الهمة في طلب العلم

chimista dz

Member
بالأمس تمت إستضافة الشيخ الفاضل الكتور محمد راتب النابلسي بجامعتنا أتى بمحاضرة عنوانها -الهمة في طلب العلم ......يقول فيها " إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، و إذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم ، والعلم لا یعطیك بعضه إلا إذا أعطیته كلك، فإذا أعطیته بعضك لم یعطك شیئاً، ویظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ".
فعلاً موضوع العلم یستحق أن نتوقف عنده لما له من أهمیة في حیاتنا، لا یمكن أن تنجح الأمم إلا بالعلم، والتفوق، ومختلف صنوف هذا العلم
ياااا رب و فقنا في طلب العلم...اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم و الجهل إلى أنوار العلم و المعرفة
يا رب و فقنا جميعا
 
الجميل هو حرصك على كتابة الموضوع
نشارك الاهتمام وبعض من همة وروح الشباب
 
  • Like
التفاعلات: mann1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتور في طلب العلم

السؤال
أحب طلب العلم، لكن سرعان ما أترك الطلب بسبب التكاسل، أو لأسباب أخرى، من أهمها الغربة التي أعيشها. فما نصيحتكم لي؟

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جميل بالإنسان أن يجد ويجتهد في طلب العلم، فكلما ازداد الإنسان علماً، كلما ارتفعت مكانته، وعلت رتبته، فالله سبحانه يقول: "قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون" الزمر:9. وقال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" المجادلة:11. ولما كان طلب العلم من أجلّ العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله بعد الفرائض لو أخلص فيها النية، فإن الشيطان لن يدع العبد يتفرغ لها، بل سيحول بينه وبينها بكل وسيلة ممكنة من وسائله.


لكن الإنسان الرشيد هو الذي يستعين بالله تعالى على مراده، ويحتسب الأجر عند الله في كل أفعاله، فيجتهد في طلب العلم ويجد فيه، ويبذل الأسباب المعينة على ذلك والتي من أهمها:

- طلب العلم لوجه الله تعالى. واستشعار الثواب في طلب العلم، فكلما أحس المسلم بالثواب، كلما زاد اجتهاده وعلت همته. وفي صحيح مسلم: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ".

- الوقوف على فوائد العلم في حياة القلب وزيادة الإيمان، ونور البصيرة، ومعرفة الأحكام، والقدرة على وزن الأمور بمقياس صحيح، وغير ذلك.

- طلب العلم من أهله: فلا بد أن يتلقى الإنسان العلم عن أهل العلم، فيستفيد من أحوالهم، وينتفع بأقوالهم، ويتأسى بسيرتهم، ومما قاله عبد الله بن وهب: ما تعلمت من أدب مالِكٍ أفضل من علمه.
وأهل العلم لهم أثر في إيجاد الرغبة في العلم، وشدة التعلق به، وقوة الصلة به، ومن يتعلم منهم ويرى همتهم، ويقف على أحوالهم لا يرضى بالكسل، ولا يستسلم للانقطاع.

- صحبة تشتغل بالعلم، وتتنافس في التحصيل، وهؤلاء لهم أثر في بقاء الحمية والحماسة لطلب العلم، والمنافسة تعلي الهمم، وتمنع الفتور والتقاعس..

- قابلية للتعلم، من حيث الحرص والاهتمام والعناية بالعلم ومسائله.
- المتابعة المستمرة، في كل الظروف والأحوال. فليس هناك حد ينتهي فيه الإنسان من طلب العلم، ولذلك قيل: ما يزال المرء عالما ما طلب العلم.

وما أحسن قول الإمام الشافعي عندما قال:
أخي لن تنال العلم إلا بستةسأنبيك عن تأويلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغةوصحبة أستاذ وطول زمان

ومن الأمور التي تدفع عنك الكسل، وتمنع الانقطاع قراءة سير العلماء، وما كانوا عليه من جد واجتهاد، و ما تحملوا في طلب العلم من عناء ومشقة، وما حصل بهم من النفع والفائدة.

ومما يعين كذلك الجوانب التربوية المتعلقة بالحرص على الوقت، واستشعار المسؤولية والسؤال عن الوقت والزمن، وما عمل فيه، فيدفعه ذلك إلى أن لا ينقطع ويضيع وقته فيما لا فائدة فيه.

ومن الأمور التي تساعد على طلب العلم في زماننا الالتحاق بدورات علمية شرعية، أو بجامعات ولو بالانتساب، وكذلك الانضمام إلى المنتديات العلمية المختلفة على الشبكة، أو في القنوات الفضائية التعليمية.

وفي حالة السائل: فإن الغربة تقتضي وجود فرصة أكبر لطلب العلم، حيث تقل في الغربة علاقات الإنسان الاجتماعية، وبالتالي يتوفر له المزيد من الوقت لطلب العلم والانشغال به.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، إنه سميع مجيب.
.
.
.
د. علي بن عمر با دحدح
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة
 
عودة
أعلى