أسيـــراً يمانيا
يقــضي على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسناً مــا ليس بالحــسن
إن الكرام إذا مــا أيســروا ذكروا ... من كان يألفــهم في الموطن الخـشن
اعذر حسودك فيمــا قد خصصت به ... إن العــلا حسن في مثلهــا الحسد!
إذا كــان هذا الدمع يجري صبــابة ... على غير سعــدى فهــو دمع مضيع
ومــا شرقـــي بالماء إلا تذكــراً ... لمــاء به أهــل الحــبـيب نزول!
فبت كــني ساورتني ضــئيلــة ... مـن الرقش في أنيــابهــا السم ناقع
وصدر أراح الليل عازب همــــه ... تضاعف فـيه الحــزن من كل جانب
وإذا المنيــة أنشــبت أظفــارها ... ألفـــيت كل تميمـــة لا تــنفع!
هم يحسدوني على موتي فوا أسفــا ... حتى على المــوت لا أخلو من الحسد!
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصــوت إنســـان فكدت أطيـر!
قد كنت أشفق من دمــعي على بصري ... فإليــوم كل عزيز بعــــدكم هانا
إني وإن لمت حــاسدي فــمـــا ... أنـــكر أنــي عقـــوبة لـهم
ومن العــداوة ما ينالك نفــعـــه ... ومن الصـداقة ما يضـــر ويؤلم!
فـمـا أطال النوم عمـــــراً وما ... قــصر في الأعــمار طول السهر
وأنا الـــذي جلب المنيـــة طرفه ... فــمـن المطالب والقــتيل القاتل؟!
وتجلدي للشامــــتين أريهـــم ... أني لـريب الدهــر لا أتضـعـضع
فـصــرت إذا أصابتني سهــام ... تكســرت النصـــال على النصـال
جود الرجــال من الأيدي وجودهم ... من اللســان فلا كــانوا ولا الجـود!
جزى الله المسيــر اليك خيــراً ... وإن تـــرك المطايا كــــالمزاد!
كل الموارد غــيــر النيل آسنة ... وكل دار سوى البلقـــاء فـيــحــياء
يا من يعــز علينا أن نفــارقهم ... وجــداننا كل شيء بعــــدكم عدم!
ومـــــا نيل المطالب بالتــمني ... ولكن تؤخــــذ الدنيـــا غـلابا
تلك المكارم لا قـعـبان مـن لبن ... شـيبا بماء فــعــادا بعــد أبوالا
هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا ... أجابوا ، وإن أعطوا أطابوا وأجــزلوا
يا قرة العين سل عيني هل اكتحلت ... بمنظر حسن مــذ غبت عن عييني؟!
ولي كبــد مقروحـة من يبيعني ... كـبداً ليـــست بذات قـروح؟!
إذا هم ألقي بين عينيــه همــه ... وأعرض عن ذكر العواقب جانبـــا
للموضوع صلة ...
__________________________________
المصدر : موقع الشيخ عائض بن عبد الله القرنى