نبذة حول الإحتفال بشهر رمضان فى الكثير من دول العالم

ELSHEIMY

مشرف منتدى البرامج
طاقم الإدارة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نبذة حول الإحتفال بشهر رمضان فى الكثير من دول العالم رمضان في تركيا يستقبل الشعب التركي المسلم شهر رمضان المبارك بمظاهر من الفرح والبهجة، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أركان المعمورة، والحقيقة أن هذه المظاهر العلنية من الشعب التركي فيها البراهين والأدلة الكافية على عمق وترّسخ الإسلام، ورفض المبدأ العلماني اللاديني الذي تتمسك به النخبة الحاكمة في تركيا منذ عام 1923وحتى اليوم، وفي فقرات هذا التقرير نستعرض ونقدم بعضًا من هذه المظاهر التي تجتاح الشارع التركي مع أيام شهر رمضان المبارك. إنارة المآذن وصلاة التراويح على الرغم من اعتماد هيئة الشؤون الدينية التركية على أسلوب الحساب الفلكي في تحديد موعد بدء هلال شهر رمضان المبارك، وهو الأمر الذي يجعل تركيا عادة تبدأ أيام الشهر في موعد مختلف عن بقية العديد من الدول الإسلامية (عام 1420هـ جاء البدء مواكباً للعديد من دول العالم الإسلامي)، فإن ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركيا عند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر تُرى واضحة في المجتمع التركي مع بدء أيام شهر رمضان المبارك، وأيضًا في المناسبات الدينية الإسلامية. ومظهر إنارة المآذن ويسمى عند الأتراك بـ "محيا"، وهو المظهر المعبر عن الفرحة والبهجة بحلول الشهر المبارك، ويقول رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية "بأن الهيئة ترعى حوالي 77ألف جامع في تركيا، وأن الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون جامع وأذان". صلاة التراويح وتصحب ظاهرة إنارة المآذن ظاهرة أخرى هي أيضًا من نفحات الشهر الكريم، ألا وهي صلاة التراويح التي تتمتع بحب عظيم واحترام كبير عند أفراد الشعب التركي، فبعد تناول طعام الإفطار يهرع الأطفال والشباب والنساء والرجال ناحية الجوامع والمساجد لحجز الأماكن في صلاة العشاء ومن بعدها صلاة التراويح التي تتم على المذهب الحنفي، ويقوم أهل الخير من الأتراك بتوزيع الحلوى على الأطفال المشاركين في صلاة التراويح عقب انتهائها. قراءة القرآن الكريم الحقيقة أن الأتراك من أكثر الشعوب الإسلامية حساسية واحتراماً وتبجيلاً لكتاب الله، فالقرآن الكريم مثلاً يوضع أعلى الكتب في المكتبات أو في مكان بارز داخل المنزل أو المكتب، ولا يقبل الأتراك بأي حال وضع القرآن الكريم بين الكتب العاديّة أيًّا كان شأنها أو قيمتها، بل يضعونه أعلاها دائماً، ومن العادات الجميلة والمحبوبة عند الشعب التركي اهتمامه بقراءة القرآن طيلة شهر رمضان، فعلى صعيد تلك العادة المحبّبة يقوم الأتراك من الرجال بتقسيم سور القرآن الكريم فيما بينهم، على أساس قدرة الشخص في تحمل قراءة كمٍّ من السور القرآنية، فالبعض يقبل قراءة سورة والبعض الأخر يقبل قراءة أكثر من سورة، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان تقوم هذه المجموعة أو تلك التي انتهت من ختم القرآن بالذهاب سويًّا إلى أحد الجوامع القريبة لكي تقوم بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن، و يشارك إمام الجامع في الأغلب هذه الجماعة في مسألة الدعاء والحفل الديني الصغير الذي يقام داخل الجامع على شرف القرآن الكريم. معرض الكتب الدينية قبل 18 سنة تقريباً بدء الشعب المسلم في تركيا اتباع ظاهرة جديدة، لم تكن موجودة عند الأتراك من قبل، وهي إقامة معرض للكتب الدينية يبدأ في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، ويستمر حتى نهايته، ويقام هذا المعرض سنويًّا في الجامع الكبير"أولو جامع" بالعاصمة أنقرة، وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بمدينة إستانبول، وترعاه هيئة الشؤون الدينية (الوقف الخيري للنشر) بالتنسيق مع وزارة الثقافة التركية. وتبدأ أنشطة هذا المعرض بعد صلاة المغرب من كل يوم، حيث يتوافد الآلاف من الأتراك، رجال ونساء، على ميدان السلطان أحمد في إستانبول لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح، ثم يتجولون في معرض الكتب المقام في الصحن الداخلي للجامع، وعلى هامش نفس المعرض يتم إقامة معرض آخر يتعلق بفنون الخط العربي والتذهيب، وهما من الفنون الإسلامية الشهيرة عند الأتراك. البرامج الدينية يقوم تلفزيون وإذاعة الدولة TRT 1- TV في أيام السنة العادية ببث فقرة دينية لمدة تتراوح بين ربع إلى نصف ساعة عصر يوم الخميس فقط، ولكن في شهر رمضان وقبل سنوات قليلة فقط بدأ تلفزيون الدولة ببث أذان المغرب والفجر حيّا من الجوامع الكبيرة طيلة أيام الشهر، ولعلّ تلفزيون الدولة يحاول بهذا الموقف الجديد -بث الأذان على الهواء مباشرة وقراءة القرآن- الحفاظ على موقعه بين المحطات الخاصة التي تنافسه بشدة وتخطف منه الأضواء كل يوم. وفي الوقت الذي يقدم تلفزيون الدولة برنامجين أو فقرتين دينيتين قبل الإفطار وقبل السحور مدتهما محدودة، وبرنامجًا ثالثًا يوميًّا يخص مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، علاوة على بعض الأفلام أو المسلسلات الدينية المدبلجة من العربية، تقوم المحطات الخاصة ببث برامج كثيرة ومختلفة خلال الشهر الكريم، فهناك أفلام سينمائية ومسلسلات اجتماعية -في عام 1993 قدمت محطة التلفزيون الخاصةKANAL- 6 مسلسلاً بعنوان "أهلا رمضان "وهى المرة الأولى في تاريخ تركيا المعاصر أن تقوم محطة تلفزيونية بإعداد مسلسل خاص لشهر رمضان -، إضافة لبرامج وقت الإفطار ووقت السحور التي تبث فقط في شهر رمضان، وفي السنوات الأخيرة درجت بعض المحطات التلفزيونية الخاصة على ختم القرآن الكريم خلال أيام الشهر، وتخصص البعض منها برنامجًا يوميًّا عن المسحراتي. ومثلما تنشط المحطات الخاصة التلفزيونية في رمضان، فإن المحطات الإذاعية الخاصة والتي تبث على موجات FM تنشط بشكل أكبر،وتسيطر على مشاعر الناس في أوقات النهار وعلى النساء بالذات . موائد الطعام الرمضانية كان أهل الخير والجمعيات الخيرية في الماضي القريب يقومون بإعداد موائد الرحمن المجانية لإفطار الصائمين الذين يدركهم وقت الإفطار وهم في الشوارع أو في الطريق إلى منازلهم، ولكن كانت الموائد تتم داخل المباني والحوائط شبه المغلقة، ولم تأخذ هذه الظاهرة شكل العلن أو النزول في الشوارع والميادين التركية إلاّ على أيدي رؤساء البلديات التابعة لحزب الرفاه (المحظور)، وقد استمر حزب الفضيلة وبلدياته في تعقب هذه الخطوة بعد إغلاق حزب الرفاه، وتعد بلديتي إستانبول وأنقرة أولى البلديات العامة التركية التي تقدم طعام إفطار ساخن وطازج للصائمين في الشوارع والميادين، وقد بدأت هذه الظاهرة في عام 1995/1415هـ. ومن المعروف أن الحكومة التركية لا تراعي حرمة الشهر أو ترفع المشقة عن العاملين وموظفيها، فهي لا تحدث أي تقليل في ساعات العمل، بل تصرف العمال والموظفين في الساعة الخامسة من كل يوم وهو نفس توقيت أذان المغرب، ولكن الأمر يختلف في شركات القطاع الخاص التي تصرف عمالها قبل موعد الإفطار بساعة تقريباً، ومن ثم فقد كانت فكرة الموائد الرمضانية العامة والمجانية التي تقام في الشوارع مناسبة جداً لخدمة الألوف من الصائمين الأتراك الذين لا يستطيعون إدراك الإفطار في بيوتهم. زيارة جامع الخرقة الشريفة يقع جامع الخرقة الشريفة في أشهر أحياء مدينة إستانبول، وهو حي أو محلة "الفاتح" والذي يقع في القطاع الأوروبي من المدينة، وهو من الجوامع التي بنيت في العصر العثماني، حيث سمي باسم الخرقة الشريفة بسبب أنه يحتضن في مكان مميّز داخله الخرقة النبوية الشريفة التي أحضرها السلطان سليم لإستانبول بعد رحلته للشرق في عام 1516م، وتعد زيارة الجامع وإلقاء نظرة على "بردة" الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أشهر مظاهر شهر رمضان عند الأتراك، ولا يسمح في العادة بفتح مكان الأمانة الشريفة للزيارة في أيام السنة، ولكن ابتداء من النصف الثاني لشهر رمضان المبارك يسمح بزيارته وخاصة للنساء، حيث تتوافد الألوف كل يوم من جميع أنحاء تركيا لإلقاء نظرة على الأثر أو الأمانة النبوية الشريفة، فتبدأ الزيارة بعد الإفطار وتستمر حتى ما قبل وقت الفجر، ويتم تنظيم دخول الرجال قبل الإفطار وأوقات النهار، أما النساء فتكون زيارتهن في الليل، وربما يكون المقصود من السماح للنساء بالزيارة في وقت المساء والليل لكي تعطى الفرصة للوفود والجموع النسوية الراغبة في الزيارة اللواتي يأتين من على بعد مئات الأميال فلا يصلن بالطبع إلا في الليل، ويعدن في حافلات جماعية تخصص من طرف الجمعيات الخيرية لنقلهن بين بلداتهن وقراهن وبين مدينة إستانبول. وزيارة جامع الخرقة الشريفة أصبحت من العادات الشعبية عند الأتراك والتي تتجلى بوضوح في شهر رمضان. خبز "البيدا "والكنافة من عادات الأتراك في شهر رمضان أن يبدءوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، ويأكلون التمر والزيتون والجبن بأنواعه قبل تناول الطعام الشهي، والبعض يقوم لأداء صلاة المغرب أولاً، ثم يعود لمائدة الطعام مستمراً في إفطاره، والبعض يكمل إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب. وفي شهر رمضان تقوم الأفران والمخابز بعمل خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه بـ"بيدا"وهي كلمة فارسية تعني"الفطير"، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي، ولمّا كانت فطائر" البيدا" تخص شهر رمضان؛ فإن الأطفال يقفون في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة. والأتراك عادة من الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة في الطعام والشراب تفوق قرناءها، وتعتبر الكنافة (العجائن المستديرة والتي تمتلئ أو تحشى بالمكسرات، وتسمى عند أهل الشرق بالقطائف)، والجلاّش والبقلاوة من أبرز أنواع الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان، ولكن يظل دائمًا وأبدًا طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية، ولعل هذا راجع لظروف المناخ البارد في أكثر أوقات السنة. في الختام، فإن أبرز مظاهر شهر رمضان عند الأتراك تبدو بوضوح في مدينة إستانبول التي تضم أكبر وأجمل جوامع الدنيا من الناحية المعمارية والفنية، وفي إستانبول أيضا تكمن أكبر كثافة سكانية في تركيا (حوالي عشرة ملايين نسمة)، والمدينة تمثل الرمز الإسلامي عند الشعب التركي منذ فتحها في عام 1453 السلطان محمد الأول الذي لقبّه الأتراك بالفاتح، ولا غرابة في أن تستحوذ إستانبول على المظاهر الحيّة لشهر رمضان فهي المدينة التي ظلت عاصمة للدولة العثمانية الإسلامية قرابة خمسة قرون، ففيها يقرأ القرآن يوميًّا وبدون انقطاع على مدار الأربع والعشرين ساعة في قصر "طوبقابي" (الباب العالي)، إضافة إلى الأمانات النبوية المقدسة التي جلبها السلطان سليم الأول عند نزوله للشرق العربي في مطلع القرن السادس عشر. موريتانيا.. من التقاليد العريقة في موريتانيا أن أهالي البلاد تشرئب أعناقهم لرؤية هلال رمضان وهم في شهر رجب، وهذا دليل على الاهتمام الزائد بهذا الشهر. ففي رمضان يشعر الموريتانيون على اختلاف طبقاتهم بنكهة روحية عارمة تلامس القلوب وتعدل السلوك وتُكيِّفه إلى درجة كبيرة مع قدسية الشهر وعظمته في قلوب عامة المسلمين. فالموريتاني العادي ينتقل نقلة نوعية بحلول شهر رمضان تكاد تكون ملموسة، فالشاب الذي كان نصيبه من العبادة محدوداً وبضاعته من العلم مُزْجَاة، تراه يتردد على المساجد وعلى حلق العلم، ويبتعد عن كل ما لا يتلاءم وروح الشهر المبارك. ترى الغني الذي كان منهمكًا في تنمية موارده، بمنأى عن التبذير، بل وبمنأى عن الإنفاق في وجوه الخير، تراه يفيض جودًا ويتتبع مواقف الخير ينفق فيها أمواله دون حساب، وهو موسم يترصده الفقراء للتعرض للأغنياء؛ بغية الاستفادة من فضول أموالهم وقلما يخيب ظنُّهم، وعلى كل حال فهذه ظاهرة تكاد تكون شاملة لعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وتختلف العامة في الابتهاج بالشهر والانصياع للأمر بصيامه وقيامه، إلا أنه لا أحد يتجرأ على انتهاك حرمته على أعين الملأ، فالمريض والمسافر يلجآن إلى التواري عن الأنظار بما ينافي الصوم؛ لأن الإفطار في نهار رمضان يعتبر وصمة عار على جبين من يتظاهر به، وحتى الأجانب من غير المسلمين يتنكبون أعين المارة بالإفطار، لما يسبب لهم ذلك من مضايقات الأطفال وعامة الناس، وهذه في الحقيقة سمة بارزة في أقطار المغرب العربي، ومن المظاهر التي تشترك فيها موريتانيا مع بقية الأقطار الإسلامية صلاة التراويح، فالمساجد والجوامع تعجُّ بالمصلين، وحتى الذين لم يتعودوا كثيراً المثابرة على النوافل فإنهم يحرصون على التراويح حرصهم على الصلوات الخمس؛ ليُشَنِّفوا أسماعهم بالاستماع إلى القرآن الكريم كاملاً ولو مرة واحدة في السنة. من عادة الموريتانيين الاستماع، زرافات ووحدانًا إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين الشريفين، وهم يرون في ذلك تعويضًا روحيًّا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف في هذه الفترة، وينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين الشريفين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخ عبد العزيز بن صالح والشيخ الحذيفي، ومن عادة الموريتانيين في مجال العبادة المثابرة على قراءة التفسير في بعض المساجد والبيوت، كما ينظِّم بعضهم حلقًا لتدارس كتب الحديث وبخاصة البخاري ومسلم والفشني وغيرهم فيما بين صلاة المغرب – بعد الإفطار مباشرة – وصلاة العشاء. وللموريتانيين عاداتهم في وجبات الإفطار، والواقع أن الوجبات الموريتانية في شهر رمضان لا تختلف كثيرًا عن بعضها ويكاد الموسر والمستتر يتساويان في نوع الوجبات الرمضاينة. عند غروب الشمس يتناول الصائم بعض التمر لما في ذلك من الندب، وربما لما فيه أيضاً من لذة الطعم، ثم يتناول حساءً ساخنًا، ويقولون: إن معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد، ثم يقيمون الصلاة في المساجد أو البيوت، وعند الانتهاء منها يشربون بعض اللبن الممزوج بالماء ويُسمُّونه "الزريك" باللهجة العربية المحلية، وهو ما يسمِّيه العرب قديمًا بالمذق. الوجبة الثانية من وجبات الإفطار هي آنية اللحم والبطاطس والخبز، والناس هناك تختلف عاداتها في توقيت هذه الوجبة: فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يؤخرها إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح ثم يشربون بعدها الشاي الأخضر، والحقيقة أن الشاي الأخضر لا توقيت له، فهم يشربونه الليل كله، ولا يستثنون منه إلا وقت الصلاة. وبمجرد الانتهاء من وجبات الإفطار الأولية والفراغ من صلاة التراويح يبدأ الناس يتنقلون في أطراف القرية؛ لتبادل الزيارات واحتساء كؤوس الأناي – وهو الشاي الأخضر المخلوط بالنعناع – عند الأصدقاء وتبادل أحاديث السمر التي لا تتقيد بموضوع معين. في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك ينشط العلماء والوعاظ في المساجد والمجالس العامة ومجالس الأسرة؛ للتذكير بأن طاعة الله واجبة على مدار السنة، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتقيد بشهر معين، وأن الله يخاطب العبد ويحاسبه على أعماله في شوال مثلما يحاسبه عليها في رمضان. رمضان في السويد.. شمال أوروبا الباردة من أقصى شمال الكرة الأرضية، ومن أوربا الباردة وأرض الفايكنج تشرق شمس الإسلام رغم برودة الطقس التي تصل إلى حد التجمد، فيزداد التواجد الإسلامي وترتفع معدلات انتشار الإسلام حتى أصبح الديانة الثانية في بلاد لم يكن له فيها أثر قبل ربع قرن من الزمان.. التقينا بالسيدة "نائلة واكد" -مؤسسة ورئيسة جمعية "المرأة المسلمة" بالسويد، والتي كانت أول جمعية إسلامية في الدول الإسكندنافية- فحدثتنا عن رمضان في إسكندنافيا، كيف يستقبله المسلمون، وكيف يحيون لياليه، والصعوبات التي يواجهونها في مجتمع يتعامل معهم كأقلية، وتأثير رمضان على مشاعرهم تجاه الأمة الإسلامية وقضاياها، وعن وضع الإسلام في هذه البلاد ومستقبله... وكان هذا الحوار: كيف يستقبل المسلمون في الدول الإسكندنافية - وهم أقلية - شهر رمضان؟ وهل يختلف هذا الشهر الكريم كثيرًا فيها عن بقية أنحاء أوروبا؟ - هناك فارق كبير بالتأكيد بين الدول الإسكندنافية وبقية أنحاء أوروبا فيما يتعلق بشهر رمضان وكل ما يتصل بالإسلام؛ إذ إن الوجود الإسلامي في هذه الدول حديث جدًّا إذا ما قورن ببقية الدول الأوروبية، كما أنه ضعيف نسبيًّا أيضًا؛ لذلك فإن أول ما نلاحظه أن الحال في هذه الدول لا يتغير كثيرًا في رمضان عنه في بقية شهور السنة؛ نظرًا لقلة عدد المسلمين بها، بينما على النقيض من ذلك فإن رمضان يغير حياة المسلمين فيها تمامًا حتى قبل حلوله؛ إذ نبدأ قبله بأيام في تتبع أخباره، ونستعد لاستطلاع هلال الشهر الذي يصبح محور اهتمامنا الأول، ودائمًا ما يظهر تيار الجدل المعتاد حول ثبوت الهلال وبداية الصوم؛ نظرًا لاختلاف التجمعات الإسلامية حول منهج إثبات الرؤية، واختلاف الدول التي يتبعونها في بداية الشهور العربية وفي توقيت الإمساك والإفطار أحيانًا، مما يحدث اضطرابًا يستمر حتى ثبوت الهلال، خاصة في ظل عدم وجود مؤسسة إسلامية يمكنها توحيد الرؤية بين المسلمين… وحتى المراكز الإسلامية الموجودة – وأشهرها المركز الإعلامي الإسلامي – ليس لديها القدرة على إبلاغ كل مسلمي البلد بثبوت الهلال خاصة في ظل تجاهل وسائل الإعلام السويدية لمثل هذه الأمور إلى وقت قريب.. وغالبًا ما يحسم هذا الخلاف بين المسلمين باتباع مكة المكرمة "أم القرى" في أهلة الشهور العربية وقد بدأ يستقر ذلك.. وبمجرد إعلان الرؤية يتجه المسلمون من أنحاء البلاد إلى أقرب المساجد إليهم، وهي بالمعنى الدقيق "مصليات" يستأجرها المسلمون لأداء الصلوات والشعائر المختلفة، وتفتح أبوابها في رمضان طيلة اليوم؛ حيث تحيى أول ليلة بصلاة التراويح وحلقات الذكر وقراءة القرآن ويتبادل المسلمون التهاني والتعارف. رمضان في أرض الشمس المشرقة حوار مع رئيس المركز الإسلامي في اليابان أجرى الحوار: حسام تمام في أقصى شرق الكرة الأرضية، ومن أرض الشمس المشرقة.. يشرق فجر الإسلام على أهل اليابان، أصحاب الحضارة العريقة ورواد التكنولوجيا الحديثة،‍‍ ورغم بعد المسافات وتنائي الديار بين مسلمي اليابان وإخوانهم في أنحاء العالم الإسلامي، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام؛ فإنهم -وككل أبناء الأمة- يشاركونهم فرحة رمضان؛ لتكتمل سعادة الجسد الواحد، ويغترف الجميع من فيض بركاته وعطر نفحاته. التقينا مع د. صالح السامرائي -رئيس المركز الإسلامي في اليابان- وهو أحد الشخصيات الإسلامية البارز هناك، قضى نحو ربع قرن في حقل الدعوة الإسلامية في اليابان، وقد حدثنا في هذا الحوار عن رمضان في أرض الشمس المشرقة، وكيف يعيش مسلمو اليابان هذا الشهر الكريم، وأطلعنا على بعض من أخبارهم السارة. كيف يستقبل المسلمون في اليابان شهر رمضان؟ الاهتمام برمضان يبدأ في اليابان قبل حلوله بفترة طويلة؛ حيث تشكلت لدينا لجنة دائمة في المركز الإسلامي اسمها "لجنة رمضان والعيدين" لبحث الاستعداد لرمضان واستقباله، وتبدأ نشاطها بتولي عملية استطلاع هلال رمضان، وغالبًا ما يغم علينا الهلال فلا نستطيع رؤيته، رغم أننا نصعد أعلى عمارات اليابان لاستطلاعه، فنضطر إلى اتباع أقرب بلد إسلامي إلينا وهي ماليزيا التي تفتح سفارتها لإعلان أول يوم من رمضان، ويقوم المركز - الذي يظل مفتوحًا طوال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال ومواقيت الصلاة والصوم، ونصدر دائمًا تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات والمساجد والمصليات والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان، ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى، وتوزع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريًا ونمد بها كل التجمعات والمؤسسات الإسلامية الأخرى، كما يأخذ المركز وكل التجمعات الإسلامية الأخرى الاستعدادات اللازمة لاستقبال هذا الشهر الذي يعد أكثر شهور العام بركة ونشاطاً في العمل الإسلامي انتقل من مصر إلى الدول العربية: مدفع الإفطار عمره 560 عامًا القائمون على إطلاقه يُسمُّونه "الحاجة فاطمة" محمد جمال عرفة - القاهرة "مدفع الإفطار.. اضرب"! "مدفع الإمساك.. اضرب"!.. مع هذه الكلمات التي يسمعها المسلمون بعد غروب شمس وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور منذ 560 عامًا. الكثيرون لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، وهناك العديد من القصص التي تُروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت. وحتى علماء الآثار المصريون مختلفون حول بداية تاريخ استخدام هذا المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم الآخر يرجعه إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين، وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير. فمن الروايات المشهورة أن والي مصر "محمد علي الكبير" كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية. ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن؛ إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم. وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع، فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي. وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية. أيضًا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة؛ ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرَّاسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر. وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن اسمه "الحاجة فاطمة" لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًّا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخرًا أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون إلى الاستغناء تدريجيًّا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون. وقد أدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983م عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله من مكانه، خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة. ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك. دمشق: رمضان شهر الأعياد والخير والإيمان مزج بين "المسحراتي" و"الحكواتي" والبرامج التليفزيونية وحيد تاجا - دمشق تكاد دمشق تنفرد بتقاليد مميّزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في تعايُش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها؛ حيث يمارس أهلها عادات قديمة عريقة توارثوها عن أجدادهم، تحكى عن روح التراث والأصالة والمحبة.. والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم، تقاليد -على ندرتها هذه الأيام- أوشكت أن تندثر إلا من بعضها.. ومن ذاكرة الأقدمين، وما حدَّثَنا عنه السلف في قصصهم الشعبية. وتظهر كرامات هذا الشهر الفضيل قبل أن يحطّ رِحاله بين ظهرانينا؛ إذ ترى الناس في حالة تحضير لاستقبال الشهر الكريم؛ حيث يسارع بعض الأحياء إلى وضع الزينات في الشوارع وعلى أبواب البيوت وأبواب الحوانيت، وتزيَّن الأسواق بالأعلام والآيات القرآنية الكريمة، ويشرق "سوق الحميدية" بالأضواء طوال الليل. إثبات الشهر: يستقبل الدماشقة شهر رمضان بإثبات مولد هلال الشهر، وهذا الأمر يلتزمون فيه على أسس علمية. وقد جرت العادة أن يجلس القضاة والعلماء والوجهاء في ليلة الثلاثين من شعبان في المسجد الأموي خلال الساعات التي يتوقع فيها ظهور هلال شهر رمضان لإعلان الصيام، وكان لكل مدينة مجلس مماثل لمدينة دمشق، أصبحت فيما بعد على اتصال دائم بدمشق. أما الآن فقد أصبح المجلس ينعقد في المحكمة الشرعية لتبليغ الرؤية وإثبات ميلاد الهلال، فإن جرى الإثبات تُنار المساجد وتُضرب المدافع إيذانًا ببدء الصيام. المسحراتي: من الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس في رمضان: المسحِّر، وحتى الآن فإن أهل دمشق لا يزالون يعتمدون ويؤكدون على وجود المسحِّر في رمضان. وفي الماضي كان يسحِّر مدينة دمشق "مسحراتي" واحد، يصعد على مكان مرتفع ومعه طبل كبير يضرب عليه، ويصيح بأعلى صوته: "يا سامعين ذكر النبي عالمصطفى صلوا، لولا النبي ما انبنى جامع ولا صلوا". ومع اتساع المدينة وتزايد عدد سكانها تزايد عدد المسحِّرين، حتى أصبح لكل حي مسحِّر خاص به، وكانت تلك الحرفة تنحصر في عائلات تتوارث العمل، وهذا ما يفسر خروج المسحِّر مع ولد صغير، وغالبًا ما يكون ابنه، يساعده في حمل السلة التي يجمع فيها أعطيات الطعام، وليتعلم منه أصول الصنعة وآدابها، وليتعرف إلى أهل المطاف ومكاناتهم الاجتماعية، وبالتالي ليحفظ المدائح والدعايات التي سيرددها عند تكريسه في "الكار" مسحرًا. وهكذا كانت تنطلق نقرات على طبلات صغيرة فيها سحر وإغراء ونشوة وصخب يشق سكون الليل ويوقظ القوم إلى ذكر الله، ويذكرهم بما عليهم حيال الفقراء. وينطلق مسحرو دمشق مزوَّدين بـ "عدة العمل": "الطبلة والسلة" يجوبون الحارات ويمرون بالأبواب يقرعونها بعصيهم الصغيرة، ويرددون بأصواتهم التي تتفاوت في الخشونة والحدة عبارات رمضان التقليدية، والتي تشكل حتى اليوم جزءاً لا يتجزأ من شخصية أولئك المسحرين. " يا نايم وحد الدايم، يا نايم وحد الله، قوم يا بو محمد: وحد الله، قوم يا بو جاسم، يا بو صياح: وحدوا الله" المولوية: كانت للطريقة "المولوية" بدمشق، ولا يزال دور متميز في تقاليد الاحتفاء بشهر رمضان؛ خصوصًا ليلة القدر، ففي تلك الليلة كان شيخ الطريقة يولم على سماط بإفطار للدراويش "المريدين"، وبعد صلاة التراويح يعقد الذكر في مقر "التكية" المولوية، ويحضره من شاء من المواطنين. ويلاحظ في السنوات الأخيرة كثرة وجود الأوروبيين والأمريكيين في تلك الليلة، ويكون الذكر بمصاحبة ضاربي الدف، وعازف الناي وبإشراف (العشي باشي) الذي يلاحظ الدراويش أثناء الدوران، فإذا انتهى الذكر يخرج الجميع في موكب شعبي حتى المسجد الأموي؛ حيث يبقون في احتفالهم حتى السحور، ثم يصلون صلاة الفجر في المسجد الأموي. أما اليوم فقد اقتصر إحياء ليلة القدر على التكية المولوية، دون الخروج إلى الشارع، كما يتم إحياء الليلة التي تسبق ليلة القدر في منزل الشيخ العيطة، وهو أحد مشايخ الطريقة المولوية، ويقع خلف المسجد الأموي. الحكواتي: من الشخصيات التقليدية الطريفة التي كادت تندثر مع وجود التليفزيون والراديو: "الحكواتي"، إلا أن بعض المقاهي في دمشق عادت وأحيت هذا القصّاص الشعبي، ولا سيما أيام رمضان؛ حيث يتبوأ مكانه في صدر المقهى على سدة عالية مجللة بالسجاد، ويقص على الحضور القصص الشعبية عن "عنترة، والظاهر بيبرس، والزير سالم، وأبي زيد الهلالي" . وكان القوم يتخيرون "الحكواتي" الذي تتوافق براعته وسرعة بديهته، وأسلوبه في الإلقاء وتصعيد حبكة الأحداث، ومن الأمور الطريفة التي يتحدث عنها البعض أن حدث في ليلة الحديث عن عرس عنترة بن شداد أن قام أنصاره بتزيين المقهى احتفالاً بهذه المناسبة!! موائد الإفطار: خص الدماشقة هذا الشهر بالمغالاة في إعداد موائده، والإفراط في المرطبات والخشافات والحلوى، ويمكن القول: إنه ما من بيت دمشقي إلا ويحتفي بمائدة الإفطار التي ينتظرها الصائم مساء كل يوم بما لذَّ وطاب من أصناف وألوان الطعام، ولا تكاد تخلو مائدة من أنواع "الفتّات: الحِمَّص بالزيت أو السمنة" و"فتّة المكدوس"، كما لا تخلو المائدة من أنواع المشروبات "الحساء"، ومائدة الإفطار في دمشق لا تخلو من المقبلات، وبخاصة صحن الفول المدمس بالزيت. ومع هذا الشهر تظهر عند البغباتية "صناع الحلويات"، الحلوى الرمضانية المصنوعة من الكنافة والكلاج، بالإضافة إلى البرازق والنهش، وتظهر أنواع قمر الدين والنقوع والزبيب لصنع أنواع الخشافات، كما تظهر أرغفة المعروك وأنواع الخبز الأخرى، وينتشر باعة المرطبات بعد الإفطار، وقلما تخلو مائدة الإفطار من المرطبات، والطريف أن حديث النسوة في رمضان قلما يبتعد عن أنواع الطعام التي تعدّ للإفطار. وقد أخذت تنتشر في الآونة الأخيرة موائد المطاعم؛ حيث أخذت المطاعم تتبارى فيما بينها لإعداد موائد الإفطار، بل والسحور أيضًا، وقد لوحظ استقطاب هذه المطاعم للعائلات؛ حيث لا تجد مكانًا في العديد من المطاعم على الإفطار أو على السحور. تسُود مدينةَ دمشق خلال شهر رمضان صِلاتٌ اجتماعية فريدة من نوعها؛ ففي مساء أيام الأسبوع الأول من الشهر يتزاور أفراد العائلة للتهاني، ويشمل ذلك أصول العائلة وفروعها، وغالبًا ما يكون إفطار أول يوم عند عميد العائلة، وإفطار اليوم الثاني عند أكبر أولاده سنًا.. وهكذا، وفي بداية الأسبوع الثاني يأتي دور النساء في التهنئة، فيتبادلن التهاني من عصر كل يوم إلى قبيل الغروب، ومن خلال ذلك تدور أحاديث عن مآدب الطعام، وطرق إعداده، وقد يتعاونّ في ذلك ويتهادين أطباق الطعام. ومن النسوة من تذهب إلى البرية "المقابر" لاستذكار الموتى بعد عصر اليوم الأول من الشهر، وتأخذ معها الطعام والحلوى لتوزيعها على الفقراء. استقبال العيد: إذا كان العشر الأُوَل من شهر رمضان "للمرق" كما يقولون في دمشق، لانهماك القوم بطعام رمضان وموائده، فإنهم يعتبرون العَشر الوُسْطَى من الشهر "للخِرَق"؛ أي لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه، وإذا حل العَشر الأواخر من شهر رمضان انهمكت النسوة "بصرّ الورق"؛ أي إعداد حلوى العيد، وخاصة المعمول المحشو بالجوز أو الفستق الحلبي. وفي الأيام التي تسبق العيد لا يعرف أهل دمشق فيها النوم والسكينة، فترتدي المدينة حلة قشيبة من الأنوار تنير المآذن والمساجد والطرقات، فينقلب سواد الليل إلى نهار، ويتحول سوق