حسن الخلق

الخلق الحسن

إن الإسلام دين عظيم شرع الله تعالى لنا فيه ما فيه صلاحنا في الدنيا وفلاحنا في الآخرة

وإذا تحلى المسلمون بأخلاق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صلح المجتمع وصلحت نفوسهم وكانوا دعاة خير إلى الدين

فالأخلاق الحسنة : هي صفة سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين ورياضة المتعبدين

والأخلاق السيئة : هي أمراض القلوب والنفوس والسموم القاتلة والرذائل الواضحة والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين

ومن أسهل الحسنات أن تلقى أخاك المسلم بوجه طلق بشوش فيدخل السرور إلى قلبه

فيؤدي ذلك إلى تنظيف القلوب من الحسد والحقد والشحناء اتجاه بعضهم بعضا

وقال الله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

بهذا الوصف وصف الله تعالى رسوله أي أدب عظيم وهو أدب كتاب الله الذي أدبه به

ولما سئلت عائشة رضي الله عنها { عَنْ خُلُقِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ} مسند أحمد

ونحن مأمورين بتطبيق بكل ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكل ما نهى عنه

وحسن الخلق هو الأنصاف في المعاملة وبذل الإحسان والعدل في الأحكام , وإن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد وسوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل

فمعالجة النفس هو المراد بقوله تعالى {وقد خاب من دساها}

وإهمالها هو المراد بقوله تعالى {وقد خاب من دساها}

أي أذلها بالمعاصي والأخلاق السيئة

وإن كثرة الصلاة والصيام والعبادة إذا لم تؤثر في خلق الإنسان وتعامله مع الناس بالرفق واللين والكلام الطيب ولم يكف أذاه عنهم فما حقق الهدف من العبادة ولا جنى ثمارها

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ }مسند أحمد

عَنْ جَابِر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ مِنْ أَحَبّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْم الْقِيَامَة أَحَاسِنكُمْ أَخْلَاقًا , وَإِنَّ أَبْغَضكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه , قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ , فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ , قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ " قَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن . وَالثَّرْثَار هُوَ الْكَثِير الْكَلَام بِتَكَلُّفٍ , وَالْمُتَشَدِّق الْمُتَطَاوِل عَلَى النَّاس بِكَلَامِهِ الَّذِي يَتَكَلَّم فِيهِ بِمِلْءِ فِيهِ تَفَاصُحًا وَتَفَخُّمًا وَتَعْظِيمًا لِكَلَامِهِ , وَالْمُتَفَيْهِق . أَصْله مِنْ الْفَهَق وَهُوَ الِامْتِلَاء , وَهُوَ الَّذِي يَمْلَأ فَمه بِالْكَلَامِ , وَيَتَوَسَّع فِيهِ تَكَثُّرًا وَارْتِفَاعًا وَإِظْهَارًا لِفَضْلِهِ عَلَى غَيْره , قَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك " حُسْن الْخُلُق طَلَاقَة الْوَجْه , وَبَذْل الْمَعْرُوف , وَكَفّ الْأَذَى "



عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ {هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه}

…ومعنى زعيم: أي ضامن

…وربض الجنة: أي حولها

…المراء: أي الجدال.

عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ أَوْ أَيْنَمَا كُنْتَ قَالَ زِدْنِي قَالَ أَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا قَالَ زِدْنِي قَالَ خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ {حسن}

وجمع العلماء عَلَامَاتِ حُسْنِ الْخُلُقِ بما يلي : أَنْ يَكُونَ كَثِيرَ الْحَيَاءِ ، قَلِيلَ الْأَذَى ، كَثِيرَ الصَّلَاحِ ، صَدُوقَ اللِّسَانِ ، قَلِيلَ الْكَلَامِ ، كَثِيرَ الْعَمَلِ ، قَلِيلَ الْفُضُولِ ، قَلِيلَ الزَّلَلِ ، وَهُوَ بَرٌّ وَصُولٌ وَقُورٌ صَبُورٌ رَضِيٌّ شَكُورٌ حَلِيمٌ ، رَفِيقٌ عَفِيفٌ شَفِيقٌ لَا لَمَّازٌ وَلَا سَبَّابٌ وَلَا نَمَّامٌ وَلَا مُغْتَابٌ وَلَا عَجُولٌ وَلَا حَقُودٌ وَلَا بَخِيلٌ وَلَا حَسُودٌ ، هَشَّاشٌ بَشَّاشٌ ، يُحِبُّ فِي اللَّهِ وَيُبْغِضُ فِي اللَّهِ وَيَرْضَى فِي اللَّهِ وَيَغْضَبُ فِي اللَّهِ ؛ فَهَذَا هُوَ حُسْنُ الْخُلُقِ

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت واختم بالصالحات أعمالنا

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة نبيك وأوزعهم أن يوفو بالعهد الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم .

.



 
عودة
أعلى