العلم والعمل

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام إبن الجوزي - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم صيد الخاطر تحت عنوان " العلم والعمل " :-

( لمَّا رأت نَفسي في العلم ِحسناً .. فهيَ تُقدمه على كل شيء و تعتقد الدليل .. و تُفضل ساعة التشاغل به على ساعات النوافل .. و تقول : أقوىَ دليل لي علىَ فضلهِ على النوافل ِ، أنِّي رأيت كثيراً ممن شغلتهم نوافل الصلاة و الصوم عن نوافل العلم ، عاد ذلك عليهم بالقدح في الأصول .. فرأيتها في هذا الاتجاه على الجادةالسهلة و الرأي الصحيح.. إلا أني رأيتها واقفة مع صورة التشاغل بالعلم ، فصحت بها : فما الذي أفادك العلم ؟؟ أين الخوف ؟ أين القلق ؟ أين الحذر ؟؟
أوَمَا سمعت بأخبار أخيار الأحبار في تعبدهم و اجتهادهم ؟؟
أمَا كَان الرسول صلىالله عليه و سلم سيد الكل ، ثم إنه قام حتى ورمت قدماه ؟؟
أمَا كَان أبو بكررضي الله عنه شجيَّ النشيج ، كثير البكاء ؟؟
أمَا كَان في خَدِ عمر رضي الله عنه خطَّانِ من آثار الدموع ؟؟
أمَا كَان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة ؟؟
أمَا كَان عليّ رضي الله عنه يبكي بالليل في محرابه حتى تخضل لحيته بالدموع ، ويقول : " يا دنيا غُرِّي غيري " ؟؟
أمَا كَان الحسن البصري يَحيَا علىَ قوةِ القلق ؟؟
أمَا كَان سعيد بن المسيب ملازماً للمسجدِ فلمْ تفتْهُ صلاة في جماعة أربعين سنة ؟؟
أمَا صامَ الأسود بن يزيد حتى اخضر و اصفر ؟؟أمَا قالت بنت الربيع بن خيثم له : " مالي أرى الناس ينامون و أنت لا تنام " ، فقال : " إن أباك يخاف عذاب البيات " ؟؟
أمَا كَان أبو مسلم الخولاني يعلقُ سوطاً في المسجد يؤدبُ به نفسه إذافتر ؟؟
أما صامَ منصور بن المعتمر أربعين سنة ؟؟
أمَاكَانَ سفيان الثوري يَبكي الدمَ من الخوف ؟؟
أمَا كَانَ إبراهيم بن أدهم يبولُ الدمَ من الخوف ؟؟
أمَا تعلمين أخيار الأئمة الأربعة في زهدهم و تعبدهم : أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد؟؟ فاحذري من الإخلاد إلى صورة العلم ، مع ترك العمل به فإنها حالة الكسالىَ ) ؟؟!!

وفي الختام أقول : رحم الله الإمام إبن الجوزي رحمة واسعة على هذه النصائح الذهبية ...
 
كان لزاما ً على كل من سار في طريق العلم أن يصطحب معه العمل و ليصلا به سوياً إلى " جنات الخلود ".
و للعمل بالعلم فوائد عظيمة، وآثار حميدة، نجنيها في الدنيا والآخرة، ويحسها كل من عمل بعلمه. وتنعدم هذه الآثار، إذا لم نستطع أن نوافق بين العلم والسلوك، ولعظم هذه الآثار، رأينا كيف شدد الإسلام في عقوبة من لا يعمل بعلمه فيأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويفعله.
ولأهمية هذا الجانب ذكر الأجري – رحمه الله – في كتابه (أخلاق العلماء) فصلاً بعنوان "ذكر سؤال الله لأهل العلم عن علمهم: ماذا عملوا فيه" ثم أورد بعض الأحاديث والآثار الموقوفة في هذا الموضوع ثم قال: (من تدبر هذا أشفق من علمه أن يكون عليه لا له، فإذا أشفق مقت نفسه، وبان بأخلاقه الشريفة التي تقدم ذكرنا لها والله الموفق لنا ولكم إلى الرشاد من القول والعمل).
اللهم وفقنا للعمل بما علمنا
 
و للعمل بالعلم فوائد عظيمة، وآثار حميدة، نجنيها في الدنيا والآخرة، ويحسها كل من عمل بعلمه. وتنعدم هذه الآثار، إذا لم نستطع أن نوافق بين العلم والسلوك، ولعظم هذه الآثار، رأينا كيف شدد الإسلام في عقوبة من لا يعمل بعلمه فيأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويفعله.

صدقت والله أخي وحبيبي حضرموت
دائماً أسعد بمرورك العطر وتعليقاتك المباركة
 
كل الشكر لك أخي العزيز flowers على مرورك الكريم وتعليقاتك العطرة
 
عودة
أعلى