الحميدية والحرير والقيشاني إلى بحر متلاطم من البشر. ومما يلفت النظر في هذه الأيام الكريمة: ازدياد نسبة الأمن والثقة عند الناس، حتى يصبح من الطبيعي جدًا أن تبقى المرأة مع أطفالها حتى ساعات الفجر الأولى وهي تشتري الثياب والحلوى دون أي خوف أو حساب، وإن سألت فلن تجد جوابًا سوى أنه شهر رمضان، وفيه كل الأمان. وما إن يعلن مولد هلال شوال حتى تكون دمشق قائمة على قدم وساق، ليعم الفرح والتهاني على المسلم الذي أتم فروضه في الطاعة والإيمان المتواصل، وتمتلئ الدنيا فرحًا وصخبًا وحبورًا ونشوة. في تايلاند خالد عزب يمثل المسلمون في تايلاند ثلث المجتمع التايلاندي، لكن المواطن التايلاندي نفسه يشعر في شهر رمضان بأن عدد المسلمين يتضاعف كل يوم من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر.. ففي كل مدينة وكل قرية لا بد أن يفتتح مسجد جديد في شهر رمضان؛ حتى لو كان المسجد صغيرًا ومتواضع البناء، وتسعى كل قرية ومدينة طوال العام إلى جمع الأموال حسب إمكانيات كل أسرة لبناء المسجد الجديد الذي يفتتح في شهر رمضان، ويحرص معظم الأشخاص على العمل بأنفسهم في بناء هذه المساجد أيًّا كان نوع العمل. ومن المظاهر الدينية في رمضان كل عام أن الذين يحفظون القرآن بأكمله من عام لعام يُحمَلون على الأكتاف في مظاهرات فرحة، ويُطاف بهم في الشوارع كقدوة لبقية المسلمين وتشجيع الشباب على حفظ القرآن، وعندما يبدأ شهر شعبان يتقدم المسلمون الذين حفظوا القرآن الكريم لمجلس حفظ القرآن الذي ينعقد طوال شهر شعبان؛ لاختبار حفظة القرآن.. وعندما يبدأ شهر رمضان تعلن أسماء الذين حفظوا القرآن الكريم، وتتردد أسماؤهم على كل الألسنة، ويسمح لهم بتلاوة القرآن في المساجد. وفي اليوم الأول من شهر رمضان لا بد وأن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالاً بشهر رمضان، حتى أن الأسر الفقيرة تكتفي بذبح أحد الطيور.. المهم أن الذبح في اليوم الأول للصوم عادة تايلاندية منذ سنوات طويلة تحرص عليها كل أسرة. وقبيل موعد الإفطار تخرج السيدات من المنازل في جماعات ويجلسن أمام أحد المنازل ويتناولن الإفطار جماعة وكذلك بالنسبة للرجال.. ولا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته زوجته، وإنما يأكله شخص آخر.. كمظهر للحب والعشرة، فلا يأكل أحد من طعام بيته وإنما من طعام مسلم آخر، ويحرص المسلمون في تايلاند على تناول الفواكه بكثرة في شهر رمضان، فالمجتمع لا يعرف الحلويات الشرقية المعروفة في رمضان، وإنما تمثل الفواكه كل شيء لمعظم الأسر المسلمة في شهر الصيام. ومن عادات المسلمين في تايلاند الحرص على قضاء شهر رمضان في مجتمعهم.. فعندما يأتي رمضان يعود المسافرون والعاملون خارج تايلاند وعادة الطلاب أيضًا يقضون شهر رمضان مع أسرهم أو حتى أيامًا منه. ويعرف المجتمع التايلاندي "الكعك" المصنوع من الأرز واللبن، ويفضلون تناوله في السَّحور بصفة خاصة. كما تحرص الأسر التي لها أقارب في مدن بعيدة أو أبناء تزوجوا وعاشوا بعيدًا عن أسرهم على التزاور طوال شهر رمضان، فتذهب الأسر لقضاء بعض الأيام عند الأقارب، وفي الأوقات التي تسبق موعد السحور يخرج الشباب والأطفال للشوارع وأمام المنازل يحملون الفواكه ويأكلونها، ويحملون "الفوانيس" التي تصنع من لحاء بعض الأشجار وتضاء بالزيت، وهي أشبه بالمشاعل حتى موعد السحور فتفرغ الشوارع من الناس. في تنـزانيـا وفي تنزانيا، رمضان له هيبة خاصة لدى المسلمين هناك.. وهم يستعدون لاستقباله منذ منتصف شهر شعبان، وذلك بتعليق الزينات والكهرباء في الشوارع وأمام المساجد وعلى المحلات التجارية. وتكثر الزيارات وتبادل الهدايا بين العائلات. ويصوم معظم مسلمي تنزانيا يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع من أسابيع شهر شعبان، إلى أن يحل رمضان فيصوم كل الشعب المسلم في تنزانيا؛ بدايةً من الأولاد في عمر 12 سنة وحتى الشيوخ، وهم يصفون المفطر بالإلحاد، والزندقة، والكفر. ومن أكبر الآثام التي يعاقب عليها العرف والقانون هناك أن يتناول المسلم الطعام نهارًا في الشوارع والطرقات؛ حيث تغلق جميع المطاعم – حتى مطاعم الفنادق – أبوابها خلال ساعات النهار طوال رمضان ولا تفتح إلا على صلاة المغرب؛ حتى إن غير المسلمين يخجلون من تناول الطعام في نهار شهر رمضان. ومن المأكولات التي تتواجد على المائدة التنزانية في رمضان التمر، والماء المذاب فيه السكر، وفنجان القهوة، والأرز، ومأكولات الأسماك، والخضراوات. في ليبريا خالد عزب عندما يبدأ شهر رمضان يقاطع المسلمون في ليبريا الاستماع لأي نوع من أنواع الموسيقى، وإذا استمع أحد المسلمين للموسيقى في شهر رمضان ينظر إليه المجتمع على أنه "مفطر" ولا يصوم رمضان. إن سكان ليبريا 4 ملايين نسمة، ولا يتجاوز عدد المسلمين فيها أكثر من 15% من إجمالي السكان. وبالرغم من هذا عندما يأتي الزائر إلى ليبريا في شهر رمضان يشعر أن جميع السكان مسلمون؛ حيث يعلق المسلمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المحفورة على ألواح من الخشب، تأخذ أشكالاً زخرفية جميلة في الشوارع وعلى البيوت وأعمدة النور، وتزين بالأضواء، وتملأ كل مكان في أراضي ليبريا في المدن المدن والقرى. وتعتبر قبيلة "مادنجو" –95% منها مسلمون– مصدرًا للاحتفال برمضان في أنحاء ليبريا، وتُعِدُّ سيدات القبيلة أكلات خاصة من الأرز تسمى "يرويم" ومنه أنواع عديدة تصل إلى عشرات الأكلات، وتوزع السيدات "اليروريم" على الأسر غير المسلمة التي تشارك المسلمين شهر رمضان، وتقيم القبيلة طوال الشهر موائد في الطرقات أوقات الإفطار، ويحرص أي شخص من كل أسرة على الإفطار على هذه الموائد في الشوارع بالتناوب. وتعتمد القبائل في رؤية هلال شهر رمضان على الأشخاص الذين يصعدون للأماكن المرتفعة، ويبلغ مَنْ رأى الهلال شيخَ القبيلة، فإن كان الشخص المبلِّغ معروفًا عنه الصدق والأمانة صدقوه ويبدءون الصوم من اليوم التالي، وإن كان معروفًا عنه الكذب لا يصدقه أحد ولا يعتد بكلامه ولا رؤيته للهلال. وعندما يثبت هلال الشهر المبارك يضرب الرجال على بعض الآلات الخشبية والنحاسية ضربات معينة تصدر أصواتًا موسيقية تعرف بألحان رمضان، تستمر طوال أيام الشهر بضعة ساعات كل ليلة، وتعتبر هذه الآلات من مظاهر الاحتفال والفرحة في ليبريا بقدوم شهر رمضان المبارك ! وتُخَصص وسائل الإعلام الليبرية، بدايةً من ليلة الجمعة وحتى بعد صلاة الجمعة، للبرامج الدينية وتفسير القرآن طوال أيام رمضان فقط؛ ولذلك يجلس المسلمون أمام وسائل الإعلام طوال ليالي الجُمَع في شهر رمضان يشاهدون ويستمعون لهذه النوعية من البرامج التي لا يرونها في حياتهم سوى أربعة أيام في رمضان، ويقدمها عدد من علماء الدين من بعض البلدان الإسلامية لمسلمي ليبريا. ويعرف المسلمون فوانيس رمضان التي تصنع من بعض الأنواع من الأخشاب وتعلق في المساجد والبيوت، ويحمل الأطفال والشباب الفوانيس الصغيرة في الشوارع ويتغنون بليالي رمضان ومباهجه. كما يعرف المجتمع الإسلامي في ليبريا المسحراتي ويسمونه هناك "بابالي"، وهو يحمل بعض الأطباق ويضرب ببعضها البعض؛ لتحدث أصواتًا معينة رمزًا للطعام. ويبدأ المسحراتي مسيرته في الشوارع قبل الفجر بساعات ثلاث، وهو يعرف بيوت المسلمين جيدًا، وينادي على أصحابها بالاسم ويردد الشهادتين وبعض الأغاني الدينية. في الفلبين..رمضان عطلة اختيارية خالد عزب ٍكانت الفليبين من البلاد التي وصل الإسلام إليها بواسطة التجار المسلمين؛ الذين يرجع إليهم الفضل في نشر الإسلام في دول جنوب شرق آسيا عن طريق الدعوة إليه. واقتنع أهالي هذه البلاد بهذا الدين لما شاهدوه في هؤلاء التجار من سماحة الإسلام وتطابق دعوتهم مع أفعالهم؛ فكانت بذلك التجارة هي الممر الذي دخل من خلاله الإسلام هذه البلاد. وظل هذا الدين هو الغالب فيها إلى أن هزم ماجلان الصليبي أهلها واحتلتها إسبانيا من بعده، وذلك في عهد فيليب الثاني عام (1568م)؛ فتغلب الصليبيون عليها وقهروا أهلها المسلمين الذين ما زالوا مقهورين؛ ولله الأمر من قبل ومن بعد. والفليبين عبارة عن دولة مُكوَّنة من مجموعة من الجزر يبلغ عددها (1200) جزيرة. وإذا ما تجولت داخل هذه الجزر، وجدت المساجد والمعاهد الإسلامية؛ فهناك مسجد كوتاباتو – مسجد دافو – مسجد لانوا – مسجد سولو – مسجد مانيلا – مسجد باراغ، وأشهرها مسجد الإمام الشافعي. ولم تسلم هذه المساجد من اعتداءات جيش الفليبين في حربه ضد المسلمين هناك. مظاهر رمضانية إن لشهر رمضان سمات توارثها أهالي هذه البلاد؛ فأيامه تُعتبَر بالنسبة إليهم عطلةً اختياريةً، فما أن تثبت رؤية الهلال إيذانًا ببدء الصوم حتى يشترك جمع كبير من الرجال والنساء والأطفال في إقامة الابتهالات؛ تيمنًا بمقدم هذا الشهر، كما يهرع المصلون إلى المساجد لإضاءتها والاعتكاف بها، فهم يعتبرون المسجد طوال أيام رمضان المكان المُختَار للقاء العائلي. وهذه عادات متوارثة تيقنًا منهم بأن رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، ولابد من التسابق بين العائلات، بعضها البعض، في عمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين. وإذا ما تناولت إفطارك على إحدى الموائد الفليبينية، وجدتهم يبدءون بتناول مشروب مفضل بالنسبة لهم؛ يتكون من الموز والسكر ولبن جوز الهند، ثم يقدم الكاري – كاري، وهو مكون من اللحم والبهارات، كما أنه يقدم لك "السي – يوان سوان" وقد طبخ من السمك أو اللحم. وما إن ينتهِ الإفطار، حتى ترى المسلمين مُسرِعين إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء، وبعدها تقام الأذكار وتُختَم بصلاة التراويح، وهي واجبة الأداء؛ فكل مُصلٍّ لا بد أن يُؤدِّيَها، وتتكون من عشرين ركعةً تُصلَّى بحزبين. أما بالنسبة لانتهاء الإفطار عند الأطفال؛ فتجدهم يخرجون مرتدين الثياب المزركشة حاملين في أيديهم ما يشبه فوانيس رمضان، يغنون أغانيهم الوطنية، ويتجمعون في شكل فِرَق يذهب كل فريق إلى أقرب مسجد؛ حيث يستقبلون المصلين بالأغاني والأناشيد. ثم يزورون المساكن المجاورة للمسجد، ويظلون على هذه الحال حتى يحين موعد السحور، فيقومون هم أنفسهم بإيقاظ الأهالي لتناول السحور. وغالبًا ما ترى نفس طعام الإفطار على موائد السحور، مُضافًا إليه نوع من الحلوى يُسمَّى (الأيام) وهو ما يشبه القطائف المصرية، وشرابَيْ الليمون وقمر الدين. كما أن هناك أيضًا أنواعًا من الأطعمة تُؤكَل في السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد – وهو مكون من الدقيق والكريم والسكر والبيض. ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان؛ فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر. ولو سألتَ أحد سكان جزر الفليبين عن كيفية إخراج زكاة الفطر عندهم لأجابك بأن الأهالي يجمعونها في شكل جماعي من بعضهم البعض، ثم يقوم شيخ المسجد، سواء في المدينة أو القرية، بمهمة توزيعها على مُستحِقيِّها كُلٌّ حسب حاجته دون أن يدري أحد سواه. وتلك عادة توارثها أهالي هذه البلاد، جيلاً بعد جيل، منذ نشر الإسلام ألويته خفاقةً في تلك الأنحاء القاصية من الأرض، وهي في جوهرها تتفق مع تعاليم الإسلام. الصين.. النية لها طقوس يقول الحاج "داؤد شي كون بين" إمام مسجد "ينوجيه" ببكين: "إن المسلمين الصينيين شديدو الولاء للدين ومُتمسِّكون بالصوم في شهر رمضان؛ ومن عاداتنا أن نقوم بتوعية المسلمين بتعاليم القرآن الكريم والأحاديث النبوية المُتعلِّقة بالصوم؛ ونحدثهم عن فضائل ومزايا الصوم قبل حلول شهر رمضان المُبارَك. ونُحدِّد أول رمضان بإجماع العلماء المسلمين، وذلك حسب قول الله ـ تعالى ـ: (الشّمْسُ والقمَرَ بِحُسْبان)، والحديث النبوي: "صُومُوا لرُؤيتِه وأَفطروا لِرُؤيته" وكان يوم 23 من فبراير أول رمضان في الصين هذا العام- 1413هـ- وبالإضافة إلى الصلوات الخمس نُصلِّي صلاة التراويح جماعةً بعد العشاء وهي عشرون ركعة، وبين كل ركعتين من التراويح نقرأ كلمة "يا مُقلِّب القلوب والأبصار ويا خالق الليل والنهار" ثلاث مرات، وبين كل أربع ركعات نحمد الله ـ تعالى ـ قائلين: "سبحان ذي المُلْك والكبرياء والجبروت؛ سبحان المَلك الحيِّ الذي لا يموت، سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والرُّوح" ثلاث مرات أيضًا. وأما آيات القرآن الكريم التي نقرؤها في أثناء صلاة التراويح، فهي تبدأ من سورة الفيل حتى سورة الناس مرتين، وبعد ثماني عشرة ركعة نقول: "لا إله إلا الله المَلِك الحق المُبِين، محمد رسول الله السيد الصادق الأمين" وبعد عشرين ركعةً نقرأ: "اللهم إنَّا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، يا مجيد ويا أرحم الراحمين" وبعد ذلك نُصلِّي صلاة الوتر جماعةً ونقرأ الذِّكْر ونتوجه بالدعاء إلى الله ـ تعالى ـ في النهاية. ويكمل الحاج "داؤد شي كون بين" حديثه عن رمضان في الصين قائلاً: "ننوي في وقت الإمساك كل يوم بالكلمة التالية: نويتُ أن أصوم صوم شهر رمضان من الفجر إلى المغرب خالصًا لله ـ تعالى"، وعند الفطور ندعو الله ـ تعالى ـ قائلين: "اللهم لك صُمْتُ، وعلى رزقك أفطرتُ؛ فاغفر لي ذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين". وإنه من دواعي سروري أن أُقدِّم لكم مُوجزًا حول رمضان في الصين... إن المساجد تقوم بواجباتها الدينية، والتي منها مواقيت الفطور والإمساك ونشرها بين المسلمين، وفي مناطق المسلمين تُوجَد المقاصف والمطابخ الإسلامية وتُقدَّم إلى المسلمين الكعك والحلويات التقليدية واللحوم الطازجة. وعند دخول وقت الفطور يأكل المسلمون الصينيون أولاً قليلاً من التمر والحلوى ويشربون الشاي بالسكر. وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة أو يبقون في البيوت لصلاة المغرب. وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة. وتنظم المساجد النشاطات الدينية الأخرى مثل ترتيل القرآن الكريم قبل صلاة التراويح، وأحيانًا يأتينا أحد القراء العرب لترتيل القرآن الكريم في المساجد. وفي ليلة القَدْر يتجمع المسلمون في المساجد لإقامة الاحتفاء بليلة القَدْر المُبارَكة؛ وإلى جانب ذلك ينهض المسلمون الصينيون في هذه الليلة لإقامة العبادات بقصد تقوية الإيمان بالله ـ تعالى. أما عيد الفطر فهو يوم البهجة والسرور، ويحتفل المسلمون الصينيون فيه احتفالاً حارًّا يتبادلون تهنئة العيد بكل السعادة والبركة. بورما...عبادة ولوري فيرا!! يستقبل المسلمون في بورما شهر رمضان بالحفاوة والتكريم البالغ، وهناك اهتمام كبير برؤية الهلال فيصعد الناس كل مرتفع لمشاهدته. وفي رمضان يجتمع الناس في بورما في المساجد لتلاوة القرآن الكريم في النهار وصلاة التراويح والتهجد في الليل، وكذلك للاعتكاف الذي يقوم به كثير من المسلمين في بورما. وفي ليالي رمضان تكاد تكون الأسواق وأماكن العمل خالية، فالجميع متفرغ للعبادة. وفي بورما ينام الناس بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يسهرون الليل، ويستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يواصلون أعمالهم.. أما بالنسبة لأنواع الطعام، فإن هناك أنواعًا عديدة من الطعام، خاصة في نوعيتها وطريقة إعدادها، وهي أطعمة شعبية من أهمها "لوري فيرا" ويعد من الخبز والأرز بطريقة خاصة، كما يقدم مرق الدجاج، كما تشتمل مائدة الإفطار على البليلة والشعرية بأشكالها المختلفة. والإفطار يبدأ بتناول التمور والماء. واستقبال العيد لا يختلف عن بقية البلاد الإسلامية لكونه مناسبة إسلامية تُتّبَعُ فيها سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وليست هناك مظاهر أو تقاليد مخالفة للإسلام. ماليزيا.. "الغتري" له أهمية خاصة يستقبل المسلمون في ماليزيا شهر رمضان بفرحة ما بعدها فرحة؛ ففي هذا الشهر الكريم تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بدرجة كبيرة، حيث يصبح شاغلهم الأكبر قراءة القرآن الكريم وارتياد المساجد؛ فرمضان في هذه البلاد – وفي غيرها – هو شهر الخير والبركة. ومنذ أواخر شهر شعبان تشتد الحركة في الأسواق؛ فيشتري المسلمون حاجياتهم الغذائية، ويقومون بتنظيف أرضيات المساجد وغسل سجادها أو تجديده. أما في ليلة التاسع والعشرين من شعبان، فيقوم بعض الأفراد بتحري رؤية الهلال؛ إذ تصدر وزارة الشؤون الدينية بيانًا بهذا الشأن يذاع عبر وسائل الإعلام المختلفة، فتقوم البلديات برش الشوارع بالماء وتنظيف الساحات ووضع حبال الزينة والمصابيح الكهربائية في الشوارع الرئيسية، ويقوم المسلمون بتبادل التهاني فيما بينهم، ويعلق أصحاب المحال التجارية لافتات كتب عليها عبارات التهنئة بدخول شهر الصوم، مثل: "شهر مبارك"، و"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وغيرها، وغالبًا ما تكون باللغة العربية. وتضاء مآذن المساجد طول الليل، وتعلن المساجد دخول شهر الصوم من خلال مكبرات الصوت. أما في القرى والأرياف؛ فيحتفل المسلمون هناك بدخول الشهر بالتجمع في المساجد وتهنئة بعضهم بعضًا، ويعلنون عن دخوله بقرع الطبول، وتسمى "الدوق"، (ولعل أصلها عربي من "دقَّ")، حيث تعلن الطبول دخول شهر الصوم، ويبتهج السكان بدخول شهر الرحمة والمغفرة. وعند الإفطار، يقوم الأغنياء والتجار القادرون بإقامة الموائد في المساجد والشوارع في المدن.. أما في القرى؛ فيقوم الناس بتبادل وجبات الإفطار فيما بينهم.. ومن أشهر الوجبات على الإفطار في ماليزيا: الأرز كطعام رئيسي وبجانبه خضار أو دواجن أو لحوم، وهناك أيضًا الشوربة والدجاج بالكاري. وتتناول الأسرة الماليزية طوال العام، وبصفة خاصة في شهر رمضان، أكلة شعبية اسمها "الغتري مندي". كما أن هناك أكلات أخرى، منها مثلاً ما يسمى "بادق" وهذه تصنع من الدقيق، إلى جانب أكلات أخرى هي "الكتوفق" و "الدودول" و "التافاي" المصنوع من الأرز.. ولعل أشهر أكلات رمضان لدى المسلمين في ماليزيا هي التمر والأرز واللحوم والدجاج، كما يتصدر الموز والبرتقال قائمة الفواكه. وتفتح المساجد أبوابها طوال هذا الشهر، وتضاء المآذن المرتفعة أيضًا. ومن أهم المساجد الجامعة الكبيرة هناك؛ المسجد الوطني في العاصمة "كوالالمبور"، الذي يتسع لخمسة عشر ألف مصل، ومساحته ستون ألف متر مربع، وكذلك مسجد صلاح الدين في ولاية "سيلانجور" الذي يعد من أجمل وأكبر مساجد العالم، ومسجد ينجيري في ولاية "سرواك". وعند صلاة المغرب، يحضر المسلمون الموسرون معهم بعض الأطعمة والأشربة، وتُمد على مفارش طويلة في الأروقة، وبعد الانتهاء من صلاة المغرب، يذهب المصلون إلى تناول وجبة الإفطار. وغالبًا ما تخرج الأسرة كلها للصلاة في المسجد، ويمتاز الماليزيون بالهدوء والنظام، فيقف الرجال والصبيان وراء الإمام، والنساء في مؤخرة المسجد، وكثيرًا ما ترى البخور مشتعلاً في زوايا المساجد احتفالاً بشهر رمضان، وكذلك يقوم بعض الموسرين برش العطور والروائح الجميلة في المساجد. وعند صلاة العشاء والتراويح، يجتمع المصلون مرة ثانية في المساجد ويؤدون صلاتهم، وبعدها يقرؤون من كتاب الله. وعند استراحتهم يتناولون بعض الفاكهة والحلوى. كما أن مدارس تحفيظ القرآن الكريم منتشرة في ربوع البلاد، وتقوم الحكومة بتشجيعها وتكثف هذه المدارس برامجها خلال شهر رمضان، وتقوم بتدريس الفقه والتوحيد والتفسير والعقيدة واللغة العربية بجانب القرآن الكريم، ويرتدي طلاب وطالبات هذه المدارس ملابسهم الوطنية التقليدية؛ فالصبيان يرتدون على رؤوسهم القبعات المستطيلة، والبنات يلبسن الملابس الطويلة الفضفاضة ويرتدين الحجاب الشرعي. والماليزيون يودعون شهر الصوم بختم القرآن الكريم في المساجد والمدارس والبيوت والتلفاز والإذاعة وغيرها، وتقام الاحتفالات لختمه، كذلك تقام الزينات، وتضاء الشوارع، وترفع اللافتات العربية مرة أخرى؛ مهنئة المسلمين بقدوم العيد المبارك. أوزبكستان.. عودة المساجد بدأ سكان منطقة ما وراء النهر في الالتزام بأركان الإسلام وفرائضه، بما فيها الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج، بعد انتشار الإسلام في هذه الديار. وتعتبر أوزبكستان خاصةً وما وراء النهر عامةً إحدى المناطق الأكثر قيظًا في المعمورة؛ حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أربعين درجةً وأكثر. والمعروف أن شهر رمضان المُبارَك يصادف فصل الصيف في بعض الأحيان طبقًا للتقويم الهجري، لكنَّ مسلمي أوزبكستان لا يمتنعون عن الصيام. ومن المعروف للجميع أن روسيا استولت على ما وراء النهر في نهاية القرن(19)، لكنها لم تكافح الدين وأداء طقوسه بشدة؛ حيث ظلت المساجد والمدارس والهيئات الدينية الأخرى كما كانت بسبب صمود أهالي هذه البلاد في وجه القيصرية. لكن ثورة أكتوبر الشيوعية قد شنَّت حملةً شعواء مُضادَّة للدين؛ فأغلقت المساجد والمدارس وفرضت الحظر على أداء الصلاة والصوم والحج، وأغلقت مباني الهيئات الدينية وحولت بعضها إلى مستودعات أو معامل أو مدارس عادية أو مساكن، وما كان يصوم سوى الشيوخ وبعض الرجال والنساء غير العاملات وجزء من عامة الناس. وأرغموا الطلاب في المدارس على الأكل والشرب في أوقات الصيام، وكافحت إدارة المؤسسات هؤلاء الذين صاموا؛ حيث كانت تعزلهم عن مناصبهم وتُمارِس ضدهم مختلف أنواع العقاب الإداري. فكان البعض يصوم سرًّا دون الظهور أمام أعين الإدارة الشيوعية المُلحِدة، التي بعثت بدُعَاتها المُلحِدين إلى الجامعات والمدارس والأحياء السكنية والمزارع التعاونية والحكومية من أجل إلقاء محاضرات عن أضرار الصيام الجسدية. أما زعماء الجهاز الإداري الحزبي وموظفو الهيئات الحكومية في أوزبكستان؛ فلا يصومون بل اعتبروا الصيام عيبًا. ومع ذلك، وبغض النظر عن تلك الظروف القاسية، ظل بعض المؤمنين يؤدون فريضة الصيام دون أدنى خوف من العقاب، وكان الناس يصلون صلاة التراويح في بعض المنازل الخاصة. ومنذ أربعة أعوام صار المسلمون يتمتعون بحرية أداء الطقوس الدينية والحمد لله، وأُعِيد فتح كافة المساجد والمدارس التي قام المسلمون بترميمها بسرعة وأنشئوا المزيد منها. وتقيم عائلات المسلمين في أوزبكستان حفلات إفطار جماعية خلال شهر رمضان المُبارَك، وتدعو الجيران والأقارب والأصدقاء لحضورها، ويصل عدد المدعوين إلى مائة شخص في بعض الأحيان. ويُقَام حفل الإفطار في جو بهيج، ويُذبَح خروف وتُخبَز أرغفة كبيرة في التنورة مع الزيت والحليب، ويُفرَش "دستارخان" " سفرة" وعليها مُختلَف أنواع الشاي الأسود والأخضر، كما يطبخون شربة… إلخ، ويدعون طهاةً مُتخصِّصين لتحضير الحفل. وبعد الإفطار يُرتِّل أحد الضيوف ما تيسر له من الآيات القرآنية ويدعو لصاحب البيت بالبركة؛ فينصرف الضيوف ويتجه بعضهم إلى المسجد لأداء التراويح. وفي بعض الأحيان يُنظَّم حفل إفطار خاص بالنساء. ويعيش مسلمو أوزبكستان أزهى عصورهم حاليًّا. ولا شك في أن شعب أوزبكستان سوف يفرز تدينه وسوف يلتزم التزامًا أرسخ بأركان الإسلام بما فيها الصيام. النمسا... وجبات الإفطار مجانية! يعيش في النمسا حوالي(150) ألف مسلم من مختلف الجنسيات والطوائف؛ فهناك العرب والأتراك والإيرانيون إلى جانب عدد من الجنسيات الأخرى. وكما هي الحال في البلدان الإسلامية؛ تحيي الجالية الإسلامية بالنمسا شعائر شهر رمضان الدينية؛ حيث يعكف المسلمون على العبادة في المساجد والاستماع إلى دروس الوعظ والفقه والتفسير وإقامة صلاة التراويح فيما يقرب من خمسين مسجدًا بفيينا والمقاطعات التسع الأخرى. وتقوم معظم المساجد بتحضير وجبات طعام الإفطار وتنظيم دروس الوعظ ومحاضرات في فقه السنة وترتيل وتفسير القرآن. وتختلف برامج إحياء ليالي رمضان من مسجد لآخر؛ فعلى سبيل المثال ينظم المركز الإسلامي بفيينا -الذي أنشئ بمساعدة الدول الإسلامية- برامجَ الوعظ والمحاضرات وصلاة التراويح، ويقدم وجبة الإفطار لمن يحضر إلى المسجد من المسلمين طوال شهر رمضان مجانًا. كما تُلقَى بالمسجد محاضرات ودروس دينية، يقوم بإلقائها نخبة من العلماء الوافدين من الدول الإسلامية للمشاركة في إحياء شهر رمضان ومن بينهم علماء من الأزهر؛ حيث يعمل بعضهم بصفة دائمة والبعض الآخر يحضر في شهر رمضان فقط. ويمتد نشاط العلماء إلى جميع المراكز والمساجد الإسلامية في النمسا مثل الجالية الإسلامية في النمسا ومركز الجماعة الإسلامية بفيينا واتحاد الطلاب المسلمين هناك والمراكز الأخرى. ويقدم المركز الإسلامي بفيينا وجبة إفطار مجانية طوال الشهر، يتم إعدادها داخل المركز بالمشاركة الطوعية من أهل الخير والبر، كما ينظم المركز برامج دراسية وندوات في الفقه والشريعة وتفسير القرآن وترتيله، يقوم بتقديمها العلماء المتخصصون قبل صلاة المغرب وبعد صلاة التراويح. وهناك المراكز والمساجد التي أنشأتها الجالية التركية في مختلف مناطق النمسا والتي تعتبر ذات نشاطات جليلة؛ فهي تقوم بتزويد الجالية الإسلامية بالكتب والمطبوعات الإسلامية، وكذا اللحوم والدواجن المذبوحة على وفق الشريعة الإسلامية. وتعمل المراكز التركية على تزويد ودعم المركز الإسلامية الأخرى بالأغذية لسد حاجات الصائمين في شهر رمضان. ويقوم النادي المصري بنشاط مكثف خلال هذا الشهر، فهو يجمع أبناء الجالية المصرية؛ حيث تلتقي فيه عائلات المسلمين وأطفالهم للتعارف وتعميق الروابط الأخوية فيما بينهم، ويقدم هذا النادي يوميَّا مأكولات مصرية بأسعار مخفضة. وتحيي الجالية الإسلامية العيد بالمركز الإسلامي الذي يقيم احتفالاً سنويًا يجمع أعضاء الجالية بعد أن يؤدي المسلمون صلاة العيد؛ حيث يحتفلون به في مهرجان كبير. ويعتبر هذا الحفل السنوي الوسيلة الرئيسية لتعارف المسلمين وتبادل التهاني فيما بينهم، وإدخال الفرحة في نفوس الأطفال خلال أيام العيد الجميلة الذي يعتبره الجميع يوم لقاء كبير لأعضاء الجالية الإسلامية. في الهند... يفضلون الفواكه و"الهرير" يبدأ اهتمام مسلمي الهند برمضان في آخر أيام شعبان حين يطلب المُفتُون ولجان رؤية الهلال من مسلمي كل المناطق الحرص على رؤية الهلال بعد صلاة المغرب؛ وتعم الفرحة أرجاء المنطقة حين يُشاهَد فيها الهلال؛ ويتصل الناس ببعضهم البعض بالهاتف لإخبارهم بالأمر، كما يتصل بعضهم باللجنة المركزية لرؤية الهلال في دهلي؛ وهي تُعلِّق تحقق رؤية الهلال بعد التأكد من الخبر وتواتره، ومن ثم يُذَاع الخبر عبر المذياع والتلفاز. ومع رؤية الهلال تبدأ صلوات التراويح، وبعض الناس يُواظبون عليها أكثر من مواظبتهم على الصلوات الخمس المفروضة خصوصًا في أوائل أيام رمضان وأواخرها، ويكثر عدد الذين يُصلُّون التراويح في ليلة القَدْر التي يظنون أنها تقع في ليلة السابع والعشرين من رمضان، كما يكثر عددهم يوم "ختم القرآن"؛ وهو اليوم الذي يختم فيه المُقرِئ القرآن في صلاة التراويح ويكون عمومًا قبيل انتهاء رمضان بعدة أيام، وتُوزَّع الحلوى بكل المساجد عند ختم القرآن بها. وبعض المساجد تواصل "ختم القرآن" في التراويح كل يومين أو ثلاثة أيام ويسمونها "شَبينهْ" أي (ليليةً)، ومثل هذه التراويح تستمر إلى ما بعد منتصف الليل؛ بل وإلى الفجر في بعض الأحايين ويُتلَى فيها القرآن بسرعة مُذهِلة فلا يفهمه أحد. والمُقرِئون يتلون القرآن في مختلف المساجد بعد العصر، وتذاع التلاوة عبر مكبرات الصوت… وقد بدأ المُقرِئون من بلاد عربية – كمصر – يأتون إلى دهلي وغيرها من المدن الكبرى لإحياء ليالي رمضان. وتُضَاء المساجد ومناراتها بالمصابيح الكهربائية طوال ليالي رمضان. ومن التقاليد الإسلامية التي يواظب عليها أهل الهند الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ وهي سُنَّة نبوية كريمة؛ فلا يخلو مسجد من شخص أو أكثر يعتكفون فيه، والمسلمون في الهند يعدون "الاعتكاف" بمثابة فرض كفاية. ومن الأكلات الخاصة برمضان هناك "غنجي"، وهو مثل الشوربة ويصنَع من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات ويُطبَخ في الماء، وهو سائل يُشرَب عند الإفطار حيث يُذهِب الظمأ ويُعطِي قوةً للصائم؛ وهو يُوضَع في كل مسجد. ومن مشروبات هذا الشهر "هرير"، وهو مصنوع من القمح بعد طبخه بالحليب والسكر واللَّوْز ويُعمَل في البيوت ويُشرَب عند الإفطار، كما يهتمون بتناول الفواكه من موز وبرتقال وعنب وغير ذلك. وعيد الفطر تتويج لشهر رمضان، ويُسمُّونه في الهند بـ "العيد الحلو" أو العيد الصغير"، وهو – من الناحية العملية – أكبر عيد يحتفل به مسلمو شبه القارة، خصوصًا لأنه يأتي بعد شهر من العناء والترقب. وصباح العيد يغتسل الرجال ويلبسون ملابس بيضاء عمومًا ولا يُفطِرون إلا على قليل من الحلوى؛ ويتجهون إلى المساجد أو المصليات الخاصة بصلاة العيدين خارج المدن والتي يسمونها "عيد كاه"، وتُقَام الصلاة في مختلف المساجد في مواعيد مختلفة؛ ليتمكن الجميع من أداء الصلاة، وبعد الصلاة والخطبة يتعانقون ثم يطوفون على بيوت الأقارب والأصدقاء حيث تُقدَم لهم مختلف أنواع الحلوى؛ وبصفة خاصة "سيويان" وهي نوع من الشعرية الرقيقة جدًّا تُطبَخ في الحليب مع كثير من السكر، وقد أصبحت "سيويان" مثل حلوى العيد التقليدية التي تُعَدُّ ضروريةً في عيد الفطر في كل أنحاء شبه القارة. وتنتظر النساء عودة الرجال من صلاة العيد ليقدِّمْنَ لهم الحلوى. ويغتسلن ويلبسن أزهى الملابس انتظارًا للزائرين والزائرات والآباء والأمهات، والزوار يُعطون الأطفال نقودًا بمناسبة العيد يُسمُّونها "عيدي"، ويخرج الأطفال إلى الأسواق المجاورة التي تعج بشتَّى المأكولات ولعب الأطفال، وقد أصبح من تقاليد العيد المُتبَعَة هذه الأيام تبادل بطاقات المعايدة – وتسمى "عيد كارد" – بالبريد، وتتفنن مختلف الشركات في طبع هذه البطاقات بمختلف صور الأزهار والرسوم والمعالم الإسلامية التاريخية والآيات القرآنية. اليمن... استعدادات مبكرة لاستقبال رمضان المظاهر الرمضانية في جميع مناطق اليمن متشابهة؛ فتبدأ الاستعدادات من الأيام الأخيرة من شهر شعبان. وما إن يبدأ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل حتى تبدأ مظاهر الحياة بالتغيُّر تمامًا فتتحول حركة الحياة من النهار إلى الليل؛ وتشهد شوارع المدن اليمنية ذروة ازدحامها في الدقائق الأخيرة التي تسبق موعد أذان المغرب بعد أن يكون الصناعيُّون قد قاموا بالدورة إلى خارج المدن بسياراتهم. الفطور ونجد بدايةً أن اليمنيين يحرصون على أداء صلواتهم في شهر رمضان في المساجد، وتشهد المساجد حضورًا ملحوظًا منذ صلاة الظهر حتى قدوم صلاة المغرب، وعند الفطور يجلس الصائمون في دوائر صغيرة حول موائد الفطور المُكَوَّن من: التمور، والسمبوسة، والباجية، والحامضة، وهي خليط مكون من الحلبة والليمون والخل والطماطم، كذلك الشفون وهي وجبة يمنية مشهورة يتناولها اليمنيون في شهر رمضان. وجبة العشاء ويُركِّز اليمنيون في وجبة العشاء عقب صلاة المغرب على اللحوم وأنواع أخرى من الأطعمة، مثل الكبسة، والعصيد كوجبة شعبية، وكذلك السلتة وهي وجبة مكونة من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض. أما الحلويات فهي مادة أساسية وأشهر أنواعها هي "الرواني" والكنافة. السهرة وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تزدحم الأسواق بالمُتسوِّقين، وفي المناطق الساحلية تُفضِّل الكثير من الأسر قضاء السهرة في نزهة قرب الشاطئ أو في الحدائق إلى أن يحين وقت السحور، الذي غالبًا ما يكون "الفتة" وبعض الحلويات. في صنعاء وفي صنعاء يختلف رمضان عن باقي العالم الإسلامي كله؛ ففي العشرين من شهر شعبان نجد الأسواق تكون قد امتلأت بكل ما يحتاجه الإنسان في هذا الشهر؛ ونظرة واحدة من خلال "الباب الكبير" تلفت الانتباه لتزاحم الناس وتداخلهم، خاصةً وأن محلات كثيرةً لا تُفتَح إلا في هذا الشهر وتبقى مُقفْلَةً طوال العام. وقبل رمضان بثلاثة أيام تبدأ مآذن صنعاء بالترحيب بالضيف الحبيب فتبدأ مئذنة الجامع الكبير في التكبير والتهليل. أما اليوم الذي يكون قبل رمضان فله تسمية في صنعاء وهي (يوم يا نفس ما تشتهي)، وتعني هذه التسمية ماذا تريدين أيَّتُهَا النفس في هذا اليوم الذي يكون في حياة سعيدة ومرحة للأطفال. وبعد عشر دقائق من أذان المغرب يقوم الناس لأداء الصلاة، وبعد الصلاة يتسارع الناس نحو منازلهم لتناول طعام الإفطار. وبعد أذان العشاء يخرج الرجال لأداء الصلاة ثم السهر خارج المنزل. الأطفال في رمضان أما الأطفال فهم ينامون غالبًا في منتصف الصباح، وفي المساء يتجمَّعون بعد صلاة العشاء يطوفون في الشوارع يُنشدون الأناشيد الجميلة. رمضان في الريف اليمني أما الحياة في الريف اليمني فتختلف نسبيًّا خلال شهر رمضان عن حياة المدن؛ فالنساء يَقُمْنَ بتحضير الفطور والعَشاء عقب الظهر مباشرةً، بينما يقوم الرجال في جولات جماعية إلى خارج القرى في زيارة للأسواق والوديان. وكذلك يحرص سكان القرى الذين لم تصل إليهم الكهرباء أن تُضَاء منازلهم خلال شهر رمضان بمصابيح قوية، ويتم تعبئتها بمادة الكيروسين ويتجمعون في المساء عند أبرز الشخصيات في القرية. وفي النهاية نجد هتافات الوداع في الأيام الأخيرة منه؛ والتي تُعبِّر عن حزنهم لفراق شهر رمضان المُبارَك. الباكستانيون.. يتسحرون في المساجد مع مَقدم شهر رمضان ينشغل الباكستانيون أول ما ينشغلون بإجراءات السفر لعمرة رمضان التي يحرصون عليها حرصًا شديدًا، ولا يمنعهم عنها إلا ضيق ذات اليد. أما الذين يبقون في باكستان خلال الشهر؛ فإنهم يحرصون على الصوم والعبادات. والشعب الباكستاني حريص بصفة عامة على الشعائر التعبدية خاصةً الصلوات التي تمتد صفوفها إلى خارج المساجد وتُغلَق لها الطرقات وتُعطَّل لها حركة المرور. وفي نهاية شهر شعبان، وبعد صلاة العصر، يذهب الناس إلى أماكن مرتفعة يقفون فوقها لرؤية هلال شهر رمضان المُبارَك، وبعد التأكد من رؤيته يذهبون إلى الأسواق لشراء لوازم السحور، وبعد تأديتهم لصلاة العشاء يعودون إلى منازلهم وينامون، وقبل السحور بساعتين يصحو الجميع من نومهم على أصوات قارعي الطبول ومُردِّدي الأهازيج الدينية؛ وعلى أصوات تشبه الأصوات الحادة التي تُصدرها سيارات الإسعاف والإطفاء التي تدور خصيصًا لإيقاظ النائمين وينصرفون إلى تناول السحور. وبعد تناول الطعام تتم تأدية صلاة الفجر ثم النوم قليلاً، ومن بعد ذلك يستيقظون جميعًا وهم صيام؛ الأطفال يذهبون لمدارسهم والآباء يذهبون إلى أعمالهم. وتنتشر في باكستان "أسواق الجُمُعة" حيث يأتيها الناس من مُختَلَف الأحياء لشراء حاجاتهم المختلفة بأسعار مُخفَّضَة. وينتشر في رمضان باعة "البكولة" وهي قطع صغيرة من العجين محشوة بلحم صغير وبصل محمر في الزيت، وتُعتبَر وجبةً رئيسيةً في رمضان بجانبها شراب "روح آفزا" وهو يُستخرَج من النباتات والأعشاب. وتبدأ النساء الباكستانيات في وقت مبكر من النهار بإعداد الطعام للإفطار والعشاء؛ ففي الإفطار يتم تناول المشروبات البادرة بالإضافة إلى بعض الأطعمة الخفيفة. أما العشاء، والذي يتم تناوله بعد أداء صلاة التراويح، فيكون دسمًا، ويتميز بكثرة ما يُوضَع به من البهارات الحارَّة. وتستمر هذه الحال طوال العشرين يومًا. أما في العشر الأواخر من رمضان فالوضع يتغير؛ حيث نجد الرجال يتناولون طعام السحور مُجتمِعين في المساجد القريبة من منازلهم، وقبل وقت السحور يقرءون القرآن الكريم ويتدارسونه فيما بينهم. أما في شهر رمضان فيقوم البعض بتوزيع الحلويات بين الناس ابتهاجًا بقدوم العيد، كما أن الأسواق تبقى مفتوحةً طوال الأربع والعشرين ساعةً؛ لتلبية طلبات الناس الذين يقبلون عليها لشراء لوازم العيد. وقبل صلاة العيد يلبس أهالي باكستان ملابسهم الجديد ويتجهون إلى الساحة الشعبية؛ ليؤدوا صلاة العيد، وعند مقابلة الباكستاني في صلاة العيد لأخيه المسلم يحتضنه ويقبله ثلاث مرات على كتفيه، ويبادله الآخر هذه القبلات. كما يهنئون بعضهم بتبادل الزيارات. في أفغانستان.. لا يستطلعون الهلال! يتم الصيام حسب ظهور الهلال في إحدى الدول الإسلامية؛ لصعوبة استطلاع الهلال في أفغانستان لطبيعتها الجغرافية الصعبة. ويبدأ الناس في شراء ما يلزمهم من مأكولات وحلويات، والإفطار عادةً ما يكون مُجمَّعًا. ويتم إقامة مآدب كثيرة في الميادين العامة والمساجد، ويحافظ المسلمون على أداء الصلاة، ويقومون بختم القرآن الكريم كله في شهر رمضان. ويقيم العلماء ندواتٍ دينيةً وأمسيات لتفسير القرآن الكريم في المساجد عادةً بعد صلاة التراويح. ويُعتبَر اللحم والأرز والحليب من أشهر الوجبات، وكذلك تناول مشروب الرمان على الإفطار. ويقل العمل بالزراعة جدًّا في رمضان؛ ولكن لا يتأثر العمل بالمصانع والشركات بالرغم من تقليل عدد ساعات العمل في شهر رمضان. مسلمو جزر القمر .. يعشقون الثريد على سواحل الجزر يسهرون حتى الصباح. يستعد المسلمون في جزر القمر لاستقبال شهر رمضان بدءًا من بداية شهر شعبان؛ حيث يعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، خلال الشهر المبارك الذي تكثر فيه حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم.. كما تكثر فيه الصدقات وأفعال الخير. وفي الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان، حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل؛ حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلانًا بقدوم رمضان، ويظل السهر حتى وقت السحور. ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور في جزر القمر "الثريد"، إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات.. وهناك مشروب الأناناس والفواكه الأخرى المغرب.. إنقلاب رمضاني إذا كان المغرب قد عُرِف لعدة قرون باستعصائه على أية محاولة انقلابية؛ فإن المحاولة الانقلابية التي تتكرر سنويًّا وبنجاح مُنقطِع النظير تبرز أولى مؤشراتها مع منتصف شهر شعبان حتى نهاية رمضان الكريم. ويدخل الانقلاب الرمضاني حيز التنفيذ مع التوقيت الرمضاني لساعات العمل؛ حيث تتحول من فترتين صباحية ومسائية إلى فترة واحدة تبدأ في التاسعة صباحًا وحتى الرابعة بعد الظهر؛ فتتحول شوارع المدن الكبيرة والصغيرة والأحياء إلى أسواق تعرض منتجاتها على قارعة الطريق، فهناك بائعات الحلوى والخبز، وهناك مجموعات من: الطبَّالين، والمدَّاحين، والمُقرِئين، ومروضي القرود، وباعة الأعشاب الطبية. كذلك فإن أيام الأجازة الأسبوعية تطالها الانقلابات الرمضانية؛ حيث تُهاجر الأسرة بكاملها إلى القرى لقضاء سحابة النهار في المروج الخضراء، واستنشاق هواء الريف النقي، وممارسة أنواع الرياضة المرحة. ونجد أن لرمضان مكانةً عزيزةً في نفوس المغاربة أسوةً بإخوانهم في مشارق الأرض ومغاربها؛ فالمؤسسات تمنح موظفيها حرية ترك العمل عندما يُؤذَّن "الله أكبر"، وخلال شهر رمضان فإن شرطة المرور تملأ الشوارع المؤدية إلى المساجد لحفظ نظام السير، ويمتد تنزه النفوس عن ملذات الدنيا الفانية إلى الموظفات اللائي يحرصْنَ على أداء الصلوات في بيوت الله أسوةً بالرجال، خاصةً وأنهن يهجرْنَ أثوابهُنَّ الرومية على حد التعبير المغربي، أي المُستجيبة لصيحات بيوت الأناقة الأوروبية ويرتدينَ الجلابية الخشنة الواسعة دون إبراز أي ملامح عن الجسد الذي تلفه. وفي ليلة القَدْر، فإن برنامج الأٍسرة بأكملها يعرف انقلابًا لم يحدث له مثيل؛ حيث يتوزعون للقيام بتحضير مائدة بمثابة مأدبة تكريم للأطفال. وبمجرد رفع الصحون عن المائدة، فإن الأب يصطحب الطفل إلى المسجد ليؤدي إلى جواره صلاة التراويح، ويدعو لابنه بالصحة والعافية والنجاح، في حين تبقى البنت عروسًا تحف بها أخواتها وجاراتها اللائي يُقِمْنَ حفلاً لها إلى أن يعود الأب من المسجد ليأخذ الجميع في جولة طويلة في أهم شوارع المدينة. أما عن أشهر المأكولات المغربية في هذا الشهر، فنجد لديهم: الحريرة: وهي شوربة بالكزبرة والبقدونس والكرافس والحمص والعدس والطماطم والبصل. أما عن أنواع الحلوى الرمضانية في المغرب فهي كثيرة، ومنها: السلو: وهو معجون الدقيق والزبدة والمسكرات. الشبيكة: وهي من الدقيق والعسل والسمسم وماء الورد. كعب الغزال: وهي مثل القطايف. وينتهي الشهر الكريم وتنتهي معه مظاهر الاحتفاء به. الموضوع منقول للإفادة ليس إلا
 
مرحبا بأخى الشيمى
حياك الله ومشكور على الموضوع الجميل

لفت انتباهى هذا
فتتحول شوارع المدن الكبيرة والصغيرة والأحياء إلى أسواق تعرض منتجاتها على قارعة الطريق، فهناك بائعات الحلوى والخبز، وهناك مجموعات من: الطبَّالين، والمدَّاحين، والمُقرِئين، ومروضي القرود، وباعة الأعشاب الطبية.

ما كل هذا !!
شهر الصيام صار شهر الأكل وشهر الطبالين !!
إنا لله !!

والله الكثير من الناس يخسرون الشهر الكريم بهذه الطريقة ومن المفترض أن يتفرغوا تماما للعبادة فى هذا الشهر وأن يتجنبوا فضول الكلام , وفضول الطعام , وفضول النظر , وفضول الخلطة

تحية طيبة :)
 
مرحبا بأخى الشيمى
حياك الله ومشكور على الموضوع الجميل

لفت انتباهى هذا


ما كل هذا !!
شهر الصيام صار شهر الأكل وشهر الطبالين !!
إنا لله !!

والله الكثير من الناس يخسرون الشهر الكريم بهذه الطريقة ومن المفترض أن يتفرغوا تماما للعبادة فى هذا الشهر وأن يتجنبوا فضول الكلام , وفضول الطعام , وفضول النظر , وفضول الخلطة

تحية طيبة :)

بارك الله لك فى عمرك أخى محمد
هكذا حال رمضان فى دول المسلمين .... فى حين أن بلد مثل ( ليبريا ) و هى فى غرب إفريقيا وهى تجاور ساحل العاج و غينيا
في ليبريا عندما يبدأ شهر رمضان يقاطع المسلمون في ليبريا الاستماع لأي نوع من أنواع الموسيقى، وإذا استمع أحد المسلمين للموسيقى في شهر رمضان ينظر إليه المجتمع على أنه "مفطر" ولا يصوم رمضان. إن سكان ليبريا 4 ملايين نسمة، ولا يتجاوز عدد المسلمين فيها أكثر من 15% من إجمالي السكان. وبالرغم من هذا عندما يأتي الزائر إلى ليبريا في شهر رمضان يشعر أن جميع السكان مسلمون؛ حيث يعلق المسلمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المحفورة على ألواح من الخشب، تأخذ أشكالاً زخرفية جميلة في الشوارع وعلى البيوت وأعمدة النور، وتزين بالأضواء، وتملأ كل مكان في أراضي ليبريا في المدن
إنا لله و إنا إليه راجعون
و حسبنا الله و نعم الوكيل فمن ضيع المسلمين
 
السلام عليكم:
جعلتنا أخي الشيمي نشارك إخواننا هذه الأجواء الرمضانية بكل فرحة وطمأنينة. و خاصة في دول كاليابان و الصين و ماليزيا و النمسا... شيء مفرح. في اندونيسيا تمتلىء المساجد بالمصلين و يحضرون الأكل إلى المساجد كما هو الشّان في مكة المكرمة فيأكل الصائمون مع بعضهم و قد غمرتهم الفرحة. هذه العادة بدأت و الحمد لله تنتشر في بعض الدول الأوروبية. الإخوة المسلمون يتطوّع كل واحد منهم فيحضر ما يقدر عليه إلى المسجد لتناول طعام الإفطار و أحيانا يتعاون على ذلك مجموعة من الإخوة و هكذا بالتداول. فلا إحساس بالغربة أو بالوحدة. الحمد لله على نعمة الإسلام هذا الدين الذي ليس له مثيل و يكفي أن شهد الكثير من المستشرقين أنه فيه حلول لكل مشاكل الكرة الأرضية لو وقع تطبيقه.

قبل أن أودعك أخي محمد: لمذا في مصر تسمون المدفع"الحاجة فاطمة"؟؟

لك مني كل التقدير و الإحترام.
 
السلام عليكم:
جعلتنا أخي الشيمي نشارك إخواننا هذه الأجواء الرمضانية بكل فرحة وطمأنينة. و خاصة في دول كاليابان و الصين و ماليزيا و النمسا... شيء مفرح. في اندونيسيا تمتلىء المساجد بالمصلين و يحضرون الأكل إلى المساجد كما هو الشّان في مكة المكرمة فيأكل الصائمون مع بعضهم و قد غمرتهم الفرحة. هذه العادة بدأت و الحمد لله تنتشر في بعض الدول الأوروبية. الإخوة المسلمون يتطوّع كل واحد منهم فيحضر ما يقدر عليه إلى المسجد لتناول طعام الإفطار و أحيانا يتعاون على ذلك مجموعة من الإخوة و هكذا بالتداول. فلا إحساس بالغربة أو بالوحدة. الحمد لله على نعمة الإسلام هذا الدين الذي ليس له مثيل و يكفي أن شهد الكثير من المستشرقين أنه فيه حلول لكل مشاكل الكرة الأرضية لو وقع تطبيقه.

قبل أن أودعك أخي الشيمى: لمذا في مصر تسمون المدفع"الحاجة فاطمة"؟؟

لك مني كل التقدير و الإحترام.

و الله يا أخى لطفى برغم هذا الضنك الذى تعانى منه الأمة الإسلاميه الأن.
فهذه الأخبار عن بلدان العالم و كيف هم يستقبلون هذا الشهر الكريم و خصوصا بلاد الشرق الأقصى ( اليابان و الصين ) و بلاد أقصى الشمال مثل السويد و بلاد جنوب و غرب أفريقيا مثل ليبريا .
تبعث الطمأنينه فى قلوبنا ان الإسلام بخير و فى تقدم ملحوظ بفضل الله تعالى
و كما قال تعالى ( قل موتوا بغيظكم ) فإن الإسلام قام برغم أنوف الذين كفروا
وكما قال تعالى أيضا ( إن نحن نزلنا الذكر و إن له لحافظون )
اللهم أعز الإسلام و أهله .

قبل أن أودعك أخي الشيمى: لمذا في مصر تسمون المدفع"الحاجة فاطمة"؟؟
و الله يا أخى لاأعلم عنها شىء
جزاك الله خيرا على مرورك المشرف للموضوع
 
بارك الله فيك اخي على هذه المعلومات الطيبة والتي أجهل الكثير عنها فهي تزيدا معرفة بحال المسلمين في بلاد الإسلام ..ولكن شهر رمضان ينبغي أن يشمر فيه المسلمون وأن يجتهدوا في العبادة فهو مضار سباق للطاعات ..ولكن للأسف الكثير منا جعلوه شهر للأكل والسهرات ..هدانا الله وإياهم
 
بارك الله فيك اخي على هذه المعلومات الطيبة والتي أجهل الكثير عنها فهي تزيدا معرفة بحال المسلمين في بلاد الإسلام ..ولكن شهر رمضان ينبغي أن يشمر فيه المسلمون وأن يجتهدوا في العبادة فهو مضار سباق للطاعات ..ولكن للأسف الكثير منا جعلوه شهر للأكل والسهرات ..هدانا الله وإياهم

صدقت و الله أخى حضرموت .. لكن برغم كل هذا فإنه لشىء مطمئن إن شاء الله أن الإسلام يزداد إنتشارا برغم أنوف أعدائه .
و نسأل الله أن يرد الله المسلمون إلى دينه ردا جميلا
شكرا لك على مرورك العطر القادم مع نفحات رمضان
 
جزاك الله خير على هده الأجواء الرمضانية و هده المعلومات الجميلة
تقبل تحياتي
 
جزاك الله خير على هده الأجواء الرمضانية و هده المعلومات الجميلة
تقبل تحياتي

شكرا لك أختى مسلمة على مرورك الطيب و جزاك الله كل الخير
و كل عام و أنت بخير ........ رمضان كريم​
 
عودة
أعلى